المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌شواهد حتى 176 - وأنشد: أتت حتّاك تقصد كلّ فجّ … ترجّى - شرح شواهد المغني - جـ ١

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌بين يدي الكتاب

- ‌الإمام السيوطي:

- ‌[مقدمة]

- ‌[الكتاب الأول]

- ‌شواهد الخطبة

- ‌فائدة: [الفرزدق]

- ‌فائدة: [شاعر يكنى أبا الفرزدق]

- ‌فائدة: [ساعدة بن جوية]

- ‌شواهد الهمزة

- ‌فائدة: [امرئ القيس هذا، هو ابن حجر]

- ‌فائدة: [المسمون بامرئ القيس غير هذا جماعة]

- ‌فائدة: [القصائد الحوليّات والمنقحات والمحكمات]

- ‌فائدة: [أبو ذؤيب هو خويلد بن خالد بن محرّث]

- ‌فائدة: [عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة عمر بن المغيرة]

- ‌فائدة: [الكميت بن زيد بن خنيس]

- ‌فائدة: [جرير هو ابن عطية بن الخطفي]

- ‌فائدة: [العجاج]

- ‌فائدة: [رؤبة بن العجاج]

- ‌فائدة: [شاعر آخر يقال له رؤبة بن العجاج بن شدم الباهلي]

- ‌فائدة: [المرّية صاحبةعامر بن الطفيل:]

- ‌فائدة: [كثير]

- ‌شواهد إن المكسورة الخفيفة

- ‌فائدة: [أعرق الناس في القتل عمارة بن حمزة بن عبد الله]

- ‌فائدة: [الزبير]

- ‌فائدة: [النابغة]

- ‌فائدة: [النوابغ أربعة:]

- ‌فائدة: [زياد]

- ‌غريب الأبيات:

- ‌شواهد أن المفتوحة الخفيفة

- ‌فائدة: [جميل بن عبد الله بن معمر بن الحارث بن خيبري]

- ‌فائدة: [قولهكأنّهم لم يحسّوا به

- ‌فائدة: [ابن علس بن مالك بن عمرو بن قمامة]

- ‌فائدة: [أوس بن حجر]

- ‌فائدة: [العباس بن مرداس]

- ‌شواهد إنّ المكسورة المشدّدة

- ‌فائدة: [الأخطل]

- ‌فائدة: [عبيد الله بن قيس]

- ‌شواهد أم

- ‌فائدة: [زهير بن أبي سلمى]

- ‌فائدة: [شعيث]

- ‌فائدة: [ذو الرمّة]

- ‌فائدة: [صريم بن معشر]

- ‌فائدة: [لبيد بن ربيعة]

- ‌شواهد أل

- ‌فائدة: [الرمّاح

- ‌شواهد أما بالفتح والتخفيف

- ‌شواهد أمّا بالفتح والتشديد

- ‌شواهد إمّا المكسورة المشددة

- ‌شواهد أو

- ‌فائدة: [توبة بن الحميّر]

- ‌فائدة: [حميد]

- ‌فائدة: [جعفر بن علبة]

- ‌فائدة: [زياد الأعجم بن سليم]

- ‌شواهد الا المفتوحة الخفيفة

- ‌فائدة: [حاتم الطائي]

- ‌شواهد إلّا المكسورة المشددة

- ‌فائدة: [حضرميّ]

- ‌شواهد ألّا المفتوحة المشدّدة

- ‌شواهد ألى

- ‌شواهد أي بالفتح والسكون

- ‌شواهد أيّ المشددة

- ‌شواهد إذ

- ‌فائدة: [الأعشى]

- ‌فائدة: [العشي من الشعراء ستة عشر:]

- ‌فائدة: [الخنساء بنت عمرو]

- ‌فائدة: [عبيد]

- ‌فائدة: [عبيد بالموحدة جماعة]

- ‌شواهد إذا

- ‌فائدة: [أبرع بيت قالته العرب]

- ‌فائدة: [عبد الله بن رواحة]

- ‌فائدة: [المتلمس]

- ‌شواهد أيمن

- ‌فائدة: [نصيب بن رباح]

- ‌حرف الباء

- ‌شواهد الباء المفردة

- ‌فائدة: [نيران العرب]

- ‌فائدة: [خفاف]

- ‌فائدة: [حسّان بن ثابت]

- ‌شواهد بجل

- ‌شواهد بل

- ‌شواهد بيد

- ‌شواهد بله

- ‌فائدة: [كعب بن مالك]

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌شواهد ثم

- ‌فائدة: [أبو دؤاد جارية]

- ‌حرف الجيم

- ‌شواهد جير

- ‌فائدة: [طفيل بن عوف]

- ‌شواهد جلل

- ‌حرف الحاء

- ‌شواهد حاشا

- ‌شواهد حتى

- ‌شواهد حيث

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الراء

- ‌شواهد ربّ

- ‌فائدة: [أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم]

- ‌حرف السين

- ‌حرف العين

- ‌شواهد على

- ‌فائدة: [عروة بن حزام]

- ‌فائدة: [عمرو بن معدي كرب]

- ‌فائدة: [أبو خراش]

- ‌فائدة: [ابن الدّمينة]

- ‌شواهد عن

- ‌فائدة: [ذي الأصبع]

- ‌شواهد عوض

- ‌شواهد عسى

- ‌فائدة: [صخر بن جعد الخضري، والخضر ولد مالك بن طريف]

- ‌شواهد عل

- ‌فائدة: [أبو النجم]

- ‌شواهد عل

- ‌شواهد عند

- ‌فائدة: [القطامي]

- ‌حرف الغين

- ‌فائدة: [سحيم بن وثيل]

- ‌حرف [ف]

- ‌[شواهد] الفاء

- ‌فائدة: [ربيعة بن مقروم]

- ‌فائدة: [عديّ بن زيد]

- ‌فائدة: [الحطيئة]

- ‌شواهد في

- ‌شواهد القاف

- ‌فائدة: [عديّ بن زيد]

- ‌حرف الكاف

- ‌شواهد كي

- ‌شواهد كم

الفصل: ‌ ‌شواهد حتى 176 - وأنشد: أتت حتّاك تقصد كلّ فجّ … ترجّى

‌شواهد حتى

176 -

وأنشد:

أتت حتّاك تقصد كلّ فجّ

ترجّى منك أنها لا تخيب

الفج: الطريق الواسع بين جبلين، أو الواسع مطلقا. وفي البيت شاهدان على خبر حتى المضمر، وعلى مجيء اسم ان المخففة ضميرا مذكورا لا محذوفا.

177 -

وأنشد:

عيّنت ليلة فما زلت حتّى

نصفها راجيا فعدت يؤوسا

قبله:

إنّ سلمى من بعد يأسي همّت

بوصال لو صحّ لم يبق بؤسا

البؤس: بضم الموحدة، الشدة. وضمير عينت راجع إلى سلمى. وليلة مفعول به لا ظرف. وقوله: حتى نصفها، استدل به ابن مالك على أنه لا يشترط في مجرور حتى كونه آخر الجزء. ويؤوسا: حال من ضمير، فعدت من اليأس، وهو القنوط، خلاف الرجاء.

178 -

وأنشد:

ألقى الصّحيفة كي يخفّف رحله

والزّاد حتّى نعله ألقاها (1)

قال شارح أبيات الجمل: هذا للملتمس، جرير بن عبد المسيح الضبعي. قال:

(1) سيبويه 1/ 50، والخزانة 1/ 445، وشرح شواهد القطر رقم 141.

ص: 370

وصحيفة المتلمس وصفتها معروفة وبعد هذا البيت:

ومضى يظنّ بريد عمرو خلفه

خوفا، وفارق أرضه وقلاها

والبريد: الرسول. وعمرو: هو ابن هند اللخمي ملك الحيرة. وقلاها:

أبغضها. وقال المصنف: هذا البيت ينسب للمتلمس ولأبى مروان النحوي. قال في قصة المتلمس نقله الفارسي عن أبي الحسن عن عيسى بن عمرو (1): كان المتلمس وطرفة بن العبد هجوا عمرو بن هند، فبلغه ذلك، فلم يظهر لهما شيأ، ثم مدحاه فكتب لكل منهما كتابا الى عامله بالحيرة، وأوهم أنه كتب لهما فيه بصلة. فلما وصلا الحيرة، قال المتلمس لطرفة: إنا هجوناه، ولعله اطلع على ذلك، ولو أراد أن يصلنا لأعطانا؟ فهلمّ ندفع الكتابين الى من يقرؤهما، فإن كان خيرا والا ندرنا. فامتنع طرفة، ونظر المتلمس إلى غلام قد خرج من المكتب فقال: أتحسن القراءة؟ قال: نعم.

فأعطاه الكتاب ففتحه، فإذا فيه قتله. ففرّ المتلمس الى الشام وهجا عمروا هجاء قذعا. وأتى طرفة الى عامل الحيرة بالكتاب فقتله. ويروى الصحيفة الخشبية، وهو ما يركب عليه الراكب. والحقيبة: وهو الخرج يحمل فيه الرجل متاعه. والرحل للناقة كالسرج للفرس، والبردعة للحمار. ويروى: نعله بالرفع والنصب والجر.

فالرفع على الابتداء، وألقاها الخبر، وحتى حرف ابتداء. والجر على انها حرف جر.

والنصب على الاشتغال، فحتى ابتدائية أو العطف على فهي عاطفة، وضمير ألقاها على الرفع للنعل. وعلى النصب والجر، أما للنعل أو للصحيفة. وألقاها على الثاني توكيدا لألقى في أوّل البيت.

179 -

وأنشد:

سقى الحيا الأرض حتّى أمكن عزيت

لهم فلا زال عنها الخير مجدودا

الحيا: بالقصر، المطر. وعزيت: بالبناء للمفعول، نسبت. قال الدمامينيّ:

ومجدودا: بجيم ودالين مهملتين أو معجمتين، مقطوعا. قال: ولا أعلم الرواية في

(1) انظر ص 294 - 295.

ص: 371

البيت، هل بالاهمال أو بالاعجام؟ قال: وقرينة الدعاء عليه عليها يقتضي عدم دخولها في الأرض المدعوّ لها بالسقيا.

180 -

وأنشد:

ليس العطاء من الفضول سماحة

حتّى تجود وما لديك قليل (1)

هذا آخر ثلاثة أبيات للمقنّع الكندي، واسمه محمد بن صفر بن عمير (2) بن أبي شمر بن فرغان بن قيس بن الأسود بن عبد الله بن الحارث، وقبله:

ذهب الشّباب فأين تذهب بعده

نزل المشيب وحان منك رحيل (3)

كان الشّباب خفيفة أيّامه

والشّيب محمله عليك ثقيل

الفضول: جمع فضل، وهو الزيادة في المال وما لا يحتاج إليه منه، والسماحة.

قوله: وما لديك قليل، قال التبريزي: يجوز كون (ما) موصولة، وكونها نافية، والمعنى على النفي: حتى تجود بكل شيء لك فلا يبقى قليلك أيضا. قال في الاغاني (4):

كان المقنع أجمل الناس وجها، وكان اذا أسفر اللثام عن وجهه أصابته العين فمرض فكان لا يمشي الا متقنعا فلذا قيل له المقنع.

وهو شاعر مقل من شعراء الدولة الأموية، وكان له محل كبير وشرف وسؤدد في كنده.

181 -

وأنشد:

والله لا يذهب شيخي باطلا (5)

(1) الحماسة 4/ 254

(2)

في الاغاني 15/ 151 (محمد بن ظفر بن عمير) وفي الشعراء 715:

(محمد بن عمير) وفي اللآلي 651: (محمد بن عميرة).

(3)

في الحماسة برواية:

نزل المشيب فأين تذهب بعده

وقد ارعويت وحان منك رحيل

(4)

17/ 60 (الثقافة) باختلاف اللفظ. وانظر الشعراء واللآلي.

(5)

ديوانه 134 وانظر فيه ص 418 والاغاني 9/ 87 (الثقافة): (تالله) ومع تقديم وتأخير.

ص: 372

حتّى أبير مالكا وكاهلا

هذا صدر أبيات قالها امرؤ القيس بن حجر حين بلغه ان بني أسد قتلت أباه، وبعده:

القاتلين الملك الحلاحلا

خير معدّ حسبا ونائلا

وخيرهم قد علموا فواضلا

يا لهف هند إذ خطئن كاهلا

نحن جلبنا القرّح القوافلا

يحملننا والأسل النّواهلا

مستفرمات بالحصى جوافلا

تستثفر الأواخر الأوائلا

قوله: شيخي: يعني أباه. وأبير: أهلك. ومالك وكاهل: قبيلتان. والحلاحل:

السيد. وحسبا: شرفا. ونائلا: عطاء. وهند: أخت امرئ القيس.

والقرّح: الخيل المسنة. والقوافل: الضامرة. والأسل: الرماح. والنواهل:

العطاش. ومستفرمات: تضرب فروجها بالحصى من شدّة المسير وسرعته. وجوافل:

سريعة: وتستثفر: تضرب بالحصى أثفارها.

182 -

وأنشد:

قهرناكم حتّى الكماة، فأنتم

تهابوننا حتّى بنينا الأصاغرا

الكماة: جمع كمي، وهو الشجاع. قال الجوهري: كأنهم جمعوا كاميا، مثل قاض وقضاة، وهو غاية لما قبله في القوّة. والأصاغر: غاية لما قبله في الضعف.

ص: 373

183 -

وأنشد:

سريت بهم حتّى تكلّ مطيّهم

وحتّى الجياد ما يقدن بأرسان (1)

هذا من قصيدة لامرئ القيس بن حجر الكندي، وأوّلها (2):

قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان

ورسم عفت آياته منذ أزمان

أتت حجج بعدي عليها فأصبحت

كخطّ زبور في مصاحف رهبان

ذكرت بها الحيّ الجميع فهيّجت

عقابيل سقم من ضمير وأشجان

فسحّت دموعي في الرّداء كأنّها

كلى من شعيب ذات سحّ وتهتان

إذا المرء لم يخزن عليه لسانه

فليس على شيء سواه بخزّان

فإمّا تريني في رحالة جابر

على حرج كالقرّ تخفق أكفاني

فيا ربّ مكروب كررت وراءه

وعان فككت الحبل عنه ففدّاني (3)

وفتيان صدق قد بعثت بسحرة

فقاموا جميعا بين عاث وسكران (4)

وخرق بعيد قد قطعت نياطه

على ذات لوث سهلة الشّدّ مذعان (5)

وغيث كألوان ألفنا قد هبطته

تعاور فيه كلّ أوطف حنّان

على هيكل يعطيك قبل سؤاله

أفانين جري غير كزّ ولا وان

(1) اللسان (غزا) و (مطا) وديوانه 93.

(2)

ديوانه 89 - 93

(3)

ويروى: (فككت الغل عنه) و (فككت الكبل عنه).

(4)

ويروى (نشوان) كما في الديوان.

(5)

رواية الديوان: (سهرة المشي مذعان).

ص: 374

كتيس الظّباء الأعفر انضرجت له

عقاب تدلّت من شماريخ ثهلان

وخرق كجوف العير قفر مضلّة

قطعت بسام ساهم الوجه حسّان

يدافع أعطاف المطايا بركنه

كما مال غصن ناعم بين أغصان

ومجر كغلّان الأنيعم بالغ

ديار العدوّ ذي زهاء وأركان

مطوت بهم حتّى تكلّ غزاتهم

وحتّى الجياد ما يقدن بأرسان

وحتّى ترى الجون الّذي كان بادنا

عليه عواف من نسور وعقبان

ثياب بني عوف طهارى نقيّة

وأوجههم عند الشّدائد غرّان (1)

هم بلغوا الحيّ المضلل أهلهم

وساروا بهم بين العراق ونجران

فلقد أصبحوا والله أصفاهم به

أبرّ لأيمان وأوفى لجيران

قوله: قفا، خطاب لاثنين، والمراد واحد، ومن عادتهم أنهم يخاطب الواحد بصيغة الاثنين، كما في قوله تعالى (أَلْقِيا

فِي جَهَنَّمَ)

ويراد به التكرير كأنه قال: قف قف، وألق آلق. ويقال: الألف فيه ليست للتثنية، وإنما هي مبدلة من نون التوكيد، وأصله قفن. وعرفان: أي معرفة. ورسم: أثر. وعفت: درس. وآياته: علاماته.

وحجج: سنون. وزبور: كتاب. والجميع: المجتمع. وعقابيل: بقايا، ولا واحد لها من لفظها. واشجان: أحزان. وسحت: جرت. وشعيب: بوزن عظيم، الرواية. وسح: صب. وتهتان: سيلان. وجابر: رجل (2). وحرج: نعش.

(1) قوله: ثياب بني عوف، والبيتان بعده، لسن من هذه القصيدة في شيء، وانما هما من قصيدة أخرى له.

قلت: وليست الابيات الثلاثة في ديوانه.

(2)

قوله: (فأما تريني في رحالة جابر، الرحالة هنا: خشبات كان يحمل عليها امرؤ القيس وكان مريضا، وهي الحرج. وجابر هذا من بني تغلب، وكان هو وعمرو بن قميئة يحملانه.

ص: 375

والقرّ: مركب للنساء. وتخفق: تضطرب. وكررت: رجعت. وعان: أسير.

وفككت: نزعت. والكبل: القيد (1). وفداني: دعا لي بالفداء. وبسحرة: السحر الاعلا. وعاث: مفسد: ونياطه: وسطه. ولوث: قوة. ومذعان: مطاوعة.

والفنا: عنب الثعلب. وتعاور: تداول. وأوطف: سحاب قريب. وحنّان: يصوت بالرعد. وهيكل: فرس ضخم. وأفانين: أنواع. وكز: منقبض. وان: فاتر والأعفر: الاحمر. وانضرجت، بالجيم: انقضت. وشماريخ: أعالي. وثهلان:

جبل. وسام: فرس مشرف. وساهم: متغير الوجه. وحسان: بضم الحاء، حسن الخلق. واعطاف: نواحي. والمطايا: الأبل. وبركنه: جانبه. ومجر: عسكر.

وغلّان: نبات. والأنيعم: واد. وزها: مقدار كثير. وأركان: جوانب.

ومطوت: مددت في السير. والجون: الفرس الأشهب (2). وبادنا: سمينا.

وقوله: (ثياب بني عوف .. الابيات الثلاثة) سقطت من رواية الاصمعي وذكرها ابن ميمون في منتهى الطلب (3). وقوله: مطوت بهم

البيت. يروى:

سريت بهم حتّى تكلّ مطيّهم

كما رواه المصنف، أي حملتهم على سير الليل. فالباء في (بهم) للتعدية. أي أسريتهم وأمطيتهم. والمعنى: حملتهم على السرى وعلى المطو، وهو مدّ السير وأبعاد السفر. والغزاة: جمع غاز. وحتى هنا حرف غاية يقع بعدها

الجمل المستأنفة، لا عاطفة لمصاحبتها لواو العطف، ولا جارة لرفع الجياد بعدها. وهو مبتدأ خبره جملة ما يقدن. وزعم الجرمي: أنها في البيت عاطفة، وان أقرنت بالواو كما يقترن لكن بالواو، وهي عاطفة. وتكل بفتح أوّله وكسر الكاف تتعب وتعيى. والأرسان:

جمع رسن، وهو الحبل. وبأرسان متعلق بيقدن. ويجوز كون الباء للحال متعلق

(1) وهذا على رواية: (الكبل) وليس (الحبل) كما في ذكر البيت، وانظر الحاشية رقم 3 ص 374.

(2)

قوله: والجون: الفرس الاشهب، خطأ. لان الجون من الأضداد، يقال للأسود والابيض.

(3)

قوله: ثياب بني عوف، الأبيات الثلاثة سقطت من رواية الأصمعي غير صحيح لأنها ليست من تلك القصيدة، وإنما رويها مضموم وروى تلك مخفوض اه. شنقيطي.

ص: 376

بمحذوف تقديره مستعملات. والمعنى: انها تساق معطلات دون حبال لبعد الغزو وافراط الكلال. وقد أورده المصنف مطلع القصيدة في منذ بلفظ:

وربع عفت آثاره منذ أزمان

شاهدا على جر (منذ) للماضي.

184 -

وأنشد:

جود يمناك فاض في الخلق حتّى

بائس دان بالإساءة دينا

البائس: الذي أصابه بؤس، أي شدّة. ودان بالاساءة: تعبد بها، بمعنى أنه اتخذها طريقا وتجارة، يلزمها كالدين الذي يتعبد به الانسان والمعنى: ان جوده عمّ من أساء ومن لم يسئ.

185 -

وأنشد:

فما زالت القتلى تمجّ دماءها

بدجلة حتّى ماء دجلة أشكل (1)

هذا من قصيدة لجرير يهجو بها الأخطل، أوّلها (2):

أجدّك لا يصحو الفؤاد المعلّل

وقد لاح من شيب عذار ومسحل

ألا ليت أنّ الظّاعنين بذي الغضا

أقاموا وبعض الآخرين تحمّلوا

فيوما يجاريني الهوى غير ما صبا

ويوما نرى منهنّ غولا تغوّلوا

وبعد هذا البيت:

فإلّا تعلّق من قريش بذمّة

فليس على أسياف قيس نعوّل

لنا الفضل في الدّنيا وأنفك راغم

ونحن لكم يوم القيامة أفضل

أجدّك: يقول: أحقا منك هذا. ويروى: الفؤاد المعذل: أي الملوم.

(1) ديوانه 457، والخزانة 4/ 142، واللسان (شكل).

(2)

ديوانه 455 - 457.

ص: 377

والعذاران: العارضان. والمسحل: ما تحت الذقن. وغير ما صبا: أي من غير صبا إليّ. والتغوّل: التلوّن. وتمج: تقذف. ورأيت في ديوان جرير بدله: تمور دماؤها، أي تجري. والباء في (بدجلة) ظرفية، وهو نهر العراق. وفي الدال الفتح والكسر. والأشكل الذي يخالطه حمرة. والبيت استشهد به المصنف على دخول حتى على الجملة الابتدائية وأعاده. وأورد البيت الاخير في اللام مستشهدا به على ورود اللام بمعنى (من) وقوله: فإلّا تعلق

البيت، يقول: ان لم تتعلق بجوارهم حتى تأمن فليس لك عندهم جوار ولا بقيا.

186 -

وأنشد:

فواعجبا حتّى كليب تسبّني

تقدم شرحه في شواهد الخطبة (1).

187 -

وأنشد:

يغشون حتّى ما تهرّ كلابهم

لا يسألون عن السّواد المقبل (2)

هذا من قصيدة لحسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه، أوّلها:

أسألت رسم الدّار أم لم تسأل

بين الجوابي فالبضيع فحومل

لله درّ عصابة نادمتهم

يوما بجلّق في الزّمان الأوّل

أولاد جفنة حول قبر أبيهم

قبر ابن مارية الكريم المفضل

يغشون حتّى ما تهرّ كلابهم

لا يسألون عن السّواد المقبل

يسقون من ورد البريص عليهم

بردى يصفّق بالرّحيق السّلسل

(1) انظر ص 12

(2)

الاغاني 9/ 280 و 17/ 111 و 112 والبكري 477 - 458 (حوض).

ص: 378

بيض الوجوه كريمة أحسابهم

شمّ الأنوف من الطّراز الأوّل

إنّ الّتي ناولتني فرددتها

قتلت قتلت فهاتها لم تقتل

كلتاهما حلب العصير فعاطني

بزجاجة أرخاهما للمفصل

نسبي أصيل في الكرام ومذودي

تكوي مواسمه جنوب المصطلي

أخرج ابن عساكر عن هشام بن الكلبي قال: قال حسان بن ثابت: خرجت أريد عمرو بن الحارث بن أبي شمر الغساني، فلما كنت في بعض الطريق وقفت على السعلاة صاحبة النابغة، وأخت المعلاة صاحبة علقمة بن عبدة (1) واني مقترحة عليك بيتا، فإن أنت أجزته شفعت لك إلى أختى، وان لم تجزه قتلتك. فقتلت: هات.

فقالت:

إذا ما ترعرع فينا الغلام

فما أن يقال له من هوه

قال: فتبعتها من ساعتي، فقلت:

فإن لم يسد قبل شدّ الإزار

فذلك فينا الّذي لا هوه

ولي صاحب من بني الشّيصبان

فحينا أقول وحينا هوه

فقالت: أولى لك، نجوت، فاسمع مقالتي واحفظها عليك بمدارسة الشعر، فإنه أشرف الآداب وأكرمها وأنورها، به يسخو الرجل، وبه يتظرف، وبه يجالس الملوك، وبه يخدم، وبتركه يتضع. ثم قالت: إنّك إذا وردت على الملك وجدت عنده النابغة، وسأصرف عنك معرّته، وعلقمة بن عبدة، وسأكلم المعلاة حتى تردّ عنك سورته. قال حسان: فقدمت على عمرو بن الحارث فاعتاص عليّ الوصول إليه فقلت للحاجب، بعد مدة: إن أنت أذنت لي عليه، والا هجوت اليمن كلها. ثم

(1) كذا بالاصل، ولعل صحة الجملة: (فقالت: وإني

)

ص: 379

انتقلت عنها. فأذن لي عليه، فلما وقفت بين يديه وجدت النابغة جالسا عن يمينه، وعلقمة جالسا عن يساره، فقال

لي: يا ابن الفريعة، قد عرفت عيصك (1) ونسبك في غسان، فارجع فإني باعث إليك بصلة سنية، ولا أحتاج الى الشعر، فإني أخاف عليك هذين السبعين أن يفضحاك، وفضيحتك فضيحتي، وأنت اليوم لا تحسن أن تقول (2):

رقاق النّعال طيّب حجزاتهم

يحيّون بالرّيحان يوم السّباسب (3)

فقلت: لا بد منه. فقال: ذاك إلى عميك، فقلت: أسألكما بحق الملك، الجواب:

ألا ما قدمتماني عليكما؟ فقالا: قد فعلنا. فقال: هات، فأنشأت أقول والقلب وجل (4):

أسألت رسم الدّار أم لم تسأل

بين الجوابي فالبضيع فحومل

حتى أتيت على آخرها. فلم يزل عمرو بن الحارث يزحل (5) عن مجلسه سرورا حتى شاطر البيت، وهو يقول: هذه والله البتارة التي قد بترت المدائح، هذا وأبيك الشعر، لا ما تعلّلاني به منذ اليوم. يا غلام، ألف دينار مرجوحة (6) فأعطيت ألف دينار، في كل دينار عشرة دنانير. ثم قال: لك عليّ مثلها في كل سنة، (ثم أقبل على النابغة فقال) (7): قم يا زياد بني زبيان فهات الثناء المسجوع، فقام النابغة فقال:

(1) عيصك: أي أصلك.

(2)

من قصيدته: (كليني لهم يا أميمة

) وقد سبقت ص 121، وانظر الاغاني 15/ 123

(3)

الحجزات: جمع حجزة، وهي حيث ثني طرف الإزار، ويكنى هنا بطيب الحجزات عن عفتهم. ويوم السباسب: هو يوم السعانين (أو الشعانين) الأحد السابق لأحد الفصح عند النصارى. وانظر اللسان (سبسب) و (حجز).

(4)

الاغاني 15/ 123، والبكري 477.

(5)

يرحل: يتنحى.

(6)

في حاشية الامير 1/ 115 (مزموحة)، وفي بعض نسخ الاغاني:

(مرموحة) و (مرحوجة) وانظر 1/ 124 (الثقافة).

(7)

مزيدة من الاغاني.

ص: 380

ألا أنعم صباحا أيّها الملك المبارك، السّماء غطاؤك، والأرض وطاؤك، ووالداي فداؤك، والعرب وقاؤك، والعجم حماؤك، والحكماء وزراؤك، والعلماء جلساؤك، والمقاول سمّارك (1)، والعقل شعارك، والحلم دثارك، والصّدق رداؤك، واليمن حذاؤك، والبرّ فراشك، وأشرف الآباء آباؤك، وأطهر الأمّهات أمّهاتك، وأفخر الشّبّان

أبناؤك، وأعفّ النّساء حلائلك، وأعلى البنيّات بنيّاتك، وأكرم الأجداد أجدادك، وأفضل الأخوال أخوالك، وأنزه الحدائق حدائقك، وأعذب المياه مياهك، وحالف الإضريج عاتقك (2)، ولاءم المسك مسكك (3)، وجاور العنبر ترائبك، العسجد قواريرك، واللّجين صحافك، والشّهد إدامك، والخرطوم شرابك (4)، والأبكار مستراحك، والعبير بنواسك، والخير بفنائك، والشرّ في ساحة أعدائك، والذّهب عطاؤك، وألف دينار مرجوحة إيماؤك، وألف دينار مرهوجة إيتاؤك، والنّصر منوط بلوائك، زين قولك فعلك، وطحطح عدوّك غضبك (5)، وهزم مقانبهم مشهدك (6)، وسار في النّاس عدلك، وسكّن تباريح البلاد

(1) في الاغاني: (والمداره) والمقاول: الفصاح.

(2)

الإضريج: كساء أصفر، أو الخز الأحمر.

(3)

المسك - بفتح ثم سكون -: الجلد.

(4)

الخرطوم: الخمر السريعة الاسكار.

(5)

طحطح: بدد وأهلك.

(6)

المقانب: جماعة الخيل.

ص: 381

ظفرك (1) أيفاخرك ابن المنذر اللخميّ؟ فو الله لقفاك خير من وجهه، ولشمالك خير من يمينه، ولصمتك خير من كلامه، ولأمّك خير من أبيه، ولخدمك خير من علية قومه. فهب لي أسارى قومي، واسترهن بذلك شكري، فإنك من أشراف قحطان وأنا من سروات عدنان (2).

فرفع عمرو بن الحارث رأسه الى جارية كانت على رأسه قائمة، فقال: مثل ابن الفريعة فليمدح الملوك، ومثل ابن زياد فليثن على الملوك (3).

وأخرج ابن عساكر عن الأصمعي: أنه سأل ما أراد حسان بقوله:

أولاد جفنة عند قبر أبيهم

ما في هذا ما يمدحهم به؟ قال: أراد أنهم ملوك حلول في موضع واحد، وهم أهل مدر، وليسوا بأهل عمد ينتقلون. وقال غيره معناه: أنهم آمنون لا يبرحون ولا يخافون كما تخاف العرب، وهم مخصبون لا ينتجعون، ومارية أمهم. والفضيل:

الذي يفضل ما ملك. وقوله: (يغشون) يعني أن منازلهم لا تخلو من الأضياف والطراق والعفاة، فكلابهم لا تهرّ

على من يقصد منازلهم، كما قال حاتم الطائي

فإنّ كلابي قد أقرّت وعوّدت

قليل على من يعتريني هريرها

وقوله:

لا يسألون عن السّواد المقبل

(1) في الأغاني (وسكّن قوارع الأعداء ظفرك).

(2)

أي من ساداتهم.

(3)

انظر الاغاني 15/ 123 - 125، وحاشية الامير 1/ 115، فقد وردت ببعض تقديم وتأخير، واختلاف الالفاظ.

ص: 382

أي هم في سعة لا يبالون كم نزل بهم من الناس، ولا يهولهم الجمع الكثير، وهو السواد إذا قصدوا نحوهم. والبريص: موضع بدمشق. وبردى: نهر بدمشق. ويروى بردا: أي ثلجا. ويصفق: يمزج. والرحيق: الخمر البيضاء.

والسلسل: السهلة في الحلق. وهذا البيت استشهد به النحاة. وشم الأنوف: يعني أصحاب كبر وتيه والأشم المرتفع، وإنما خص الأنف بذلك لأن الأنفة والحمية والغضب فيه. وقوله: من الطراز الأول: يعني أنهم الأشراف المتقدمين الذين لا يشبه خلائقهم وأفعالهم هذه الافعال المحدثة. وقوله: قتلت أي صب فيها الماء فمزجت فهاتها صرفا غير ممزوجة. وقوله: كلتاهما حلب العصير، يعني الخمر والماء. وأرخاهما للمفصل: يعني الصرف. والمفصل: بكسر الميم، اللسان. والمفصل: واحد المفاصل.

ومذودي: لساني. يقول: من اصطلى بناري، أي من تعرّض لي وسمت جنبه بلساني، أي بهجائي. قال اليزيدي: قصيدة حسان هذه من المختارات.

ص: 383