المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌شواهد في 267 - وأنشد: وهم صلبوا العبديّ في جذع نخلة … - شرح شواهد المغني - جـ ١

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌بين يدي الكتاب

- ‌الإمام السيوطي:

- ‌[مقدمة]

- ‌[الكتاب الأول]

- ‌شواهد الخطبة

- ‌فائدة: [الفرزدق]

- ‌فائدة: [شاعر يكنى أبا الفرزدق]

- ‌فائدة: [ساعدة بن جوية]

- ‌شواهد الهمزة

- ‌فائدة: [امرئ القيس هذا، هو ابن حجر]

- ‌فائدة: [المسمون بامرئ القيس غير هذا جماعة]

- ‌فائدة: [القصائد الحوليّات والمنقحات والمحكمات]

- ‌فائدة: [أبو ذؤيب هو خويلد بن خالد بن محرّث]

- ‌فائدة: [عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة عمر بن المغيرة]

- ‌فائدة: [الكميت بن زيد بن خنيس]

- ‌فائدة: [جرير هو ابن عطية بن الخطفي]

- ‌فائدة: [العجاج]

- ‌فائدة: [رؤبة بن العجاج]

- ‌فائدة: [شاعر آخر يقال له رؤبة بن العجاج بن شدم الباهلي]

- ‌فائدة: [المرّية صاحبةعامر بن الطفيل:]

- ‌فائدة: [كثير]

- ‌شواهد إن المكسورة الخفيفة

- ‌فائدة: [أعرق الناس في القتل عمارة بن حمزة بن عبد الله]

- ‌فائدة: [الزبير]

- ‌فائدة: [النابغة]

- ‌فائدة: [النوابغ أربعة:]

- ‌فائدة: [زياد]

- ‌غريب الأبيات:

- ‌شواهد أن المفتوحة الخفيفة

- ‌فائدة: [جميل بن عبد الله بن معمر بن الحارث بن خيبري]

- ‌فائدة: [قولهكأنّهم لم يحسّوا به

- ‌فائدة: [ابن علس بن مالك بن عمرو بن قمامة]

- ‌فائدة: [أوس بن حجر]

- ‌فائدة: [العباس بن مرداس]

- ‌شواهد إنّ المكسورة المشدّدة

- ‌فائدة: [الأخطل]

- ‌فائدة: [عبيد الله بن قيس]

- ‌شواهد أم

- ‌فائدة: [زهير بن أبي سلمى]

- ‌فائدة: [شعيث]

- ‌فائدة: [ذو الرمّة]

- ‌فائدة: [صريم بن معشر]

- ‌فائدة: [لبيد بن ربيعة]

- ‌شواهد أل

- ‌فائدة: [الرمّاح

- ‌شواهد أما بالفتح والتخفيف

- ‌شواهد أمّا بالفتح والتشديد

- ‌شواهد إمّا المكسورة المشددة

- ‌شواهد أو

- ‌فائدة: [توبة بن الحميّر]

- ‌فائدة: [حميد]

- ‌فائدة: [جعفر بن علبة]

- ‌فائدة: [زياد الأعجم بن سليم]

- ‌شواهد الا المفتوحة الخفيفة

- ‌فائدة: [حاتم الطائي]

- ‌شواهد إلّا المكسورة المشددة

- ‌فائدة: [حضرميّ]

- ‌شواهد ألّا المفتوحة المشدّدة

- ‌شواهد ألى

- ‌شواهد أي بالفتح والسكون

- ‌شواهد أيّ المشددة

- ‌شواهد إذ

- ‌فائدة: [الأعشى]

- ‌فائدة: [العشي من الشعراء ستة عشر:]

- ‌فائدة: [الخنساء بنت عمرو]

- ‌فائدة: [عبيد]

- ‌فائدة: [عبيد بالموحدة جماعة]

- ‌شواهد إذا

- ‌فائدة: [أبرع بيت قالته العرب]

- ‌فائدة: [عبد الله بن رواحة]

- ‌فائدة: [المتلمس]

- ‌شواهد أيمن

- ‌فائدة: [نصيب بن رباح]

- ‌حرف الباء

- ‌شواهد الباء المفردة

- ‌فائدة: [نيران العرب]

- ‌فائدة: [خفاف]

- ‌فائدة: [حسّان بن ثابت]

- ‌شواهد بجل

- ‌شواهد بل

- ‌شواهد بيد

- ‌شواهد بله

- ‌فائدة: [كعب بن مالك]

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌شواهد ثم

- ‌فائدة: [أبو دؤاد جارية]

- ‌حرف الجيم

- ‌شواهد جير

- ‌فائدة: [طفيل بن عوف]

- ‌شواهد جلل

- ‌حرف الحاء

- ‌شواهد حاشا

- ‌شواهد حتى

- ‌شواهد حيث

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الراء

- ‌شواهد ربّ

- ‌فائدة: [أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم]

- ‌حرف السين

- ‌حرف العين

- ‌شواهد على

- ‌فائدة: [عروة بن حزام]

- ‌فائدة: [عمرو بن معدي كرب]

- ‌فائدة: [أبو خراش]

- ‌فائدة: [ابن الدّمينة]

- ‌شواهد عن

- ‌فائدة: [ذي الأصبع]

- ‌شواهد عوض

- ‌شواهد عسى

- ‌فائدة: [صخر بن جعد الخضري، والخضر ولد مالك بن طريف]

- ‌شواهد عل

- ‌فائدة: [أبو النجم]

- ‌شواهد عل

- ‌شواهد عند

- ‌فائدة: [القطامي]

- ‌حرف الغين

- ‌فائدة: [سحيم بن وثيل]

- ‌حرف [ف]

- ‌[شواهد] الفاء

- ‌فائدة: [ربيعة بن مقروم]

- ‌فائدة: [عديّ بن زيد]

- ‌فائدة: [الحطيئة]

- ‌شواهد في

- ‌شواهد القاف

- ‌فائدة: [عديّ بن زيد]

- ‌حرف الكاف

- ‌شواهد كي

- ‌شواهد كم

الفصل: ‌ ‌شواهد في 267 - وأنشد: وهم صلبوا العبديّ في جذع نخلة …

‌شواهد في

267 -

وأنشد:

وهم صلبوا العبديّ في جذع نخلة

فلا عطست شيبان إلّا بأجدعا

هذا من قصيدة لسويد بن أبي كاهل اليشكري، أولها:

تمنّيت ليلى أن تزيغ بك النّوى

وتمنع ليلى منك عذبا ممنّعا

ألا إنّ ليلى لا يرام حديثها

كبيض الأنوق لا ترى فيه مطمعا

هكذا في كتاب منتهى الطلب، وعزاه صاحب الحماسة البصرية الى قراد بن حنيس الصاردي، وأورد قبله:

إذا اجتمع العمران عمرو بن عامر

وبدر بن عمرو خلت ذبيان تبّعا

وألقوا مقاليد الأمور إليهم

جميعا قماء كارهين وطوّعا

268 -

وأنشد:

بطل كأنّ ثيابه في سرحة

هذا من معلقة عنترة بن شداد العبسي وتمامه:

يحذى نعال السّبت ليس بتوأم (1)

(1) ديوانه 152، وشرح القصائد السبع الطوال 352

ص: 479

وأوّل القصيدة (1):

هل غادر الشّعراء من متردّم

أم هل عرفت الدّار بعد توهّم

يا دار عبلة بالجواء تكلّمي

وعمي صباحا دار عبلة واسلمي

ومنها:

ولقد نزلت فلا تظنّي غيره

منّي بمنزلة المحبّ المكرم

ومنها:

جادت عليه كلّ عين ثرّة (2)

فتركن كلّ حديقة كالدّرهم

سحّا وتسكابا فكلّ عشيّة

يجري عليها الماء لم يتصرّم

ومنها:

شربت بماء الدّحرضين فأصبحت

زوراء تنفر عن حياض الدّيلم

ومنها:

ومدجّج كره الكماة نزاله

لا ممعن هربا ولا مستسلم

فشككت بالرّمح الطويل ثيابه (3)

ليس الكريم على القنا بمحرّم

فتركته جزر السّباع ينشنه

ما بين قنّة رأسه والمعصم (4)

(1) ديوانه 142 - 154 وشرح القصائد السبع الطوال 293 - 366

(2)

وكذا في ديوانه 145 وفي شرح القصائد السبع الطوال 312 (بكر ثرة).

(3)

في الديوان والقصائد السبع (الأصم ثيابه).

(4)

في الديوان والقصائد السبع (قلة رأسه).

ص: 480

بطل كأنّ ثيابه في سرحة

يحذى نعال السّبت ليس بتوأم (1)

لمّا رآني قد قصدت أريده (2)

أبدى نواجذه لغير تبسّم

فطعنته بالرّمح ثمّ علوته

بمهنّد صافي الحديدة مخذم

عهدي به شدّ النّهار كأنّما

خضب اللّبان ورأسه بالعظلم

يا شاة ما قنص لمن حلّت له

حرمت عليّ وليتها لم تحرم

ومنها:

لمّا رأيت القوم أقبل جمعهم

يتذامرون كررت غير مذمّم

يدعون عنتر والرّماح كأنّها

أشطان بئر في لبان الأدهم

ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها

قيل الفوارس: ويك عنتر أقدم

قال شارح المعلقات: هذه القصيدة تسمى المذهبة (3). وكان من حديث عنترة أن أمّه كانت أمة حبشية تدعى زبيبة، فوقع عليها أبوه فأتت به، فقال لأولاده: إن هذا الغلام ولدي. قالوا: كذبت أنت شيخ قد خرفت، تدعي أولاد

الناس. فلما شب، قالوا له: اذهب فارع الابل والغنم واحلب وصر. فانطلق يرعى وباع منها ذودا، واشترى بثمنه سيفا ورمحا وترسا ودرعا ومغفرا، ودفنها في الرمل. وكان له مهر يسقيه ألبان الابل. وكان في الجاهلية من غلب سبا. وان عنترة جاء ذات يوم الى الماء فلم يجد أحدا من الحي فبهت وتحير حتى هتف به هاتف: أدرك الحيّ في موضع كذا، فعمد الى سلاحه فأخرجه والى مهره فأسرجه واتبع القوم الذين سبوا أهله فكرّ عليهم ففرّق جمعهم وقتل منهم ثمانية نفر، فقالوا له: ما تريد؟ فقال: أريد العجوز

(1) ترتيب البيت في الديوان والقصائد بعد البيت: (عهدي به).

(2)

في الديوان والقصائد (قد نزلت).

(3)

الزوزني 136.

ص: 481

السوداء والشيخ الذي معها، يعني أمه وأباه، فردّوهما عليه، فقال له عمه: يا بني كرّ، فقال: العبد لا يكرّ، لكن يحلب ويصرّ. فأعاد عليه القول ثلاثا وهو يجيبه كذلك قال له: إنك ابن أخي وقد زوّجتك ابنتي عبلة. فكرّ عليهم فصرع منهم عشرة. فقالوا له: ما تريد؟ قال: الشيخ والجارية، يعني عمه وابنته، فردّوهما عليه. ثم قال لهم: إنه لقبيح أن أرجع عنكم وجيراني في أيديكم، فأبوا فكرّ عليهم حتى صرع منهم أربعين رجلا قتلى وجرحى فردوا عليه جيرانه، فأنشد هذه القصيدة يذكر فيها ذلك. وكان معاصرا لامرئ القيس، اجتمع به. قال الآمدي: عنترة هذا هو ابن شداد بن قراد ابن مخذوم بن مالك بن غالب. ولهم شاعر آخر يقال له عنترة بن عكرة الطائي.

وشاعر ثالث يقال له عنترة بن عروس مولى ثقيف، ولد في بلاد ازدشنوءة. قال في الأغاني (1): وعنترة بن شدّاد كان يلقب عنترة الفلحاء لتشقق شفتيه. وقال أبو عبيدة في مقاتل الفرسان: عنترة العبسي، هو عنترة بن عمرو بن معاوية بن ذهل ابن قراد بن مخذوم بن ربيعة بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس. وكان شداد هو الذي رباه ونشأ في حجره، نسب إليه دون أبيه، فقالوا: عنترة بن شداد. وقال ابن الكلبي: هو جدّه أبو أبيه، غلب عليه اسم أبيه، نسب اليه دون أبيه. وهو عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية. وكان عنترة من فرسان العرب المعدودين المشهورين بالنجدة وكان يقال له عنترة الفوارس.

ويتذامرون: يحض بعضهم بعضا. قوله: هل غادر، أي هل ترك الشعراء لأحد معنى إلّا وقد سبقوا إليه. والمتردّم: من ردمت الشيء، إذا أصلحته وقوّيت ما وهي منه. وقوله: بعد توهم: من توهمت الشيء، إذا أنكرته، فتثبت فيه

وطلبت حقيقته. والجواء (2): مكان وشاة: كناية عن الجارية (3). قوله: (ولقد نزلت

البيت) يعني أنت عندي بمنزلة المحب المكرم، فلا تظني غير ذلك.

والخطاب لعبلة ابنة عمه، والمحب: بفتح الحاء المحبوب، ولكنه أجراه على

(1) 8/ 235 (الثقافة).

(2)

في القصائد السبع الطوال 296: (الجواء: بلد يسميه أهل نجد جواء عدتة. والجواء أيضا، جمع جو، وهو البطن من الأرض الواسع في انخفاض).

(3)

وذلك في البيت: (يا شاة ما قنص ..).

ص: 482

أصله من أحببت (1). والبيت استشهد به المصنف في التوضيح على حذف مفعولي ظن اختصارا. وقوله: (جادت

البيت) أورده المصنف في كل شاهدا على عدم مراعاة المعنى في ضميرها، حيث قال: فتركن، ولم يقل فتركت.

واستشهد به ابن أم قاسم على تأنيث حادت، مع إسناده الى لفظ (كل) لاكتسابه التأنيث من المضاف إليه. وجادت من الجود، وهو المطر الشديد. وثرّة: بفتح المثلثة وتشديد الراء، كثيرة الماء. والحديقة: البستان والروضة. يقول: كأن استدارتها بالماء استدارة الدرهم. ويقال: إنه شبه بياض الماء وصفائه ببياض الدرهم. والسّح والتّسكاب: الصبّ. ولم يتصرّم: لم ينقطع. والدحرضان:

موضع، ويقال هما ماآن، يقال: لأحدهما حرض، وللآخر وسيع. فلمّا ثنى قال الدحرضان على التغليب. وزوراء: معرضة نافرة. والديلم: الاعداء. وقيل:

الجماعة، وقيل: الظلمة. والمدجّج: الشاك السلاح. والكماة: الشجعان.

والنزال: المنازلة. وثيابه: يعني درعه وما عليه. وقيل: قلبه، من قوله تعالى:

(وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) أي قلبك. ويروى بدله: إهابه: أي جلده. وجزر السباع:

طعاما لها ومأكلا. وينشنه: يتناولنه. وقنة الرأس: أعلاه. ومخذم: قاطع. وشدّ النهار: ارتفاع النهار (2). ومهند: السيف. واللبان: الصدر (3). والعظلم: شجر يصبغ به الشيب. وقوله (يا شاة

البيت) أورده المصنف في مبحث من (4).

والاشطان: الحبال، واحدها شطن. واللبان: الصدر. ويقال: باطن العنق.

والأدهم: الفرس الأسود. شبه الرماح في صدر فرسه بحبال بئر اجتمعت عليها السقاة. وقيل الفوارس، بمعنى

قول. وقوله: (ويك) قال شارح المعلقات: أراد ويحك، فحذف الحاء. والعرب تفعل ذلك. وقال الكسائي: أصله (ويلك) فالكاف

(1) في شرح القصائد السبع الطوال 301: (يقال رجل محبّ ومحبوب.

فمن قال محبّ أخرجه على القياس وقال: هو مبني على أحبّ يحبّ فهو محبّ. ومن قال: محبوب، بناه على لغة الّذين يقولون:

حببت الرجل أحبّه .. الخ).

(2)

ويروي: (مدّ النهار

). أي حين امتداد النهار.

(3)

في الديوان وشرح القصائد السبع الطوال: (البنان).

(4)

انظر الحاشية 3 ص 482.

ص: 483

مجرورة بالاضافة. وقال غيره: (وي) كلمة تعجب، والكاف للخطاب (1). والمعنى:

أتعجب. وقد أورد المصنف البيت في (وي). وعنتر منادي مرخم. واقدم: تقدم.

269 -

وأنشد:

ويركب يوم الرّوع منّا فوارس

بصيرون في طعن الأباهر والكلى (2)

هو من أبيات لزيد الخيل أوردها أبو زيد في نوادره، وقال القالي في أماليه (3):

حدثنا أبو بكر بن دريد، حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة، عن أبي عمرو بن العلاء قال: خرج بجير بن زهير بن أبي سلمى في غلمة يجتنون جني الأرض، فانطلق الغلمة وتركوا ابن زهير، فمرّ به زيد الخيل (الطائي فأخذه، ودار طيئ متاخمة لدور بني عبد الله بن غطفان)(4) فسأله: من أنت؟ قال: أنا بجير بن زهير، فحمله على ناقة، ثم أرسل به الى أبيه، فلما أتى الغلام أباه، أخبره أن زيدا أخذه ثم خلّاه وحمله. وكان لكعب بن زهير فرس من جياد خيل العرب، وكان كعب جسيما، وكان زيد الخيل من أعظم الناس وأجسمهم، وكان لا يركب دابة إلا أصابت إبهامه الأرض، فقال زهير: ما أدري ما أثيب به زيدا إلا (فرس كعب، فأرسل به إليه وكعب غائب، فلما جاء كعب سأل عن الفرس، فقيل له: قد ارسل به أبوك الى زيد «4»). فقال كعب لأبيه: كأنك أردت أن تقوّي زيدا على قتال غطفان. فقال زهير: هذه إبلي، فخذ ثمن فرسك. وكان بين بني زهير وبين بني ملقط الطائيين إخاء، فقال كعب شعرا يريد أن يلقي بين بني ملقط وبين رهط زيد الخيل شرّا، فعرف زهير حين سمع الشعر ما أراد به، وعرف ذلك زيد الخيل وبنو ملقط، فأرسلت اليه بنو ملقط بفرس نحو فرسه، وكانت عند كعب امرأة من غطفان لها شرف وحسب، فقالت

له: أما أستحييت من أبيك لشرفه وسنه أن تؤيّسه (5) في هبته عن أخيك؟ ولامته! وكان وفد بكعب قبل ذلك ضيفان، فنحر لهم بكرا كان لامرأته، فقال لها: ما تلوميني إلا لمكان

(1) انظر أمالي ابن الشجري 1/ 357.

(2)

الخزانة 4/ 184، وسيبويه 1/ 56، وذيل الأمالي 24

(3)

ذيل الامالي 23 - 24، وشرح ديوان كعب 126 - 127

(4)

مزيدة عن القالي.

(5)

تؤيسه: تصغره وتحقره.

ص: 484

بكرك الذي نحرت، فلك بكران. وكان زهير كثير المال، وكان كعب مجدودا فقال كعب (1):

ألا بكرت عرسي بليل تلومني

وأقرب بأحلام النّساء إلى الرّدى!

وذكر فيها زيدا، فقال زهير: هجوت رجلا غير مفحم وإنه لخليق أن يظهر عليك، فأجابه زيد فقال (2):

أفي كلّ عام مأتم تبعثونه

على محمر عود أثيب وما رضى

تجدّون خمشا بعد خمش كأنّما

على فجع من خير قومكم نعى

تحضّض جبّارا عليّ ورهطه

وما صرمتي منكم لأوّل من سعى

ترعّي بأذناب الشّعاب ودونها

رجال يصدّون الظّلوم عن الهوى

ويركب يوم الرّوع فيها فوارس

بصيرون في طعن الأباهر والكلى

تقول: أرى زيدا وقد كان معدما

أراه لعمري قد تموّل واقتنى

وذاك عطاء الله من كلّ عادة

يشمّره يوما إذا قلّص الخطا

فلولا زهيرا أن أكدّر نعمة

لقاذعت كعبا ما بقيت وما بقا

270 -

وأنشد:

ألاعم صباحا أيّها الطّلل البالي

وهل يعمن من كان في العصر الخالي

(1) ديوانه 127 وفيه: (ألا بكرت عرسي توائم من طي)، وفي ذيل اللآلي:

(وأكثر أحلام النساء ..).

(2)

انظر الشعراء 245 - 246.

ص: 485

وهل يعمن من كان أحدث عهده

ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال

تقدم شرحه في شواهد الباء ضمن قصيدة لامرئ القيس (1).

271 -

وأنشد:

أنا أبو سعد إذا اللّيل دجا

يخال في سواده يرندجا

قال في الأغاني (2): هو لسويد بن أبي كاهل اليشكري، لكن أنشد بدل المصراع الثاني:

دخلت في سرباله ثمّ التجا

قال: وسويد يكنى أبا سعد، وهو شاعر متقدم من مخضرمي الجاهلية والاسلام.

(1) الشاهد رقم 158 ص 340، والشاهد 195 ص 393.

(2)

الاغاني 13/ 100 (الثقافة)، وشعراء الجاهلية 425. واليرندج:

الجلد الأسود. وانظر حاشية الامير 1/ 146

ص: 486