الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واللغة وثقة النقاد (1)، وله عناية بالأخبار حيث صنف كتاب (المعارف) و (وعيون الأخبار) فأما كتاب المعارف "فلعل ابن قتيبة وضعه لسد حاجة الكتاب والناس إلى تأريخ موجز يحوي المعلومات الأساسية، أو لعله وضعه مشروعاً لكتابة تأريخ عالمي يبدأ بالخليقة وينتهي في عهد المعتصم، شاملاً تأريخ الأنبياء وأنساب العرب والسيرة والصحابة والتابعين، والخلفاء، وأصحاب الرأي والنسب والأخبار والحديث والشعر، والولاة، وصناعات الأشراف، وأخبار الملوك العرب والعجم .. ومصادره تعتمد على الكتب والروايات الشفهية فهو ينقل عن ابن اسحق والواقدي والكلبي"(2) أما عيون الأخبار "فهو يتناول التأريخ الحضاري لا ظل للسياسة والأحداث والزمن المتسلسل فيه"(3). وينسب له خطأ كتاب (الإمامة والسياسة).
الطبري:
محمد بن جرير (224 - 310 هـ) ، إمام في التفسير والفقه والتأريخ،
اشتهر بكتابيه في التفسير والتأريخ وكلاهما موسوعة كبيرة في فنه، ويهمنا معرفة
أهمية تأريخه في دراسة عصر الخلافة الراشدة، فهو أوسع المصادر في ذكر أخبار
ذلك العصر، فقد اعتمد على كتب الإخباريين الذين صنفوا كتباً في الأحداث
المتنوعة التي شهدها عصر الخلافة الراشدة. فقد اعتمد في الردة على كتاب (الردة)
لسيف بن عمر التميمي (ت 170 هـ) الذي عرف بميوله القبلية (تميم) والعراقية
(1) منهم الخطيب البغدادي وابن تيمية والذهبي (تاريخ بغداد 10: 170 - 171، وتذكرة الحفاظ 2: 633، وسير أعلام النبلاء 13: 296 - 302).
(2)
شاكر مصطفى: التأريخ العربي والمؤرخون 1: 240، والدوري: نشأة علم التأريخ عند العرب 136.
(3)
شاكر مصطفى: التأريخ العربي والمؤرخون 1: 240.
ولم يحظ بتوثيق أحد من المحدثين، فهو متروك الرواية عندهم، ولكنه احتفظ بتقدير المؤرخين لقدرته على رسم صور الأحداث ببراعة واتساق، ولتقديمه تفصيلات واسعة ينفرد بها أحياناً كثيرة. واعتمد في الفتوح على كتاب (الفتوح) لسيف بن عمر التميمي أيضاً إلى جانب كتابين في فتوح الشام والعراق لأبي مخنف لوط بن يحيى (ت 157 هـ) - وهو كوفي ميوله الشيعية قوية- بالإضافة إلى كتب علي بن محمد المدائني وسيف بن عمر وعمر بن شبة، وأما في فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه فاعتمد على كتب الواقدي وأكملها برواية سيف بن عمر، وعمر بن شبة، وابن اسحق (1). وأما موقعة الجمل وصفين فاعتمد فيهما على كتب علي بن محمد المدائني (ت 225 هـ) الذي عرف بشيخ الأخباريين، وألف كتباً كثيرة في موضوعات عصر الراشدين وغيرها. ورواياته معتدلة وأقرب إلى الاستقامة- على الأغلب-، وكذلك اعتمد على كتاب صفين لأبي مخنف لوط بن يحيى، وبدرجة يسيرة على كتاب (صفين) لنصر بن مزاحم (ت 212 هـ) وهو كوفي شيعي الميول انتقده علماء الحديث بشدة إما بسبب معتقده أو بسبب ضعف ضبطه أو للسببين معاً (2). واعتمد في قوائم أمراء الحج وولاة الأقاليم وأخبار المرابطين والغزاة على أبي معشر السندي والواقدي (3). وأفاد من كتاب (تأريخ الخلفاء) لمحمد بن اسحق (ت 151 هـ) وتأريخ ابن أبي خيثمة (ت 279 هـ) والتأريخ على السنين للهيثم بن عدي (ت 206 هـ) وكتب محمد بن عمر الواقدي (ت 207 هـ) وابن سعد (ت 230 هـ) صاحب الطبقات الكبرى في أخبار عصر الخلافة الراشدة.
ولم يصرح الطبري بأسماء الكتب التي ينقل عنها مكتفياً بذكر أسماء
(1) السلمي: منهج كتابة التأريخ الإسلامي 444.
(2)
الذهبي: ميزان الاعتدال 4: 253 - 254.
(3)
السلمي: منهج كتابة التأريخ الإسلامي 445.