الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شواهد حيث
188 -
وأنشد:
لدى حيث ألقت رحلها أمّ قشعم
هو من معلقة زهير بن أبي سلمى المشهورة، وأوّلها (1):
أمن أمّ أوفى دمنة لم تكلّم
…
بحومانة الدّرّاج فالمتثلّم
ومنها:
تبصّر خليلي هل ترى من ظعائن
…
تحمّلن بالعلياء من فوق جرثم
ومنها:
فمن مبلغ الأحلاف عنّي رسالة
…
وذبيان هل أقسمتم كلّ مقسم
فلا تكتمنّ الله ما في نفوسكم
…
ليخفى ومهما يكتم الله يعلم
يؤخّر فيوضع في كتاب فيدّخر
…
ليوم الحساب أو يعجّل فينقم
وما الحرب إلّا ما علمتم وذقتم
…
وما هو عنها بالحديث المرجّم
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة
…
وتضر إذا ضرّيتموها فتضرم
فتعرككم عرك الرّحى بشفالها
…
وتلقح كشافا ثمّ تحمل فتتئم
(1) ديوانه 4 - 32، والخزانة 3/ 157
فتنتج لكم غلمان أشأم كلّهم
…
كأحمر عاد ثمّ ترضع فتفطم
فتغلل لكم ما لا تغلّ لأهلها
…
قرى بالعراق من قفيز ودرهم
لعمري لنعم الحيّ جرّ عليهم
…
بما لا يواتيهم حصين بن ضمضم
وكان طوى كشحا على مستكنّة
…
فلا هو أبداها ولم يتجمجم
وقال: سأقضي حاجتي ثمّ أتّقي
…
عدوّي بألف من ورائي ملجم
فشدّ ولم تفزع بيوت كثيرة
…
لدى حيث ألقت رحلها أمّ قشعم
لدى أسد شاكي السّلاح مقذّف
…
له لبد أظفاره لم تقلّم
جريء متى يظلم يعاقب بظلمه
…
سريعا وإلّا يبد بالظّلم يظلم (1)
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
…
ثمانين حولا - لا أبالك - يسأم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب
…
تمته ومن تخطئ يعمّر فيهرم
وأعلم علم اليوم والأمس قبله (2)
…
ولكنّني عن علم ما في غد عم
ومن لا يصانع عن أمور كثيرة (3)
…
يضرّس بأنياب ويوطأ بمنسم
(1) وبعده كما في الديوان 24 - 28:
فقضوا منايا بينهم ثم أصدروا
…
الى كلا مستوبل متوخم
رعوا ما رعوا من ظمئهم ثم أوردوا
…
غمارا تفرّى بالسلاح وبالدم
لعمرك ما جرّت عليهم رماحهم
…
دم ابن نهيك أو قتيل المثلّم
ولا شاركت في الموت في دم نوفل
…
ولا وهب منها ولا ابن المحزّم
فكلّا أراهم أصبحوا يعقلونه
…
علالة الف بعد الف مصتّم
تساق الى قوم لقوم غرامة
…
صحيحات مال طالعات لمخرم
لحيّ حلال يعصم الناس أمرهم
…
إذا طرقت إحدى الليالي بمعظم
كرام فلاذو التّبل مدرك تبله
…
لديهم ولا الجاني عليهم بمسلم
(2)
في الديوان: (واعلم ما في اليوم ..).
(3)
في الديوان: (في أمور ..).
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله (1)
…
على قومه يستغن عنه ويذمم
ومن يجعل المعروف من دون عرضه
…
يفره ومن لا يتّق الشّتم يشتم
ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه
…
يهدّم ومن لا يظلم النّاس يظلم
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه
…
ولو رام أسباب السّماء بسلّم
ومن يعص أطراف الزّجاج فإنّه
…
يطيع العوالي ركّبت كلّ لهذم
ومن يوف لا يذمم ومن يفض قلبه
…
إلى مطمئنّ البرّ لا يتجمجم
ومن يغترب يحسب عدوّا صديقه
…
ومن لا يكرّم نفسه لا يكرّم
ومهما تكن عند امرئ من خليقة
…
ولو خالها تخفى على النّاس تعلم
ومن لا يزل يستحمل النّاس نفسه
…
ولا يعفها يوما من الدّهر يسأم (2)
دمنة، بكسر الدال، هي: الكناسة، وتقدير الكلام: أمن منازل أم أوفى،
(1) في الديوان: (ويبخل بفضله)، وفي شرح الأعلم:(ومن يك ذا مال فيبخل بماله).
(2)
ويروى:
ومن لا يزل يسترحل الناس نفسه
…
ولا يعفها يوما من الذل يندم
وفي الديوان 32.
ولم يغنها يوما من الناس يسأم
وروى الأصمعي:
ومن لا يزل يستحمل الناس نفسه
…
ولا يغنها يوما من الدهر يسأم
وفي الديوان قال: (زاد هذا البيت أبو زيد. وسمعت المازني يقول قال أبو زيد: قرأت هذه القصيدة على أبي عمرو منذ أربعين سنة فقال: لم أسمع هذا البيت إلا منك، يعني أبا زيد). وفي التبريزي:
(.. قرأت هذه القصيدة على أبي عمرو بن العلاء فقال لي: قرأت هذه القصيدة منذ خمسين سنة فلم أسمع هذا البيت إلا منك).
وهي امرأة زهير (1). وتكلم: أصله تتكلم، حذف منه احدى التاءين (2) وحومان:
بفتح الحاء المهملة، ما كان من فوق الرمل أو دونه حين يصعده أو يهبطه (3).
والدرّاج: بفتح الدال، وقال أبو عمرو: بضمها، مكان. وقيل: هو ماء لبني فزارة. وكذا المتثلم والعلياء بلد. وجرثم بضم الجيم والمثلثة وسكون الراء بينهما، ماء لبني أسد. قوله:(فمن مبلغ الأحلاف .. البيت) أورده المصنف في: هل (4).
والأحلاف: قبائل تحالفت. قال ثعلب: هم أسد وغطفان وذبيان قبيلة (5). وكل مقسم: أي كل الاقسام. والمرجم: المظنون. تقول: ما هو برجم بظهر الغيب، قد جرّبتموها وذقتموها. وذميمة: مذمومة، أي لا يحمدون أمرها. وتضر: أي تعوّد، يقال: ضري يضري ضراوة إذا درب. اذا ضرّيتموها أي عوّدتموها، يعني الحرب. والعراك: الطحن. والثفال: جلد أو كساء يوضع تحت الرحى ليكون الدقيق يقع عليها. والباء للحال، أي عرك الرحى. ولها ثفال: أي طاحنة. قاله ثعلب. و (تلقح كشافا) أي تدارككم الحرب. يقال: لقحت الناقة كشافا
(1) في شرح ديوانه: (يريد: أدمنة من منازل أمّ أو في لم تكلم، وهذا توجع، كما قال الهذلي - أبو ذؤيب -.
أمنك برق أبيت الليل أرقبه
…
كأنه في عراض الشام مصباح
والدمنة: آثار الدار وما سوّدوا. وقال التبريزي: (الدمنة:
آثار الناس وماسودوا بالرماد وغيره، فاذا أسود المكان قيل: قد دمن). وقال الأعلم الشنتمري: (إنما جعل الدمنة بالحومانة لانهم كانوا يتحررون النزول فيما غلظ من الارض وصلب ليكونوا بمعزل من السيل وليمكنهم حفر النؤى وضرب أوتاد الخباء ونحو ذلك).
(2)
قال التبريزي: (لم تكلم، أي لم تبين، والعرب تقول لكل ما بيّن من أثر وغيره تكلّم، أي ميز فصار بمنزلة المتكلم).
(3)
في البكري 476 - 477: (حومان وحومانة: قال ابن دريد:
الحومان: موضع في طريق اليمامة من البصرة
…
وورد في شعر زهير: حومانة الدّرّاج. وفي شعر ذي الرمة: حومانة الزرق.
والحومانة: القطعة الغليظة من الارض، أضيفت الى هذين الموضعين قال زهير: أمن أم أو في
…
البيت. قال أبو سعيد: ويروى:
الدرّاج، بضم الدال، والمتثلم: موضع هناك).
(4)
ولم يذكره السيوطي في شواهد (هل)
(5)
في شرح الديوان: (الأحلاف: أسد وغطفان)، وفي شرح الأعلم:
(الأحلاف، أسد وغطفان وطئ).
اذا حمل عليها في دمها (1). (فتتئم) تأتيكم باثنين توأمين، بمنزلة المرأة التي تأتي بتوأمين في بطن. وإنما يفظّع بهذا أمر الحرب. فتنتج لكم: يعني الحرب، غلمان أشأم، أي شؤم كأحمر عاد، أي ثمود، وهو قدار عاقر الناقة. وقوله: عاد غلط (2). ثم ترضع فتفطم: نريد أنه يتمّ أمر الحرب، لان المرأة اذا أرضعت ثم فطمت فقد تمّمت. وقوله: (فتغلل لكم
…
البيت) تهكم واستهزاء (3). ويقال طوى كشحه على كذا: أي لم يظهره. ومستكنة: أمر أكنّه في نفسه، ولم يتجمجم:
أي لم يدع التقدم على ما أضمر (4). ولم يفزع بيوت: أي لم يعلم قوم بفعله (5).
وأم قشعم: هي الحرب، ويقال المنيّة. وقال أبو عبيدة: هي العنكبوت. أي شدّ عليه بمضيعة فقتله. حيث ألقت رحلها: حيث كان شدة الأمر. وشاكي السلاح:
أي سلاحه ذو شوكة. ومقذف: غليط اللحم. واللبد: لشعر المتراكب على زبرة الأسد اذا أسنّ. أظفاره لم تقلم: أي تام السلاح حديده. يريد الجيش، واللفظ على الأسد. وخبط عشواء: معشو لا تقصد، يقال عشا يعشو إذا جاء على غير بصر، وعشي يعشى إذا أصابه العشا. وقوله:(وأعلم .. البيت) استدل به على انحصار الازمنة في الحال والماضي والمستقبل. والمنسم للبعير بمنزلة الظفر
(1) أي حمل عليها إثر نتاجها وهي في دمها.
(2)
غلط لأنه أراد أحمر ثمود عاقر الناقة، وقال بعضهم:(لم يغلط، ولكنه جعل عادا مكان ثمود اتساعا ومجازا إذ قد عرف المعنى مع تقارب ما بين عاد وثمود في الزمن والأخلاق). وفي التبريزي:
(وقال أبو العباس محمد بن يزيد: هذا ليس بغلط لأن ثمود يقال لها عاد الأخيرة، ويقال لقوم هود عاد الاولى. والدليل قوله تعالى (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى).
وقال الشنقيطي: (قوله: عاد غلط، قال الاصمعي ليس بغلط لان العرب تسمى ثمود بعاد وقد وصف الله تعالى قوم هود بعاد. اه)
(3)
في التبريزي: (قال الاصمعي: يريد أنها تغل لهم دما وما يكرهون، وليست تغل لهم ما تغل قرى العراق من قفيز ودرهم. وقال يعقوب:
هذا تهكم وهزء. يقول: لا يأتيكم منها ما تسرون به مثل ما يأتي أهل القرى من الطعام والدراهم لكن غلة هذا عليكم ما تكرهون).
(4)
وفي الديوان برواية: (ولم يتقدّم) أي لم يتقدّم في الحرب.
وقال: (ويروى: ولم يتجمجم، أي لم يدع التقدّم على ما أضمر).
(5)
في الديوان: (ويروى: ولم ينظر بيوتا كثيرة. ولم ينظر: لم يؤخر، يقال: أنظرني، أي لا تعجلني. ولم يفزع: لم يهجها ولكنه أدرك بغيته).
للانسان. وقوله: (ويذمم) استشهد به على فك المضارع المجزوم. ويفره: يصبه وافرا. ومن لا يذد أي لا يدفع. قوله: (ومن يعص أطراف الزجاج) يعني من عصى الأمر الصغير صار إلى الأمر الكبير. (وكل لهذم) على حذف في، أي: في كل لهذم.
واللهذم: السنان الماضي. وقوله: (ومهما يكن
…
البيت) والخليقة: الطبيعة.
ومن لا يزل يستحمل الناس أي يثقل على الناس يسأمونه.
أخرج أبو الفرج في الأغاني عن ابن عباس (1) انه سأل الحطيئة من أشعر الناس فقال: يا ابن عم رسول الله، الذي يقول:
ومن يجعل المعروف من دون عرضه
…
يفره ومن لا يتّق الشّتم يشتم
ولكن الرضاعة (2) أفسدته كما أفسدت جرول. يعني نفسه.
189 -
وأنشد:
ونطعنهم تحت الحبا بعد ضربهم
…
ببيض المواضي حيث ليّ العمائم (3)
قال العيني: قيل أنه للفرزدق من قصيدته التي أولها (4):
تحنّ بزوراء المدينة ناقتي
قال: ولم أجده فيها من ديوانه. والقصيدة المذكورة تقدمت في شواهد أن المفتوحة الخفيفة. ويقال: طعنه بالرمح يطعنه، بضم العين في المضارع، وكذا كل ما هو حسي. وأما المعنوي: كيطعن في النسب فبفتح العين. والحبا، بضم المهملة، وقيل بكسرها، وقيل بالوجهين وتخفيف الموحدة والقصر، وجمع حبوة. وأراد به أوساطهم بعد ضربهم بالسيوف الماضية في رؤسهم. وبيض: بكسر أوله، جمع أبيض وهو السيف. والمواضي: الحادّة. والاضافة فيه من باب إضافة الموصوف إلى
(1) 2/ 162، وانظر ص 140 (الثقافة).
(2)
كذا في الاصل، وصحتها (الضراعة) كما في الاغاني.
(3)
الخزانة 3/ 152، والموفي في النحو الكوني 106.
(4)
انظر ص 86 وما بعد، الشاهد رقم 26.
الصفة. قال العيني: وفي قوله: (حيث ليّ العمائم) إضافة (حيث) إلى المفرد، فيكون معربا، ومحل حيث نصب على الحال. قلت: بل على الظرف لضرب، فإنها ظرف مكان، كما أن تحت، ظرف مكان لنطعنهم.
190 -
وأنشد:
إذا ريدة من حيث ما نفحت له
…
أتاه بريّاها خليل يواصله
قاله أبو حية النميري، بالياء التحتية، واسمه المشمر (1) بن الربيع بن زرارة، شاعر مجيد أدرك الدولة الأموية والعباسية. الريدة: بفتح الراء وسكون التحتية وفتح الدال المهملة، ريح لينة الهبوب. ويقال أيضا: رادة. ونفحت: هبت.
ويقال: نفح الطيب إذا فاح. وريّا: بفتح الراء وتشديد التحتية، الرائحة.
وريدة: مرفوع بنفحت مضمر، يفسره الظاهر، لأن (إذا) لا يليها إلا الأفعال. وحيث مقطوعة عن الاضافة إذ المضاف إليه لا يعمل في قبل المضاف، فلا يفسر عاملا فيه.
وأتاه جواب إذا.
191 -
وأنشد: (2)
أما ترى حيث سهيل طالعا
لم يسم قائله، وتمامه:
نجما يضيء كالشّهاب لامعا
ترى: بصرية. وطالعا: مفعولها. وحيث: ظرف، وهو مضاف إلى المفرد ندورا.
وقيل: الى جملة تقديرا على أن سهيلا مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، أي مستقرا وظاهرا في حال طلوعه. قال العيني: وعلى الاول تكون حيث معربة إذا لم تضف الى جملة، فهي منصوبة على الظرفية أو المفعولية إن كانت ترى قلبية، أو بصرية. وطالعا:
(1) في الاغاني 16/ 236 (الثقافة): (الهيثم بن الربيع).
(2)
ابن عقيل 2/ 11
حال. وقيل: إنها مبنية وإن أضيفت الى المفرد كما في لدن.
192 -
وأنشد:
حيثما تستقم يقدّر لك الله
…
نجاحا في غابر الأزمان (1)
لم يسم قائله. والنجاح: الفوز. والغابر: بغين معجمة وموحدة وراء، الزمن الباقي. ويطلق على الماضي أيضا، من الاضداد. وفي البيت جزم حيثما فعلين (2).
(1) ابن عقيل 2/ 132
(2)
وهما تستقم ويقدر، بالسكون فيهما. ومعنى البيت: اذا اتقيت الله وأنت في أي مكان، وسلكت سبيل الهدى، فان الله يوفقك، ويجعل النجاح حليفك.