الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(16) - (1023) - بَابُ رَفْعِ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَةِ
(41)
- 2877 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، حَدَّثَهُ عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِب، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَمَرَنِي
===
(16)
- (1023) - (باب رفع الصوت بالتلبية)
(41)
- 2877 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر) بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي المدني، صدوق، من السادسة. يروي عنه:(س ق).
(عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام) المخزومي المدني، ثقة، من الخامسة، مات في أول خلافة هشام. يروي عنه:(ع).
(حدثه) أي: حدث عبدُ الملك عبدَ الله بن أبي بكر (عن خلاد بن السائب) بن خلاد بن سويد الأنصاري الخزرجي، ثقة، من الثالثة، ووهم من قال: إنه صحابي. يروي عنه: (عم).
(عن أبيه) الساىب بن خلاد بن سويد الخزرجي أبي سهلة المدني، له صحبة رضي الله تعالى عنه، وعمل لعمر على اليمن، ومات سنة إحدى وسبعين (71 هـ). يروي عنه:(عم).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل) الأمين عليه السلام (فأمرني) أمر إيجاب؛ لأن تبليغ الشرائع واجب عليه؛ أي: أمرني جبريل أمر
أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ".
===
إيجاب بـ (أن آمر أصحابي) أمر ندب عند الجمهور، وأمر وجوب عند الظاهرية بـ (أن يرفعوا أصواتهم) إظهارًا لشعار الإحرام وتعليمًا للجاهل ما يستحب له في ذلك المقام (بالإهلال) أريد به التلبية على سبيل التجريد البياني وأصله رفع الصوت بالتلبية. انتهى من "سندي"
والحديث استدل به على استحباب رفع الصوت بالتلبية للرجل؛ بحيث لا يضر نفسه، وبه قال ابن رسلان.
وخرج بقوله: "أصحابي" النساء؛ فإن المرأة لا تجهر بها، بل تقتصر على إسماع نفسها، وذهب داوود إلى أن رفع الصوت واجب، قال الشوكاني: وهو ظاهر قوله "فأمرني أن آمر أصحابي" لا سيما وأفعال الحج وأقواله بيان لمجمل واجب هو قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} (1).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (خذوا عني مناسككم).
قال الخطابي: يحتج به من يرى أن التلبية واجبة، وهو قول أبي حنيفة، وقال: من لم يلب .. لزمه دم، ولا شيء عند الشافعي على من لم يلب. انتهى من "العون".
وفي "التحفة": والحديث يدل على استحباب رفع الصوت بالتلبية، وهو قول الجمهور، وروى البخاري في "صحيحه" عن أنس قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة الظهر أربعًا، والعصر بذي الحليفة ركعتين، وسمعتهم يصرخون بهما جميعًا.
وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن بكر بن عبد الله المزني قال: كنت مع ابن عمر، فلبى حتى أسمع ما بين الجبلين.
(1) سورة آل عمران: (97).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وأخرج ايضًا بإسناد صحيح من طريق المطلب بن عبد الله قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أصواتهم بالتلبية حتى تبح أصواتهم، كذا في "فتح الباري".
قال ابن الهمام: رفع الصوت بالتلبية سنة، فإن تركه .. كان مسيىًا، ولا شيء عليه ولا يبالغ فيه فيجهد نفسه كيلا يتضرر، ثم قال: ولا يخفى أنه لا منافاة بين قولنا: (ولا يجهد نفسه بالمبالغة في رفع الصوت) وبين الأدلة الدالة على استحباب رفع الصوت بشدة؛ إذ لا تلازم بين ذلك وبين الإجهاد؛ إذ قد يكون الرجل جهوري الصوت عاليةً طبعًا، فيحصل الرفع العالي مع عدم تعبه به. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الحج المناسك، باب كيفية التلبية، والترمذي في كتاب الحج، باب ما جاء في رفع الصوت بالتلبية، قال: وفي الباب عن زيد بن خالد وأبي هريرة وابن عباس، قال أبو عيسى: حديث خلاد بن السائب عن أبيه حديث حسن صحيح، وروى بعضهم هذا الحديث عن خلاد بن السائب عن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح، والصحيح: هو عن خلاد بن السائب عن أبيه؛ وهو خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد الأنصاري عن أبيه، والنسائي في كتاب الحج، باب رفع الصوت بالإهلال، والدارمي ومالك.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
(42)
- 2878 - (2) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِب، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ؛ مُرْ أَصْحَابَكَ
===
ثم استشهد المؤلف لحديث السائب بن خلاد بحديث زيد بن خالد رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(42)
- 2878 - (2)(حدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومىتين. يروي عنه: (ق).
(حدثنا وكيع، حدثنا سفيان) الثوري.
(عن عبد الله بن أبي لبيد) - بفتح اللام - المدني أبي المغيرة نزيل الكوفة، ثقة رمي بالقدر، من السادسة، مات في أول خلافة أبي جعفر سنة بضع وثلاثين ومئة (133 هـ). يروي عنه:(خ م دس ق).
(عن المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب) بن الحارث المخزومي، صدوق كثير التدليس والإرسال، من الرابعة. يروي عنه:(عم).
(عن خلاد بن السائب) بن خلاد الأنصاري الخزرجي، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(عم).
(عن زيد بن خالد الجهني) المدني الصحابي المشهور، مات بالمدينة، وقيل: بالكوفة سنة ثمان وستين أو وسبعين (78 هـ) رضي الله تعالى عنه. يروي عنه: (ع).
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) زيد: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جاءني جبريل) الأمين عليه السلام (فقال: يا محمد؛ مر أصحابك) برفع الصوت في التلبية
فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ؛ فَإِنَّهَا مِنْ شِعَارِ الْحَجِّ".
(43)
- 2879 - (3) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ
===
(فليرفعوا أصواتهم بالتلبية؛ فإنها) أي: فإن التلبية (من شعار الحج) وعلاماته، فينبغي رفعها؛ ليظهر الحج بين الناس؛ كما أن التكبير من شعار العيد، فينبغي رفعه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه البيهقي في "سننه الكبرى" عن الحاكم في "المستدرك" في كتاب المناسك، وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما" من هذا الوجه.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شاهدًا؛ كما ذكرناه آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث السائب بن خلاد، والله أعلم.
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث الساىب بن خلاد بحديث أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(43)
- 2879 - (3)(حدثنا إبراهيم بن المنذر) بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي (الحزامي) - بالزاي - صدوق تكلم فيه أحمد لأجل القرآن، من العاشرة، مات سنة ست وثلاثين ومئتين (236 هـ). يروي عنه:(خ ت س ق).
(ويعقوب بن حميد بن كاسب) المدني نزيل مكة، صدوق ربما وهم، من العاشرة، مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين ومىتين (241 هـ). يروي عنه:(ق).
قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِر، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَرْبُوعٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ
===
كلاهما (قالا: حدثنا) محمد بن إسماعيل بن مسلم (بن أبي فديك) - بالفاء مصغرًا - واسمه: دينار الديلي مولاهم المدني، صدوق، من صغار الثامنة، مات سنة مئتين على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(عن الضحاك بن عثمان) بن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي الحزامي - بكسر أوله وبالزاي - أبي عثمان المدني، صدوق يهم، من السابعة. يروي عنه:(م عم).
(عن محمد بن المنكدر) بن عبد الله بن الهدير - مصغرًا - التيمي المدني، ثقة فاضل، من الثالثة، مات سنة ثلاثين ومئة (130 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن عبد الرحمن بن يربوع) المخزومي (كذا وقع عندهما) قال الدارقطني: صوابه: عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي أبي محمد المدني، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(دت ق).
(عن أبي بكر الصديق) عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنه، مات في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة (13 هـ)، وله ثلاث وستون سنة. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات، ولكن اختلف في هذا السند هل هو متصل أو منقطع؟ لأن محمد بن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن، بل إنما روى عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أسقط
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الْعَجُّ وَالثَّجُّ".
===
سعيدًا من بين عبد الرحمن وابن المنكدر، والصحيح أنه متصل.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سىل) - بضم السين - ولم أر من ذكر اسم هذا السائل: (أي الأعمال) الصالحة بدنيتها وعمليتها وماليتها (أفضل؟ ) أي: أكثر ثوابًا وأجرًا.
وفي رواية الترمذي: (أي الحج) أي: أي أعماله، أو أي خصاله بعد أركانه (أفضل؟ ) أي: أكثر أجرًا وثوابًا (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضلها: (العج) أي: رفع الصوت بالتلبية (والثج) أي: إراقة دماء الهدي، وقيل: دماء الأضاحي، وقد مر تفسيره مبسوطًا.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الحج، باب ما جاء في فضل التلبية والنحر.
فدرجة الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم