الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الراء
شواهد ربّ
194 -
وأنشد:
إن يقتلوك فإنّ قتلك لم يكن
…
عارا عليك، وربّ قتل عار
تقدم شرحه في شواهد إن المكسورة الخفيفة (1).
195 -
وأنشد:
فيا ربّ يوم قد لهوت وليلة
…
بآنسة كأنّها خطّ تمثال
تقدم شرحه في شواهد الباء ضمن قصيدة امرئ القيس (2).
196 -
وأنشد:
ربّما أوفيت في علم
…
ترفعن ثوبي شمالات (3)
هذا لجذيمة بن مالك بن فهم الأزدي، المعروف بالأبرش. قال شارح أبيات الايضاح: وغلط ابن حزم فنسبه لتأبط شرّا. والعلم: الجبل. والشمالات: جمع
(1) سبق ص 89، الشاهد رقم 28.
(2)
انظر ص 340، الشاهد رقم 158، وص 341.
(3)
الاغاني 15/ 257 وانظر 250 (الثقافة) والخزانة 4/ 567 وهامشها 3/ 344.
الشمال، من الرياح. قال الأعلم: وصف نفسه أنه يحفظ أصحابه في رأس جبل إذا خافوا من عدوّ فيكون طليعة لهم. والعرب تفخر بهذا لأنه دال على شهامة النفس وحدّة النظر، وخص الشمال بالذكر لأنها تهب بشدة، وجعلها ترفع ثوبه لاشراف الرقبة التي يربأ فيها لأصحابه انتهى. واستشهد سيبويه في هذا البيت على إدخال النون في ترفعن ضرورة (1). واستشهد به أبو علي الفارسي على وقوع الماضي بعد (ربّ) إذا كفت بما قال، وهذا الموضع اللائق به التكثير، لأنه المناسب للمدح.
وقال صاحب المصباح في شرح أبيات الايضاح: يحتمل بقاء رب هنا على معناها من التقليل، لأن جزيمة ملك جليل، لا يحتاج مثله الى أن يبتذل في الطلائع، لكنه قد يطرأ على الملوك خلاف العادة فيفخرون بما ظهر منهم عند ذلك من الصبر والجلادة.
قال: وقوله: (ترفعن) كلام منقطع عما قبله، كأنه استأنف الحديث. وليس في موضع حال، لأن هذه النون لا تدخل على الحال. قال الفارسي وغيره: ووجه دخولها هنا أنه شبه (ما) في ربما (بما) النافية تشبيها لفظيا، فصار ترفعن وإن كان موجبا كأنه منفى. وقيل: إنما ذلك لأن ربّ للتعليل. والتعليل يضارع النفي، كما قال الآخر (2):
قليل بها الأصوات إلّا بغامها
أي ليس بها صوت إلا بغامها. قال في المصباح: والأكثرون رووا البيت هكذا ورواه أبو الفرج الاصبهاني بلفظ:
ترفع أثوابي شمالات
وهي رواية حسنة جدا، ورواه ابن حزم بلفظ:
ربّ ليل قد سريت به
فغير صدره، قال: وفي قوله (ترفعن أثوابي) إشارة إلى أن قميصه لا يلصق بجلده لخمصه. وهذا عندهم مدح، لا سيما من كان مثله من أهل النعمة. وقال ابن الاعرابي: يقال: أوفيت رأس الجبل، ووافيت فلانا بمكان كذا. قال ابن
(1) سيبويه 2/ 153.
(2)
انظر ص 218، الشاهد رقم 104.
يسعون: فعلى هذا في البيت حذف المفعول، تقديره: ربما أوفيت مرقبة أو شرفا في رأس علم. وبعد هذا البيت (1):
في فتوّ أنا رابئهم
…
في كلال غزوة ماتوا
ليت شعري ما أماتهم
…
نحن أذلجنا وهم باتوا
ثمّ أبنا غانمين وكم
…
من أناس قبلنا فاتوا
فتوّ: شباب. ورابئهم: بموحدة ثم همزة، من ربأت القوم بأرقبتهم، وكنت لهم طليعة فوق شرف.
197 -
وأنشد:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
…
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
هذا من قصيدة لأبي طالب يمدح بها النبيّ صلى الله عليه وسلم، ويصف تمالأ قريش عليه، وأولها (2):
ولمّا رأيت القوم لا ودّ فيهم
…
وقد قطعوا كلّ العرى والوسائل
ومنها:
كذبتم وبيت الله نبزي محمّدا (3)
…
ولمّا نطاعن حوله ونناضل
(1) رواية الابيات كما في الاغاني:
ربما أوفيت في علم
…
ترفعن ثوبي شمالات
في شباب أنا رائبهم
…
هم لدى العورة صمّات
ليت شعري ما أطاف بهم
…
نحن أدلجنا وهم باتوا
ثم أبنا غانمين وكم
…
من أناس قبلنا ماتوا
(2)
وقيل أن أولها:
خليليّ ما آذني لأوّل عاذل
…
بصغواء في حق ولا عند باطل
(3)
في الاصل (نبرى) بالراء المهملة وصحتها عن اللسان (بزا) وفيه:
(كذبتم وحق الله يبزى محمد) أي: يقهر ويستذل، وهو على تقدير النفي.