الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(4) - (1011) - بَابُ الْحَجِّ عَلَى الرَّحْلِ
(9)
- 2845 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
===
(4)
- (1011) - (باب الحج على الرحل)
بفتح الراء وسكون الحاء المهملة: ما يركب عليه الراكب على البعير.
* * *
(9)
- 2845 - (1)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).
(حدثنا وكيع) بن الجراح، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن الربيع بن صبيح) - بفتح الصاد المهملة - السعدي البصري، صدوق سيئ الحفظ، وكان عابدًا مجاهدًا، قال الرامهرمزي: هو أول من صنف الكتب بالبصرة، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ). يروي عنه:(ت ق).
(عن يزيد بن أبان) الرقاشي - بتخفيف القاف ثم معجمة - أبي عمرو البصري القاصّ - بتشديد المهملة - زاهد ضعيف، من الخامسة، مات قبل العشرين ومئة. يروي عنه:(ت ق).
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه يزيد بن أبان، وهو متفق على ضعفه.
قَالَ: حَجَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ وَقَطِيفَةٍ تُسَاوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ أَوْ لَا تُسَاوِي، ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ؛ حِجَّةٌ لَا رِيَاءَ فِيهَا وَلَا سُمْعَةَ".
===
(قال) أنس: (حج النبي صلى الله عليه وسلم راكبًا (على رحل) والرحل: ما يركب على البعير، وهو أصغر من القتب؛ كالبرذعة والإكاف مما لا مستند للظهر له (رث) أي: عتيق قديم، وفي "المختار": الرث - بالفتح -: البالي الخلق، وجمعه رثاث - بالكسر - ويقال: أرث الثوب؛ إذا أخلق؛ أي: صار خلقًا.
(وقطيفة) والقطيفة: دثار له خمل، والجمع قطائف؛ والدثار - بالكسر -: كل ما كان من الثياب فوق الشعار؛ والشعار: الثوب الذي يلي الجسد؛ والدثار: ما يلبس فوقه، يقال: تدثر؛ إذا تلفف في الدثار؛ والخمل - بفتح المعجمة وسكون الميم -: الهدب؛ والهدب: خيوط في أطراف الثياب؛ كما في أطراف ثوب الإحرام العصري؛ والمعنى: حج راكبًا على قتب قديم، ولابسًا إحرامًا قديمًا (تساوي) تلك القطيفة (أربعة دراهم) أي: قيمتها أربع هللات (أو) قال الراوي: (لا تساوي) تلك القطيفة أربعة دراهم، و (أو) هنا للشك فيما قال الراوي.
(ثم) بعدما رَكِبَ على الرَّحْلِ الرَّثِيث، ولبس القطيفة القديمة (قال: اللهم؛ حجة) بالرفع خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: اللهم؛ حجتي هذه حجة (لا رياء فيها ولا سمعة) وبالنصب مفعول لفعل محذوف؛ تقديره: اللهم؛ اجعلها حجة مبرورة لا رياء فيها ولا سمعة، ولعل هذه الحجة هي حجة الوداع.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فدرجته: أنه ضعيف (1)(299)؛ لضعف سنده، وغرضه بسوقه: الاستئناس به للترجمة.
* * *
(10)
- 2846 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُودَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَة، فَمَرَرْنَا
===
ثم استدل المؤلف على الترجمة بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(10)
- 2846 - (2)(حدثنا أبو بشر بكر بن خلف) البصري ختن المقرئ أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المكي، صدوق، من العاشرة، مات بعد سنة أربعين ومئتين. يروي عنه:(د ق).
(حدثنا) محمد بن إبراهيم (بن أبي عدي) أبو عمرو البصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة أربع وتسعين ومئة (194 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(عن داوود بن أبي هند) اسمه دينار بن عُذَافر، ويقال: بن طهمان القشيري مولاهم، أبي بكر البصري، ثقة متقن كان يهم بأخرة، من الخامسة، مات سنة أربعين ومئة (140 هـ)، وقيل قبلها. يروي عنه:(م عم).
(عن أبي العالية) رُفيع - مصغرًا - بنِ مهران الرياحي - بكسر الراء والتحتانية - ثقة كثير الإرسال، من الثانية، مات سنة تسعين (90 هـ)، وقيل: ثلاث وتسعين (93 هـ)، وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) ابن عباس: (كنا) يومًا (مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره (بين مكة والمدينة، فمررنا) معه في ذلك السفر
بِوَادٍ، فَقَالَ:"أَيُّ وَادٍ هَذَا؟ "، قَالُوا: وَادِي الْأَزْرَق، قَالَ:
===
(بواد) من الأودية التي كانت بين مكة والمدينة؛ أي: مررنا معه في واد منها (فقال) لمن حضره وقرب منه: (أي واد هذا) الوادي؟ أي: بأي اسم يسمى هذا الوادي؟ والأظهر في سؤاله أنه استفهام، وأنه كان لا يعلم أنه وادي الأزرق، ويحتمل: أنه استنطاق.
فإن قلت: عادتهم في الاستنطاق أن يقولوا: الله ورسوله أعلم.
قلت: إنما ذلك في الأمور العلمية، وهذا خبر عن محسوس.
فإن قلت: قد قالوا ذلك حين قال: "أي بلد هذا؟ "، "أي شهر هذا؟ " وهما محسوسان.
قلت: ذلك استجلاب لما عسى أن يخبرهم بما لا يعلمون. انتهى "أبي".
قال السنوسي: قلت: هذا جواب بما هو مشترك بين المحلين، فيحتاج إلى الفرق، وقد يفرق بأن السؤال في قوله:"أي بلد هذا؟ " سؤال عن واضح لكل أحد، فتحقق السامعون أن المقصود منه شيء آخر مما جهلوه، فحسن جوابهم بما يقتضي الأدب، ويستمطر الفائدة، وهو قولهم:(الله ورسوله أعلم).
وأما وادي الأزرق .. فلم يتحققوا علمه به، فتمسكوا بظاهر السؤال، وامتثلوا في الجواب مقتضاه، لا يقال: فيرجع هذا إلى أنه استفهام حقيقةً، لا استنطاق؛ لأنا نقول: لا يرجع إليه؛ إذ لا منافاة بين كون السؤال استنطاقًا بحسب قصد المتكلم، واستفهامًا بحسب حمل المخاطب. انتهى منه.
(قالوا) أي: فقال الحاضرون: هذا الوادي (وادي الأزرق) أي: واد يسمى بالأزرق؛ ظنًّا منهم أنه لا يعرفه، فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى عليه السلام
…
- فَذَكَرَ مِنْ طُولِ شَعَرِهِ شَيْئًا لَا يَحْفَظُهُ دَاوُودُ - وَاضِعًا إِصبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْه، لَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللهِ بِالتَّلْبِيَة، مَارًّا بِهَذَا الْوَادِي"،
===
(كأني أنظر) الآن (إلى موسى) بن عمران عليه السلام فذكر) أبو العالية لداوود (من طول شعره) أي: شعر موسى (شيئًا لا يحفظه داوود) بن أبي هند؛ أي: لم يحفظه عنه داوود، فجعل هذا الكلام بين قوسين؛ إشارة إلى أنه ليس من الحديث، بل هو من كلام بعض الرواة؛ كما هو ساقط من رواية مسلم، ثم رجع إلى الحديث، فقال: أي: فكأني أنظر الآن إلى موسى حالة كونه (واضعًا) أنملتَيْ (إصبعيه) المسبحتين (في أذنيه) وحالة كونه (له) أي: لموسى (جؤار) أي: صوت رفيع، وفي رواية:(وله جؤار) بزيادة الواو؛ أي: وحالة كونه جائرًا وصائحًا (إلى الله) تعالى (بالتلبية) أي: بقوله: لبيك اللهم لبيك.
قال الإمام: الجؤار: رفع الصوت، وهو مهموز، ومنه قوله تعالى:{فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} (1)؛ أي: ترفعون أصواتكم وتستغيثون به، يقال: جأر يجأر؛ من باب فتح، قال السنوسي: وفيه رفع الصوت بالتلبية، وهو سنة في شرعنا من غير إسراف إلا في المسجد، فيسمع من يليه فقط؛ خوف الرياء، إلا في مسجد مكة ومنىً، فيعلن؛ أي: فيرفع صوته فيهما عند مالك رحمه الله تعالى؛ لأن كل من بهما يلبي بلا رياء، بخلاف غيرهما من مساجد البلاد التي الحجاج فيها قليل.
(مارًّا بهذا الوادي) حال ثالثة من موسى؛ أي: وكأني أنظر إليه الآن حالة كونه مارًا في هذا الوادي ملبيًا.
(1) سورة النحل: (53).
قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى ثَنِيَّةٍ فَقَالَ: "أَيُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ؟ "، قَالُوا: ثَنِيَّةُ هَرْشَى أَوْ لَفْتٍ، قَالَ: "كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ، عَلَيْهِ
===
وقوله: "كأني أنظر إلى موسى" قال القرطبي: يحتمل أن يكون هذا النظر في اليقظة على ظاهره وحقيقته ليلة الإسراء، وهو ظاهر حديث جابر وأبي هريرة الآتي، ويحتمل أن يكون ذلك كله منامًا، ورؤيا الأنبياء وحي، وهو نص حديث ابن عمر، والله أعلم. انتهى منه.
(قال) ابن عباس: (ثم) بعد مرورنا على وادي الأزرق (سرنا) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (حتى أتينا) ووصلنا ومررنا (على ثنية) من ثنايا الجبال؛ والثنية: الطريق بين الجبلين (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن عنده: (أي ثنية هذه) الثنية؟ أي: باي اسم تسمى هذه الثنية؟ (قالوا) أي: قال الحاضرون معه: هي (ثنية هرشى) أي: ثنية تسمى باسم هرشى؛ وهو من إضافة المسمى إلى الاسم؛ والثنية: الطريق بين الجبلين؛ كما مر آنفًا.
و(هرشى) - بفتح الهاء وسكون الراء وبالشين المعجمة مقصورة الألف -: جبل من تهامة على طريق الشام والمدينة، قريب من الجحفة.
(أو) قالوا له: ثنية (لفت) بالشك من الراوي؛ أي: ثنية تسمى بلفت - بفتح اللام وسكون الفاء - فـ (قال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كأني أنظر) الآن (إلى يونس) - بضم الياء والنون بينهما واو ساكنة، وفيه لغات أخر - (ابن متى) كما في رواية مسلم - بفتح الميم والتاء المشددة المفتوحة بعدها ألف مقصورة - عليه السلام كما في رواية مسلم، حالة كون يونس راكبًا (على ناقة حمراء) وهذا موضع الترجمة؛ والناقة: الأنثى من الإبل، وحمراء صفة لناقة، مؤنث الأحمر، وجملة قوله:(عليه) أي:
جُبَّةُ صُوفٍ، وَخِطَامُ نَاقَتِهِ خُلْبَةٌ، مَارًّا بِهَذَا الْوَادِي مُلَبِّيًا".
===
على يونس خبر مقدم لقوله: (جبة) من (صوف) في محل النصب حال ثانية من يونس؛ أي: حالة كونه لابسًا جبة من صوف؛ والجبة - بضم الجيم وفتح الموحدة المشددة -: قباء محشو يلبس للبرد؛ والصوف: شعر الغنم ضأنًا كان أو معزًا.
وجملة قوله: (وخطام ناقته) أي: مقودها (خلبة) أي: حبل من ليف، حال ثالثة منه، ولكنها سببية، وقوله:(مارًا بهذا الوادي) حال رابعة من يونس.
وقوله: حالة كونه (ملبيًا) حال من فاعل (مارًا) فتكون حالًا متداخلة؛ أي: كأني أنظر إليه الآن، حالة كونه يمر في هذا الوادي، حالة كونه في مروره ملبيًا بالحج.
قوله: "وخطام ناقته" والخطام - بكسر الخاء المعجمة -: هو الحبل الذي يقاد به البعير، يجعل على خطمه؛ والخطم من الدابة: مقدم أنفها وفمها. انتهى "قاموس"، والخلبة - بضم الخاء المعجمة وسكون اللام وضمها -: الليف.
وفي "القاموس": والخلبة: الحبل من الليف الصلب الرقيق؛ والليف: غشاء أغصان النخل عند طلوعها، وخيوط في ثمر شجر يشبه ثمره ثمر الخيار.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم، ورواه أبو يعلى عن ابن عباس، وإسناده صحيح، ورواه أبو يعلى أيضًا في "مسنده" عن عبد الله بن مسعود مختصرًا، وإسناده ضعيف؛ لضعف يزيد بن سنان، وأبو نعيم في "حلية الأولياء".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، وموضع الترجمة منه قوله:(على ناقة حمراء).
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستئناس، والثاني للاستدلال.
والله سبحانه وتعالى أعلم