الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فائدة: [شاعر آخر يقال له رؤبة بن العجاج بن شدم الباهلي]
لهم شاعر آخر يقال له رؤبة بن العجاج بن شدم الباهلي وأبوه العجاج أيضا شاعر ذكره الآمدي في المختلف وقال: أنشد له ثعلب:
قالت له وقولها أحزان
…
ذروه والقول له بيان
يا أبتا أرّقني القزان
…
فالنّوم لا تطعمه العينان
من وخز برغوث له أسنان
…
وللبعوض فوقه دندان
13 -
وأنشد:
يعود الفضل منك على قريش
…
وتفرج عنهم الكرب الشّدادا
فما كعب بن مامة وابن سعدى
…
بأجود منك يا عمر الجوادا
هما من قصيدة لجرير يمدح بها عمر بن عبد العزيز، وأوّل القصيدة (1):
أبت عيناك بالحسن الرّقادا
…
وأنكر الأصادق والبلادا
لعمرك إنّ نفع سعاد عنّي
…
لمصروف ونفعي عن سعادا
فلا دية، سقيت، وديت أهلي
…
ولا قودا بقتلي مستفادا
ألمّا صاحبيّ نزر سعادا
…
لقرب مزارها وزر البعادا
فيوشك أن تشطّ بنا قذوف
…
يكلّ نياطها القلص الجلادا
إليك شماتة الأعداء أشكو
…
وهجرا كان أوّله بعادا
فكيف إذا نأت ونأيت عنها
…
أعزّي النّفس أو أزع الفؤادا
(1) ديوانه 135. والكامل 651
أتيح لك الظّعائن من مراد
…
وما خطب أتاح لنا مرادا
إليك رحلت يا عمر بن ليلى
…
على ثقة أزورك واعتمادا
تعوّد صالح الأخلاق إنّي
…
رأيت المرء يلزم ما استعادا
أقول وقد أتين على قرورى
…
وآل البيد يطّرد اطّرادا
عليكم ذا النّدى عمر بن ليلى
…
جوادا سابقا بذّ الجيادا
إلى الفاروق ينتسب ابن ليلى
…
ومروان الذي رفع العمادا
ومن عبد العزيز لقيت بحرا
…
إذا نقص البحور المدّ زادا
فسدت النّاس قبل سنين عشر
…
كذاك أبوك قبل العشر سادا
وثبت الفروع فهنّ خضر
…
ولو لم يجي أصلهم لبادا
تزوّد مثل زاد أبيك فينا
…
فنعم الزّاد زاد أبيك زادا
فما كعب بن مامة وابن سعدى
…
بأكرم منك يا عمر الجوادا
هنيئا للمدينة إذ أهلّت
…
بأهل الملك أبدا ثم عادا
يعود الحلم منك على قريش
…
وتفرج عنهم الكرب الشّدادا
وقد ليّنت وحشهم برفق
…
وتعيي النّاس وحشك أن تصادا
وتبني المجد يا عمر بن ليلى
…
وتكفي الممحل السّنة الجمادا
وتدعو الله مجتهدا ليرضى
…
وتذكّر في رعيّتك المعادا
ونعم أخو الحروب إذا تردّى
…
على الزّعف المضاعفة النّجادا
وأنت ابن الخضارم من قريش
…
هم نصروا النّبوّة والجهادا
وقادوا المؤمنين ولم تعوّد
…
عادة الرّوع خيلهم القيادا
إذا فاضلت مدّك من قريش
…
بحور عمّ زاخرها الثّمادا
وإن تندب خؤولة آل سعد
…
تلاق العزّ والسّلف الجعادا
لهم يوم الكلاب ويوم قيس
…
هراق على مسلّحة المزادا
وقوله: بالحسن، هو موضع في بلاد بني ضبة، سمي الحسن لحسن شجره.
والأصادق: جمع صديق، كأحاديث جمع حديث، وأنشد الفارسي البيت بلفظ الأصادق. والبعاد جمع بعيد. قال: ولا أحفظه. والبلاد (1) ودية بالنصب مفعول وديت مقدّم. وقودا بالنصب معطوف عليه على تقدّم عامل يناسبه على حدّ:
علفتها تبنا وماء باردا
وسقيت: جملة دعائية معترضة، والخطاب فيه وفي وديت بالكسر لسعاد على الالتفات. والالمام: النزول. وفلان يزور بالماما: أي في الأحايين. ويوشك: يقرب.
وتشط: تبعد، يقال: شطت الدار تشط، وتشط بعدت بلده. وقذوف: أي طروح ببعدها، بدال معجمة بوزن صبور، ويكل بضم أوّله يعيى، واللازم كل أي أعيا.
ونياط: المفازة بعد طريقها فكأنها نيطت بمفازة أخرى لا تكاد تنقطع. قال العجاح:
وبلدة بعيدة النّياط
والقلص، جمع قلوص، وهي الفتية من النوق، بمنزلة الجارية من النساء.
والجلاد جمع جلدة بالتسكين، من صفات الابل وهي أدسمها لبنا. وأزع، مضارع وزعت الشيء، كففته بزاي وعين مهملة. وأتيح له الشيء قدّر له.
والظعائن، جمع ظعينة، وأصله الهودج ثم أطلق على الابل التي عليها الهوادج، ثم أطلق على المرأة ما دامت في
الهودج. ومراد: قبيلة من اليمن. وما خطب أي وأيّ خطب. وليلى: جدة عمر بن عبد العزيز أم أبيه، وهي بنت الأصبغ بن زيادة
(1) كذا؟؟
الكلبي. يقال إن أمه أيضا اسمها ليلى، وهي أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب. وقوله: واعتمادا: عطف على محل الجار والمجرور، لأنه في موضع الحال، أي أزورك واثقا بك معتمدا عليك. وقوله:
تعوّد صالح الأخلاق إنّي
…
رأيت المرء يلزم ما استعادا
فيه حكمة بليغة، وفي معناه ما أخرجه سعيد بن منصور في سننه عن إبراهيم النخعي قال: قلّ ما عوّد الانسان الشيطان من نفسه عادة إلا استعادها منه، واستعاد منا: بمعنى تعوّد. وقرورى: موضع. والآل: السراب. وتطرد:
يجري ويتبع بعضه بعضا. وبذا: بتشديد المعجمة غلب. والفاروق: لقب عمر بن الخطاب، وهو جدّ أم عمر كما تقدّم. والمدّ في البحر: الزيادة مع زيادة القمر، وضدّه الجزر. وقوله:
تزوّد مثل زاد أبيك زادا
أورده المصنف في الباب الرابع شاهدا للمبرد على ما أجازه من قولك: نعم الرجل رجلا زيد، وخرجه المصنف على أن زاد معمول لتزود، إمّا مفعول مطلق إن أريد به التزوّد، أو مفعول به إن أريد به الشيء الذي تتزوّده، من أفعال البرّ، وعليهما، فمثل: نعت له تقدّم فصار حالا، والوجهان ذكرهما ابن يسعون.
ونقل عن الفرّاء: ان الزاد مصدر، قال: ويجوز أن يكون تمييزا مثل قولهم: لي مثله رجلا، أي تزوّد مثل زاد أبيك زادا. وكعب بن مامة الايادي من جوده أنه أثر في سفر رفقته بالماء حتى مات عطشا، ومامة أبوه. وابن سعدى بضم السين هو أوس بن حارثة بن لام الطائي، وسعدى أمه. وأهلت أظهرت، يقال: أهلّ الهلال إذا بدا وأبدا. وتفرج بضم الراء. والممحل: الذي أصابه الجدب، يقال أمحل القوم: أجدبوا. قال ابن السكيت: أمحل البلد فهو ما حل، ولم يقولوا ممحل، وربما جاء ذلك في الشعر، قال حسان:
أما ترى رأسي تغيّر لونه
…
شمطا فأصبح كالثغام الممحل
وسنة: جماد لا مطر فيها. وأرض جماد لم يصبها المطر. والزغف: بفتح الزاي وسكون المعجمة وفتحها وفاء جمع زغفة بالوجهين الدرع اللينة. وقيل:
الواسعة. وقيل: الصغيرة الحلق. والمضاعفة: الدرع نسجت حلقتين حلقتين.
والنجاد، بكسر النون، حمائل السيف، وهو مفعول تردّى، استعاره من لبس الرداء. والخضارم، جمع خضرم، بالكسر وهو الكثير العطية، شبه بالبحر الخضرم، وهو الكثير الماء. قوله: ولم تعوّد الخ .. أراد بالخيل الرجال يقول:
لم تعوّد خيلهم أن تقاد وترأس ولكنها تقود وترأس. ومدك: فعل ماض جواب إذا، ومفعول فاضلت محذوف، وبحور فاعل مدّك. ومحرز آخرا مبتدا جدّا ارتفع. والثماد، والثمد، بالمثلثة: الماء الملح القليل الذي لا مادّة له. والجعاد، جمع جعد، وهو الكرير من الرجال. والكلاب بضم الكاف والتخفيف اسم ماء كانت عنده وقعة للعرب. ويوم الكلاب بالرفع مبتدا خبره لهم. ويوم قيس بالنصب ظرف لهراق. وهو قيس بن عاصم المنقري من بني سعد، وكان غزا بكر ابن وائل بمسلحة، وهي بضم الميم، بين البصرة واليمامة، فلما خاف من قومه أن يجبنوا أطلق أفواه المزاد فهراق الماء، وقال لأصحابه: قاتلوا فالموت بين أيديكم والفلاة وراءكم. فقاتلوا فظفروا بالبكريين وأصابوا إبلا كثيرة.
14 -
وأنشدني:
أيا جبلي نعمان بالله خلّيا
…
نسيم الصّبا يخلص إليّ نسيمها (1)
قال صاحب الحماسة البصرية: هو لقيس بن الملّوح، وأورده بلفظ: طريق الصبا، وبعده:
أجد بردها أو تشف منّي صبابة (2)
…
على كبد لم يبق إلّا صميمها
فإنّ الصّبا ريح إذا ما تنسّمت
…
على نفس مهموم تجلّت همومها
(1) الامالي 2/ 181.
(2)
في الامالي: (حرارة).
ألا إنّ أهوائي بليلى قديمة
…
وأقتل أهواء الرّجال قديمها
وفي الأغاني: أن قيس بن الملّوح، وهو مجنون ليلى خرج به أهله إلى وادي القرى ليمتاروا خوفا عليه من أن يضيع، فمرّوا في طريقهم بجبلي نعمان، فقال له بعض فتيان الحيّ: هذان جبلا نعمان، وقد كانت ليلى تنزل بهما! قال: فأيّ الرياح تأتي من ناحيتهما؟ فقال بعض فتيان الحي: الصبا. قال: فو الله لا أديم هذا الموضع حتى تهب الصبا! فأقام، ومضوا فامتاروا ثم أتوا عليه فأقاموا معه ثلاثة أيام حتى هبت الصبا، ثم انطلق وأنشأ يقول:
أيا جبلي نعمان .. الأبيات.
ثم رأيت العيني قال في شواهده الكبرى هذه الأبيات صدر قصيدة طويلة لقيس وهو مجنون ليلى. وبعدها:
وإنّي على ليلى لزار وأنّني
…
على ذاك فيما بيننا مستديمها
وقد استشهد المصنف بهذا البيت في التوضيح على جواز إلحاق نون الوقاية.
ثم رأيت القالي قال في أماليه (1): حدّثنا أبو يعقوب ورّاق ابن دريد، وكان من أهل العلم، قال: أنا مسيح بن حاتم (2)، أنا سليمان بن أبي شيخ، حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي قال: تزوج رجل من أهل تهامة امرأة من أهل نجد فأخرجها إلى تهامة، فلما أصابهما حزّ تهامة قالت: ما فعلت ريح كانت تأتينا ونحن بنجد يقال لها الصّبا؟ قال: يحبسها عنك هذان الجبلان، فقالت:
أيا جبلي نعمان بالله خلّيا
الأبيات الثلاثة. ولم يذكر البيت الرابع، وأوردها بلفظ نسيم الصبا، وبلفظ تشومني حرارة.
(1) الامالي 1/ 181
(2)
كذا في الأصل. وفي الامالي: (مسبح) بالموحدة.