الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يسلكوها، فجعله الناس رابعا للأوائل بآخرة. واتفقوا على أن أشعر الشعراء واحدة في الجاهلية: طرفة والحارث بن حلّزة، وعمر بن كلثوم. ثم اختلفوا فيهم، ونظيرهم في الاسلام سويد بن أبي كاهل اليشكري. واتفقوا على أن أشعر شعراء الاسلام الفرزدق وجرير والأخطل، ثم اختلفوا فيهم. واتفقوا على أنّ الشعر في الاسلام في تميم وتغلب. وأن أشعر أهل المدر: أهل يثرب ثم عبد القيس ثم ثقيف. وأشعر هؤلاء المدريين: حسان بن ثابت.
قال أبو عبيدة: وتقدم عبد الملك بن مروان الى الهيثم بن صالح مؤدّب ولده فقال: علمهم شعر الأعشى، فإني شبهته بالبازي يصيد ما بين الكركي الى العندليب.
قال الآمدي: ولشعر الأعشى طلاوة ليست لغيره من الشعر القديم. وقد كان أبو عمرو بن العلاء يفخم منه ويعظم محله ويقول: شاعر مجيد كثير الأعاريض والافتنان، وإذا سئل عنه وعن لبيد قال: لبيد رجل صالح، والأعشى رجل شاعر.
وأخرج البزار وأبو يعلى في مسنديهما عن أبي هريرة: رخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعر جاهلي، إلا قصيدتين للأعشى زعم انه أشرك فيهما احداهما في أهل بدر، والأخرى في عامر وعلقمة.
فائدة: [العشي من الشعراء ستة عشر:]
العشي من الشعراء ستة عشر: هذا، وأعشى بني باهلة اسمه عامر، وأعشى بني نهشل الأسود بن يعفر، وفي الاسلام أعشى بني أبي ربيعة من بني شيبان، وأعشى همدان اسمه عبد الرحمن، وأعشى طرود من سليم، وأعشى بني مازن من تميم، وأعشى بني أسد، وأعشى ابن معروف اسمه خيثمة، وأعشى عكل اسمه كهمس، وأعشى بني عقيل اسمه معاذ، وأعشى بني مالك بن سعد، والأعشى التغلبي اسمه النعمان، وأعشى بني عوف بن همام واسمه ضابئ، وأعشى بني ضورة اسمه عبد الله، وأعشى بني جلان اسمه سلمة. نقلت ذلك من شرح الشواهد الكبير للعيني. ثم رأيت أبا القاسم الآمدي ذكر في المؤتلف والمختلف: العشى سبعة عشر، هؤلاء المذكورون، وقال في الرابع: أعشى بني ربيعة بن ذهل بن شيبان
واسمه عبد الله بن خارجة. وقال في أعشى بني أسد انه جاهلي، وهو ابن نجرة بن قيس. وقال في أعشى ابن معروف: اسمه طلحة، والسابع عشر الذي زاده: الأعشى ابن النباش بن زرارة التميمي.
118 -
وأنشد (1):
استقدر الله خيرا وارضيّن به
…
فبينما العسر إذ دارت مياسير
أخرج أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري بسنده الى هشام بن الكلبي، قال:
عاش عبيد بن شريّة الجرهمي ثلاثمائة سنة وأدرك الاسلام، ودخل على معاوية، وهو خليفة، فقال: حدثني بأعجب ما رأيت؟ فقال: مررت ذات يوم بقوم يدفنون ميتا لهم، فلما انتهيت إليهم اغرورقت عيناي بالدموع فتمثلت بقول الشاعر:
يا قلب إنّك من أسماء مغرور
…
فاذكر وهل ينفعنّك اليوم تذكير
قد بحت بالحبّ ما تخفيه من أحد
…
حتّى جرت بك إطلاقا محاضير
تبغي أمورا فما تدري أعاجلها
…
أدنى لرشدك أم ما فيه تأخير (2)
فاستقدر الله خيرا وارضينّ به
…
فبينما العسر إذ دارت مياسير
وبينما المرء في الأحياء مغتبط (3)
…
إذ صار في الرّمس تعفوه الأعاصير
يبكي الغريب عليه ليس يعرفه
…
وذو قرابته في الحيّ مسرور
حتّى كأن لم يكن إلّا تذكّره
…
والدّهر أينما حال دهارير
(1) عيون الاخبار، 2/ 305 (فاستقدر) ودرة الغواص 33 (الجوائب) وحاشية الامير 1/ 77 والمعمرين 40.
(2)
في عيون الاخبار برواية:
تجري أمور ولا تدري أوائلها
…
خير لنفسك أم ما فيه تأخير
وفي درة الغواص:
تجري أمور وما تدري أعاجلها
…
أدنى لرشدك
…
(3)
عيون الاخبار: (مغتبطا) بالنصب.
فقال لي رجل: أتعرف من يقول هذا البيت؟ قلت: لا، قال: إن قائله هو الذي دفنّاه الساعة، وأنت الغريب تبكي عليه ليس تعرفه، وهذا الذي خرج من قبره أمسّ الناس رحما به، وأسرّهم بموته. فقال له معاوية: لقد رأيت عجبا.
فمن الميت؟ قال: عتير بن لبيد العذري، انتهى.
أخرجه ابن عساكر من طريق أخرى، وفيه أن صاحب الجنازة والأبيات رجل من بني عذرة يقال له حريث بن جبلة (1)، وبذلك جزم الزمخشري في شرح شواهد سيبويه. اطلاق: جمع طلق، بفتحتين، يقال: جرى الفرس طلقا أو طلقين، أي شوطا أو شوطين. والمحاضير: جمع محضير بكسر الميم، وهو الفرس الكثير العدو.
واستقدر: طلب تقدير الخير. والمياسير: جمع ميسور، بمعنى اليسر. ويغتبط:
مسرور. والرمس: القبر. وتعفوه: تزيل أثره. والأعاصير: جمع اعصار، وهي ريح.
ثم رأيت الزبير بن بكار أخرج في الموفقيات عن الكلبي قال: لما هلك حنظلة بن نهد بن زيد (2) لم يدفن ثلاثة أيام حتى أتاه من كل أوب، وأتاه من كل حي وجوههم، فقامت الخطباء بالتعزية، وقيلت فيه الأشعار حتى عدّ ذلك اليوم
من بعض مواسم العرب. فلما ووري في حفرته قام جديلة بن أسد بن ربيعة (3) فقال: أيها الناس، هذا حنظلة بن نهد فكّاك الأسير، وطارد العسير، فهل منكم اليوم مجاز بفعله، أو حامل عنه من ثقله، كلا وأجل، إن مع كل جرعة لكم شرقا، وفي كل أكلة لكم غصصا، لا تنالون نعمة إلا بفراق أخرى، ولا يستقبل معمّر يوما من عمره إلا بهدم آخر من أجله، ولا يجد لذة زيادة في أكله إلا بنفاد ما قبله من رزقه، ولا يحيى له أثر إلا مات أثر، ان في هذا لعبرا ومزدجرا لمن نظر، لو كان أصاب أحد إلى البقاء سلما ووجد الى المرحل عن الفناء سبيلا، لكان ابن داود المقرون له النبوة بملك الجن والانس، ثم أنشأ يقول:
(1) وكذا في المعمرين 40.
(2)
حاكم العرب، وانظر البيان والتبيين 1/ 281 وجمهرة الانساب 446، والمقتضب 136، 137.
(3)
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم 293 و 295 والاشتقاق 320 و 324 وأمالي ابن الشجري 196 والى جديلة بن أسد، تنسب جديلة ربيعة.
وهذا صاحب الملكين أضحى
…
تخرّق في مصانعه المنون
فكان عليه للأيّام دين
…
فقد قضيت عن المرء الدّيون
وخانته العصا من بعد ما قد
…
أتى ميتا له حين فحين
على الكرسيّ معتمدا عليه
…
يرفّ الخدّ منه والجبين
يسير بشرجع لا شيء فيه
…
تحار الشّمس فيه والعيون
وتضحى الجنّ عاكفة عليه
…
كما عكفت على الأسد العرين
وسخرت العيون له جميعا
…
عليه الطّير عاكفة عرين
فلم أر مثله حيّا وميتا
…
على الأيّام كان ولا يكون
فدان له الخلائق ثمّ هبّوا
…
ودان فيما قد يدين
بنى صرحا له دون الثّريّا
…
وأجري تحته الماء المعين
تراه متقنا لا عيب فيه
…
يخال بصرحه الذّهن الذّهين
وقد ملك الملوك وكلّ شيء
…
تدين له السّهولة والحزون
فأفنى ملكه مرّ اللّيالي
…
وخون الدّهر فيما قد يخون
وكلّ أخي مكاثرة وعزّ
…
إلى ريب الحوادث مستكين
كذاك الدّهر يفني كلّ حيّ
…
ويعقب بعد قوّته اليقين
ثم قام ابن كثير بن عذرة بن سعد بن تميم فقال: أيها الناس هذا حنظلة بن نهد معدن الحكماء، وعز الضعفاء، ومعطي اليانع، ومطعم الجائع، فهل منكم له مانع؟
أو لما حل به دافع! أيها الناس، إنما البقاء بعد الفناء، وقد خلقنا ولم نك شيئا، وسنعود الى ذلك. أن العواري اليوم والهبات غدا. ورثنا من قبلنا ولنا وارثون، ولا بد من رحيل عن محل نازل، ألا وقد تقارب سلب فاحسن أو اهبط أجوى، وقد أصبحتم في منزل لا يستتب فيه سرور بيسر إلا تبعه حصير عسر، ولا تطول فيه حياة مرجوّة إلا اخترمها موت مخوف، ولا يوثق فيه بخلف باق إلا ويستتبعه سابق ماض، فأنتم أعوان للحتوف على أنفسكم، لها بكل سبسب منكم صريع مجتزر، معازب منتظر، فهذه أنفسكم تسوقكم الى الفناء، فلم تطلبون البقاء! اطلبوا الخير ووليه، واحذروا الشرّ وموليه، واعلموا أن خيرا من الخير معطيه، وأن شرا من الشر فاعله، ثم أنشأ يقول:
يا قلب إنّك من أسماء مغرور
…
الأبيات
119 -
وأنشد «1» :
هل ترجعنّ ليال قد مضين لنا
…
والعيش منقلب إذ ذاك أفنانا
قال الدماميني: الأفنان، إما جمع فنّ، وهو الغصن الملتف، أو جمع فنّ، وهو الحال والنوع. ونصبه على الحال من ليال، وإن كان نكرة لتخصصها. وعامل (إذ) منقلب، واسم الاشارة الأول أشير به الى العيش باعتبار حاله، والثاني المحذوف أشير به الى حال الأفنان، والجملة المقترنة بالواو حال من ضمير مضين. والمعنى:
هل ترجع ليالينا حال كونها مثل الأغصان الملتفة في نضارتها وحسنها، أو حال كونها ذات فنون من الحسن وضروب شتى من اللذة، وهذه الليالي هي اللاتي مضين في حال إن عيشنا منقلب من طور الى طور، إذ حال ذلك العيش مثل حال تلك الاغصان في الرونق والبهجة، أو مثل تلك الفنون المختالة في الحسن، انتهى كلام الدماميني.
ثم رأيت في الاغاني ما يدل على ان هذا البيت لعبد الله بن المعتز وأورد عجزه بلفظ (1):
(1) الاغاني 10/ 289
والدّار جامعة أزمان أزمانا
فالبيت اذا ليس من شرط هذا الكتاب (1).
120 -
وأنشد:
كانت منازل ألّاف عهدتهم
…
إذ نحن إذ ذاك دون النّاس إخوانا
قال ابن الشجري في أماليه (2): هو للاخطل. قال: وخبر المبتدأين اللذين هم:
(نحن وذاك) محذوفان. أراد عهدتهم إخوانا إذ نحن متآلفون، أو متآخون. يدل على التقدير الأول، ذكر الألّاف، وعلى الثاني، ذكر الأخوان. وأراد: إذ ذاك كائن، ولا يجوز أن يكون (إذ ذاك) خبر نحن، لأن ظروف الزمان لا يصح الاخبار بها عن الأعيان (فلو قلت: زيد أمس، لم يحصل بذلك فائدة) (3). و (إذا) الاولى ظرف لعهدتهم، وأما الثانية، فيعمل فيها الخبر المقدر، الذي هو متآلفون أو متآخون. وأما قوله:
دون الناس، فيحتمل أن يكون العامل فيه (عهدتهم)، ويحتمل أن تعلقه بالخبر المقدر (4)، كأنك قلت متألفون دون الناس، ويجوز تعلقه بمحذوف غير الخبر المقدر، على أن يكون في الأصل صفة لاخوان، كأنه قال: عهدتهم إخوانا دون الناس، أي متصافين دون الناس، فلما قدم على الموصوف، صار حالا. وجاز جعله وصفا لعين، وحالا منه، لأنه ظرف مكاني. (فأن قيل): إلام توجهت الاشارة بذلك؟ (فالجواب): إلى التجاور الذي دل عليه ذكر المنازل، انتهى كلام ابن الشجري.
(1) لا يستشهد بشعر عبد الله بن المعتز لتأخر زمانه قتل عام 296 هـ.
(2)
1/ 178.
(3)
مزيدة عن أمالي ابن الشجري.
(4)
في ابن الشجري: (المضمر).
121 -
وأنشد (1):
لميّة موحش طلل
هو لكثير عزّة، وتمامه:
يلوح كأنّه خلل
ميّة: بفتح الميم وتشديد المثناة التحتية، اسم امرأة. والطلل: ما شخص من أثار الدار. والموحش: المنزل الذي
صار وحشا، أي قفرا لا أنيس به. ويلوح يلمع. وخلل: بكسر الخاء المعجمة، جمع خلّة بالكسر أيضا، بطان كانت يغشى بها أجفان السيوف، منقوشة بالذهب وغيره. وجعله الدماميني بالجيم، وفسره بالحقير، وهو تصحيف منه. وجملة (يلوح) صفة طلل. والبيت استشهد به المصنف على تقدم الحال على صاحبها النكرة. وقيل: إنه ليس منه، وان الحال هنا من الضمير في الخبر، لا من النكرة (2). ورأيت الزمخشري في شواهد سيبويه أنشد المصراع هكذا:
لغيره موحشا طلل قديم (3)
122 -
وأنشد:
كأن لم يكونوا حمى يتّقى
…
إذ النّاس إذ ذاك من عزّ بزّا
(1) الخزانة 1/ 531 - 533 ويروى: لعزّة موحشا طلل قديم. وفي الخزانة قال: وهذا البيت من روى أوله: (لعزة موحشا .. الخ).
قال: هو لكثير عزّة، منهم أبو علي في التذكرة القصرية. ومن روى (لمية موحشا) قال: إنه لذي الرمّة. فان عزّة اسم محبوبة كثير، وميّة اسم محبوبة ذي الرمّة. والشاهد المشهور في هذا المعنى هو:
لميّة موحشا طلل
…
يلوح كانه خلل
وقد قيل: إنه لكثير عزّة.
(2)
في الخزانة 1/ 532: (قال ابن الحاجب في أماليه على أبيات المفصل:
يجوز أن يكون موحشا حالا من الضمير في لميّة، فجعل الحال من المعرفة أولى من جعلها من النكرة متقدّمة عليها، لان هذا هو الكثير الشائع. وذلك قليل، فكان أولى).
(3)
كذا، ولعله:(لعزّة).
هذا من أبيات للخنساء ترثي بها أخويها وزوجها، وأوّلها:
تعرّقني الدّهر نهسا وحزّا
…
وأوجعني الدّهر قرعا وغمزا
وأفنى رجالي فبادوا معا
…
فغودر قلبي بهم مستفزّا (1)
لذكر الّذين بهم في الهيا
…
ج للمستضيف إذا خاف عزّا
وهم في القديم سراة الأدي
…
م والكائنون من الخوف حرزا (2)
كأن لم يكونوا حمى يتّقي
…
إذ النّاس إذ ذاك من عزّ بزّا
وكانوا سراة بني مالك
…
وفخر العشيرة مجدا وعزّا (3)
وهم منعوا جارهم والنّسا
…
ء يحفز أحشاءها الخوف حفزا
غداة لقوهم بملمومة
…
رداح تغادر للأرض ركزا
وخيل تكدّس بالدّارعين
…
تحت العجاجة يجمزن جمزا
ببيض الصّفاح وسمر الرّماح
…
فبالبيض ضربا وبالسّمر وخزا
ومن ظنّ ممّن يلاقي الحروب
…
بأن لا يصاب فقد ظنّ عجزا
نعفّ ونعرف حقّ القرى (4)
…
ونتّخذ الحمد ذخرا وكنزا
وقال المبرّد في الكامل (5): كان سبب قتل صخر بن عمرو بن الشّريد أخى الخنساء: أنه جمع جمعا وأغار على بني أسد بن خزيمة، فنذروا به، فالتقوا
(1) ويروى كما في الكامل 1223، وأمالي ابن الشجري 1/ 215:(فأصبح قلبي ..).
(2)
هذا البيت ترتيبه في الكامل، وأمالي ابن الشجري 1/ 215 بعد البيت:
(وكانوا سراة .. الخ).
(3)
في الكامل: (وزين العشيرة ..).
(4)
وكذا في الكامل. وفي ابن الشجري: (.. حق الجوار).
(5)
ص 1224
فاقتتلوا قتالا شديدا، فارفضّ أصحاب صخر عنه، وطعن طعنة في جنبه فاشتغل بها (1)، فلمّا صار إلى أهله يتعالج منها، فنتأ من الجرح كمثل اليد، فأضناه ذلك حولا، فسمع سائلا يسأل امرأته وهو يقول: كيف صخر اليوم؟ فقالت:
لا ميّت فينعى، ولا صحيح فيرجى، فعلم صخر أنها قد برمت به، فقطع ذلك الموضع فمات (2).
قال ابن الشجري في أماليه، شارحا هذه الأبيات:(3)
قولها: تعرّقني الدهر، (البيت، العظيم بما عليه من اللحم، وجمعه عراق، وهو أحد الأسماء التي جاء جمعها على فعال بضم الفاء عن ابن السكيت)(4)، يقال: تعرّقت العظم، إذا أخذت ما عليه من اللحم، ويقال للعظم الذي أخذ لحمه:
العراق. والنهس، بالمهملة، القبض على اللحم بالأسنان، ومثله النهش، بالمعجمة.
وقيل بل النهس بمقدم الفم، والحز: قطع غير نافذ (5). والقرع: مصدر قرعته بالعصا وبالسيف (6). والغمز:
غمزك الشيء اللين بيدك. وأرادت أن الدهر
(1) كذا بالاصل، وفي الكامل:(وطعنه ابو ثور طعنة في جنبه استقلّ بها).
(2)
في الكامل:
…
فعلم أنها برمت به، ورأى تحرق أمه عليه فقال:
أرى أمّ صخر ما تجف دموعها
…
وملّت سليمى مضجعي ومكاني
وما كنت أخشى أن أكون جنازة
…
عليك ومن يغتر بالحدثان
أهمّ بأمر الحزم لو أستطيعه
…
وقد حيل بين العير والنزوان
لعمري لقد أنبهت من كان نائما
…
وأسمعت من كانت له آذان
فأيّ امرئ ساوى بأم حليلة
…
فلا عاش إلّا في شقى وهوان
ثم عزم على قطع ذلك الموضع، فلما قطعه يئس من نفسه، فبكاها فقال:
أيا جارتا إنّ الخطوب قريب
…
من الناس، كلّ المخطئين تصيب
أيا جارتا إنّا غريبان ههنا
…
وكلّ غريب للغريب نسيب
كأني وقد أدنوا إليّ شفارهم
…
من الأدم مصقول السراة نكيب
وانظر الاغاني 15/ 63 - 64 (الثقافة)، والشعراء 303 - 304
(3)
ص 1/ 215 - 224.
(4)
مزيدة عن ابن الشجري.
(5)
وبعده كما في ابن الشجري: (.. ومثله القرض، ويكون نافذا لقولهم:
حزة من بطيخ، وحزة من كبد).
(6)
والمقارعة بالسيوف (ابن الشجري).
أوجعها بكبار نوائبه وصغارها. ونصب (نهسا وحزا) على المصدر لفعل مضمر، أي نهسني وحزني، أو على الحال، أو على حذف الجار، أي بنهس وحزأ، وعلى التمييز لأن التعرق لما احتمل أكثر من وجه، فجاز أن يكون بالنهس، وأن يكون بالحزأ والكشط أو غير ذلك، كأن ذكر كل واحد منها تبيينا. والأوجه الأربعة، تأتّى في نص قرعا وغمزا. وأعادت لفظ الدهر ولم تضمره تعظيما للأمر. قولها:
وأفنى رجالي فبادوا معا
أورده المصنف في حرف الميم شاهدا على نصب (مع) على الحال. قولها:
مستفزا: أي مستخفا. قولها:
هم في القديم سراة الأديم
فيه الترصيع، وسراة الشيء: ظاهره. والحمى: نقيض المباح. وعز هنا معناه: غلب، من قول الله:(وعزني في الخطاب). وبز معناه: سلب، ومن في البيت، موصول رفع بالابتداء، وبزخبرها، والعائد إلى الناس محذوف، أي من عزّ منهم. ولا يجوز أن يكون إذ ذاك خبرا عن الناس، لأن ظروف الزمان لا يخبر بها عن الأشخاص، بل هو متعلق ببز، ولا يجوز أن يكون (من) شرطا، لأن الشرط وجوابه لا يعمل واحد منهما فيما قبله، و (ذاك) في موضع رفع بالابتداء، وخبره محذوف، أي إذ ذاك كائن أو موجود، ولا يجوز ان يكون في محل خبر، لأن إذ لا تضاف إلا الى جملة. وسراة القوم: سادتهم ذوو السخاء والمروءة، واحدهم سري. ونصب (مجدا وعزا) على التمييز. والحفز، بحاء مهملة وفاء وزاي، الدفع (1): وملمومة: الكتيبة التي كثر عددها، واجتمع فيها المقنب إلى المقنب. والرداح: الكثيرة الفرسان (2). والركز الصوت الخفي. والتكدس:
(1) في هامش الكامل 1224: (المهبلي: أصل الحفز حثّك الشيء من خلفه وغير سوق، والرجل يتحفز في جلوسه: يريد القيام والبطش بشيء).
(2)
في هامش الكامل: (كتيبة رداح كثيرة الفرسان. وملمومة وململمة:
مجتمعة).