الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمُهَلُّ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ، وَمُهَلُّ أَهْلِ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ، وَمُهَلُّ أَهْلِ الْمَشْرِقِ مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ"، ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ لِلْأُفُقِ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ؛ أَقْبِلْ بِقُلُوبِهِمْ".
===
(ومهل أهل اليمن) أي: أهل تهامته؛ أي: إهلال أهل تهامة اليمن وإحرامهم وكذا من سلك طريقهم (من يلملم) موضع معروف على مرحلتين من مكة (ومهل أهل نجد) حجازأ كان أو يمنًا؛ أي: إحرامهم (من قرن) أي: إحرامهم وإحرام من سلك طريقهم من قرن، وهو أقرب المواقيت إلى مكة (ومهل أهل المشرق) أي: إهلال أهل المشرق والعراق (من ذات عرق) أي: من موضع يسمى بذلك، سمي به؛ لأن به عرقًا؛ والعرق - بكسر العين وسكون الراء -: الجبل الصغير، وقيل: العرق من الأرض: السبخة تنبت الطرفاء، بينها وبين مكة اثنان وأربعون ميلًا. انتهى "قسطلاني".
(ثم أقبل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بوجهه) الشريف اللأفق) الشرقي (ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم؛ أقبل) ووجه (بقلوبهم) وقلِّبها إلى الإسلام فيسلموا؛ لأن أهل المشرق لم يدخلوا وقتئذ في الإسلام؛ لأن فيهم مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وغيرهما ممن يدعي النبوة؛ كسجاح.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه بهذا الطريق، ولكن أصله في "الصحيحين" من حديث ابن عباس وابن عمر.
فدرجته: أنه صحيح بما قبله وبما في "الصحيحين" من حديث ابن عباس وغيره، وسنده ضعيف؛ لما مر، فالحديث: صحيح المتن، ضعيف السند، وغرضه: الاستشهاد به.
ملحقة
قوله في الترجمة: (باب مواقيت أهل الآفاق) والمواقيت جمع ميقات
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
- مفعال -: من الوقت المحدد، واستعير هنا للمكان اتساعًا، وأصله مِوْقات، قلبت الواو ياء؛ لوقوعها بعد كسرة ميقات.
والآفاق جمع أفق؛ وهو نواحي الأرض وأرجاؤها؛ والمراد به هنا: ما سوى مواطن حاضري المسجد الحرام من جميع الأرض شرقًا وغربًا جَنوبًا وشمالًا؛ وحاضر المسجد: من كان من الحرم دون مرحلتين.
واعلم: أنه قد لزم شرعًا تقديم الإحرام للآفاقي على وصوله إلى البيت؛ تعظيمًا للبيت وإجلالًا له؛ كما تراه في الشاهد من ترجل الراكب القاصد إلى عظيم من الخلق إذا قرب من ساحته؛ خضوعًا له، فلذا لزم القاصد إلى بيت الله تعالى أن يحرم قبل الحلول بحضرته؛ إجلالًا له، وإن في الإحرام تشبهًا بالأموات، وفي ضمنِ جعلِ نفسه كالميت سلبُ اختياره وإلقاء قياده متخليًا عن نفسه، فارغًا عن اعتبارها شيىًا من الأشياء. انتهى من "الإرشاد على البخاري".
قال الشيخ الدهلوي: والحكمة في شرعية المواقيت أنه لما كان الإتيان إلى مكة شعثًا تفلًا تاركًا لغلواء نفسه مطلوبًا، وكان في تكليف الإنسان أن يحرم من بلده حرج ظاهر؛ فإن منهم من يكون قطره على مسيرة شهر أو شهرين فأكثر .. وجب أن يخص أمكنة معلومة حول مكة يحرمون منها، ولا يؤخرون الإحرام بعدها، ولا بد أن تكون تلك المواضع مشهورة لا تخفى على أحد، وعليها مرور أهل الآفاق، فاسْتَقْرأَ ذلك، وحكمَ بهذه المواضع، واختار لأهل المدينة أَبْعَدَ المواقيت؛ لأنها مهبطُ الوحي، ومَأْرَزُ الإيمان، ودارُ الهجرة، وأولُ قرية آمنت بالله ورسوله، فأهلها أحق بأن يُبالِغُوا في إعلاء كلمة الله، وأن يخصُّوا بزيادة طاعة الله تعالى؛ فهي أقرب الأقطار التي آمنت في زمان
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخلصت إيمانها، بخلاف جُوَاثى والطاىفِ ويمامةَ وغيرها، فلا حرج عليها. انتهى "فتح الملهم".
ثم اعلم: أن الميقات المكاني يختلف باختلاف الناس؛ فإنهم ثلاثة أصناف:
1 -
آفاقيٌّ.
2 -
وحِطِّيٌّ؛ أي: من كان داخل المواقيت.
3 -
وحرَمِيٌّ؛ وهو من كان داخل الحرم المكي؛ كما هو مفصل في كتب الفروع.
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم