الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا حاربت حارب من تعادي
…
وزاد سلاحه منك اقترابا
وكنت إذا قريني جاذبته
…
حبالي مات أو تبع الجذابا
فإن أهلك فذي لهب لظاه
…
عليّ يكاد يلتهب التهابا
مخضت بدلوه حتّى تحسّى
…
ذنوب الشّرّ ملأى أو قرابا
أخوك: مبتدأ، وأخوك الثاني خبر، وما بعده بدل منه أو بدل تأكيد، وما بعده الخبر. واقترابا: تمييز، أي زاد اقتراب سلاحه منك. ويجوز كونه مفعولا به، لأن زاد يتعدى ولا يتعدى. وقوله:(فذي) هو بالجر على اضمار رب، وهو في موضع جواب الشرط، والتقدير: فإن أهلك أترك أعداء. ولظاه: مبتدأ، ويكاد: خبره، والجملة ذي حنق. وقوله:(فذي .. الخ) جواب الجزاء، والتقدير: إن أهلك فالأمر والشأن رب ذي حنق. واسم يكاد ضمير لظاه، وعلى متعلق بيلتهب. والتهابا مصدر مؤكد. ومخضت: جواب رب، أو مستأنف. وملأى وقرابا: حالان من الذنوب. والقراب: أن تقارب الامتلاء.
فائدة: [ربيعة بن مقروم]
ربيعة بن مقروم بن قيس بن جابر بن خالد بن عمرو الضبّي، أحد المخضرمين.
قال المرزباني: كان أحد شعراء مضر في الجاهلية والاسلام. وقال البكري في شرح الأمالي (1): كان جاهليا اسلاميا. شهد القادسية وغيرها من الفتوح، وعاش مائة سنة وهو القائل:
ولقد أتت مائة عليّ أعدّها
…
حولا فحولا إن تلاها ومل
وقال أبو الفرج (2): وفد على كسرى في الجاهلية، ثم عاش الى أن أسلم وبقي
(1) اللآلي 37
(2)
22/ 87 (الثقافة) وفيه: (وكان ممن أصفق عليه كسرى، ثم عاش في الاسلام زمانا). وانظر الاصابة.
زمانا. وفي المؤتلف للآمدي: ربيع، بفتح الراء وكسر الباء كثير، وأما ربيّعة، بضم الراء وفتح الباء وتشديد الياء
المثناة التحتية فهو ابن عبيد بن سعد بن جذيمة، شاعر من شعراء بني أسد، له أبيات مذكورة في شواهد التلخيص.
260 -
وأنشد:
من يفعل الحسنات الله يشكرها
تقدم شرحه في شواهد أما (1).
261 -
وأنشد:
وقائلة: خولان فانكح فتاتهم (2)
قال العيني: قائله مجهول لا يعرف، وتمامه:
وأكرومة الحيّين خلو كماهيا
قال جماعة: التقدير، هؤلاء خولان فانكح، فعطف بالفاء جملة فعلية على جملة ابتدائية، والواو في (وقائلة) واو رب. وخولان: اسم قبيلة. قال شارح أبيات الايضاح: والاكرومة: الكرم، ولا يكون خلو خبرا عنه إلا بتقدير مضاف، أي وذات الاكرومة. وقال غيره: الاكرومة، بالضم، من الكرم، كالاعجوبة من العجب.
وأراد بالحيّين: حيّ أبيها وحيّ أمها. يعني: انها كريمة الطرفين. والخلو: الخلية، أو الخالي من زوج. وقوله:(كما هيا) الكاف متعلقة بمحذوف صفة لخلو، أي كائنة، فهي كعهدها من بكارتها. فحذف المضاف الى الهاء. ولما كانت الكاف لا تدخل على المضمر المتصل جعل مكانه المنفصل فصار كهى، ثم زادوا (ما) عوضا من المحذوف، ومثله كن كما أنت، أي كعهدك وحالك. وفي شرح الشواهد الكبرى للعيني: قد قيل إن في هذا البيت عشرة أمور، أحدها: حذف رب وبقاء علها بعد الواو. الثاني:
(1) انظر ص 178 الشاهد رقم 77 وص 286 الشاهد رقم 132
(2)
الخزانة 1/ 153 و 218، وسيبويه 1/ 70
استعمال مجرور رب غير موصوف وحقه الوصف للايضاح والتعويض من حذف متعلقها، ويمكن التقليل لأن رجلا من تيم أقل من رجل على الاطلاق. وقال علي بن عبد الرحمن الأنصاري في حاشية ايضاح الفارسي: والذي حسن هنا أن لا يجيء بالوصف ان ما بعد قائل وقائلة من صلته، فالاختصاص حاصل بتلك الصلة. وان قائلا وقائلة في الحقيقة صفتان لمجرور رب المحذوف فلم يخل مجرورها من وصف.
الثالث: حذف المبتدأ لأن التقدير هذه خولان. الرابع: حذف الفعل على رواية من رواه خولان بالنصب، وقدره
الأنصاري: المذكور، اقصد الخولان. الخامس: زيادة الفاء على قول الأخفش، لأنه لا يقدر محذوفا. السادس: عطف الطلب على الخبر على تقدير المبتدأ في حالة الرفع. السابع: قوله (كماهيا) وفيه عمل ليس هذا محله.
قلت: قد تقدّم تقديره. الثامن: إعمال اسم الفاعل المعتمد على موصوف محذوف.
التاسع: ان رب لا يلزم مضي ما بعدها والا لم يجز إعماله. العاشر: اقامة الظاهر مقام المضمر لكونه أزيد فائدة، فان أكرومة الحيين هي الفتاة المشار اليها انتهى.
وفي شرح شواهد سيبويه للزمخشري: أكرومة الحيين، يريد أن هذه المرأة كريمة الحيين لم تتزوج بعد، وهي كما هي، أي كما عهدتها أيم فتزوّجها.
262 -
وأنشد:
أرواح مودّع أم بكور
…
لك؟ فاعمد لأيّ حال تصير (1)
هذا مطلع قصيدة لعديّ بن زيد بن أيّوب بن محروز بن عامر بن عصية بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم، في زمن النعمان، وبعده:
إن شعل الصّابيات من الأس
…
تار طرف يصبي وفيه فتور
ومنها (2):
أيّها الشّامت المعيّر بالدّه
…
ر أأنت المبرّأ الموفور
(1) الشعراء 176، وأمالي ابن الشجري 1/ 76 و 78 وحماسة البحتري 122. ويروى كما في المغني:(أنت فانظر لأىّ ذلك تصير).
(2)
المعروف أن القصيدة أولها هذا البيت وانظر المراجع السابقة.
أم لديك العهد الوثيق من ال
…
أيّام أم أنت جاهل مغرور
من رأيت المنون خلّدن أم مّن
…
ذا عليه من أن يضام خفير
أين كسرى كسرى أنوشر
…
وان أم أين قبله سابور
وبنو الأصفر الكرام ملوك الرّوم
…
لم يبق منهم مذكور
وأخو الحضر إذ بناه وإذ دج
…
لة تجبي إليه والخابور
شاده مرمرا وجلّله كل
…
سا فللطّير في ذراه وكور
لم يهبه ريب المنون فباد ال
…
ملك عنه فبابه مهجور
ثمّ أضحوا كأنّهم ورق ج
…
فّ فألوت بد الصّبا والدّبور
أخرج ابن عساكر عن خالد بن صفوان (1): إنه وفد الى هشام بن عبد الملك وقد خرج متنزها بقرابته وحشمه وأهله وغاشيته وجلسائه، ونزل في أرض ضحضح، في عام قد كثر وسيمه، وأخرجت الأرض فيه زينتها من اختلاف ألوانها، وضرب له سرادق من حبرة ملونة، وفرشت له ألوان الفرش، وزينت بأحسن الزينة، فقال له خالد: يا أمير المؤمنين، إن ملكا من الملوك خرج في عام مثل عامنا هذا الى الخورنق والسدير، وكان قد أعطى بسطة في الملك، مع الكثرة والغلبة والقهر، فنظر فانفذ النظر فقال لجلسائه: لمن هذا؟ قالوا: للملك. قال: فهل رأيتم أحدا أعطي مثل ما أعطيت؟ قال: وكان عنده رجل من بقايا حملة الحجة، ولم تخل الأرض من قائم لله بحجته في عباده، فقال: أيها الملك: إنك قد سألت عن أمر، أفتأذن لي بالجواب عنه؟
قال: نعم، قال: أرأيت ما أنت فيه؟ أشيء لم تزل فيه أم شيء صار اليك ميراثا وهو زائل عنك وصائر الى غيرك، كما صار إليك. قال: كذلك هو، قال: أراك انما عجبت بشيء يسير، لا تكون فيه الا قليلا، وتنتقل عنه طويلا فيكون غدا عليك حسابا. قال: ويحك، فأين المهرب وأين المطلب؟ وأخذته القشعريرة. قال: اما ان تستقيم في ملكك فتعمل فيه بطاعة الله تعالى على ما ساءك وسرّك، وإما ان تتخلع
(1) انظر الاغاني 2/ 114 - 115 (الثقافة).