الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منه والدلك: هنا الليل يقال: دلكت الشمس غربت، وحكم (1): هو ابن عبد الملك ابن مروان. قال ابن عساكر في تاريخه: لا عقب له. وأوديت: هلكت. وفي الصحاح: العانك بالنون رملة فيها تعقد لا يقدر البعير على المشي فيها الا أن يحبو، يقال قد اعتنك البعير، ومنه قول رؤبة:
أوديت إن لم تحب حبو المعتنك
يقول: هلكت إن لم تحمل حمالتي بجهد. انتهى.
وقد أورد الفارسي هذا البيت في الشيرازيات وأورد بعده:
ما بعدنا من غاية ولا درك
وقال: الماضي أوديت بمنزلة الآتي بدلالة ايقاع الشرط بعده، ولو كان المراد الماضي لم يصح، إذ لا يقال قمت إن قمت، وإنما أقوم إن قمت، لأن الجزاء إنما يكون بما لم يقع، وأنت مبتدا خبره مفتاح حاجات. وتترك بالتشديد بمعنى تترك المخفف يقال: إترك افتعل بمعنى ترك. وأنخناهنّ أنزلناهنّ مستعار من أناخ الجمل أبركه.
فائدة: [رؤبة بن العجاج]
رؤبة بن العجاج مرّ نسبه في ترجمة أبيه، يكنى أبا الجحاف. وقيل. أبا العجاج من أعراب البصرة. قال ابن عساكر: مخضرم سمع أباه وأبا هريرة وعقيل ابن حنظلة، روى عنه ابنه عبد الله وأبو عبيدة معمر بن المثنى ويحيى بن سعيد
(1)(قلت): قول السيوطي: وحكم هو ابن عبد الملك بن مروان غلط واضح ليس لعبد الملك بن مروان ابن اسمه حكم وانما الصواب المتفق عليه ان حكم هذا في البيت المستشهد به هو ابن عبد الملك بن بشر بن مروان أخو عبد الملك بن مروان لا ابن عبد الملك كما قال السيوطي. انتهى املاء من حضرة الاستاذ.
القطان والنضر بن شميل وأبو زيد سعيد بن أوس وأبو عمرو بن العلاء وخلف الأحمر وعثمان بن الهيثم، ووفد على الوليد وسليمان ابني عبد الملك. وعدّه الجمحي في الطبقة التاسعة من شعراء الاسلام (1) وذكره البردعي في الأسماء المفردة، وذكره ابن عديّ في الكامل وقال: ليس له إلّا حديث واحد في الحداء ولم يكن بروايته بأس. وقال ابن المديني: قال لي يحيى بن سعيد: دع رؤبة كيف كان. قال: إما إنه لم يكذب. وقال النسائي: رؤبة ليس بالقوي في الحديث. وقال العقيلي: لم يتابع على حديثه. قال ابن عون: كنا نشبه لهجة الحسن بلهجة رؤبة.
وأخرج ابن عساكر من طريق أبي عثمان المازني عن الأصمعي عن خلف الاحمر قال:
سمعت رؤبة يقول: ما في القرآن أعرب من قوله (فأصدع بما تؤمر) وقال الجمحي:
رؤبة أكثر شعرا من أبيه. وقال بعضهم: إنه أفصح من أبيه. قال: وهو أوّل من قال تقصير الاسم وتخفيف النسب:
قد رفع العجاج ذكري فادعني
…
باسمي إذا الأنساب طالت يكفني
ومن شعره، وقد ذكر فيما أخرجه ابن عساكر عنه، أنه لم يقل من غير الرجز سواه:
أيّها الشّامت المعيّر بالشّيب
…
أقلن بالشّباب افتخارا
قد لبست الشباب غضّا طريّا
…
فوجدت الشّباب ثوبا معارا
قال ابن عساكر: مات رؤبة سنة خمس وأربعين ومائة. ورأيت في كتاب مناقب الشبان وتقديمهم على ذوي الأسنان: تقول العرب أرجز الناس بنو عجل، ثم بنو تميم، يريدون الأغلب العجلي، ثم العجاج، ثم بنو عجل، ثم بنو تميم، يريدون أبا النجم العجلي، ثم رؤبة وقيسه (2). كان رؤبة يقول لأبيه: أنا أشعر منك. قال: وكيف؟ قال: لأني شاعر ابن شاعر وأنت شاعر ابن مفحم.
(1) الطبقات 571
(2)
كذا بالاصل؟