المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

. . . . . . . . . . - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ١٧

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ المناسك

- ‌(1) - (1008) - بَابُ الْخُرُوجِ إِلَى الْحَجِّ

- ‌(2) - (1009) - بَابُ فَرْضِ الْحَجِّ

- ‌(3) - (1010) - بَابُ فَضْلِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ

- ‌(4) - (1011) - بَابُ الْحَجِّ عَلَى الرَّحْلِ

- ‌(5) - (1012) - بَابُ فَضْلِ دُعَاءِ الْحَاجِّ

- ‌(6) - (1013) - بَابُ مَا يُوجِبُ الْحَجَّ

- ‌(7) - (1014) - بَابُ الْمَرْأَةِ تَحُجُّ بِغَيْرِ وَلِيٍّ

- ‌(8) - (1015) - بَابٌ: الْحَجُّ جِهَادُ النِّسَاءِ

- ‌(9) - (1016) - بَابُ الْحَجِّ عَنِ الْمَيِّتِ

- ‌(10) - (1017) - بَابُ الْحَجِّ عَنِ الْحَيِّ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ

- ‌مُلْحَقَةٌ بما قبلها

- ‌(11) - (1018) - بَابُ حَجِّ الصَّبِيِّ

- ‌(12) - (1019) - بَابٌ: النُّفَسَاءُ وَالْحَائِضُ تُهِلُّ بِالْحَجِّ

- ‌(13) - (1020) - بَابُ مَوَاقِيتِ أَهْلِ الْآفَاقِ

- ‌ملحقة

- ‌(14) - (1021) - بَابُ الْإِحْرَامِ

- ‌(15) - (1022) - بَابُ التَّلْبِيَةِ

- ‌(16) - (1023) - بَابُ رَفْعِ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَةِ

- ‌(17) - (1024) - بَابُ الظِّلَالِ لِلْمُحْرِمِ

- ‌(18) - (1025) - بَابُ الطِّيبِ عِنْدَ الْإِحْرَامِ

- ‌(19) - (1026) - بَابُ مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ

- ‌(20) - (1027) - بَابُ السَّرَاوِيلِ وَالْخُفَّيْنِ لِلْمُحْرِمِ إِذَا لَمْ يَجِدْ إِزَارًا أَوْ نَعْلَيْنِ

- ‌(21) - (1028) - بَابُ التَّوَقِّي فِي الْإِحْرَامِ

- ‌(22) - (1029) - بَابُ الْمُحْرِمِ يَغْسِلُ رَأْسَهُ

- ‌(23) - (1030) - بَابُ الْمُحْرِمَةِ تَسْدِلُ الثَّوْبَ عَلَي وَجْهِهَا

- ‌(24) - (1031) - بَابُ الشَّرْطِ فِي الْحَجِّ

- ‌(25) - (1032) - بَابُ دُخُولِ الْحَرَمِ

- ‌(26) - (1033) - بَابُ دُخُولِ مَكَّةَ

- ‌(27) - (1034) - بَابُ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ

- ‌فائدة

- ‌فائدة

- ‌(28) - (1035) - بَابُ مَنِ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ بِمِحْجَنِهِ

- ‌(29) - (1036) - بَابُ الرَّمَلِ حَوْلَ الْبَيْتِ

- ‌(30) - (1037) - بَابُ الاضْطِبَاعِ

- ‌(31) - (1038) - بَابُ الطَّوَافِ بِالْحِجْرِ

- ‌(32) - (1039) - بَابُ فَضْلِ الطَّوَافِ

- ‌(33) - (1040) - بَابُ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الطَّوَافِ

- ‌(34) - (1041) - بَابُ الْمَرِيضِ يَطُوفُ رَاكِبًا

- ‌(35) - (1042) - بَابُ الْمُلْتَزَمِ

- ‌(36) - (1043) - بَابٌ: الْحَائِضُ تَقْضي الْمَنَاسِكَ إِلَّا الطَوَافَ

- ‌(37) - (1044) - بَابُ الْإِفْرَادِ بِالحَجِّ

- ‌(38) - (1045) - بَابُ مَنْ قَرَنَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ

- ‌(39) - (1046) - بَابُ طَوَافِ الْقَارِنِ

- ‌(40) - (1047) - بَابُ التَّمَتُّعِ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ

- ‌(41) - (1048) - بَابُ فَسْخِ الْحَجِّ

- ‌(42) - (1049) - بَابُ مَنْ قَالَ: كانَ فَسْخُ الْحَجِّ لَهُمْ خَاصَّةً

- ‌(43) - (1050) - بَابُ السَّعْيِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

- ‌(44) - (1051) - بَابُ الْعُمْرَةِ

- ‌(45) - (1052) - بَابُ العُمْرَةِ فِي رَمَضَانَ

- ‌تتمة

- ‌(46) - (1053) - بَابُ الْعُمْرَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ

- ‌فائدة

- ‌(47) - (1054) - بَابُ الْعُمْرَةِ فِي رَجَبٍ

- ‌(48) - (1055) - بَابُ الْعُمْرَةِ مِنَ التَّنْعِيمِ

- ‌(49) - (1056) - بَابُ مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ

- ‌(50) - (1057) - بَابٌ: كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(51) - (1058) - بَابُ الْخُرُوجِ إِلَى مِنًى

- ‌(52) - (1059) - بَابُ النُّزُولِ بِمِنًى

- ‌(53) - (1060) - بَابُ الْغُدُوِّ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَاتٍ

- ‌ملحقة

- ‌(54) - (1061) - بَابُ الْمَنْزَلِ بِعَرَفَةَ

- ‌(55) - (1062) - بَابُ الْمَوْقِفِ بِعَرَفَاتٍ

- ‌(56) - (1063) - بَابُ الدُّعَاءِ بِعَرَفَةَ

- ‌(57) - (1064) - بَابُ مَنْ أَتَى عَرَفَةَ قَبْلَ الْفَجْرِ لَيْلَةَ جَمْعٍ

- ‌فائدة

- ‌(58) - (1065) - بَابُ الدَّفْعِ مِنْ عَرَفَةَ

- ‌(59) - (1066) - بَابُ النُّزُولِ بَيْنَ عَرَفَاتٍ وَجَمْعٍ لِمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ

- ‌(60) - (1067) - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ بِجَمْعٍ

- ‌تتمة

- ‌(61) - (1068) - بَابُ الْوُقُوفِ بِجَمْعٍ

- ‌(62) - (1069) - بَابُ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى لِرَمْيِ الْجِمَارِ

- ‌فائدة

- ‌(63) - (1070) - بَابُ قَدْرِ حَصَى الرَّمْيِ

- ‌(64) - (1071) - بَابُ مِنْ أَيْنَ تُرْمَى جَمْرَةُ الْعَقَبَةِ

- ‌(65) - (1072) - بَابٌ: إِذَا رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ .. لَمْ يَقِفْ عِنْدَهَا

- ‌(66) - (1073) - بَابُ رَمْيِ الْجِمَارِ رَاكبًا

- ‌(67) - (1074) - بَابُ تَأْخِيرِ رَمْيِ الْجِمَارِ مِنْ عُذْرٍ

- ‌(68) - (1075) - بَابُ الرَّمْيِ عَنِ الصِّبْيَانِ

- ‌تتمة في أحكام رمي الجمار

- ‌(69) - (1076) - بَابٌ: مَتَى يَقْطَعُ الْحَاجُّ التَّلْبِيَةَ

- ‌(70) - (1077) - بَابُ مَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ إِذَا رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ

- ‌(71) - (1078) - بَابُ الْحَلْقِ

- ‌تتمة

الفصل: . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

الشعر عن رأسه، وعمر كان كذلك، وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه أنه قيل عنه: القرعان، فقيل له: فأنت أصلع، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزع. ذكره الدميري.

قوله: (ويقول) أي: للحجر مخاطبًا إياه ليسمع الحاضرين ويعلموا أن المقصود الاتباع، لا تعظيم الحجر؛ كما كان عليه عبدة الأوثان؛ فالمقصود: تعظيم أمره تعالى، واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم. انتهى منه.

قوله: (ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك .. ما قبلتك) ظاهره أنه خاطب الحجر بذلك؛ ليسمع الحاضرين فينتبهوا على أنه حجر لا ينفع ولا يضر بذاته، وأن امتثال ما شرع فيه ينفع بالجزاء والثواب؛ فمعناه: أنه لا قدرة لك على جلب نفع، ولا على دفع ضر؛ إنك حجر مخلوق كسائر المخلوقات، التي لا تضر ولا تنفع، وأشاع عمر هذا في الموسم؛ لينتشر في البلدان، ويحفظه أهل الموسم المختلفو الأوطان.

وأراد عمر بقوله: (ولولا أني رأيت

) إلي آخره: بيان الحث على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه كما في "المرقاة" إشارة منه رضي الله تعالى عنه إلى أن هذا أمر تعبدي فنفعل، وعن علته لا نسأل. انتهى.

‌فائدة

قد ورد في فضل الحجر حديث ابن عباس مرفوعًا: "نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضًا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم"، أخرجه الترمذي وصححه، وفيه عطاء بن السائب وهو صدوق، لكنه اختلط، وجرير ممن سمع منه بعد اختلاطه، لكن له طريق أخرى في "صحيح ابن خزيمة"، فيقوى بها، وقد رواه النسائي من طريق حماد بن سلمة عن عطاء مختصرًا، ولفظه: "الحجر الأسود من الجنة، وحماد ممن سمع عن عطاء قبل الاختلاط.

ص: 200

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وفي "صحيح ابن خزيمة" أيضًا عن ابن عباس مرفوع: "إن لهذا الحجر لسانًا وشفتين يشهدان لمن استلمه يوم القيامة بحق" وصححه أيضًا ابن حبان والحاكم، وله شاهد من حديث أنس عند الحاكم أيضًا. كذا في "الفتح".

قال الحافظ: واعترض بعض الملحدين على الحديث السابق: فكيف سودته خطايا بعض المشركين، ولم تبيضه طاعات أهل التوحيد؟ !

وأجيب: بما قال ابن قتيبة: لو شاء الله تعالى .. لكان ذلك، وإنما أجرى العادة، بأن السواد يصبغ ولا ينصبغ، على العكس من البياض.

وقال المحب الطبري: في بقائه أسود عبرة لمن له بصيرة؛ فإن الخطايا إذا أثرت في الحجر الصلد، فتأثيرها في القلب أشد، قال: وروي عن ابن عباس: إنما غيره بالسواد؛ لئلا ينظر أهل الدنيا إلي زينة الجنة، فإن ثبت .. فهذا هو الجواب.

قال القاضي عياض: قوله: (ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

) إلي آخره، فيه: الاقتداء وترك الاعتراض على السنن بالعقل، وفيه أن تقبيل الحجر ليس عبادةً له، بل لله تعالى، وامتثالًا لأمره؛ كأمر الملائكة عليهم السلام بالسجود لآدم عليه السلام.

وشرع التكبير مع ذلك؛ إشعارًا بأن القصد به لله تعالى لا لغيره، والتحسين والتقبيح عندنا شرعيان لا عقليان، والعبادة منها ما عقل معناه ومصلحته، ومنها ما لا، فوضع الحجر لمجرد التعبدية وامتثال الأمر به، واطراح استعمال العقل، وأكثر أفعال الحج من هذا الباب، ولهذا جاء في بعض التلبية:(لبيك بحجةٍ حقًّا، تعبدًا ورقًا). انتهى من "إكمال المعلم".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الحج، باب استحباب تقبيل الحجر، وأبو داوود في كتاب المناسك، باب تقبيل الحجر،

ص: 201

(63)

- 2899 - (2) حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ الرَّازِيُّ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ

===

والترمذي في كتاب الحج، باب ما جاء في تقبيل الحجر، قال أبو عيسى: حديث عمر حديث حسن صحيح، والنسائي في كتاب مناسك الحج، باب تقبيل الحجر، ومالك والدارمي وأحمد.

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

ثم استشهد المؤلف لحديث عمر بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(63)

- 2899 - (2)(حدثنا سويد بن سعيد) بن سهل الهروي الأصل، صدوق في نفسه، من قدماء العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(م ق).

(حدثنا عبد الرحيم) بن سليمان الكناني أبو علي (الرازي) الأشل، سكن الكوفة، ثقةٌ له تصانيف، من صغار الثامنة، مات سنة سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن) عبد الله بن عثمان (بن خثيم) - بالمعجمة والمثلثة مصغرًا - القارئ المكي، صدوق، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ). يروي عنه:(م عم).

(عن سعيد بن جبير) الأسدي مولاهم الكوفي، ثقة ثبت فقيه، من الثالثة، قتل بين يدي الحجاج سنة خمس وتسعين (95 هـ). يروي عنه:(ع).

(قال) سعيد: (سمعت ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.

ص: 202

يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيَأْتِيَنَّ هَذَا الْحَجَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا وَلِسَان يَنْطِقُ بِهِ؛ يَشْهَدُ عَلَى مَنْ يَسْتَلِمُهُ بِحَقٍّ".

(64)

- 2900 - (3) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِي يَعْلَى

===

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

حالة كونه: (يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله؛ أي: أقسمت بالله (ليأتين هذا الحجر) الأسود (يوم القيامة وله عينان يبصر بهما ولسان ينطق به، يشهد) بالإيمان (على من يستلمه) أي: لمن يستلمه بيده، حالة كون ذلك المستلم ملتبسًا (بـ) دين (حق)؛ وهو دين الإسلام، ومات عليه، فعلى بمعنى: اللام.

واستلامه بحق: هو طاعة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لا تعظيم الحجر نفسه، والشهادة عليه: هي الشهادة له على أدائه حق الله المتعلق به، وليست على هنا للضرر. انتهى "سندي".

وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، وليس الأمر كما قال في هامش المتن من رواية الترمذي له، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.

ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث ابن عمر الأول رضي الله تعالى عنه، فقال:

(64)

- 2900 - (3)(حدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي.

(حدثنا خالي يعلى) بن عبيد بن أبي أمية الكوفي أبو يوسف الطنافسي، ثقة، إلا في حديثه عن الثوري ففيه لين، من كبار التاسعة، مات سنة بضع ومئتين (203 هـ)، وله تسعون سنة. يروي عنه:(ع).

ص: 203

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحَجَرَ ثُمَّ وَضَعَ شَفَتَيْهِ عَلَيْهِ يَبْكِي طَوِيلًا، ثُمَّ الْتَفَتَ؛ فَإِذَا هُوَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَبْكِي فَقَالَ:"يَا عُمَرُ؛ هَا هُنَا تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ".

===

(عن محمد بن عون) - آخره نون - الخراساني، متروك، من السادسة، مات بعد الأربعين ومئة. يروي عنه:(ق)، وقال الدولابي والأزدي: متروك الحديث.

روى له ابن ماجه حديثًا وهو هذا الحديث عن نافع عن ابن عمر: (قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر، ثم وضع شفته عليه يبكي طويلًا

) الحديث، وهذا حديث منكر، ليس له أصل. انتهى من "التهذيب".

(عن نافع، عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن فيه محمد بن عوف، وهو متروك.

(قال) ابن عمر: (استقبل) أي: قبل (رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر) الأسود بفمه؛ كما في بعض النسخ، والسين والتاء فيه في هذه النسخة زائدتان (ثم) بعدما قبله (وضع) أي: ترك (شفتيه عليه) أي: على الحجر لم يرفعهما عنه، حالة كونه صلى الله عليه وسلم (يبكي) على الحجر بكاءً (طويلًا) زمنه (ثم) بعدما بكى عليه بكاءً طويلًا (التفت) النبي صلى الله عليه وسلم إلى جوانبه؛ (فإذا هو) صلى الله عليه وسلم راء (بعمر بن الخطاب) رضي الله تعالى عنه، حالة كون عمر (يبكي) أيضًا (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: ابك (يا عمر) بكاءً كثيرًا؛ (ها هنا) أي: في هذا المكان؛ يعني: عند الحجر الأسود، ينبغي أن (تسكب) وتصب (العبرات) أي: الدموع؛ أي: شوقًا إلى الله تعالى، أو خوفًا وحياءً منه.

ص: 204

(65)

- 2901 - (4) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله، عَنْ أَبِيهِ

===

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف موضوع (6)(304)؛ لضعف سنده، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث عمر بحديث ابن عمر الأخير رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(65)

- 2901 - (4)(حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح) الأموي أبو الطاهر (المصري) ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين (250 هـ). يروي عنه:(م د س ق).

(حدثنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم المصري، ثقةٌ، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).

(أخبرني يونس) بن يزيد "الأصل" الأموي، ثقةٌ، من السابعة، مات سنة تسع وخمسين ومئة (159 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).

(عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهريّ المدني، ثقةٌ إمام، من الرابعة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).

(عن سالم بن عبد الله) بن عمر بن الخطاب، ثقةٌ، من الثالثة، مات في آخر سنة ست ومئة (106 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).

(عن أبيه) عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

ص: 205

قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُ مِنْ أَرْكَانِ الْبَيْتِ إِلَّا الرُّكْنَ الْأَسْوَدَ وَالَّذِي يَلِيهِ مِنْ نَحْوِ دُورِ الْجُمَحِيِّينَ.

===

(قال) عبد الله بن عمر: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم) بيده شيئًا (من أركان البيت) الأربعة (إلا الركن الأسود) أي: إلا ركن الحجر الأسود؛ والمراد باستلام الركن: استلام الحجر نفسه؛ وهو الذي جنب الملتزم (و) إلا (الذي يليه) أي: وإلا الركن الذي يلي الركن الأسود (من نحو) أي: من جهة (دور الجمحيين) أي: دور بني جمح؛ والمراد بهما: اليمانيان؛ أحدهما: الركن الأسود، والثاني: الذي يليه من جهة دور بني جمح، وكلاهما من جهة اليمن، ولذلك نسبا إليه.

وقيل: إنما قيل لهما: اليمانيان؛ لِلتَّغْلِيبِ؛ كما في الأبوين والقمرين والعمرين وأمثالها، قال النووي: وقد أجمعت الأمة على استحباب استلام الركنين اليمانيين، واتفق الجماهير على ألا يمسح الركنان الآخران؛ وهما: الشامي والعراقي، وكان معاوية وكذا ابن الزبير يستلم الأركان كلها.

قال الحافظ: وقد تقدم قول ابن عمر: إنما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم استلام الركنين الشاميين؛ لأن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم، وعلى هذا المعني حمل ابن التين تبعًا لابن القصار استلام ابن الزبير لهما؛ لأنه لما عمر الكعبة .. أتم البيت على قواعد إبراهيم عليه السلام؛ فقد أخرج الأزرقي في كتاب "مكة" فقال: إن ابن الزبير لما فرغ من بناء البيت، وأدخل فيه من الحجر ما أخرج منه، ورد الركنين على قواعد إبراهيم .. خرج إلى التنعيم واعتمر، وطاف بالبيت، واستلم الأركان الأربعة كلها، فلم يزل البيت على بناء ابن الزبير؛ إذا طاف الطائف استلم الأركان كلها، حتى قتل ابن الزبير.

وقال القاضي أبو الطيب: أجمعت أئمة الأمصار والفقهاء على أن الشاميين لا

ص: 206