الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شواهد القاف
272 -
وأنشد:
قدني من نصر الخبيبين قدي (1)
هو لحميد بن مالك الأرقط يصف فيه لعبد الملك بن مروان وتقاعده عن نصرة عبد الله بن الزّبير وأصحابه رضي الله عنهم. وقال ابن يعيش قائلة أبو بجدلة. وتمامه:
ليس الإمام بالشّحيح الملحد
…
ولا بوبر بالحجاب مقرّد
إن يرى بوما بالفضاء يصطد
…
أو ينحجر فالحجر شرّ محكد
قدنى، بمعنى، حسبي (2). وأراد بالامام عبد الملك بن مروان، وعرّض بوصف ابن الزبير بكونه شحيحا، أي بخيلا. وملحدا: أي ظالما في الحرم، لأنه كان بمكة أيام خلافته، وحاشاه من الالحاد. وأراد بالخبيبين: عبد الله بن
(1) ابن عقيل 1/ 66
(2)
قوله: (قدني) و (قدي) فيه الشاهد حيث أثبت نون الوقاية في الأول على الكثير، وحذفها في الثاني على القليل. ورأي بعض علماء النحو أن اثبات نون الوقاية مع (قد) التي بمعنى (حسب) وإن كان كثيرا في نفسه، لكنه غير قياس، لان هذه النون إنما تزداد في الأفعال وقاية لها مثل:(اخبرني)، و (مدحني). قال الصبان:
واعترض الاستشهاد على حذف النون بجواز أن الأصل (قد) بالسكون. وحركت بالكسر لأجل الروي، فتكون الياء للإشباع لا للمتكلم).
الزبير، لأنه كان يكنى أبا خبيب، بضم المعجمة وفتح الموحدة الأولى، وأخاه مصعبا، على التغليب. وقد أورده المصنف مستشهدا به على ذلك. قال المصنف:
ويروى الخبيبين بالجمع، إما على ارادة أتباعه، وهو تغليب أيضا؛ وإما على أن الأصل الخبيين بياء النسبة، ثم حذفت الياء، كقولهم الأشعرين. وقوله تعالى:
(عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ) فإنه ليس جمعا لأعجمي، لأنه من باب أفعل وفعلا. والوبر:
أورده العيني بلفظ ولا بوتن. ويقال: هو بفتح الواو وسكون المثناة الفوقية، بمعنى: ولا بدائم بأرض الحجاز. يقال للماء الدائم الذي لا يذهب واتن.
والمحكد: بفتح الميم وسكون الحاء المهملة وكسر الكاف ودال مهملة، الملجأ.
قاله ثعلب في أماليه وأنشد عليه البيت. وقال العيني: هو المحتد، وهو الأصل.
273 -
وأنشد:
إذ ذهب القوم الكرام ليسي (1)
عزى لرؤبة وصدره:
عددت قومي كعديد الطّيس
العديد: مثل العدد. والطيس: بفتح المهملة وسكون التحتية آخره مهملة، الشيء الكثير من الرمل وغيره، يقال: فيه طيسل بزيادة اللام. وقوله: (ليسى) أي ليس الذاهب إياي، فاسم ليس مستتر فيها، وخبرها الضمير المتصل بها، وكان القياس فصله. وقد أعاد المصنف البيت في حرف النون شاهدا على حذف نون الوقاية من ليس.
274 -
وأنشد:
أخالد قد والله أوطأت عشوة
…
وما قائل المعروف فينا يعنّف
(1) الخزانة 2/ 425 و 454، وابن عقيل 1/ 65.
أخرج في مكارم الأخلاق، وابن عساكر من طريق الهيثم بن عديّ، عن ابن عياش قال: عرض خالد بن عبد الله القشيريّ (1) سجنه، فكان فيه يزيد بن عبد الله البجلي، فقال له خالد: في أي شيء حبست؟ قال: في تهمة. وكان أخذ في دار قوم فادّعى عليه السرقة، فأمر خالد بقطع يده، وكان ليزيد أخ فكتب شعرا ووجه به الى خالد:
أخالد قد والله أوطأت عشوة
…
وما العاشق المسكين فينا بسارق
أقرّ بما لم يأته المرء إنّه
…
رأى القطع خيرا من فضيحة عاشق
ولولا الّذي قد خفت من قطع كفّه
…
لألفيت في أمر الهوى غير ناطق
إذا بدت الرّايات في السّبق للعلى
…
فأنت ابن عبد الله أوّل سابق
فلما قرأ خالد الأبيات، علم صدق قوله وأحضر أولياء الجارية، فقال: زوّجوا يزيد فتاتكم؟ فزوّجوه، ونقد خالد المهر من عنده. وفي شواهد الكتاب للزمخشري، قال الفرزدق (2):
وما حلّ من حلم حبا حلمائنا
…
ولا قائل المعروف فينا يعنف
يريد: من قال فيهم الحق لا يعنف لمعرفنهم بالحق وأنهم من أهله، انتهى.
فالظاهر أن المصنف ركب عليه صدر على عجز آخر.
275 -
وأنشد:
فقد والله بيّن لي عنائي
…
بوشك فراقهم صرد يصيح
أورده البطليوسي في شرح الكامل بلفظ:
(1) ولعلها: (القسري).
(2)
ديوانه 561.
فقد والشّكّ بيّن لي عنائي
وقال تقديره: فقد بين لي صرد يصيح بوشك فراقهم (1). والشك: عناء.
انتهى.
276 -
وأنشد:
أفد التّرحّل غير أنّ ركابنا
…
لمّا تزل برحالنا وكأن قد (2)
هذا من قصيدة للنابغة الذبياني قالها في المتجردة امرأة النعمان أولها (3):
أمن آل ميّة رائح أو مغتدي
…
عجلان ذا زاد وغير مزوّد
زعم البوارح أنّ رحلتنا غدا
…
وبذاك خبّرنا الغراب الأسود
لا مرحبا بغد ولا أهلا به
…
إن كان تفريق الأحبّة في غد
أفد التّرحّل غير أنّ ركابنا
…
لمّا تزل برحالنا وكأن قد
قال ابن جني في الخصائص (4): عيب على النابغة قوله في الدالية المجرورة:
وبذاك خبّرنا الغراب الأسود
فلما لم يفهمه أتى بمغنية فغنته:
عجلان ذا زاد وغير مزوّد
(1) الصرد: طائر أبيض البطن.
(2)
الخزانة 3/ 232، وابن عقيل 1/ 23 (أزف الترحل).
(3)
الأغاني 11/ 8 (الثقافة). وديوانه 38.
(4)
انظر الموشح 18 و 21 و 38 و 39، وابن سلام 55، والخزانة 2/ 4 (السلفية) وشعراء الجاهلية 720
ومدت الوصل وأشبعته ثم قالت:
وبذاك خبّرنا الغراب الأسود
ومدت الوصل وأشبعته. فلما أحسه عرفه واعتذر منه وغيره فيما يقال الى قوله:
وبذاك تنعاب الغراب الأسود
قال: وأما الأخفش فكان يرى أن العرب لا تستنكر الاقواء ويقول: قلّت قصيدة إلّا وفيها، الاقواء، ويعتل لذلك بأن كل بيت منها شعر قائم برأسه، انتهى.
والمصراعان موجودان في ديوانه. قال الأصمعي: في البيت الأول تقديره: أمن آل مية أنت رائح أو مغتدى، يخاطب
نفسه. وعجلان: نصب على الحال.
قوله: (ذا زاد وغير مزوّد) يقول: يمضي زوّدت أم لم تزوّد. والبوارح: جمع بارح. وأفد، بكسر الفاء، قرب ودنا. ويروى بدله (أزف) وهو بمعناه.
والترحل: الرحيل. والركاب: الابل، لا واحد لها من لفظها. وقيل: جمع ركوب.
والرحال: من الرحيل وجمع رحل أيضا. وقيل: مسكن الرجل ومنزله، والاستثناء منقطع، أي قرب ارتحالنا، لكن رحالنا بعد لم تزل مع عزمنا على الانتقال. وكأن:
مخففة من الثقيلة. وقوله: (قد) أي قد زالت بقرينة لما تزل. او فيه شواهد: حذف الفعل الواقع بعد غد، وعلى ذلك أورده المصنف هنا. ودخول تنوين الترنم في الحرف، وهو قد. وعلى ذلك أورده المصنف في حرف التنوين. وتخفيف كأن وحذف اسمها والاخبار عنها بجملة فعلية مصدّرة بقد. وبعد هذا البيت:
في إثر جارية رمتك بسهمها (1)
…
فأصاب قلبك غير أن لم تقصد
بالدّرّ والياقوت زيّن نحرها
…
ومفصّل من لؤلؤ وزبرجد
(1) في الاغاني والديوان 39 بلفظ: (في إثر غانية ..).
277 -
وأنشد:
لولا الحياء وأنّ رأسي قد عسا
…
فيه المشيب لزرت أمّ القاسم (1)
هذا من قصيدة لعديّ بن الرقاع يمدح بها الوليد بن عبد الملك، أوّلها:
ألمم على طلل عفا متقادم
…
بين الذؤيب وبين غيب النّاعم
وبعد البيت:
وكأنّها وسط النّساء أعارها
…
عينيه أحور من جآذر جاسم
وسنان أقصده النّعاس فرّنقت
…
في عينه سنة وليس بنائم
ومنها وهو المخلص:
ولقد لجأت من الوليد إلى امرئ
…
حسبي، وليس من اصطفاه بنادم
للحمد فيه مذاهب لا تنتهي
…
ومكارم يعلون كلّ مكارم
ومهابة الملك العزيز ونائل
…
ينضى الجواد وأنت نكل الظّالم
وإذا نظرت بحرّ وجهك كلّه
…
نحو امرئ فيعود كلّ الغانم
وإذا قضى فصل القضاء فلم يمل
…
قربى عليه ولا ملامة لائم
وآخرها:
وإذا وددت فإنّ ودّك نافع
…
ومن انتحطت فليس منك بسالم
(1) الاغاني 9/ 304 و 305 و 306 و 307 (الثقافة). والشعراء 602، ومعجم البلدان 3/ 37 والكامل 127، واللآلي 521.