المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(63) - (1070) - باب قدر حصى الرمي - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ١٧

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ المناسك

- ‌(1) - (1008) - بَابُ الْخُرُوجِ إِلَى الْحَجِّ

- ‌(2) - (1009) - بَابُ فَرْضِ الْحَجِّ

- ‌(3) - (1010) - بَابُ فَضْلِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ

- ‌(4) - (1011) - بَابُ الْحَجِّ عَلَى الرَّحْلِ

- ‌(5) - (1012) - بَابُ فَضْلِ دُعَاءِ الْحَاجِّ

- ‌(6) - (1013) - بَابُ مَا يُوجِبُ الْحَجَّ

- ‌(7) - (1014) - بَابُ الْمَرْأَةِ تَحُجُّ بِغَيْرِ وَلِيٍّ

- ‌(8) - (1015) - بَابٌ: الْحَجُّ جِهَادُ النِّسَاءِ

- ‌(9) - (1016) - بَابُ الْحَجِّ عَنِ الْمَيِّتِ

- ‌(10) - (1017) - بَابُ الْحَجِّ عَنِ الْحَيِّ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ

- ‌مُلْحَقَةٌ بما قبلها

- ‌(11) - (1018) - بَابُ حَجِّ الصَّبِيِّ

- ‌(12) - (1019) - بَابٌ: النُّفَسَاءُ وَالْحَائِضُ تُهِلُّ بِالْحَجِّ

- ‌(13) - (1020) - بَابُ مَوَاقِيتِ أَهْلِ الْآفَاقِ

- ‌ملحقة

- ‌(14) - (1021) - بَابُ الْإِحْرَامِ

- ‌(15) - (1022) - بَابُ التَّلْبِيَةِ

- ‌(16) - (1023) - بَابُ رَفْعِ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَةِ

- ‌(17) - (1024) - بَابُ الظِّلَالِ لِلْمُحْرِمِ

- ‌(18) - (1025) - بَابُ الطِّيبِ عِنْدَ الْإِحْرَامِ

- ‌(19) - (1026) - بَابُ مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ

- ‌(20) - (1027) - بَابُ السَّرَاوِيلِ وَالْخُفَّيْنِ لِلْمُحْرِمِ إِذَا لَمْ يَجِدْ إِزَارًا أَوْ نَعْلَيْنِ

- ‌(21) - (1028) - بَابُ التَّوَقِّي فِي الْإِحْرَامِ

- ‌(22) - (1029) - بَابُ الْمُحْرِمِ يَغْسِلُ رَأْسَهُ

- ‌(23) - (1030) - بَابُ الْمُحْرِمَةِ تَسْدِلُ الثَّوْبَ عَلَي وَجْهِهَا

- ‌(24) - (1031) - بَابُ الشَّرْطِ فِي الْحَجِّ

- ‌(25) - (1032) - بَابُ دُخُولِ الْحَرَمِ

- ‌(26) - (1033) - بَابُ دُخُولِ مَكَّةَ

- ‌(27) - (1034) - بَابُ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ

- ‌فائدة

- ‌فائدة

- ‌(28) - (1035) - بَابُ مَنِ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ بِمِحْجَنِهِ

- ‌(29) - (1036) - بَابُ الرَّمَلِ حَوْلَ الْبَيْتِ

- ‌(30) - (1037) - بَابُ الاضْطِبَاعِ

- ‌(31) - (1038) - بَابُ الطَّوَافِ بِالْحِجْرِ

- ‌(32) - (1039) - بَابُ فَضْلِ الطَّوَافِ

- ‌(33) - (1040) - بَابُ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الطَّوَافِ

- ‌(34) - (1041) - بَابُ الْمَرِيضِ يَطُوفُ رَاكِبًا

- ‌(35) - (1042) - بَابُ الْمُلْتَزَمِ

- ‌(36) - (1043) - بَابٌ: الْحَائِضُ تَقْضي الْمَنَاسِكَ إِلَّا الطَوَافَ

- ‌(37) - (1044) - بَابُ الْإِفْرَادِ بِالحَجِّ

- ‌(38) - (1045) - بَابُ مَنْ قَرَنَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ

- ‌(39) - (1046) - بَابُ طَوَافِ الْقَارِنِ

- ‌(40) - (1047) - بَابُ التَّمَتُّعِ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ

- ‌(41) - (1048) - بَابُ فَسْخِ الْحَجِّ

- ‌(42) - (1049) - بَابُ مَنْ قَالَ: كانَ فَسْخُ الْحَجِّ لَهُمْ خَاصَّةً

- ‌(43) - (1050) - بَابُ السَّعْيِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

- ‌(44) - (1051) - بَابُ الْعُمْرَةِ

- ‌(45) - (1052) - بَابُ العُمْرَةِ فِي رَمَضَانَ

- ‌تتمة

- ‌(46) - (1053) - بَابُ الْعُمْرَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ

- ‌فائدة

- ‌(47) - (1054) - بَابُ الْعُمْرَةِ فِي رَجَبٍ

- ‌(48) - (1055) - بَابُ الْعُمْرَةِ مِنَ التَّنْعِيمِ

- ‌(49) - (1056) - بَابُ مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ

- ‌(50) - (1057) - بَابٌ: كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(51) - (1058) - بَابُ الْخُرُوجِ إِلَى مِنًى

- ‌(52) - (1059) - بَابُ النُّزُولِ بِمِنًى

- ‌(53) - (1060) - بَابُ الْغُدُوِّ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَاتٍ

- ‌ملحقة

- ‌(54) - (1061) - بَابُ الْمَنْزَلِ بِعَرَفَةَ

- ‌(55) - (1062) - بَابُ الْمَوْقِفِ بِعَرَفَاتٍ

- ‌(56) - (1063) - بَابُ الدُّعَاءِ بِعَرَفَةَ

- ‌(57) - (1064) - بَابُ مَنْ أَتَى عَرَفَةَ قَبْلَ الْفَجْرِ لَيْلَةَ جَمْعٍ

- ‌فائدة

- ‌(58) - (1065) - بَابُ الدَّفْعِ مِنْ عَرَفَةَ

- ‌(59) - (1066) - بَابُ النُّزُولِ بَيْنَ عَرَفَاتٍ وَجَمْعٍ لِمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ

- ‌(60) - (1067) - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ بِجَمْعٍ

- ‌تتمة

- ‌(61) - (1068) - بَابُ الْوُقُوفِ بِجَمْعٍ

- ‌(62) - (1069) - بَابُ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى لِرَمْيِ الْجِمَارِ

- ‌فائدة

- ‌(63) - (1070) - بَابُ قَدْرِ حَصَى الرَّمْيِ

- ‌(64) - (1071) - بَابُ مِنْ أَيْنَ تُرْمَى جَمْرَةُ الْعَقَبَةِ

- ‌(65) - (1072) - بَابٌ: إِذَا رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ .. لَمْ يَقِفْ عِنْدَهَا

- ‌(66) - (1073) - بَابُ رَمْيِ الْجِمَارِ رَاكبًا

- ‌(67) - (1074) - بَابُ تَأْخِيرِ رَمْيِ الْجِمَارِ مِنْ عُذْرٍ

- ‌(68) - (1075) - بَابُ الرَّمْيِ عَنِ الصِّبْيَانِ

- ‌تتمة في أحكام رمي الجمار

- ‌(69) - (1076) - بَابٌ: مَتَى يَقْطَعُ الْحَاجُّ التَّلْبِيَةَ

- ‌(70) - (1077) - بَابُ مَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ إِذَا رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ

- ‌(71) - (1078) - بَابُ الْحَلْقِ

- ‌تتمة

الفصل: ‌(63) - (1070) - باب قدر حصى الرمي

(63) - (1070) - بَابُ قَدْرِ حَصَى الرَّمْيِ

(141)

- 2977 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ،

===

(63)

- (1070) - (باب قدر حصى الرمي)

(141)

- 2977 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا علي بن مسهر) - بضم الميم وسكون المهملة وكسر الهاء - القرشي الكوفي قاضي الموصل، ثقة له غرائب بعدما أضر، من الثامنة، مات سنة تسع وثمانين ومئة (189 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن يزيد بن أبي زياد) القرشي الهاشمي مولاهم الكوفي، ضعيف، كبر فتغير وصار يتلقن، وكان شيعيًّا، من الخامسة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(م عم). انتهى من "التقريب".

وفي "التهذيب": وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ليس حديثه بذاك، وقال أبو يعلى الموصلي عن ابن معين: ضعيف، وقال العجلي: جائز الحديث، وكان بأخرة يلقن، وقال الآجري عن أبي داوود: لا أعلم أحدًا ترك حديثه، وغيره أحب إلي منه، وقال يعقوب بن سفيان: ويزيدُ وإن كانوا يتكلمون فيه؛ لِتَغَيُّرهِ .. فهو على العدالة والثقة وإن لم يكن مثل الحكم ومنصور، وقال ابن شاهين في "الثقات": قال أحمد بن صالح المصري: يزيد بن أبي زياد، ثقة، ولا يعجبني قول من تكلَّم فيه، وقال ابن سعد: كان ثقة في نفسه، إلا أنه اختلط في آخر عمره.

والحاصل مما ذكرناه: أنه مختلف فيه، يرد السند من الصحة إلى الحسن، فحديثه حسن لا ضعيف؛ كما مر آنفًا.

ص: 439

عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَص، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى بَغْلَةٍ

===

(عن سليمان بن عمرو بن الأحوص) الجشمي، ويقال: الأزدي الكوفي. روى عن: أبيه، وأمه أم جندب، ولهما صحبة، ويروي عنه:(عم)، ويزيد بن أبي زياد، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": مقبول، من الثالثة. انتهى.

(عن أمه) أم جندب الأزدية رضي الله تعالى عنها. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في رمي الجمرة وهو هذا الحديث، ويروي عنها: ابنها سليمان بن عمرو بن الأحوص، وعبد الله بن شداد بن الهاد، وأبو يزيد مولى عبد الله بن الحارث، لها حديث واحد في رمي الجمرة. يروي عنها:(د ق).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه يزيد بن أبي زياد، وهو مختلف فيه.

(قالت) أم جندب: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم) عيد (النحر عند جمرة العقبة) وهي الجمرة الكبرى التي تلي مكة (وهو) أي: والحال أنه صلى الله عليه وسلم (راكب على بغلة) له (شهباء) كما في رواية أبي داوود؛ أي: بيضاء، وفي رواية أبي داوود زيادة:(يرمي الجمرة من بطن الوادي)، وهو مسيل الماء، قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم؛ يختارون أن يرمي الرجل من بطن الوادي، وقد رخص بعض أهل العلم إن لم يمكنه أن يرمي من بطن الوادي .. رمى من حيث قدر عليه وإن لم يكن في بطن الوادي، قال محمد بن الحسن في "الموطأ": هو أفضل، ومن حيث ما رمى .. فهو جائز، وهو قول أبي حنيفة وقول العامة. انتهى من "العون".

حالة كونه (يكبر مع كل حصاة) وقد ورد أنه يكبر على أثر كل واحدة منها

ص: 440

فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ .. فَارْمُوا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ".

(142)

- 2978 - (2) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ،

===

(وازدحم الناس) للرمي (فقال: يا أيها الناس) لا يقتل بعضكم بعضًا بالزحام وبرمي الحجارة الكبيرة، ولعلهم كانوا يرمونها بالحجارة الكبار، وقال لهم:(إذا رميتم الجمرة .. فارموا) إليها (بمثل حصى الخذف) ولا ترموا إليها بالأحجار الكبار فيصيب بعضكم بعضًا، فيقتله أو يجرحه ويؤذيه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب المناسك، باب في رمي الجمار، وأحمد.

ودرجته: أنه حسن لكون سنده حسنًا؛ كما تقدم آنفًا، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة، والله أعلم.

* * *

ثم استشهد المؤلف لحديث أم جندب بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(142)

- 2978 - (2)(حدثنا علي بن محمد، حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة إحدى ومئتين (201 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عوف) بن أبي جميلة - بفتح الجيم - العبدي الهجري أبي سهل البصري المعروف بالأعرابي، واسم أبي جميلة بندويه، قيل: بندويه اسم أمه، واسم أبيه رُزَيْنَةُ، ثقة رمي بالقدر وبالتشيع، من السادسة، مات سنة ست، أو سبع وأربعين ومئة (147 هـ)، وله ست وثمانون سنة. يروي عنه:(ع).

ص: 441

عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحُصَيْن، عَنْ أَبِي الْعَالِيَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ: "الْقُطْ لِي حَصًى"، فَلَقَطْتُ لَهُ سَبْعَ حَصَيَاتٍ هُنَّ حَصَى الْخَذْف،

===

(عن زياد بن الحصين) بن قيس الحنظلي أو الرياحي أبي جهمة البصري، ثقة يرسل، من الرابعة. يروي عنه:(م س ق).

(عن أبي العالية) الرياحي - بكسر الراء والتحتانية - اسمه رفيع - مصغرًا - ابن مهران، ثقة كثير الإرسال، من الثانية، مات سنة تسعين (90 هـ)، وقيل: ثلاث وتسعين: (93 هـ)، وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) ابن عباس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة) التقاط حصى الرمي من (العقبة) أي: عقبة منى؛ وهي غداة يوم النحر والعيد لرمي جمرة العقبة (وهو) أي: والحال أنه صلى الله عليه وسلم راكب (على ناقته) وركوبه على ناقته يومئذ هو المشهور المحفوظ، بخلاف قوله في الحديث السابق: وهو راكب على بغلة، فغير مشهور. انتهى "سندي"، والجملة حال من الرسول، وقوله:(القط لي) من الأرض (حصى) رَمْي جمرة العقبة؛ أي: خذها لي من الأرض حبة حبة، مقول لقال.

قال ابن عباس: (فلقطت له) صلى الله عليه وسلم حصى الرمي (سبع حصيات) لرمي جمرة العقبة يوم العيد، قيل: ركن من أركان الحج لا يتم الحج إلا به، وقيل: واجب يجبر بالدم، وقوله:(هن) أي: مقدار تلك الحصيات السبع مقدار (حصى الخذف) أي: قدر حصى يخذف بها، والجملة الاسمية في محل النصب صفة لسبع حصيات؛ أي: فلقطت له سبع حصيات موصوفة

ص: 442

فَجَعَلَ يَنْفُضُهُنَّ فِي كَفِّهِ وَيَقُولُ: "أَمْثَالَ هَؤُلَاءِ فَارْمُوا"، ثُمَّ قَالَ:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ؛ فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ".

===

بكون قدرها قدر حصى الخذف؛ والخذف: رمي الحصى بالسبابتين، أو بالسبابة والإبهام، أو بالإبهام والوسطى مثلًا.

(فجعل) رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرع (ينفضهن) أي: ينفض تلك الحصيات ويجمعهن (في كفه) رضي الله تعالى عنهما، قال السندي: مأخوذ من نفض؛ من باب نصر أو ضرب، أو من أنفض الرباعي، كلها بمعنى: حرك.

(و) جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول) للناس: يا أيها الناس (أمثال هؤلاء) الحصيات السبع وأشباهها جرمًا في كونها قدر حصى الخذف، وهو بالنصب مفعول مقدم لقوله:(فارموا) في الجمرات، أو مفعول لفعل محذوف وجوبًا على سبيل الاشتغال؛ لأن ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها على القول به (ثم) بعد هذا القول (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يا أيها الناس إياكم) بالنصب على التحذير بعامل محذوف وجوبًا؛ لقيام المعطوف مقامه (والغلو في الدين) بالنصب معطوف على (إياكم)، والتقدير: يا أيها الناس باعدوا أنفسكم عن الغلو ومجاوزة الحد الشرعي في أمور الدين برمي الحصى الصغار من حصى الخذف، أو برمي الكبار عليها.

وحصى الخذف: هو ما كان قدر حبة الباقلاء، أو حبة الحمص، أو ما بينهما، فلا تُفَرِّطوا ولا تُفْرِطوا فيها.

(فإنه) أي: فإن الشأن والحال إنما (أهلك من كان قبلكم) من الأمم (الغلو) ومجاوزة الحد المشروع لهم (في الدين) بالتفريط أو بالإفراط.

ص: 443

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

قال السندي: الغلو: التشديد في الدين ومجاوزة الحد، وقيل: معناه: البحث عن بواطن الأشياء والكشف عن عللها وحكمها. انتهى منه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي في كتاب المناسك، باب التقاط الحصى، والحاكم في "المستدرك"، في كتاب المناسك، باب رمي الجمار ومقدار الحصى، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والبيهقي في كتاب الحج، باب أخذ الحصى لرمي الجمرة، وأحمد في "المسند".

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أم جندب.

* * *

ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:

الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 444