الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال العسكري: وهذا تصحيف، والقول ما قال الأصمعي. وقال الباهلي: أهبذ وأهذب أي أسرع واجتهد (1). ومثلوج الفؤاد: بارد ضعيف لا حرارة له ولا ذكاء.
ومهبج كثير اللحم، ثقيل منفوخ الوجه (2). والربيدة: النعمة والخصب والدعة (3).
والخفض: الاقامة. ونازعته: تناولته: ومخامص: جمع مخمصة. وذو مرة:
ذو قوّة. وصادق النّهض: صاحب نهضات في الأمور صائبات. ورزئته: أي أصبت به، صفة قتيلا. وبجانب متعلق بقتيل. وقوسى: بفتح القاف، موضع (4).
و (على أنها تعفو) في محل نصب على الحال، وعامله لا أنسى. والتقدير: أنا على عفاء كلوم، أي أذكره عافيا كلمى. وتعفو: تذهب وتبرأ. والكلوم: الجراحات.
قال التبريزي: وعنى بها الحزن عند ابتداء الفجعة. وقال العسكري: انما يحزن لما يمسي حديثا وينسى ما مضى وإن جل، كما قال الآخر:
ما شيء يعولك والاقدام تنساه
وإن هو جل. والماجد: الكريم. ويروى: (على أنه قد سلّ) والمعنى: لا أعرف اسمه ونسبه، إلا أنه ولد كريم بما ظهر من فعله. والبيت: استشهد به المصنف على ورود على للاستدراك. وهكذا أورده صاحب الحماسة. والذي أورده العسكري في أشعار هذيل: (بلى انه) وعلى هذا فلا شاهد فيه.
فائدة: [أبو خراش]
أبو خراش، خويلد بن مرّة الهذلي الشاعر المشهور. قال المرزباني (5):
(1) في ديوان الهذليين: (فهو مهابذ) يعني الطائر، فهو جاد ناج، وأصله (من مرّ يهذب). وانظر اللسان:(جنح) و (هبذ) و (هذب).
(2)
في ديوان الهذليين ورد البيت برواية: (مهبجا) بالباء الموحدة، وشرحه فقال:(مثقل).
(3)
في ديوان الهذليين ورد البيت برواية: (الربيلة) وشرحها بمعنى:
(كثرة اللحم وتمامه).
(4)
قوسى: بفتح أوله، وضمه معا، كما في البكري والخزانة، على وزن (فعلى) موضع ببلاد هذيل، وفي التاج (موضع ببلاد السراة من الحجاز). وانظر اللآلي 901
(5)
انظر الاصابة 2/ 148، والخزانة 3/ 232.
أدرك الاسلام شيخا كبيرا ووفد على عمر. وقال أبو الفرج الأصفهاني (1): كان أحد الفصحاء، أدرك الجاهلية والاسلام، ومات في أيام عمر. ثم روى من طريق الأصمعي قال:
دخل أبو خراش الهذلي مكة في الجاهلية، وللوليد بن المغيرة فرسان يريد أن يرسلهما في الجاهلية، فقال: ما تجعل لي ان سبقتهما عدوا؟ قال: إن فعلت فهما لك، فسبقهما.
وقال ابن الكلبي والأصمعي وغيرهما: مر على أبى خراش، وكان قد أسلم فحسن اسلامه، نفر من اليمن حجاجا فنزلوا عليه فقال: ما أمسى عندي ماء؟ ولكن هذه برمة وشاة وقربة، فردوا الماء فانه غير بعيد، ثم اطبخوا الشاة، وذروا البرمة والقربة عند الماء حتى نأخذهما فامتنعوا، وقالوا: لا نبرح. فأخذ أبو خراش القربة وسعى نحو الماء تحت الليل فاستقى ثم أقبل، فنهشته حية، فأقبل مسرعا حتى أعطاهم الماء، ولم يعلمهم ما أصابه. فباتوا يأكلون، فلما أصبحوا وجدوه في الموت، فأقاموا حتى دفنوه. فبلغ عمر خبره فقال: والله لولا أن يكون لأمرت أن لا يضاف يماني بعدها.
ثم كتب إلى عامله أن يأخذ النفر الذين نزلوا بأبي خراش فيغرمهم ديته.
وقال وكيع في الغرر: أنبأنا عليّ بن الحسين بن عبد الأعلى قال: قلت لأبي مشكل:
إني أستحسن أبيات أبي خراش الهذلي:
دعوت إلهي بعد عروة إذ نجا
…
خراش وبعض الشّرّ أهون من بعض
فآليت لا أنسى قتيلا رزئته
…
بجانب قوسى ما مشيت على الأرض
بلى، إنّها تعفو الكلوم وإنّما
…
توكّل بالأدنى وإن جلّ ما يمضي
قال أبو مكلم، أحمد بن هشام التميمي، هذه سرقها من القلب العنبري، وأنشدني:
للقلب بنتا لدى عنز تربضها
…
من أن يكون فراقها جهرا
والقلب هذا من أصحاب النبيّ.
(1) 21/ 47 - 48