الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(13) - (1020) - بَابُ مَوَاقِيتِ أَهْلِ الْآفَاقِ
(33)
- 2869 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَة،
===
(13)
- (1020) - (باب مواقيت أهل الآفاق)
(33)
- 2869 - (1)(حدثنا أبو مصعب) أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة بن مصعب عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني الفقيه، صدوق عابه أبو خيثمة؛ للفتوى بالرأي، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا مالك بن أنس) الإمام في الفروع، ثقة، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن نافع، عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: أنه أصح الأسانيد، ويسمى عندهم سلسلة الذهب.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يهل) أي: يحرم النسك حجًّا كان أو عمرة (أهل المدينة) ومن سلك طريقهم فمر على طريقهم (من ذي الحليفة) أي: من مكان يسمى ذا الحليفة؛ وهو مكان على ثلاثة أميال من المدينة على الصحيح، وهو بضم الحاء وفتح اللام مصغرًا؛ مصغر الحلفة - بالفتح على وزن قصبة -: اسم نبت ينبت في الماء معروف، يجمع على حلفاء، سميت باسم ذلك النبات.
قال الحافظ: وذو الحليفة مكان معروف بينه وبين مكة مئتا ميل غير ميلين،
وَأَهْلُ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَة،
===
قاله ابن حزم، وقال غيره: بينهما عشر مراحل، وقال النووي: بينه وبين المدينة ستة أميال. انتهى.
وقيل: سبعة، وقيل: أربعة، وفي "المهمات": الصواب المعروف بالمشاهدة أنها على ثلاثة أميال من المدينة أو تزيد قليلًا. انتهى، وقال في "الفتح": وبها مسجد يعرف بمسجد الشجرة، وهو خراب، وبها بئر يقال لها: بئر علي. انتهى.
وعلي هذا ليس المراد به: علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال ملا علي: وهو ماء من مياه بني جشم، وقد اشتهر الآن بأبيار علي. انتهى.
أي: يهل أهل المدينة وسكانها ومن كانت في طريقهم ممن يمر عليها من ذلك الموضع الذي يسمى ذا الحليفة؛ لأنه جعل ميقاتا لهم (و) يهل (أهل الشام) وهو من العريش إلى بالس، وقيل: إلى الفرات، قاله النووي.
أي: يهل أهل الشام ومن سلك طريقهم (من الجحفة) - بضم الجيم وسكون الحاء المهملة وفتح الفاء - وهي قرية خربة بينها وبين مكة خمس مراحل أو ستة، واسمها في الأصل مهيعة بوزن علقمة، وقيل: بوزن لطيفة، وسميت بالجحفة؛ لأن السيل أجحف بها.
قال ابن الكلبي: كان العماليق يسكنون يثرب، فوقع بينهم وبين بني عبيل - بفتح المهملة وكسر الموحدة - وهو أخو عاد .. حرب، فأخرجوهم من يثرب، فنزلوا مهيعة، فجاء سيل فاجتحفهم؛ أي: استأصلهم، فسميت بالجحفة، قيل: إنها قد ذهبمت أعلامها ولم يبق إلا رسوم خفية لا يكاد يعرفها إلا سكان بعض البوادي؛ فلذا - والله أعلم - اختار الناس احتياطًا الإحرام من المكان المسمى بـ (رابض) وبعضهم يجعله بالغين المعجمة؛ لأنه قبيل الجحفة بنصف مرحلة أو قريب منها، وقال القرطبي: ولقد سألت جماعة ممن لهم خبرة عربانها
وَأَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ"، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَمَّا هَذِهِ الثَّلَاثَةُ .. فَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "وَيُهِلُّ أَهْلُ الْيَمَنِ
===
عنها، فأروني أكمة بعدما دخلنا من رابغ إلى مكة على جهة اليمين على مقدار ميل من رابغ تقريبًا. انتهى من "فتح الملهم".
(و) يهل (أهل نجد) أي: نجد الحجاز أو نجد اليمن ومن سلك طريقهم في السفر، قال الحافظ: أما نجد .. فهو كل مكان مرتفع، وهو اسم لعشرة مواضع؛ والمراد منها هنا: الأرض الأريضة التي أعلاها تهامة واليمن، وأسفلها الشام والعراق.
وقال في "المختار": ونجد من بلاد العرب، وهو خلاف الغور؛ فالغور تهامة، وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العرب .. فهو نجد؛ أي: يهل أهل نجد ومن سلك طريقهم (من قرن) ويقال له: قرن المنازل أيضًا، وهو بفتح القاف وسكون الراء بعدها نون؛ وهو جبل مدور أملس مشرف على عرفات. انتهى "ملا علي"، قالوا: وهو أقرب المواقيت إلى مكة.
(فقال عبد الله) بن عمر رضي الله تعالى عنهما بالسند السابق: (أما هذه) المواقيت (الثلاثة) المذكورة .. (فقد سمعتها) بأذني (من رسول الله صلى الله عليه وسلم و) أما الرابع من المواقيت .. فقد (بلغني) فيه ممن سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) فيه: (ويهل أهل اليمن) أراد بهم - والله أعلم -: بعض أهل اليمن ممن يسكن تهامة؛ فإن اليمن يشمل نجدًا وتهامة.
وقوله فيما سبق آنفًا: (ولأهل نجد) يشمل نجد الحجاز ونجد اليمن، كذا في "المواهب اللطيفة" أي: ويهل أهل اليمن إذا مروا بطريق تهامة ومن
مِنْ يَلَمْلَمَ".
(34)
- 2870 - (2) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ،
===
سلك طريق سفرهم ومر على ميقاتهم (من يلملم) - بفتح التحتانية واللام وسكون الميم وبعدها لام مفتوحة ثم ميم -: موضع على مرحلتين من مكة تقريبًا بينهما ثلاثون ميلًا، فإن مر أهل اليمن من طريق الجبال .. فميقاتهم قرن المنازل.
وقولنا: (يلملم) غير منصرف؛ للعلمية ووزن الفعل، أو للعلمية والتأنيث المعنوي، ويقال: ألملم - بالهمزة - فهذه مواقيت الحج والعمرة للآفاقيين، لم يختلف في شيء منها.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الحج، باب ميقات أهل المدينة، ومسلم في كتاب الحج، باب مواقيت الحج والعمرة، وأبو داوود في كتاب المناسك، باب في المواقيت، والنسائي في كتاب الحج، باب ميقات أهل المدينة، والترمذي في كتاب الحج باب ما جاء في مواقيت الأحرام لأهل الآفاق.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث ابن عمر بحديث جابر رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(34)
- 2870 - (2)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْر، عَنْ جَابِر قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مُهَلُّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَة، وَمُهَلُّ أَهْلِ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَة،
===
(حدثنا وكيع) بن الجراح، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومىة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا إبراهيم بن يزيد) الخوزي - بضم المعجمة وبالزاي - أبو إسماعيل المكي مولى بني أمية، متروك الحديث، من السابعة، مات سنة إحدى وخمسين ومىة (151 هـ). يروي عنه:(ت ق).
(عن أبي الزبير) المكي الأسدي مولاهم محمد بن مسلم بن تدرس، صدوق، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومىة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري الخزرجي المدني، من أكابر الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه إبراهيم بن يزيد، وهو متروك الحديث، ولكن الحديث صحيح؛ لأنه تابع ابن جريج لإبراهيم بن يزيد في الرواية عن أبي الزبير المكي؛ كما في رواية مسلم.
(قال) جابر: (خطبنا) أي: وعظنا (رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال) في خطبته: (مهل أهل المدينة) - بضم الميم وفتح الهاء على صيغة اسم المفعول من الرباعي، مصدر ميمي بمعنى: الإهلال - أي: إحرام أهل المدينة (من ذي الحليفة) أي: من موضع يسمى ذا الحليفة إذا خرجوا من طريقها لا من طريق الساحل (ومهل أهل الشام) أي: إهلال أهل الشام ومن سلك طريقهم (من الجحفة) مكان معروف؛ أي: من مكان يسمى بالجحفة.