الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شواهد أما بالفتح والتخفيف
71 -
وأنشد:
أما والّذي أبكى وأضحك والّذي
…
أمات وأحيا والّذي أمره الأمر (1)
هو من قصيدة لأبي صخر عبد الله بن سلمة الهذلي، شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية، أوّلها:
لليلى بذات البين دار عرفتها
…
وأخرى بذات الجيش آياتها سفر
كأنّهما ملآن لم يتغيّرا
…
وقد مرّ بالدّارين من بعدنا عصر
الى أن قال:
إذا قلت: هذا حين أسلو، يهيجني
…
نسيم الصبا من حيث يطّلع الفجر
إذا ذكرت يرتاح قلبي لذكرها
…
كما انتفض العصفور بلّله القطر
أما والّذي أبكى وأضحك والّذي
…
أمات وأحيا والّذي أمره الأمر
لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى
…
أليفين منها لا يروعهما الذّعر
وصلتك حتّى قلت: لا يعرف القلى!
…
وزرتك حتّى قلت: ليس له صبر!
صدقت، أنا الصّبّ المصاب الّذي به
…
تباريح حبّ خامر القلب أو سحر
(1) الحماسة بشرح التبريزي 3/ 208 والشعراء 545، وفيه ان هذا الشعر لأبي صخر نحلوه للمجنون .. انظر الامالي 1/ 148 - 150 والأغاني 21/ 97 - 98، وكتاب الزهرة 277 والخزانة 1/ 553 وما بعد.
فيا حبّذا الأحياء ما دمت حيّة
…
ويا حبّذا الأموات ما ضمّك القبر
تكاد يدي تندى إذا ما لمستها
…
وينبت من أطرافها ورق خضر
الى أن قال:
فيا هجر ليلى قد بلغت بنا المدى
…
وزدت على ما لم يكن يبلغ الهجر
ويا حبّها زدني جوى كلّ ليلة
…
ويا سلوة الأيّام موعدك الحشر
فليست عشيّات الحمى برواجع
…
لنا أبدا ما أورق السلم النضر
ولا عائد ذاك الزّمان الّذي مضى
…
تباركت ما تقدر يقع فلك الشّكر
عجبت لسعي الدّهر بيني وبينها
…
فلمّا انقضى ما بيننا سكن الدّهر
قوله: ملآن، أصله من ألان، فحذف تخفيفا. قوله: (إذا قلت هذا حين أسلو ..
البيت). أورده المصنف في الكتاب الرابع شاهدا على جواز بناء الظرف المضاف إلى المضارع. والصبا: ريح تهب من تلقاء الفجر مقابل الكعبة، وتسمى القبول.
قوله: (لقد تركتني) جواب القسم. وأحسد الوحش: في موضع الحال. وأن أرى بدل من الوحش، وهو من رؤية اليقين. ولا يروعهما: صفة لأليفين، أي لا يخيفهما.
والذعر: بضم الذال المعجمة، الخوف. والجوى: داء في الجوف. وقوله (ما يقدّر يقع) استشهد به المفسرون عند قوله تعالى: (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) وقوله:
(عجبت .. الخ). قال شرّاح الحماسة: يجوز أن يريد به سرعة تقصّي الأوقات مدة الوصال بينهما وأنه لما انقضى الوصل عاد الزمان إلى حاله في السكون والبطء، على عادتهم في استقصار أيام السرور واستطالة أيام الفراق. ويجوز أن يريد بسعي الدهر سعي أهله بالوشايات، فلما وقع الهجر بينهما سكنوا.
72 -
وأنشد (1):
أحقّا أنّ جيرتنا استقلّوا
(1) الأصمعيات 231، والطبقات 233، واللسان 12/ 175، واللآلي 125 ويروى: (ألم تر أن
…
)
هو مطلع للمفضّل السّكريّ من عبد القيس، واسمه عامر بن معشر بن أسحم، وإنما سمي مفضّلا لهذه القصيدة، وتسمى هذه القصيدة المنصفة (1).
وقال صاحب الحماسة البصرية: هو لعامر بن أسحم بن عدي الكندي، شاعر جاهلي، وتمامه:
فنيّتنا ونيّتهم فريق
وبعده:
فدمعي لؤلؤ سلس عراه
…
يخرّ على المهاوي ما يليق
على الزبلات إذ سخطت سليمى
…
وأنت بذكرها طرب تشوق (2)
فودّعها وإن كانت أناة
…
مبتّلة لها خلق أنيق
قال المصنف في شواهده: قوله: أحقا نصب على الظرفية عند سيبويه والجمهور، وهو ظرف مجازى. والأصل في حق هذا الأمر: أي هذا الأمر معدود من الحق وثابت فيه. ويؤيده أنهم ربما نطقوا بفي داخلة عليه، قال:
أفي الحقّ أنّي مغرم بك هائم
(1) المنصفات هي القصائد التي انصف قائلوها فيها أعداءهم، وصدقوا عنهم وعن أنفسهم فيما اصطلوه من حر اللقاء، وفيما وصفوه من أحوالهم من إمحاض الإخاء. ويروى ان أول من أنصف في شعره مهلهل بن ربيعة حيث قال:
كانا غدوة وبني أبينا
…
بجنب عنيزة رحيا مدير
ومن المنصفات قول الفضل بن العباس بن أبي لهب:
لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم
…
وإن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
وانظر الخزانة 520 - 521.
(2)
رواية البيت في الاصمعيات:
عدت ما رمت إذ شحطت سليمى
…
وأنت لذكرها طرب مشوق
وإن وما بعدها يحتمل وجهين، أحدهما: أن يكون مبتدأ خبره الظرف، والتقدير:
أفي حق استقلال جيرتنا، ولا يجوز كسرها لأن الظرف لا يتقدّم على إن المكسورة، لانقطاعها عما قبلها. والثاني: وهو الأوجه، أن يكون فاعلا بالظرف لاعتماده كما في (أَفِي اللَّهِ شَكٌّ) وقال المبرّد: انتصاب حقا على المصدرية، والتقدير: أحق حقا، ثم أنيب المصدر عن الفعل وارتفاع ان وما بعدها عنده على الفاعلية. والجيرة: بكسر الجيم جمع جار. واستقلوا: نهضوا مرتفعين. والنية: الجهة التي ينوونها، يصف افتراقهم عند انقضاء المرتبع ورجوعهم إلى محاضرهم. قال الأعلم في شرح هذا البيت: والفريق يقع للواحد والمذكر وغيره، كصديق وعدوّ. وقال المصنف في شواهده: إنما فريق هنا بمعنى متفرّقة، وعراه: خروقه. ويخرّ: يسقط. والمهاوي:
ما بين العين إلى الصدر، واحدها مهواة. وما يليق: ما يثبت وما يستمسك. والأناة:
بفتح الهمزة، وهي من النساء التي فيها فتور عند القيام وتأنّ. وامرأة مبتلة: بضم الميم وفتح الباء الموحدة والمثناة المشدّدة، تامّة الخلق لم يركب لحمها بعضه بعضا ولا يوصف به الرجل. وأنيق: حسن معجب، والبيت استشهد به ابن مالك على فتح أن بعد حقا. وقد أنشده صاحب الحماسة البصرية بلفظ:
ألم تر أنّ جيرتنا استقلّوا
فلا شاهد فيه.
73 -
وأنشد (1):
أفي الحقّ أنّي مغرم بك هائم
هذا لعابد بن المنذر العسيري، وتمامه:
وأنّك لا خلّ هواك ولا خمر
وقبله:
(1) الحماسة بشرح التبريزي 3/ 235 ولم ينسبه. وانظر ص 171.
هل الوجد إلّا أنّ قلبي لو دنا
…
من الجمر قيد الرّمح لاحترق الجمر
وبعده:
فإن كنت مطبوبا فلا زلت هكذا
…
وإن كنت مسحورا فلا برئ السّحر
قال التبريزي: قوله: هل الوجد، استفهام بمعنى النفي. وقيد: نصب على الظرف. وقوله: أفي الحق: أي لا يدخل في الحق، ووجوهه أن يكون حبي لك غراما وحتى لا يرجع إلى معلوم. والمغرم: الذي لزمه الحب. والهائم: المتحير، والهيام:
كالجنون من العشق. ويقال: ما هو بخل ولا خمر أي: ليس بشيء يخلص ويتبين، والمراد ليس عندك محض نفار يقع به اليأس، ولا محض إقبال يقع به الرجاء، بل حالك متردد مضطرب. والمطبوب: المسحور، والطب السحر والعلم جميعا. يقول: ان كان الذي بي داء معلوما يعرف دواؤه فلا فارقني فإني ألتذ به، وإن كان الذي بي لا يعلم ما هو فلا فارقني أيضا، ولا يجوز أن يكون مطبوبا هنا بمعنى مسحورا، لأنه يصير الصدر والعجز بمعنى واحد.
74 -
وأنشد:
ما ترى الدّهر قد أباد معدّا
…
وأباد السّراة من عدنان
أورده جماعة ولم يعزوه إلى قائله. و (ما) أصلها: أما حذفت منها الهمزة. وأباد:
أهلك وأذهب. ومعدّ بن عدنان أبو العرب. والسراة: بفتح السين، جمع سرىّ، وهم الخيار والسادات، ولم يجمع فعيل على فعلة غيره. ومن ثم قال في القاموس:
إنه اسم جمع، لا جمع. وأنكر السهيلي في الروض الآنف أيضا لكونه جمعا.