الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثلاث وسبعين ومائتين
فيها توفي إسحاق بن سيّار النّصيبينيّ [1] محدّث نصيبين، في ذي الحجّة. سمع أبا عاصم وطبقته.
وفيها حنبل بن إسحاق الحافظ، أبو علي، ابن عمّ الإمام أحمد وتلميذه في جمادى الأولى. سمع أبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا غسّان مالك بن إسماعيل [النّهدي][2] ، وعفّان بن مسلم، وسعيد بن سليمان، وعارم بن الفضل، وسليمان بن حرب، وإمامنا أحمد في آخرين.
وحدّث عنه: ابنه عبيد الله، أبو عبد الله، وعبد الله البغوي، ويحيى بن صاعد، وأبو بكر الخلّال، وغيرهم.
وذكره ابن ثابت، فقال: كان ثقة ثبتا.
وقال الدارقطني: كان صدوقا.
وكان حنبل رجلا فقيرا، خرج إلى عكبرا [3] فقرأ مسائله عليهم، وخرج إلى واسط أيضا.
[1] في «سير أعلام النبلاء» (13/ 194) : «النّصيبي» .
[2]
زيادة من «طبقات الحفّاظ» للسيوطي ص (171) .
[3]
قال ياقوت: عكبرا: اسم بليدة من نواحي دجيل قرب صريفين، وأونا، بينهما وبين بغداد عشرة فراسخ، والنسبة إليها عكبري، وعكبراوي. انظر «معجم البلدان» (4/ 142) .
وقال حنبل جمعنا عمّي- يعني الإمام أحمد- أنا، وصالح، وعبد الله- يعني أبناء أحمد- وقرأ علينا «المسند» وما سمعه منه- يعني تامّا- غيرنا.
وقال لنا: إن هذا الكتاب قد جمعته وانتقيته من أكثر من تسعمائة [1] وخمسين ألفا، فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارجعوا إليه، فإن وجدتموه فيه، وإلا فليس بحجة.
ومات حنبل بواسط في جمادى الأولى. انتهى ملخصا.
وفيها أبو أميّة الطّرسوسيّ، محمد بن إبراهيم بن مسلم الحافظ.
سمع عبد الوهّاب بن عطاء، وشبابة، وطبقتهما، وكان من ثقات المصنفين.
قال ابن ناصر الدّين: هو صاحب «المسند» كان حافظا، ثقة، كبيرا.
وفيها الإمام الحافظ أبو عبد الله، محمد بن يزيد بن ماجة، الكبير الشأن، القزوينيّ صاحب «السنن» و «التفسير» و «التاريخ» . سمع أبا بكر بن أبي شيبة، ويزيد بن عبد الله اليمامي، وهذه الطبقة. قاله في «العبر» [2] .
وقال ابن ناصر الدّين: محمد بن يزيد بن ماجة، أبو عبد الله، الرّبعيّ، مولاهم، القزوينيّ، أحد الأئمة الأعلام، وصاحب «السنن» أحد كتب الإسلام، حافظ ثقة كبير، صنّف «السنن» و «التاريخ» و «التفسير» . لم يحتو كتابه «السنن» على ثلاثين حديثا في إسنادها ضعف. انتهى.
وقال ابن خلّكان [3] : كان إماما في الحديث، عارفا بعلومه وجميع ما يتعلق به، ارتحل إلى العراق، والبصرة، والكوفة، وبغداد، ومكة، والشام،
[1] جاء في هامش المطبوع: وفي «مختصر طبقات ابن أبي يعلى» ، و «خصائص المسند» لأبي موسى المديني:«سبعمائة» .
[2]
(2/ 57) .
[3]
في «وفيات الأعيان» (4/ 279) .
ومصر، والرّيّ، لكتب الحديث، وله «تفسير القرآن العظيم» و «تاريخ» مليح، وكتابه في الحديث أحد الصحاح الستة.
وكانت ولادته سنة تسع ومائتين، وتوفي يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من شهر رمضان، وصلّى عليه أخوه أبو بكر، وتولى دفنه أخواه أبو بكر، وأبو عبد الله [وابنه عبد الله][1] . انتهى.
وفيها أحمد بن الوليد الفحّام، أبو بكر، البغداديّ. روى عن عبد الوهّاب بن عطاء وطائفة، وكان ثقة.
وفي صفر صاحب الأندلس، محمد بن عبد الرّحمن بن الحكم بن هشام، الأمويّ، الأمير، أبو عبد الله، وكانت دولته خمسا وثلاثين سنة، وكان فقيها، عالما، فصيحا، مفوّها، رافعا لعلم الجهاد.
قال بقيّ بن مخلد: ما رأيت ولا سمعت أحدا من الملوك أفصح منه ولا أعقل.
وقال أبو المظفر [سبط][2] ابن الجوزي: هو صاحب وقعة وادي سليط، التي لم يسمع بمثلها، يقال: إنه قتل فيها ثلاثمائة ألف كافر.
[1] ما بين حاصرتين زيادة من «وفيات الأعيان» (4/ 279) . و «سير أعلام النبلاء» للذهبي (13/ 279) . وفي «وفيات الأعيان» : «وتولى دفنه أخواه أبو بكر، وعبد الله، وابنه عبد الله» فتصحّح العبارة فيه.
[2]
سقطت من الأصل والمطبوع، واستدركتها من «العبر» للذهبي.