الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقول عمل تظن. والمعنى: بأي حجة أحمل السلاح إذا لم أقاتل عند كرّ الخيل.
ويروى: ساعدي، بدل: عاتقي. وقوله: إذا أنا لم أطعن، أي: لم يثقل ساعدي بالرمح في وقت تركي الطعن بزمان كرّ الخيل. فاذا الأول ظرف (ليثقل) والثاني ظرف لقوله (لم أطعن). وكرّت: من الكرّ وهو الرجوع.
فائدة: [عمرو بن معدي كرب]
عمرو بن معدي كرب بن عبد الله بن عاصم بن زبيد الأصغر، وهو منبه بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبّه بن زبيد الأكبر بن الحارث بن صعب ابن سعد العشيرة بن منحج الزّبيدي المذحجي (1) يكنى أبا ثور. قدم على
رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد زبيد فأسلم سنة تسع أو عشر. وأقام بالمدينة برهة ثم شهد عامة الفتوح بالعراق. وكان شاعرا محسنا مشهورا بالشجاعة، قتل يوم القادسية، وقيل مات عطشا يومئذ، وقيل جرح في وقعة نهاوند فحمل فمات بقرية من قراها يقال لها رودة سنة احدى وعشرين.
218 -
وأنشد:
إنّ الكريم وأبيك يعتمل
…
إن لم يجد يوما على من يتّكل (2)
وقبله:
إنّي لساقيها وإنّي لكسل
…
وشارب من مائها ومغتسل
219 -
وأنشد:
ولا يؤاتيك فيما ناب من حدث
…
إلّا أخوثقة، فانظر بمن تثق (3)
(1) في نسب عمرو بن معد يكرب خلاف وارتباك، وانظر الاغاني 14/ 24، والاصابة رقم 5970، والخزانة 1/ 425.
(2)
الخزانة 4/ 252
(3)
المؤتلف والمختلف 197 برواية: (ولا يواسيك).
أورده ثعلب في أماليه، وقبله:
يا أيّها المتحلّي غير شيمته
…
ومن خليقته الإفراط والملق
عليك بالقصد فيما أنت قائله
…
إنّ التّخلّق يأتي دونه الخلق
وبعده:
يا جمل إن يبل سربال الشّباب فما
…
يبقى جديد على الدّنيا ولا خلق
وإنّما النّاس والدّنيا على سفر
…
فناظر أجلا منهم ومنطلق
ورأيت في المؤتلف والمختلف للآمدي عزو ذلك إلى سالم بن وابصة بن عبيدة ابن قيس الأسدي، من شعراء عبد الملك بن مروان، قوله:(ولا يواتيك) أي يعاطيك ويعاملك بما ترضاه. فيما ناب: أي أصاب من حدث، أي نازلة من نوازل الدهر.
220 -
وأنشد:
أبي الله إلّا أنّ سرحة مالك
…
على كلّ أفنان العضاه تروق (1)
هذا من قصيدة لحميد بن ثور الهلالي الصحابي رضي الله عنه، أوّلها:
نأت أمّ عمرو فالفؤاد مشوق
…
يحنّ إليها نازعا ويتوق (2)
أخرج أبو الفرج في الأغاني عن محمد بن أبي فضالة النحوي قال: تقدم عمر بن الخطاب أن لا يشيب رجل بامرأة إلا جلده، فقال حميد بن ثور، وكانت له صحبة، فذكر شعرا فيه:
(1) ديوانه 41، والاغاني 4/ 358 (الثقافة) و 4/ 357 (الدار) واساس البلاغة (روق).
(2)
في الديوان والاغاني: (والها ويتوق).
أبى الله إلّا أنّ سرحة مالك
…
على كلّ أفنان العضاه تروق
وهل أنا إن علّلت نفسي بسرحة
…
من السّرح مأخوذ عليّ طريق
قال ثعلب في أماليه: كنى بالسرحة عن امرأة، وأصلها الشجرة العظيمة الطويلة.
والأفنان: الغصون الملتفة، جمع فنن. والعضاه: كل شجر يعظم وله شوك، واحدها عضاهة (1).
221 -
وأنشد: (2)
فو الله لا أنسى قتيلا رزئته
…
بجانب قوسى ما بقيت على الأرض
على أنّها تعفو الكلوم وإنّما
…
نوكّل بالأدنى وإن جلّ ما يمضي
هذان من أبيات لأبي خراش، خويلد بن مرّة الهذلي.
قال أبو عبيدة (3): أغارت ثمالة بقوسي، فقتلوا عروة أخا أبي خراش، وأسروا
(1) قال شارح ديوانه: (سرحة مالك: امرأته. والبيت في الاصلاح 1/ 321 والاساس، روق، والمخصص 14/ 70، والافنان هنا:
الانواع واحدها فنّ. وتروق هنا: تفوق. يريد أنها تزيد عليها بحسنها وبهائها، من قولهم: راق فلان على فلان، إذا زاد عليه فضلا، قال الشاعر - ابن الرقيّات -:
رأقت على البيض الحسا
…
ن بحسنها وبهائها
عن اللسان (روق).
قال في الاقتضاب: وقد يجوز ان يقدر في البيت محذوف، كأنه قال: أبي الله إلا أن أفنان سرحة مالك. وقد يكون قوله: على كل أفنان العضاه،
في موضع خبر أن. كما تقول: أبى الله إلا أن فضل زيد على كل فضل، أي ظاهر على كل فضل، ويكون، تروق، خبرا ثانيا. فالأفنان على هذا القول جمع فنن وهو الغصن. وتررق:
تعجب.
وقد أورد ابن قتيبة في (أدب الكاتب) هذا البيت على أن (على) في قوله (على كل أفنان العضاه) زائدة، لان راق يروق لا يحتاج في تعديّه إلى حرف جر. وإنما يقال: راقني الشيء يروقني. فالمعنى يروق كل أفنان العضاه).
(2)
ديوان الهذليين 2/ 158، ومعجم البكري 1102، والتاج وانظر الخزانة 2/ 460. والحماسة 2/ 282 - 283، والشعراء 647، والاصابة 2/ 148 - 149 والاستيعاب وأسد الغابة.
(3)
الاغاني 21/ 63، والخزانة 2/ 458 - 463، والحماسة 2/ 280 - 281
ابنه خراشا فيمن أسروا. فوقع لرجل منهم فجهد به أن يخبره من هو فلم يفعل.
فبينا الآسر وخراش في ماشية أضافه ابن عم له قد عرف خراشا، فقال له: أتعرف مكان أهلك؟ قال: نعم. فألقى عليه ثوبه مجيرا له. فأقبل الآسر بالسيف صلتا فقال:
أسيري أسيري!! فقال: كذبت، قد أجرته. فكف عنه ولحق خراش بأبيه، فقال:
من أجارك؟ فأخبره. قال: فمن الرجل؟ قال: ما أتيته. فمدحه أبو خراش وهو لا يعرفه. قال أبو عبيدة: وكان يقال: لم نعلم شاعرا مدح رجلا لا يعرفه إلا أبا خراش فقال (1):
حمدت الهي بعد عروة إذ نجا
…
خراش وبعض الشّرّ أهون من بعض
كأنّهم يشّبّثون بطائر
…
خفيف المشاش عظمه غير ذي نحض
يبادر قرب اللّيل وهو مهابذ
…
يحثّ الجناح بالتّبسّط والقبض
ولم يك مثلوج الفؤاد مهبّجا
…
أضاع الشّباب في الرّبيدة والخفض
ولكنّه قد نازعته مخامص
…
على أنّه ذو مرّة صادق النّهض
ولم أدر من ألقى عليه رداءه
…
سوى أنّه قد سلّ عن ماجد محض
فو الله لا أنسى قتيلا رزئته
…
بجانب قوسى ما بقيت على الأرض
على أنّها تعفو الكلوم وإنّما
…
نوكّل بالأدنى وإن جلّ ما يمضي
قوله: (كأنهم) يعني الذين يعدون خلف خراش. والمشاش: رؤس العظام.
ويقال لكل من استخف، خفيف المشاش. والنحض: بفتح النون وسكون الحاء المهملة، اللحم. ومهابذ: بالمعجمة،
سريع. قال الأصمعي: أراد مهاذب، فقلبه.
يقال: من هذب إذا عدا عدوا شديدا. وقال غيره: إنما هو مهابذ، بالمهملة، أي جاد.
(1) الابيات في ديوان الهذليين على الترتيب التالي: 1 و 7 و 8 و 5 و 6 و 4 و 2 و 3.