الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اجتمع حسان بن ثابت بالنابغة عند النعمان بن المنذر، كما سيأتي ذكره في موضع آخر، فاستفدنا من ذلك، أن النابغة مات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة.
فائدة: [النوابغ أربعة:]
قال ابن دريد في الوشاح: النوابغ أربعة: الذبياني هذا، والنابغة الجعدي قيس ابن عبد الله الصابي، والنابغة الحارثي زيد بن أبان، والنابغة الشيباني حمل بن سعدانة. ثم رأيت في المؤتلف والمختلف لابي القاسم الآمدي زيادة على هؤلاء:
النابغة الذهليّ المخارق بن عبد الله وهو القائل:
لا تمدحنّ امرءا حتّى تجرّبه
…
ولا تذمّنّه من غير تجريب
والنابغة ابن لؤي بن مطيع الغنوي، والنابغة العدواني، والنابغة ابن قتال بن يربوع ذبياني أيضا، والنابغة التغلبي الحارث بن عدوان.
فائدة: [زياد]
قال الآمدي: زياد بالزاي جماعة، ولهم شاعر يقال له ذياد، بالذال، ابن عرير ابن الحويرث بن مالك بن واقد.
21 -
وأنشد:
فما إن طبّنا جبن ولكن
…
منايانا ودولة آخرينا (1)
وهذا لفروة بن مسيك، بضم الميم وفتح السين، ابن الحارث بن سلمة المرادي، صحابي مخضرم. وقبله (2):
(1) الخزانة 2/ 121، والكامل 295.
(2)
اختلف في نسبة هذين البيتين، وهما في حماسة ابي تمام للتبريزي 3/ 191 (كلاله)، وعيون الاخبار 3/ 114 (حوادثه) للفرزدق، وفي حماسة البحتري 149 لمالك بن عمرو الأسدي، وفي الشعراء 450 (حوادثه)، والاشتقاق 118، وسمط اللآلي (حوادثه) 39 للعلاء ابن قرظة الضبي خال الفرزدق، وفي امالي المرتضى 1/ 251 (شراشره)، ونقله عنه صاحب الخزانة 2/ 409 لذي الاصبع العدواني. ومعنى البيت الاول كما فسره التبريزي:(يقول: إذا أناخت صروف الدهر على قوم بإزالة نعمهم وتكدير عيشهم، فعادتها والمعهود منها أنها تفعل بغيرهم مثل ذلك).
إذا ما الدّهر جرّ على أناس
…
كلاكله أناخ بآخرينا
فقل للشّامتين بنا: أفيقوا
…
سيلقى الشّامتون كما لقينا
وبعده:
كذاك الدّهر دولته سجال
…
تكرّ صروفه حينا فحينا
ومن يغرر بريب الدّهر يوما
…
يجد ريب الزّمان له خؤونا
هكذا في الحماسة البصرية. ثم رأيت في ديوان فروة ما نصه: جمعت همدان لمراد جمعا كثيرا وساروا إليهم فالتقوا بالأحرمين، فظفروا بمراد وأصابوا منهم، فقال في ذلك فروة، وتروى لعمرو بن قعاس (1):
إن نهزم فهزّامون قدما
…
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن
…
منايانا ودولة آخرينا
كذاك الدّهر دولته سجال
…
تكرّ صروفه حينا فحينا
فبيناه يسرّ به ويرضى
…
ولو مكثت غضارته سنينا
إذا انقلبت به كرّات دهر
…
فألفى بعد غبطته منونا
ومن يغبط بريب الدّهر يوما
…
يجد ريب الزّمان له خؤونا
فأفنى ذلكم سروات قومي
…
كما أفنى القرون الأوّلينا
فلو خلد الملوك إذن خلدنا
…
ولو بقي الكرام إذن بقينا
(1) ترجم له المرزباني 59