الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف [ف]
[شواهد] الفاء
254 -
وأنشد:
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع
تقدم شرحه في شواهد رب (1).
255 -
وأنشد:
بين الدّخول فحومل
هو من معلقة امرئ القيس المشهورة، وأولها (2):
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
…
بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها
…
لما نسجتها من جنوب وشمأل
وسقط اللّوى: بكسر السين المهملة وسكون القاف، منقطع الرمل. واللّوى:
بكسر اللام، حيث يلتوي الرمل ويرق، وإنما خص منقطع الرمل وملتواه لأنهم كانوا لا ينزلون إلا في صلابة من الأرض، ليكون ذلك أثبت لأوتاد الأبنية، وأمكن لحفر النوى. والدخول وحومل والمقراة وتوضح: مواضع. و (من) في قوله:
(من ذكرى) للتعليل. وقوله: (بسقط اللّوى) في موضع الصفة لمنزل، كائن في سقط اللّوى. وبين الدخول صفة لسقط اللّوى، أي الكائن بين الدخول. وقد
(1) انظر ص 402، الشاهد رقم 201.
(2)
ديوانه 8 والبكري 548، والخزانة 4/ 397، وانظر ص 20 الشاهد رقم 3 وص 92 و 96 و 97 و 451.
استشهد النحاة بقوله: (قفا) على خطاب الواحد بصيغة الاثنين، كما في قوله تعالى (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ) وبقوله (نبك) على جزم المضارع لوقوعه في جواب الأمر. والجنوب:
ريح تأتي من قبل اليمن وتسمى الأرنب، وإذا أتت من الشام فهي شمأل، وهي مقابلة الجنوب. والتي تأتي من تلقاء الفجر، تلقاء القبلة الصّبا وتسمى القبول. والتي تجيء من دبر الكعبة الدّبور. قال المبرد في الكامل (1): يقال جنبت الرّيح جنوبا، وشملت شمولا، ودبرت دبورا، وصبت صبوا، وسمت سموا، وحرّت حرورا، مضمومات الأول، فإذا أردت الأسماء فتحت أولها، فقلت: جنوب وسموم ودبور وحرور. ولم يأت من المصادر مفتوح الأوّل إلا اليسير كوضوء وطهور وولوع وقبول. وفي الشّمال ست لغات: شمال وشمأل وشمل وشمل وشاملّ، بلا
همز، وشأمل بالهمز. وقد أورد المصنف قوله:
لما نسجتها من جنوب وشمأل
في مهما مستشهدا به على أن (من) تفسير.
256 -
وأنشد:
يا أحسن النّاس ما قرنا إلى قدم
قال الأنباري في كتاب الوقف والابتداء: أنشده الفراء. وتمامه:
ولا حبال محبّ واصل تصل
قال الفرّاء: أراد ما بين قرن الى قدم. والقرن: الخصلة من الشعر.
257 -
وأنشد:
وأنت الّتي حبّبت شغبا إلى بدا
…
إليّ وأوطاني بلاد سواهما (2)
(1) ص 777 وانظر ص 772
(2)
الحماسة بشرح التبريزي 3/ 249 - 250 لكثير، وهي في ديوانه 1/ 84 - 85، وديوان جميل 197، وفي البكري 230 (بدا) لكثير.
حللت بهذا حلّة ثمّ حلّة
…
بهذا، فطاب الواديان كلاهما
هما لكثيّر عزّة. ورأيت في الموفقيات للزّبير بن بكار نسبتهما الى جميل.
وشغب: بفتح الشين وسكون الغين المعجمتين وموحدة، وبدا: بموحدة ودال مهملة مقصورة موضعان (1)، يقول: إنه كما آثرها على أهله آثر بلادها على بلاده.
والبيت الثاني في الحماسة بلفظ:
وحلّت بهذا حلّة، ثمّ أصبحت
قال المرزوقي: ففيه التفات من الخطاب الى الغيبة، وفي بعض نسخها بين البيتين بيت آخر وهو:
إذا ذرفت عيناي أعتلّ بالقذى
…
وعزّة لو، يدري الطّبيب، قذاهما
فلذا حسن بعده وحلّت بالعدول عن الخطاب. وجملة (لو يدري الطبيب) معترضة بين المبتدأ والخبر.
258 -
وأنشد:
يا لهف زيّابة للحارث
…
الصّابح فالغانم فالآيب (2)
هذا لابن زيّابة، وإسمه سلمة بن ذهل، وزيابة أمه (3) وبعده:
(1) في البكري: (بدا: موضع بين طريق مصر والشام. وشغب: منهل بين طريق مصر والشام أيضا).
(2)
الخزانة 2/ 331، والحماسة بشرح التبريزي 1/ 142، واللآلي 504
(3)
في شرح التبريزي 1/ 142 (قال أبو هلال: زيّابة أبوه). ثم أضاف:
(وقال أبو العلاء: يا لهف زيّابة كقولهم: يا لهف أمي، لان زيابة أمة).
وفي ألقاب الشعراء 320 أن زيّابة بنت شيبان بن ذهل بن ثعلبة، وانظر الخزانة 2/ 333 واللآلي 504
والله لو لاقيته خاليا
…
لآب سيفانا مع الغالب
أنا ابن زيّابة إن تدعني
…
آتك والظّنّ على الكاذب
هذه الأبيات أجاب بها الحارث بن همّام الشيباني حين قال له:
أيا ابن زيّابة إن تلقني
…
لا تلقني في النّعم العازب
وتلقني يشتدّبي أجرد
…
مستقدم البركة كالرّاكب
قال التبريزي في شرح الحماسة: معناه انه لهف أمه أن لا يلحقه في بعض غزواته فيقتله أو يأسره. وقال النميري: وصفه بالفتك والظفر وحسن العاقبة، وكيف يذكره بذلك وهو عدوّه، وإنما يتأسف على الفائت من قتله وأسره، ولما كانت هذه الصفة متراخية حسن إدخال الفاء، لأن الصابح قبل الغانم، امام الآيب. ويقبح أن تدخل الفاء إذا كانت الصفات مجتمعة في الموصوف، فلا يحسن أن تقول: عجبت من فلان الأزرق العين، فالأشم الأنف، فالشديد الساعد. وقوله:
…
إن تدعني
…
آتك والظّنّ على الكاذب
يحتمل وجهين، أحدهما: انك إن دعوتني علمت حقيقة ما أقول، فلا تدعني وأخلص من الظن، لأنك تظنّ بي العجز عن لقائك والظن من شأن الكاذب. والآخر ان معناه يكون عونا عليه مع الأعداء.
259 -
وأنشد:
فإن أهلك فذي لهب لظاه
…
عليّ يكاد يلتهب التهابا (1)
هو لربيعة بن مقروم الضبي، وقبله:
أخوك أخوك من تدنو وترجو
…
مودّته وإن دعي استجابا
(1) الخزانة 4/ 201.