الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتابُ المناسك
الخطبة
الحمد لله الذي شرح صدور أوليائه، بمعرفة أحاديث خير أنبيائه، وروح أرواحهم في موارد قدسه، ورياض أنسه، وأذاقهم بفضله شراب حبه، ومدام وده، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وحبيبه وصفيه وخليله، شهادة مخلصة من بغضه، موصلة بوده، صلى الله عليه وسلم صلاةً وسلامًا دائمين بدوام الملك العلام، وعلى آله البررة الكرام، وأصحابه السادات الأعلام، وتابعيهم إلى يوم الحشر والقيام.
أما بعد:
فإني لما استدبرت المجلد السادس عشر من هذا التعليق القليل .. استقبلت المجلد السابع عشر منه بعونه وتوفيقه، مستمدًا منه مدد العمر، مع دوام القوى والقوة والتقوى إلى أن أكمله مع ما رمته في النحو والوضع والمقولات، قبل أن يخترمني الحِمَامُ - بوزن كِتَابٍ: الموت - وينزلني تحت التراب؛ فإنه قريب مجيب الدعاء.
والآنَ آنَ آنُ الحَمَّامِ - بوزنِ شَدَّادٍ: المغتسلُ - والشُّربِ من هذا المُدام، فقلت - وبالله التوفيق -:
* * *
قال المؤلف رحمه الله تعالى، ونفعنا بعلومه؛ آمين:
(24)
- كِتَابُ الْمَنَاسِكِ
===
(24)
- (كتاب المناسك)
والمناسك: جمع نُسُك على غير قياس؛ كالمحاسن جمع حسن.
والنسك - بضمتين ويسكن ثانيه -: العبادة، وكل حق لله تعالى؛ كما في قوله تعالى:{إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي} (1).
والمناسك أيضًا جمع منسك جمعًا قياسيًّا - بفتح السين وكسرها - كالمقاعد والمكاسب؛ وهو المتعبّد، ويقع على المصدر والزمان والمكان، ثم سميت به أمور الحج وأعماله.
والمنسك: المذبح، والنسيكة: الذبيحة؛ سميت أعمال الحج بالمناسك؛ لكثرة جبران أعمالها بالنسيكة؛ أي: بالذبيحة.
وأصل الحج في اللغة: القصد، وقال الخليل: كثرة القصد إلى معظَّم.
وفي الشرع: القصد إلى البيت الحرام بأعمال مخصوصة.
وهو بفتح المهملة وبكسرها لغتان، وبهما قرئ؛ فالفتح لغة أهل العالية، والكسر لغة نجد، وفرق سيبويه بينهما، فجعل المكسور مصدرًا واسمًا للفعل، والمفتوح مصدرًا فقط، وقال ابن السكيت: بالفتح: القصد، وبالكسر: القوم الحجاج.
وقال الجوهري: والحجة بالكسر: المرة الواحدة، وهو من الشواذ؛ لأن القياس أن يكون بالفتح، وهو مبني على اختياره أنه بالفتح الاسم. انتهى "قسطلاني".
(1) سورة الأنعام: (162).