الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهمّام متى أحلل عليه
…
يحلّ اللّيث في عيص أمين
ألف الجانبين به أسود
…
منطقة بأصلاب الجفون
وإنّ قناتنا مشظ شظاها
…
شديد مدّها عنق القرين
قوله:
أنا ابن جلا وطلّاع الثّنايا
مبالغة طالع. والثنايا: جمع الثنية، وهي السن المعروفة. ويقال: رجل طلّاع الثنايا، اذا كان ساميا لمعالي الأمور، كذا قال ابن قتيبة في أبيات المعاني. قوله:
(وطلّاع الثنايا) أي يطلع على الثنايا، وهي ما علا من الأرض وغلظ. ومثله قولهم:
فلان طلاع أنجد. وهو جمع نجد، انتهى. والعرين: مأوى الأسد الذي يألفه، وأصله جماعة الشجر. والقرن: بالفتح، النظير. قوله:
وقد جاوزت حدّ الأربعين
استشهد به النحاة على كسر نون الجمع لغة أو ضرورة (1). والأشد: القوّة، وهو مفرد، كالآنك للرصاص، ولا ثالث لهما، قاله المصنف في شواهده. وقيل:
جمع لا واحد له، وقيل: جمع شدة، كنعمة وأنعم. ونجذني: بالجيم والذال المعجمة، هذبني وأحكمني. ومداورة: معالجة. والشؤون: الأمور، جمع شأن.
والشظا: ما تشظى من العصاء. قال الأصمعي: اذا مسست شيئا خشنا فدخل في يدك قيل مشظت يدي.
فائدة: [سحيم بن وثيل]
سحيم بن وثيل، بالمثلثة مصغرا، ابن أعيقر بن أبي عمرو بن إهاب بن حميري
(1) انظر بالاضافة الى المراجع السابقة: الكامل 450 وابن سلام 59، والموشح 22 و 24 و 132
ابن رياح بن يربوع الرياحي، بالتحتية، شاعر مخضرم. قال ابن دريد (1): عاش في الجاهلية أربعين سنة وفي الاسلام ستين سنة. وذكر ابن سلام (2) انه الذي تفاخر هو وغالب بن صعصعة والد الفرزدق، فتناحرا الابل فبلغ عليا فقال: لا تأكلوا منه شيأ فإنه أهلّ بها لغير الله. قال ابن سلام: سحيم بن وثيل شاعر خنذيذ شريف مشهور الذكر في الجاهلية والاسلام، جيّد الموضع في قومه، وعدّه في الطبقة الثالثة من شعراء الاسلام (3).
252 -
وأنشد:
ترمي بكفّي كان من أرمى البشر
هذا، وقبله:
ما لك عندي غير سوط وحجر
…
وغير كبداء شديدة الوتر
كبداء: بفتح الكاف وسكون الموحدة، قوس واسعة المقبض. وترمي: يروى بدله: جادت، أي أحسنت. وبكفي: مضاف إلى محذوف، أي بكفي رجل. وجملة كان ومعموليها صفة رجل محذوف.
253 -
وأنشد:
أتانا فلم نعدل سواه بغيره
…
نبيّ بدا في ظلمة اللّيل هاديا (4)
قال الشيخ بدر الدين الزركشي في كتاب (عمل من طب لمن حب) ومن خطه نقلت: ان قيل سواه غيره فكأنه قال فلم تعدل غيره بغيره، فالجواب أن الهاء في بغيره للسوى، فكأنه قال لم نعدل سواه بغير السوى، وغير سواه: هو نفسه، فالمعنى: فلم نعدل سواه به. هكذا حله شيخنا محمد بن هشام، ولا حاجة إلى هذا، فإن سوى
(1) الاشتقاق ص 224.
(2)
الطبقات 489
(3)
انظر الطبقات 489 والخزانة 1/ 128، والشعراء ج 1 ص 626.
(4)
البيت ينسب الى حسان كما ذكر ابن هشام، وليس هو في ديوانه.
في هذا البيت بمعنى نفسه، نص على ذلك الأزهري في التهذيب، وأنشد عليه البيت.
ونقله عنه الشيخ جمال الدين بن مالك في كتاب المقصور والممدود، وأقرّه عليه انتهى. قلت: وقد ذكر مثل ذلك أبو عبيدة في الغريب، قال المصنف: سوى الشيء غيره وسواؤه هو نفسه (1).
(1) وفي حاشية الامير 1/ 138 (قوله: ظلمة الليل، استعارها لكفر.
قال الشارح: يحمل السوي على العدل، وهنا معنى لغوي، فلا إشكال، قال الشحنيّ: وعليه فيقدر مضاف، أي لم نعدل عدله بعدل غيره، ولك أن تقول: لم تعدل عدله بغيره من أنواع العدل، ولا حذف).