الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وقوله: (لا يستطيع أن يركب) هذا هو المسمى بالمعضوب عندهم؛ من العضب بمعنى القطع، وبه يسمى السيف عضبًا، وكأن من انتهى إلى هذه الحالة قطعت أعضاؤه؛ إذ لا يقدر على شيء، وفي رواية مسلم:(لا يستطيع أن يثبت على الراحلة) فمجموع الروايتين دلت على أنه لا يقدر على الاستواء على الراحلة، ولو استوى .. لم يثبت عليها.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في مواضع كثيرة؛ منها: كتاب الصيد، باب الحج عمن لا يستطيع الثبوت على الراحلة، باب حج المرأة عن الرجل، ومنها: كتاب الحج، باب وجوب الحج وفضله، ومنها: كتاب المغازي، باب حجة الوداع إلى غير ذلك، ومسلم في كتاب الحج، باب الحج عن العاجز لزمانةٍ وهرم ونحوهما، أو للموت، وأبو داوود في كتاب الحج، باب الرجل يحج عن غيره، والترمذي في كتاب الحج، باب ما جاء في الحج عن الشيخ الكبير والميت، والنسائي في كتاب الحج، باب آداب القضاة، باب حج المرأة عن الرجل، ومالك في "الموطأ" في كتاب الحج.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.
مُلْحَقَةٌ بما قبلها
اتفقت الروايات كلها عن ابن شهاب على أن السائلة كانت امرأة، وأنها سألت عن أبيها، وخالف يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان، فاتفق الرواة عنه على أن السائل رجل، ثم اختلفوا عليه في إسناده ومتنه، وكذا وقع الاختلاف في سياق غيره: ففي بعض الروايات: (إن أبي مات)، وفي بعضها:(إن أمي عجوز كبيرة)، وفي بعضها:(أن امرأة سألت عن أمها)، وفي بعضها: (إن
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
أبي أدركه الحج) مع تسمية السائل بحصين بن عوف الخثعمي، وفي أخرى تسميته بأبي الغوث بن حصين الخثعمي.
قال الحافظ - بعد تفصيل الاختلاف الواقع بين الروايات -: والذي يظهر لي من مجموع هذه الطرق أن السائل رجل، وكانت ابنته معه فسألت أيضًا، والمسؤول عنه أبو الرجل وأمه جميعًا، ويقرب ذلك ما رواه أبو يعلى بإسناد قوي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس عن الفضل بن عباس قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرابي معه بنت له حسناء، فجعل الأعرابي يعرضها لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن يتزوجها، وجعلت ألتفت إليها، ويأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأسي فيلويه، فكان يلبي حتى رمى جمرة العقبة.
فعلى هذا؛ فقول الشابة: (إن أبي) لعلها أرادت به جدها؛ لأن أباها كان معها، وكأنه أمرها أن تسأل النبي صلى الله عليه وسلم فيسمع كلامها ويراها رجاء أن يتزوجها، فلما لم يرضها .. سأل أبوها عن أبيه، ولا مانع أيضًا أن يسأل عن أمه، وتحصل من هذه الروايات أن اسم الرجل حصين بن عوف الخثعمي، وأما ما وقع في الرواية الأخرى أنه أبو الغوث بن حصين .. فإن إسنادها ضعيف. انتهى من "فتح الملهم".
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:
الأول للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم