الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(62) - (1069) - بَابُ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى لِرَمْيِ الْجِمَارِ
(138)
- 2974 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
===
(62)
- (1069) - (باب من تقدم من جمع إلى منًى لرمي الجمار)
(138)
- 2974 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، حدثنا مسعر) بن كدام بن ظهير الهلالي أبو مسلمة الكوفي، ثقة ثبت فاضل، من السابعة، مات سنة ثلاث أو خمس وخمسين ومئة. يروي عنه:(ع).
(وسفيان) بن سعيد الثوري، ثقة، من السابعة، مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ). يروي عنه:(ع).
كلاهما رويا (عن سلمة بن كهيل) - مصغرًا - الحضرمي أبي يحيى الكوفي، ثقة يتشيع، من الرابعة. يروي عنه:(ع).
(عن الحسن) بن عبد الله (العرني) - بضم العين المهملة وفتح الراء بعدها نون - نسبة إلى عرينة؛ قبيلة مشهورة من العرب، الكوفي، ثقة أرسل عن ابن عباس، من الرابعة. يروي عنه:(خ م د س ق).
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة، إلا أن العرني أرسل عن ابن عباس؛ لأن رجاله ثقات أثبات، إلا أن فيه الحسن العرني، وهو ثقة، واحتج به مسلم، واستشهد به البخاري، غير أن حديثه عن ابن عباس منقطع، وقال الإمام أحمد: الحسن العرني لم يسمع من ابن عباس شيئًا، ولكن له متابع.
قَالَ: قَدَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُغَيْلِمَةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى حُمُرَاتٍ لَنَا مِنْ جَمْعٍ، فَجَعَلَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا وَيَقُولُ: "أُبَيْنِيَّ؛
===
(قال) ابن عباس: (قدَّمنا) من التقديم (رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة؛ كما في رواية أبي داوود إلى منًى (أُغَيْلِمَةَ بَنِي عبد المطلب) بدلٌ من الضمير في "قدمنا".
قال في "النيل": منصوب على الاختصاص أو على النداء، قال في "النهاية": تصغير أَغْلِمَةٍ - بسكون الغين وكسر اللام - جمع غلام، وهو جائز في القياس، قال ابن الأثير: ولم يرد في جمع الغلام أغلمة، وإنما ورد غلمة - بكسر الغين - ومثلُه أُصَيْبِيَةٌ تصغيرُ صِبْيَةٍ، وأراد بالأُغَيْلِمَةِ: الصبيانَ، ولذلك صَغَّرهم.
وقال في "القاموس": والغلام: الطارُّ الشارب، والكَهْلُ ضِده، أو من حين يولد إلى أن يشيب، جمعه أغلمة وغلمة وغلمان، وهي غُلَامَةٌ، ومنهم من استغنى بغلمة عن أغلمة، وتصغيرُ الغِلمة أُغَيْلِمَةٌ على غيرِ مُكبَّره؛ كأنهم صغروا أغلمة وإن لم يقولوه؛ كما قالوا: أصيبية في تصغير صبية، وقال بعضهم: غليمة على القياس.
أي: قدمنا بليل إلى منًى راكبين (على حمرات لنا من جمع) أي: من مزدلفة إلى منًى لرمي الجمرة قبل الزحام، والحمرات - بضم الحاء المهملة والميم - جمع الحُمُر، والحُمُر جمع الحِمار (فجعل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يلطح) - بفتح الياء التحتية والطاء المهملة وبعدها حاء مهملة - قال الجوهري: اللطح: الضرب الخفيف اللين على الظهر ببطن الكف؟ أي: يضرب بكفه على (أفخاذنا) مداعبة، جمع فخذ معروف (ويقول) لنا:(أبيني) - بضم الهمزة وفتح الباء الموحدة وسكون ياء التصغير وبعدها نون مكسورة ثم ياء النسب المشددة - كذا قال ابن رسلان في "شرح السنن"، وقال
لَا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ - زَادَ سُفْيَانُ فِيهِ - وَلَا إِخَالُ أَحَدًا يَرْمِيهَا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ".
===
في "النهاية": الأبينى: بوزن الأعيمى تصغيرًا لأبنى بوزن أعمى، وقيل: هو جمع ابن. انتهى.
(لا ترموا الجمرة) أي: جمرة العقبة (حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ) واستدل بهذا الحديث من قال: إن وقت رمي جمرة العقبة من بعد طلوع الشمس، وأهل العلم لم يروا بأسًا أن يتقدم الضعفة من المزدلفة بليل يصيرون إلى منًى لأن مفاد تقديمهم أن يرموا قبل طلوع الشمس، وإلا .. فكل الناس يرمون بعد طلوع الشمس.
قال وكيع: (زاد سفيان) الثوري على مسعر (فيه) أي: في رواية هذا الحديث: (ولا إخال) أي: لا أظن (أحدًا) يعني: من غير الضعفة (يرميها) أي: يرمي جمرة العقبة (حتى تطلع الشمس) لأن وقت الرمي يدخل بطلوعها في الأقوياء.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الحج، باب التعجيل من جمع، والنسائي في كتاب المناسك، باب النهي عن رمي جمرة العقبة قبل طلوع الشمس.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح بما بعده؛ لأن في سنده انقطاعًا؛ لأن العرني لم يدرك ابن عباس، وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث ابن عباس بحديث آخر له رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(139)
- 2975 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ قَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ.
===
(139)
- 2975 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا سفيان) ين عيينة.
(حدثنا عمرو) بن دينار الجمحي المكي، ثقة، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عطاء) بن أبي رباح أسلم، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع عشرة ومئة (114 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) ابن عباس: (كنت) أنا (فيمن قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من المزدلفة إلى منًى لرمي الجمرة قبل الزحام (في ضعفةِ أهله) أي: مع ضعفة أهله من بني عبد المطلب، جمع ضعيف، قيل: جَمْعُ ضعيفٍ على ضَعفةٍ جمعٌ غريبٌ، ومثلهُ خبيثٌ وخبثةٌ، قال الفيومي: ولا يكاد يوجد لهما ثالث. انتهى.
قوله: (ضعفة) - بفتح العين - جمع ضعيف، قال ابن حزم: الضعفة: هم الصبيان والنساء فقط.
قلت: يدخل فيه المشايخ العاجزون؛ لأنه روي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم ضعفة بني هاشم وصبيانهم بليل، رواه ابن حبان في "الثقات".
وقوله: (ضعفة بني هاشم) أعم من النساء والصبيان والمشايخ العاجزين وأصحاب الأمراض؛ لأن العلة خوف الزحام عليهم، كذا في "عمدة القاري".
(140)
- 2976 - (3) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِم، عَنْ أَبِيه، عَنْ عَائِشَةَ
===
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الحج، باب مَنْ قَدَّمَ ضعفة أهله بليلٍ، ومسلم في كتاب الحج، باب من تقدم من جمع، وأبو داوود في كتاب المناسك، باب التعجل من جمع.
فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث ابن عباس الأول بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(140)
- 2976 - (3)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).
(حدثنا وكيع، حدثنا سفيان) الثوري.
(عن عبد الرحمن بن القاسم) بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي المدني، ثقة فاضل، قال ابن عيينة: كان أفضل أهل زمانه، من السادسة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي المدني، ثقة، أحد الفقهاء بالمدينة، من كبار الثالثة، مات سنة ست ومئة (106 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.