الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ألا طال كتماني بثينة حاجة
…
من الحاج ما تدري بثينة ماهيا
أخاف إذا أنبأتها أن تضيعها
…
فتتركها ثقلا عليّ كما هيا
أغرّك أنّي لا نحيل عليكم
…
ولا مفحش فيما لديك التّقاضيا
أعدّ اللّيالي ليلة بعد ليلة
…
وقد عشت دهرا لا أعدّ اللّياليا
في أبيات أخر، ولا شاهد في البيت على هذه الرواية.
فائدة: [جميل بن عبد الله بن معمر بن الحارث بن خيبري]
جميل بن عبد الله بن معمر بن الحارث بن خيبريّ بن نهيك بن ظبيان، أبو عمرو العذري، الحجازي، الشاعر المشهور صاحب بثينة. حدّث عن أنس بن مالك، ووفد على الوليد بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز. روى عنه محمد بن راشد الحبطي، وكثير عزة الشاعر. ذكره الجمحي في الطبقة السادسة من الاسلاميين (1).
قال الخطيب: وليس له إلّا حديث واحد وهو: (إن من الشعر حكمة)، وقد أسنده ابن عساكر من طريق الحبطي عنه عن أنس. وأخرج عن المسور بن عبد الملك اليربوعي قال: ماضر من روى شعر جميل وكثير أن لا يكون عنده
مغنيتان مطربتان.
مات جميل بمصر سنة اثنين وثمانين. روى ابن عساكر وغيره من طرق: أن جميلا قدم مصر على عبد العزيز بن مروان يمدحه، فرآه رجل فقال له: ما رأيت في بثينة، فو الله لقد رأيتها ولو ذبح بعرقوبها طائر لا نذبح. فقال له جميل: إنك لم ترها بعيني، ولو نظرت إليها بعيني لأحببت أن تلقى الله وأنت زان. ثم أنه مرض فدخل عليه العباس بن سهل الساعدي وهو يجود بنفسه، فقال له جميل: ما تقول في رجل لم يقتل نفسا، ولم يزن قط، ولم يسرق، ولم يشرب خمرا قط، أترجو له؟ قال العباس:
أي والله، فقال جميل: إني لأرجو أن أكون ذلك الرجل. قال العباس: فقلت:
سبحان الله، فأنت تتبع بثينة منذ ثلاثين سنة. فقال: يا عباس، إني لفي آخر يوم من
(1) الطبقات ص 529
أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم إن كنت وضعت يدي عليها لريبة قط. فما برحنا حتى مات.
وبثينة صاحبته ابنة الأسود، ويقال ابنة مالك، ويقال ابنة حيا. ويقال: حيى ابن ربيعة بن ثعلبة بن الهوذ، عذرية أيضا، ويقال: هي ابنة خالد، قيل أنه لما بلغها وفاة جميل جزعت وصاحت وأغمي عليها ساعة، ثم قامت وقالت ترثيه (1):
وإنّ سلوّي عن جميل لساعة
…
من الدّهر ما حانت ولا حان حينها
سواء علينا يا جميل بن معمر
…
إذا متّ بأساء الحياة ولينها
ولم ير أكثر باكيا وباكية من يومئذ. قال المبرد: دخلت بثينة على عبد الملك ابن مروان فأحدّ النظر إليها ثم قال: يا بثينة، ما رأى فيك جميل حين قال فيك ما قال.
قالت: ما رأى الناس فيك حين ولوك الخلافة؟ فضحك وقضى حاجتها.
32 -
وأنشد:
أن تقرآن على أسماء ويحكما
…
منّي السّلام وأن لا تشعرا أحدا
لم يسم قائله. وقبله:
يا صاحبيّ فدت نفسي نفوسكما
…
وحيثما كنتما لاقيتما رشدا
أن تحملا حاجة لي خفّ محملها
…
تستوجبا نعمة عندي بها ويدا
قوله: أن تقرآن، في موضع نصب بدل من حاجة، أو رفع خبر (هي) مقدّرا.
واستشهد به على إهمال إن، فلم تنصب، حملا على ما زعم الكوفيون أنّ (أن) مخففة من الثقيلة، شذ اتصالها بالفعل. ويح: كلمة رحمة، كما أن ويل كلمة عذاب.
(1) الشعراء 409 (من الدهر ما جاءت ..).
33 -
وأنشد:
ولا تدفنّني في الفلاة فإنّني
…
أخاف إذا ما متّ أن لا أذوقها
هذا لأبي محجن الثقفي. وقبله:
إذا متّ فادفنّي إلى جنب كرمة
…
تروّي عظامي بعد موتي عروقها
وبعده:
أباكرها عند الشّروق وتارة
…
يعاجلني عند المساء غبوقها
وللكأس والصّهباء حقّ معظّم
…
فمن حقّها أن لا تضاع حقوقها
أبو محجن هذا صحابي اسمه مالك. وقيل عبد الله بن حبيب، بالتصغير، ابن عمرو بن عمير بن عوف. وقيل اسمه كنيته. أسلم مع ثقيف وله رواية. وكان شاعرا مطبوعا كريما منهمكا في الشراب لا يكاد يقلع عنه، وجلده عمر مرات ثم نفاه إلى جزيرة في البحر وبعث معه رجلا فهرب منه ولحق بسعد بن أبي وقاص بالقادسية وهو يحارب الفرس، فكتب عمر إلى سعد أن يحبسه فحبسه.
وقال عبد الرزاق في المصنف: أنا معمر، عن أيوب، عن ابن سبرين، قال:
كان أبو محجن لا يزال يجلد في الخمر فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه، فلما كان يوم القادسية رآهم يقتتلون فكأنه رأى المشركين قد أصابوا في المسلمين فأرسل إلى أم ولد سعد، أو امرأة سعد، يقول لها إن أبا محجن يقول لك إن خليت سبيله وحملتيه على هذا الفرس ودفعت إليه سلاحا ليكونن، وأوّل من يرجع، إلّا أن بقتل. قال: وأبو محجن يتمثل (1):
كفى حزنا أن تلتقي الخيل بالقنا
…
وأترك مشدودا عليّ وثاقيا
إذا شئت غنّاني الحديد وغلّقت
…
مصارع من دوني تصمّ المناديا
(1) عيون الأخبار 1/ 187 وانظر أمالي ابن الشجري 1/ 226.
فحلت عنه امرأة سعد قيوده، وحمل على فرس كان في الدار، وأعطي سلاحا، ثم خرج يركض حتى لحق بالقوم، فجعل لا يزال يحمل على رجل فيقتله ويدق صلبه، فنظر إليه سعد فجعل يعجب ويقول: من ذا الفارس؟ فلم يلبثوا إلّا يسيرا حتى هزمهم الله، فرجع أبو محجن وردّ السلاح وجعل رجليه في القيود كما كان. فجاء سعد فقالت له امرأته، أو أم ولده: كيف كان قتالكم؟ فجعل يخبرها ويقول لقينا ولقينا حتى بعث الله رجلا على فرس أبلق لولا إني تركت أبا محجن في القيود لظننت أنها بعض شمائل أبى محجن. فقالت: والله إنه لأبو محجن، كان من أمره كذا وكذا، وقصت عليه قصته. فدعى به فحل قيوده وقال: لا نجلدك على الخمر أبدا. قال أبو محجن: وأنا والله لا يدخل لي رأسا أبدا، كنت آنف أن أدعها من أجل جلدكم فلم يشربها بعد ذلك.
وقال سعيد بن منصور في سننه: ثنا أبو معاوية، ثنا عمرو بن مهاجر، عن إبراهيم ابن محمد بن سعد عن أبيه قال: أتى سعد بأبي محجن يوم القادسية وقد شرب الخمر، فأمر به إلى القيد، فلما التقى الناس قال: كفى حزنا البيت
…
ثم قال لامرأة سعد:
أطلقيني ولك عليّ إن سلمني الله أن أرجع حتى أضع رجلي في القيد، وإن قتلت استرحتم مني. فأطلقته فوثب على فرس لسعد يقال لها البلقاء، ثم أخذ رمحا ثم خرج فجعل لا يحمل على ناحية من العدوّ إلا هزمهم، وجعل الناس يقولون هذا ملك لما يرونه يصنع، وجعل سعد يقول: الصبر صبر البلقاء، والطعن طعن أبى محجن، وأبو محجن في القيد، فلما هزم العدو رجع أبو محجن حتى وضع رجله في القيد، فأخبرت زوجة سعد سعدا بما كان من أمره فقال سعد: والله لا أضرب اليوم رجلا أبلى الله المسلمين على يديه ما أبلاهم، فخلى سبيله. فقال أبو محجن: قد كنت أشربها إذ يقام عليّ الحدّ وأطهر منها، فأما الآن فلا والله لا أشربها أبدا.
وفي الاستيعاب لابن عبد البر: دخل ابن لأبي محجن على معاوية فقال له معاوية:
أبوك الذي يقول: إذا مت فادفني .. البيتين. فقال: لو شئت ذكرت أحسن من هذا! قال: وما ذاك؟ قال قوله:
لا تسألي النّاس عن مالي وكثرته
…
وسائلي النّاس عن حزمي وعن خلقي
القوم أعلم إنّي من سراتهم
…
إذا تطيش يد الرّعديد الفرق
قد أركب الهول مسدولا عساكره
…
وأكتم السّرّ فيه ضربة العنق
قد يعسر المرء حينا وهو ذو كرم
…
وقد يثوب الغنى للعاجز الحمق
سيكثر المال يوما بعد قلّته
…
ويكتسي العود بعد اليبس بالورق
وقال ابن عبد البر: حدّث من رأى قبر أبي محجن أنه نبتت عليه ثلاثة أصول كرم وقد طالت وأثمرت وهي معرشة على قبره. قال: فجعلت أتعجب وأذكر قوله:
إذا متّ فادفنّي إلى جنب كرمة
قلت: هذا من كرامته على الله، رضي الله عنه. وهذه القصة أخرجها صاحب الأغاني عن الهيثم بن عديّ، قال: حدّث من رأى قبر أبى محجن في نواحي أذربيجان أو جرجان فذكرها.
34 -
وأنشد:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا
…
أبشر بطول سلامة يا مربع
هذا من قصيدة لجرير يخاطب بها الفرزدق، وأولها (1):
بان الخليط برامتين فودّعوا
…
أو كلّما رفعوا لبين تجزع
ومنها:
أعددت للشّعراء كأسا مرّة
…
عاتدا فخالطها السّمام المنقع
(1) ديوانه 340 - 351، وانظر الشعراء 465 - 466، والنقائض 961 - 981، والبيت في طبقات الشعراء 349، وأمالي ابن الشجري 1/ 225.
ذاق الفرزدق والأخيطل حرّها
…
والبارقيّ، وذاق منها البلتع
ومنها:
إنّ الرّزيّة من تضمّن قبره
…
وادي السّباع لكلّ جنب مصرع
لمّا أتى خبر الزّبير تواضعت
…
سور المدينة والجبال الخشّع (1)
وبكى الزّبير بناته في مأتم
…
ماذا يردّ بكاء من لا يسمع
وبعد قوله: زعم الفرزدق
…
البيت:
إنّ الفرزدق قد تبيّن لؤمه
…
حيث التقت حششاؤه والأخدع
وآخر القصيدة:
ورأيت نبلك يا فرزدق قصّرت
…
ورأيت قوسك ليس فيها منزع
قال ابن حبيب: البارقيّ سراقة، والبلتع: المستنير بن عمرو بن بلتعة العنبري.
ومربع: رجل من بني جعفر بن كلاب، كان يروي شعر جرير، فنذر الفرزدق دمه (2).
قال ابن حبيب: ومن شأن هذا البيت أن غضوب أخت بني ربيعة بن مالك بن زيد مناة كانت ناكحا في بني عوف بن مالك، من بني طهيه فتزوّج زوجها عليها فأولعت بهجوهم فأوعدها رجال منهم مربع فهجتهم فقالت فيه:
يا مربعا يا مربع الضّلال
…
يا فاجرا مستقبل الشّمال
على بعير غير ذي جلال
…
يا مربعا هل حان من إقبال
فلما سمع مربع ذلك مشى إليها فقتلها.
(1) الكامل 486 ويروى: (الخضع).
(2)
مربع: لقب وعوعة، احد بني أبي بكر بن كلاب، كان راوية لجرير، وكان نفر بأبي الفرزدق، فيقال إنه مات في تلك العلة، فحلف الفرزدق ليقتله، فقال جرير ذلك تكذيبا للفرزدق. وانظر الجمهرة 266.
قوله: بأن الخليط: أي فارق المخالط، وهو المنادم. ورامة: اسم موضع بالبادية. قال في الصحاح: وفيه جاء المثل (تسألني برامتين سلجما) والسمام، بكسر أوّله، جمع سم. والمنقع، بضم أوّله، في الصحاح: سم منقع: أي مربّى.
قال الشاعر:
فيها ذرا ريح وسمّ منقع
ووادي السباع، موضع قتل الزّبير بن العوّام رضي الله عنه. وقوله:
(تواضعت) استشهد به على تأنيث المضاف، فعل المذكر لاكتسابه التأنيث من المضاف إليه. والخششاء، بضم الخاء وفتح المعجمتين والمدّ، وزنها فعلاء، والخششاوان:
العظمان وراء الأذنين. ويقال أيضا خشاء وزن فعال، وكذلك قوباء وقوباء. قال نفطويه: وليس في الأسماء على
هذا الوزن غيرهما. والأخدع: عرق في موضع المحجمتين، وهو شعبة من الوريد. والنبل: السهام العربية لا واحد لها من لفظها.
والمنزع: بكسر الميم، السهم. قال أبو ذؤيب (1):
ورمى فأنفذ طرّتيه المنزع
35 -
وأنشد:
فلو أنّك في يوم الرّخاء سألتني
…
طلاقك لم أبخل وأنت صديق (2)
لم أر من ذكر قائله. وصف الشاعر نفسه بالجود حتى أن الحبيبة لو سألته الفراق أجابها إلى ذلك كراهة ردّ السائل، وان كان في يوم الرخاء. وإنما خصه بالذكر لأن الانسان ربما يفارق الأحباب في يوم الشدة. والخطاب في البيت لمؤنث، وإنما قال صديق بالمذكر على تأويل أنت بانسان. وفي أمالي ثعلب يقال: صديق
(1) ديوان الهذليين 1/ 15 وفيه:
فرمى لينقذ فرّها فهوى لها
…
سهم فانفذ طرتيه المنزع
وهو في اللسان (نزع).
(2)
ابن عقيل 1/ 146.
ورسول يكون للواحد والجمع وأنشد عليه البيت، وقال: أي أنت من الأصدقاء كما يقال أنتم عم وخال، أي من العمومة والأخوال. وقوله:(لم أبخل) جواب لو، وجملة (وأنت صديق) حالية. ثم رأيت البيت في بعض التفاسير بلفظ فراقك بدل طلاقك، وبعده:
فما ردّ تزويج عليه شهادة
…
وما ردّ من بعد الحرار عتيق
36 -
وأنشد:
بأنّك ربيع وغيث مريع
…
وأنّك هناك تكون الثّمالا (1)
هو من قصيدة عزاها أبو عمرو بن العلاء لعمرة بنت العجلان بن عامر بن بر الهذلية ترثي بها أخاها عمرا ذا الكلب وقيل اسمها جنوب، وأوّلها (2):
سألت بعمرو أخي صحبه
…
فأفظعني حين ردّوا السّؤالا
فقالوا: أتيح له نائما
…
أعزّ السّباع عليه أحالا
أتيح له نمرا أجبل
…
فنالا لعمرك منه منالا
أتيحا لوقت حمام المنون
…
فنالا لعمرك منه ونالا
فأقسمت يا عمرو لو نبّهاك
…
إذن نبّها منك داء عضالا
إذن نبّها ليث عرّيسة
…
مفيدا مفيتا نفوسا ومالا
هزبرا فروسا لأعدائه
…
هصورا إذا لقى القرن صالا
هما مع تصّرف ريب المنون
…
من الأرض ركنا ثبيتا أمالا
(1) الخزانة 4/ 352، وديوان الهذليين 3/ 123 برواية:
بأنك كنت الربيع المريع
(2)
ديوان الهذليين 3/ 120 - 123 مع تقديم وتأخير برواية الابيات.
هما يوم حمّ له يومه
…
وقال أخوفهم بطلا وفالا
وقالوا: قتلناه في غارة
…
بأية ما إن ورثنا النّبالا
فهلّا إذن قبل ريب المنون
…
وقد كان رجلا وكنتم رجالا
وقد علمت فهم عند اللّقاء
…
بأنّهم لك كانوا نفالا
كأنّهم لم يحسّوا به
…
فيخلو النّساء له والحجالا
ولم ينزلوا بمحول السّنين
…
به فيكونوا عليه عيالا
وقد علم الضّيف والمجتدون
…
إذا اغبرّ أفق وهبّت شمالا
وخلّت عن أولادها المرضعات
…
ولم تر عين لمزن بلالا
بأنّك كنت الرّبيع المغيث
…
لمن يعتريك وكنت الثّمالا
وخرق تجاوزت مجهوله
…
بوجناء حرف تشكّى الكلالا
فكنت النّهار به شمسه
…
وكنت دجى اللّيل فيه الهلالا
وخيل سمت لك فرسانها
…
فولّوا ولم يستقلّوا قبالا
فحيّا أبحت وحيّا منحت
…
غداة اللّقاء منايا عجالا
وكلّ قبيل وإن لم تكن
…
أردتهم منك باتوا وجالا
ووقع في شرح شواهد المصنف تبعا لابن الشجري نسبة البيت إلى كعب بن زهير رضي الله عنه.
قوله: (سألت بعمرو) أي عن عمرو، كقوله تعالى (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً) وأخي بدل أو بيان. أفظعني الأمر: أهالني. وأمر
فظيع: شديد شنيع مجاوز المقدار،
وأفظع الرجل بالبناء للمفعول: نزل به أمر عظيم. وأتيح: قدر. ونائما: حال.
وأعز: مرفوع بأتيح. وأحال: حمل عليه فقتله وأكله. وقال العيني: أحال وثب.
ونمرا: تثنية نمر. وأجبل، جمع جبل، وأورده العيني بلفظ جيئل، بفتح الجيم وسكون الياء وفتح الهمزة ولام، وهو الضبع. منالا: للتعظيم أي منالا عظيما.
والحمام بالكسر: قدر الموت. وثالا: بالمثلثة، يقال: ثال عليه القوم إذا علوه بالضرب. وقوله: (نبها منك) فيه تجريد. وداء عضال: شديد أعيا الأطباء.
والليث: الأسد. والعرّيسة، بكسر المهملة وتشديد الراء، مأوى الأسد. وفي (مفيدا) أو (مفيتا) جناس ولف ونشر غير مرتب، فإن نفوسا راجع إلى مفيت، أي مهلك. وراجع إلى مفيد. وضبطه العيني مقيتا بالقاف. قال: وهو المقتدر أو الحافظ. وعندي إن صحت الرواية بالقاف إنه من إعطاء الترب. والهزبر: الأسد.
وفروس فعول من فرس الأسد فريسته يفرسها، أي دق عنقها. والهصور كذلك، من هصره كسره. والقرن: النظير. وصال: وثب واستطال. وريب المنون:
حوادث الدهر. وركنا مفعول أمالا. والتثبيت: الثابت. وحم، بالحاء المهملة، دنى وحان. وفال الرأي بالفاء: ضعف. وفهم: قبيلة. ورجلا: بسكون الجيم مخفف رجل، ويقال بالفاء من قولك انتفل من الشيء انتفى منه وتنصل. قال الأعشى (1):
لئن منيت بنا عن حدّ معركة
…
لا تلفنا عن دماء القوم ننتفل
والمجتدون، بالجيم، الطالبون الجدا، وهو العطية. ويروى بدله:(والمرملون) من أرمل القوم إذا نفذ زادهم، عام أرمل: قليل المطر. وفاعل هبت: ضمير الريح، وإن لم يجر لها ذكر. وشمالا: حال، وقيل تمييز، وهو بفتح الشين: ريح تهب من ناحية القطب. والمزن: السحاب الأبيض، واحده مزنة. والبلال: بكسر الموحدة الماء. قوله:
بأنّك كنت الرّبيع المغيث
كذا أورده صاحب منتهى الطلب، فلا شاهد فيه. وأورده غيره بلفظ المصنف
(1) ديوانه 63، المقطوعة رقم 6 (عن غبّ
…
من دماء
…
).