الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثلاث عشرة ومائتين
فيها توفي أسد بن الفرات الفقيه أبو عبد الله المغربيّ، صاحب مالك، وصاحب «المسائل الأسدية» التي كتبها عن ابن القاسم.
وخالد بن مخلد القطوانيّ، أحد الحفّاظ بالكوفة. رحل وأخذ عن مالك وطبقته.
وقال أبو داود: صدوق شيعيّ.
وعبد الله بن داود الخريبيّ [1] الحافظ الزاهد. سمع الأعمش والكبار. وكان من أعبد أهل زمانه. توفي بالكوفة في شوال وقد نيّف على التسعين، وهو ثقة.
وأبو عبد الرّحمن المقرئ، عبد الله بن يزيد، شيخ مكّة وقارئها ومحدّثها. روى عن ابن عون والكبار، ومات في عشر المائة، وقرأ القرآن سبعين سنة.
وعمرو [2] بن عاصم الكلابيّ الثقة البصريّ. روى عن طبقة شعبة.
قال في «المغني» [3] : صدوق مشهور.
قال بندار: لولا شيء لتركته. انتهى.
[1] في الأصل: «الحريثي» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
[2]
في الأصل: «عمر» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
[3]
«المغني في الضعفاء» (2/ 485) .
وفيها عبيد الله بن موسى العبسيّ [1] الكوفيّ الحافظ. روى عن هشام بن عروة والكبار، وقرأ القرآن على حمزة، وكان إماما في الفقه، والحديث، والقرآن. موصوفا بالعبادة والصلاح، لكنه من رؤوس الشيعة.
وعمرو بن أبي سلمة التّنّيسيّ [2] الفقيه. وأصله دمشقي. روى عن الأوزاعيّ وطبقته.
قال في «المغني» [3] : ثقة.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به. انتهى.
ومحمد بن سابق البغداديّ. روى عن مالك بن مغول وجماعة.
وقيل: توفي في السنة الآتية.
ومحمد بن عرعرة بن البرند الشّاميّ البصريّ. روى عن شعبة وطائفة. توفي في شوال.
وفيها الهيثم بن جميل البغداديّ الحافظ، نزيل أنطاكية. روى عن جرير بن حازم وطبقته، وكان من ثقات المحدّثين وصلحائهم وأثباتهم [4] .
ويعقوب بن محمد الزّهريّ المدنيّ الفقيه الحافظ. روى عن إبراهيم بن سعد وطبقته، وهو ضعيف يكتب حديثه.
وفيها قتل المأمون عليّ بن جبلة الشاعر العكوّك السمين، أحد المبرزين من الموالي في الشعر، وكان ولد أعمى، وقيل: عمي صغيرا من الجدري [5] .
[1] في الأصل: «العنشي» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
[2]
في الأصل: «التنيشي» وهو تحريف، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
[3]
«المغني في الضعفاء» (2/ 484) .
[4]
راجع ترجمته في «تهذيب الكمال» للمزي (3/ 1454) مصورة دار المأمون للتراث بدمشق.
[5]
قلت: يحسن بالقارئ الكريم الرجوع إلى ديوان شعره الذي جمعه وحققه وقدم له الدكتور حسين عطوان، ونشرته دار المعارف بمصر، ففي ذلك فائدة.
حكى المبرّد قال: أخبرني علي بن القاسم قال: قال لي عليّ بن جبلة: زرت أبا دلف العجلي، فكنت لا أدخل إليه إلّا تلقّاني ببشره، ولا أخرج عنه إلّا تلافاني ببرّه. فلما أكثر ذلك هجرته أياما حياء منه، فبعث إليّ أخاه معقلا، فقال: يقول لك الأمير: هجرتنا وقعدت عنا، فإن كنت رأيت تقصيرا فيما مضى فاعذر فإننا نتلافاه في المستقبل ونزيد فيما يجب من برّك.
فكتبت إليه بهذه الأبيات:
هجرتك لم أهجرك من كفر نعمة
…
وهل يرتجى نيل الزيادة [1] بالكفر
ولكنّني لمّا أتيتك زائرا
…
فأفرطت في برّي عجزت عن الشّكر
فم الآن [2] لا آتيك إلّا مسلّما
…
أزورك في الشّهرين يوما أو الشّهر
فإن زدتني برّا تزايدت جفوة
…
فلا نلتقي طول الحياة إلى الحشر [3]
فلما نظر فيها معقل استحسنها- وكان أديبا شاعرا أشعر من أخيه أبي دلف- فقال: جوّدت والله، وأحسنت، أما إن الأمير سيعجب بهذه الأبيات والمعاني، فلما أوصلها إلى أبي دلف استحسنها وكتب إليّ بهذه الأبيات:
ألا ربّ ضيف [4] طارق قد بسطته
…
وآنسته قبل الضيافة بالبشر
أتاني يرجّيني فما حال دونه
…
ودون القرى من نائلي عنده ستري [5]
رأيت له [6] فضلا عليّ بقصده
…
إليّ وبرّا لا يعادله شكري [7]
فلم أعد أن أدنيته وابتدأته
…
ببشر وإكرام وبرّ على برّ
[1] في الأصل: «نيل الزيارة» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
[2]
كذا في الأصل، والمطبوع:«فم الآن» وفي «تاريخ بغداد» : «فملّان» ، وفي «الأغاني» :
«فها أنا» .
[3]
الأبيات في «الأغاني» (20/ 24) ، و «تاريخ بغداد» (9/ 488) منسوبة إلى دعبل.
[4]
في الأصل، والمطبوع:«ألا رب طيف» ، والتصحيح من «الأغاني» .
[5]
في الأصل، والمطبوع:«مني ومن نائلي شرى» ، وأثبت ما في «الأغاني» .
[6]
في «الأغاني» : «وجدت له» .
[7]
في «الأغاني» : «يستحق به شكري» .
وزوّدته مالا سريعا نفاده [1]
…
وزوّدني مدحا يدوم [2] على الدّهر [3]
ووجّه الأبيات مع وصيف وألف دينار، فلذلك قلت فيه قصيدتي الغرّاء التي سارت واشتهرت في العجم والعرب:
إنما الدّنيا أبو دلف
…
بين باديه ومحتضره
فإذا ولّى أبو دلف
…
ولّت الدّنيا على أثره [4]
حدّث الزّعفرانيّ قال: لما بلغ المأمون قول عليّ بن جبلة في أبي دلف:
كلّ من في الأرض من عرب
…
بين باديه إلى حضره
مستعير منك مكرمة
…
يكتسيها يوم مفتخره [5]
استشاط غضبا وقال: ويل لابن الزانية، يزعم أنا لا نعرف مكرمة إلّا وهي مستعارة من أبي دلف، وطلبه، فهرب، فكتب في طلبه وأخذه، فحمل إليه، فلما مثل بين يديه قال: يا ابن اللّخناء [6] أنت القائل كيت وكيت؟ وقرأ البيتين. أجعلتنا نستعير المكارم منه. فقال: عنيت أشكال أبي دلف، وأما أنتم فقد أبانكم الله بالفضل عن سائر عباده لما اختصكم به من النّبوّة، والكتاب، والحكمة، والملك، وما زال يستعطفه حتّى عفا عنه.
[1] في «الأغاني» : «قليل بقاؤه» .
[2]
في الأصل، والمطبوع:«يقيم» وأثبت لفظ «الأغاني» .
[3]
الأبيات في «الأغاني» (20/ 25) .
[4]
البيتان في «الورقة» ص (107) ، و «الأغاني» (20/ 15 و 25) ، و «وفيات الأعيان» (3/ 351) ، و «سير أعلام النبلاء» (10/ 192) .
[5]
البيتان في «الأغاني» (20/ 41) ، و «وفيات الأعيان» لابن خلكان (3/ 351) ، و «سير أعلام النبلاء» (10/ 192- 193) .
[6]
في الأصل: «يا ابن الخناء» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
قال ابن منظور: اللّخن: قبح ريح الفرج، وامرأة لخناء. ويقال: اللّخناء التي لم تختن.
«لسان العرب» (لخن) .
وقال بعض الرّواة: قتله، وقال: أما إني لا أستحلّ دمك بهذا القول، ولكني أستحلّه بكفرك وجرأتك على الله سبحانه إذ تقول في عبد ضعيف مهين تسوي بينه وبين ربّ العزّة:
أنت الذي تنزل الأيام منزلها
…
وتنقل الدّهر من حال إلى حال
وما مددت مدى طرف إلى أحد
…
إلّا قضيت بأرزاق وآجال [1]
ذاك الله- عز وجل ثم أمر فسلّ لسانه من قفاه. والأول أصح، وأنه مات حتف أنفه.
ومن مدح العكوّك لحميد بن عبد العزيز الطّوسي:
إنّما الدّنيا حميد
…
وأياديه الجسام
فإذا ولّى حميد
…
فعلى الدّنيا السّلام [2]
وفيها توفي إسحاق بن مرار النحويّ اللغويّ أحد الأئمة الأعلام.
أخذ عنه أحمد بن حنبل، وأبو عبيد القاسم بن سلّام، ويعقوب بن السّكّيت.
وقال في حقّه: عاش مائة وعشرين سنة، وكان يكتب بيده إلى أن مات رحمه الله تعالى.
[1] البيتان في «الأغاني» (20/ 42) ، و «وفيات الأعيان» (3/ 353) ، و «سير أعلام النبلاء» (10/ 193- 194) .
[2]
البيتان في «الورقة» ص (108) ، و «الأغاني» (20/ 37) ، و «وفيات الأعيان» (3/ 352) .