الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وخمسين ومائتين
فيها قتل بغا الصغير الشّرابيّ، وكان قد تمرّد وطغى، وراح نظيره وصيف، فتفرد واستبد بالأمور، وكان المعتز بالله يقول: لا أستلذ بحياة ما بقي بغا، ثم إنه وثب فأخذ من الخزائن مائتي ألف دينار، وسار نحو السّنّ [1] فاختلف عليه أصحابه وفارقه عسكره فذل وكتب يطلب الأمان وانحدر في مركب فأخذته المغاربة وقتله وليد المغربي وأتى برأسه، فأعطاه المعتز عشرة آلاف دينار.
وفيها أبو الحسن علي بن الجواد محمد بن الرضا علي بن الكاظم موسى بن جعفر الصادق العلويّ الحسنيّ، المعروف بالهادي، كان فقيها إماما متعبّدا، وهو أحد الأئمة الاثني عشر الذين تعتقد غلاة الشيعة عصمتهم كالأنبياء. سعي به إلى المتوكل، وقيل له: إن في بيته سلاحا وعدة ويريد القيام، فأمر من هجم [2] عليه [في][3] منزله فوجده في بيت مغلق، وعليه مدرعة من شعر، يصلي ليس بينه وبين الأرض فراش، وهو يترنّم بآيات من
[1] في الأصل، والمطبوع:«السند» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» للذهبي (2/ 12) ، وانظر «تاريخ الطبري» (9/ 379) ، و «الكامل» لابن الأثير (7/ 186) .
قال ياقوت: السّنّ: يقال لها سنّ بارما، مدينة على دجلة فوق تكريت، لها سور وجامع كبير، وفي أهلها علماء. «معجم البلدان» (3/ 268) ، وانظر «بلدان الخلافة الشرقية» ص (120) .
[2]
قال ابن منظور: هجم على القوم يهجم هجوما: انتهى إليهم بغتة. «لسان العرب» (هجم) .
[3]
زيادة من «غربال الزمان» ص (235) .
القرآن في الوعد والوعيد، فحمل إليه ووصف له حاله، فلما رآه عظّمه وأجلسه إلى جنبه، وناوله شرابا، فقال: ما خامر لحمي ولا دمي فاعفني منه، فأعفاه وقال له: أنشدني شعرا، فأنشده أبياتا [1] أبكاه بها، فأمر له بأربعة آلاف دينار، وردّه مكرما.
وإنما قيل [له][2] العسكري، لأنه [لما][2] سعي به إلى المتوكل، أحضره من المدينة- وهي مولده- وأقرّه بمدينة العسكر، وهي سرّ من رأى، سميت بالعسكر لأن المعتصم حين بناها انتقل إليها بعسكره، فسميت بذلك، وأقام بها صاحب الترجمة عشرين سنة، فنسب إليها.
وفيها محمد بن عبد الله بن المبارك المخرّميّ [3] ، الحافظ أبو جعفر ببغداد. روى عن وكيع وطبقته. وعنه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم، وكان من كبار الحفاظ الثقات المأمونين. لما قدم ابن المديني بغداد قال: وجدت أكيس القوم هذا الغلام المخرّمي.
وفيها أبو أحمد المرّار بن حمّوية الثقفيّ الهمذانيّ الفقيه. سمع أبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، وكان موصوفا بالحفظ وكثرة العلم [4] .
وفيها العتبيّ [5] صاحب «العتبيّة» [6] في مذهب مالك، واسمه محمد
[1] انظرها في «غربال الزمان» ص (235) .
[2]
زيادة من «غربال الزمان» .
[3]
في الأصل: «المخزومي» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع، ووهم الأستاذ فؤاد سيد في ضبطها في «العبر» (2/ 12) فضبط نسبته بفتح الميم وسكون الخاء وفتح الراء، نسبة إلى المسور بن مخرمة، وتبعه محقق «العبر» المنشور في دار الكتب العلمية ببيروت. والصواب أنه منسوب إلى المخرم، وهي محلة ببغداد. انظر «اللباب» لابن الأثير (3/ 178) .
[4]
انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (12/ 308- 311) .
[5]
نسبة إلى عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس أخي معاوية بن أبي سفيان. انظر «الأنساب» للسمعاني (8/ 379- 380) ، و «اللباب» لابن الأثير (2/ 320) .
[6]
انظر «كشف الظنون» (2/ 1124) .
ابن أحمد بن عبد العزيز بن عتبة الأمويّ العتبيّ القرطبيّ الأندلسيّ الفقيه، أحد الأعلام [ببلده][1] . أخذ عن يحيى [بن يحيى][2] ، ورحل فأخذ بالقيروان عن سحنون [3] ، وبمصر عن أصبغ، وصنف «المستخرجة» [4] وجمع فيها أشياء غريبة عن مالك.
وفيها مؤمّل بن إهاب، أبو عبد الرحمن، الحافظ في رجب بالرّملة.
روى عن ضمرة [5] بن ربيعة، ويحيى بن آدم، وطبقتهما.
وفيها- على ما جزم به ابن ناصر الدّين- أبو عاصم خشيش بن أصرم بن الأسود النسائي، أخذ العلم عن الكبار، وحدّث عنه عدة، منهم أبو داود، والنسائي، وغيرهم، وكان ثقة [6] .
[1] زيادة من «العبر» للذهبي (2/ 13) .
[2]
ما بين حاصرتين سقط من الأصل، والمطبوع، واستدركته من «العبر» .
[3]
ضبطه الأستاذ فؤاد سيد في «العبر» بضم السين وسكون النون «سحنون» وهو خطأ فيصحح فيه.
[4]
قلت: ولكن السمعاني ذكر في «الأنساب» بأن «المستخرجة» و «العتبية» مصنف واحد لا مصنفين كما جاء في كتابنا، وفي «العبر» ، وفي «سير أعلام النبلاء» (12/ 335) .
[5]
ضبطه محقق «العبر» (2/ 13) طبع الكويت بضم الضاد، وهو خطأ، وتبعه محقق «العبر» طبع بيروت، فيصحح فيهما.
[6]
انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» (12/ 250- 251) .