الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كأنّ قطاة علّقت بجناحها
…
على كبدي من شدّة الخفقان!
ومنها:
ألا لعن الله الوشاة وقولهم
…
فلانة أضحت خلّة لفلان
إذا ما جلسنا مجلسا نستلذّه
…
تواشوا بنا حتّى أملّ مكاني
تكنّفني الواشون من كلّ جانب
…
ولو كان واش واحد لكفاني
ولو كان واش باليمامة داره
…
وداري بأعلا حضرموت أتاني
ومنها:
وإنّي لأهوى الحشر إذ قيل إنّني
…
وعفراء يوم الحشر نلتقيان
تحنّ: من الحنان، وهو الرحمة والحنو، وضميره للناقة. والأسى بضم الهمزة، جمع أسوة فعلة، من التأسي وهو الاقتداء. قال ابن هشام: ومن ظنه بفتح الهمزة أخطأ لأن ذلك بمعنى الحزن، ولا مدخل له هنا من حيث المعنى. وقوله: لقضاني.
أصله لقضى عليّ، فحذف الجار وعدي الفعل الى الضمير. وقد قيل أنه ضمن قضى معنى قتلني أو أهلكني، فعداه بنفسه. ويغرض: بمعجمتين بينهما راء، يقال غرض إلى كذا أي اشتاق. وهو من باب علم يعلم. وقوله: غرضان، بفتح الغين وكسر الراء، تثنية غرض، صفة مشبهة من الفعل المذكور. والحر: بفتح الحاء، اسم موضع. وعفراء، بفتح المهملة وسكون الفاء، اسم محبوبته.
فائدة: [عروة بن حزام]
عروة بن حزام بن مهاجر العذري، شاعر إسلامي، أحد المتيمين الذين قتلهم الهوى (1). قال في الاغاني: ولا يعرف له شعر إلا في عفراء بنت عمه عقال بن مهاجر،
(1) انظر الشعراء 604 - 610 والاغاني 20/ 152 - 158 وذيل الامالي 157 - 162، وذيل اللآلي 73 - 74، والخزانة 1/ 533 - 536.
وكان هويها وهويته، فخطبها إلى عمه فأبت أمها عليه لفقره، وزوجوها برجل من الشام ذي مال، فاشتد ضنى عروة ومات رحمه الله. فجزعت عفراء عليه جزعا شديدا، وماتت بعده بأيام قلائل، وبلغ معاوية بن أبي سفيان الخبر فقال: لو علمت بحال هذين لجمعت بينهما.
وأخرج أبو الفرج من طريق الكلبي عن أبي صالح قال: كنت مع ابن عباس بعرفة، فحمل إليه فتى لم يبق إلا خياله فقالوا: ادع له، قال: وما به؟ قالوا: الحب، ثم خفق في أيديهم فإذا هو قد مات. فما رأيت ابن عباس في عشية سأل الله الا العافية مما ابتلي به ذلك الفتى، وسألت عنه فقيل هذا عروة بن حزام.
214 -
وأنشد:
وبات على النّار النّدى والمحلّق
تقدم شرحه (1).
215 -
وأنشد:
إذا رضيت عليّ بنو قشير
…
لعمر الله أعجبني رضاها (2)
هو للقحيف بن خمير العقيلي، شاعر مقل من شعراء الاسلام، شبب بخرقاء التي شبب بها ذو الرّمّة، وبعده
ولا تنبو سيوف بني قشير
…
ولا تمضي الأسنّة في صفاها
قال الجوهري: ربما قالوا: رضيت عليه، في معنى رضيت عنه، وأنشد البيت.
وقال غيره: ضمن رضى معنى عطف. وقال المبرد في الكامل (3): بنو كعب بن ربيعة يقولون: (رضي الله عليك). وقال الكسائي: حمل رضي الله على نقيضه، وهو سخط. وبنو قشير، بضم: قبيلة. وخبر لعمر الله محذوف، أي يمنيني. وأعجبني
(1) سبق ص 303، الشاهد رقم 137.
(2)
الخزانة 4/ 247، وابن عقيل 1/ 242، والكامل 538.
(3)
ص 538
جواب إذا. وضمير رضاها عائد إلى بني قشير، وأنثه باعتبار القبيلة. وقد ذكر الجمحي القحيف هذا في الطبقة
العاشرة من شعراء الاسلام وسمّى أباه سليما (1).
216 -
وأنشد:
في ليلة لا ترى بها أحدا
…
يحكي علينا، إلّا كواكبها (2)
هذا لعدي بن زيد، قاله سيبويه. وقيل: لبعض الأنصار، حكاه الزمخشري في شرح أبيات الكتاب. قال الأعلم: وصف انه خلا بمن يحب في ليلة لا يطلع فيها عليهما ويخبر بجمالهما الا الكواكب، لو كانت ممن يخبر ويملي. وقد استشهد سيبويه بهذا البيت على رفع الكواكب بدلا من الضمير الفاعل في يحكى، لانه في المعنى منفي، ولو نصب على البدل من أحد لكان أحسن، لان أحدا منفي في اللفظ والمعنى، فالبدل منه أقوى. وقبل البيت:
يشتاق قلبي إلى مليكة لو
…
أمست قريبا لمن يطالبها
ما أحسن الجيد من مليكة وال
…
لّمبّات إذ زانها ترائبها
يا ليتني ليلة هجع الن
…
ناس ورام الكلاب صاحبها
في ليلة لا ترى بها أحدا
…
يحكي علينا، إلّا كواكبها
وبذلك عرف ان القافية مرفوعة. ثم رأيت صاحب الاغاني قال (3): ان هذه الأبيات لأحيحة بن الجلاح بن الجريش الأوسي، يكنى أبا عمرو. وزاد بعدها:
لتبكني قينة ومزمرها (4)
…
ولتبكني قهوة وشاربها
(1) الطبقات 583
(2)
الخزانة 2/ 18 وسيبويه: 2/ 361، والاغاني 15/ 31 و 95 (الثقافة) وفيه (في ليلة لا يرى
…
يسعى علينا) وابن الشجري 1/ 61.
(3)
15/ 31 (الثقافة).
(4)
في الأغاني 15/ 34 (ومزهرها).
ولتبكني ناقة إذا رحلت
…
وغاب في سربخ مناكبها (1)
ولتبكني عصبة إذا اجتمعت
…
لم يعلم النّاس ما عواقبها
217 -
وأنشد:
علام تقول الرّمح يثقل عاتقي
…
إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرّت (2)
هذا من قصيدة لعمرو بن معدي كرب الزبيدي، وقبله:
ولمّا رأيت الخيل زورا، كأنّها
…
جداول زرع أرسلت فاسبطرّت
هتفت بخيل من زبيد فداعست
…
إذا طردت جالت قليلا فكرّت (3)
فجاشت إليّ النّفس أوّل مرّة
…
فردّت على مكروهها فاستقرّت
زور: بضم الزاي، جمع أزور، وهو المعوج الزّور. والجدول: النهر الصغير.
واسبطرت: امتدت. قال التبريزي: والتشبيه وقع على جري الماء في الأنهار.
وجاشت النفس: ارتفعت (من الفزع)(4)، والفاء في: فجاشت، يحتمل زيادتها.
والفعل جواب لما (5). ويحتمل أن يكون الجواب محذوفا، أي طعنت أو أبليت، كذا قال. وأنت ترى الجواب مصرحا به في قوله: هتفت. وعلام: حرف الجر، دخل على ما الاستفهامية، حذف ألفها. والرمح: يروى بالرفع (6)، وبالنصب، على جعل تقول كتظن، قاله التبريزي. وكذا أورده المصنف في التوضيح شاهدا على إعمال
(1) في الأغاني: (في سروح مناكبها).
(2)
الخزانة 1/ 422 والحماسة 1/ 158
(3)
البيت في الخزانة برواية: هتفت فجاءت من زبيد عصابة.
(4)
مزيدة من الخزانة، واضاف:(وهذا ليس لكونه جبانا، بل هذا بيان حال النفس)، وانظر الحماسة 1/ 157.
(5)
تكون الفاء زائدة في قول الكوفيين وأبي الحسن الأخفش. وانظر التبريزي 1/ 157.
(6)
فعلى ظاهر الأمر.