الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القاعدة الستون (من)، و (ما) و (أي)، و (متى)، و (أل)، والمفرد المضاف يدل كل واحد منها على العموم
فـ (من) إن كانت شرطية فهى عامة، ومنهم من يحكي الإجماع على عمومها، قال تعالى:{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (1)، وقال تعالى:{وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (2) فهذه عامة، فكل متوكل فالله حسيبه، وكل متق فإن الله سبحانه وتعالى يجعل له مخرجاً.
وكذلك إذا كانت استفهامية فإنها عامة كما قال تعالى: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّون} (3).
كذلك إذا كانت موصولة فإنها عامة كما قال تعالى: {وَمِنْهم مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} (4).
كذلك في ما إذا كانت شرطية فإنها تكون للعموم كقوله تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُم مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ} (5)، فهذه تفيد العموم، فإن كل خير يقدم فإن الله سبحانه وتعالى يجازي عبده عليه.
(1) سورة الطلاق، الآية:3.
(2)
سورة الطلاق، الآية:2.
(3)
سورة الحجر، الآية:56.
(4)
سورة الأنعام، الآية:25.
(5)
سورة البقرة، الآية:110.
وكذلك إذا كانت استفهامية مثل قوله تعالى: {وَمَا تلْكَ بِيمِينكَ يَا مُوسَى} (1).
وكذلك إذا كانت موصولة فإنها تفيد العموم كقوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} (2)، وفي قوله عليه الصلاة والسلام:"على اليد ما أخذت حتى تؤدّيه"(3) يعنى الذي أخذت، فالأدلة من الكتاب والسنة تدل على أنها تفيد العموم، لكن لا شك أنها تختلف درجاتها، فإذا كانت شرطية فهي أقوى في العموم من كونها استفهامية، أو إذا كانت موصولة، وكذلك إذا كانت شرطية فإنه تفيد العموم كقوله تعالى:{أيَّمَا تَدْعُو} (4).
وكذلك إذا كانت استفهامية كما في قوله تعالى: {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا} (5)، كذلك (متى) لزمان مبهم، فنقول مثلاً لإنسان: متى تذهب اذهب، أو متى تقم أقم فإنها تفيد العموم.
وكذلك (ال) إذا كانت غير عهدية سواء كانت دخلت على جمع أم مفرد فإنها تفيد العموم.
(1) سورة طه، الآية:17.
(2)
سورة طه، الآية:17.
(3)
سبق تخريجه ص: 143 - 144.
(4)
سورة الإسراء، الآية:110.
(5)
سورة النمل، الآية 38.
وكذلك المفرد المضاف كما قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} (1) فيشمل أي نعمة من نعمه سبحانه وتعالى.
وسواء كانت مضافة إلى اسم ظاهر أو إلى ضمير فنقول مثلاً: أدِّبْ ولدك، فإنه يشمل جميع أولاده بإضافتها إلى الضمير.
هذه جملة ما أشار إليه من القواعد رحمه الله، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(1) سورة إبراهيم، الآية:34.