الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تحت ملك الفرنجة، ويدينون بالنصرانية (1).
ذات الصواري:
وقد اهتم المسلمون ببناء الاسطول البحري مستفيدين من خبرة سكان الاسكندرية، وتمكن الاسطول الاسلامي من إحراز نصر على أسطول الروم في موقعة ذات الصواري في البحر المتوسط على مقربة من الاسكندرية سنة (34) هـ وقد استولى المسلمون على بعض سفن الروم فأضافوها إلى أسطولهم (2).
الجيش ونظام القتال:
لم يظهر الجيش النظامي في عصر الخلافة الراشدة بالصفة التي نجدها في الدولة العباسية، بل كانت الأمة كلها مقاتلة حين تدعى إلى الجهاد حيث كان كل قادر على حمل السلاح ومسجل في ديوان العطاء يهب للانخراط في الحملة العسكرية (3). لذلك لم تكن التدريبات اليومية تحت إشراف الدولة، وإنما اعتمدت جيوش الفتح على المتطوعين الذين كانوا يتدربون بأنفسهم على السباحة والرماية والمبارزة والفروسية بصورة مستمرة استعداداً للجهاد مما وفر للدولة أعدادا كبيرة من الرجال القادرين على القتال العارفين بأساليبه وفنونه في ذلك العصر "لقد أرسى الرسول القائد صلى الله عليه وسلم القواعد العسكرية الاسلامية ووضع تعاليمها النظرية والتطبيقية، وحذا الخلفاء الراشدون حذوه في تطبيق هذه التعاليم، ولذلك استطاعوا تحقيق أكبر الانتصارات على أقوى جيوش فارس والروم
(1) سعد زغلول: تأريخ المغرب 1 - 126.
(2)
الطبري: تأريخ 4: 288، 290 - 292.
(3)
فاروق عمر فوزي: النظم العسكرية، نشأة الجيش النظامي في الاسلام 2:229. (وقائع ندوة النظم الاسلامية، أبو ظبي 1405 هـ).
وفتحوا البلدان في وقت قياسي قصير" (1).
وكانت القبيلة هي الوحدة العسكرية في ميدان القتال، كما كانت أساساً للتنظيم الاجتماعي والإداري في الأمصار (2). ورغم أن الروابط القبلية ظلت فاعلة في علاقات القبائل ببعضها وبالدولة، وكانت الدولة تحسب لها حساباً، إلا أن تغلغل الاسلام في المجتمع وقوة العقيدة الاسلامية في النفوس أدى إلى إضعاف الروح القبلية شيئاً فشيئاً، فظهرت معايير جديدة وروابط جديدة على أساس المساواة والتقوى بصرف النظر عن الأصل، كما أن ظهور الفرق العديدة التي كانت تجمع أناساً من أوساط مختلفة وقبائل متباينة ساعد على إيجاد روابط فكرية وسياسية ودينية على حساب الروابط القبلية القديمة (3). وكذلك فإن استقرار- العرب في الأمصار أدى إلى امتزاج القبائل وتداخلها اجتماعياً بالزواج واقتصادياً بوحدة مصالح المصر، وكانت الروابط الاجتماعية والاقتصادية الجديدة تقوى على مر الزمن على حساب الروابط القبلية.
وكان الجيش عربياً في البدء، ثم استسلمت أعداد من قوات الفرس والروم ودخلت في الاسلام ورغبت في الالتحاق بالقوات الاسلامية.
وقد عاملتهم الدولة الاسلامية بمرونة، فألحقتهم بقواتها مع احتفاظهم باستقلال وحداتهم وفرقهم، وسمح لهم- إذا رغبوا- بالتحالف والارتباط بالقبائل العربية، كما أدخلوا ديوان العطاء، ومن هؤلاء "الحمراء" من الروم، و"الأبناء"
(1) المرجع السابق 2: 235.
(2)
صالح العلي: التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة 38 - 40.
(3)
صالح العلي: التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة 137، وفاروق عمر فوزي: النظم العسكرية 2: 239.
من أهل صنعاء، و"الديالمة" و"القيقانية" و"الأساورة" من الفرس (1).
وقد عرف الجيش الاسلامي عدة رتب عسكرية تتمثل في أمير الجيش ونائبه وأمراء الكراديس وأمراء التعبئة والنقباء والعرفاء (2)، وكان الجيش يرفع لواءً أبيض ورايةً سوداء (3) كما كان عليه الأمر في عهد النبوة (4). وكان المقاتلون فرساناً ومشاة، وكانت الدولة حريصة على تربية الخيل لأغراض الجهاد، كما كانت تحثُّ الناس على تربيتها، وتقيم لها السباقات وتحدد لها الحمى. ويعطى الفارس من الغنيمة سهمان وللراجل سهم واحد (5).
وكانت التعبئة العربية تعتمد على نظام الصفوف ونظام الكراديس ونظام الخميس، فكان الجيش يقسم إلى خمسة أقسام: الميمنة، والميسرة- ويطلق عليهما الجناحان-، والقلب، والساقة، والمؤخرة. وكل قسم يضم عدة كراديس، ويتألف كل كردوس من ألف مقاتل وله قائده وحاشيته وراياته. وبين كل كردوس وآخر فسحة من الأرض مناسبة تسمح لها بحرية الحركة والقتال.
وكانت الدولة تمون الجيش بما يلزمه من الطعام والسلاح والخيول والجمال (6).
(1) البلاذري: أنساب الأشراف 366 - 379، وابن عبد الحكم: فتوح مصر 129، وصالح العلي:
التنظيمات 59، وفاروق عمر: النظم العسكرية 2: 242.
(2)
محمد فرج المدرسة العسكرية 425، وعبد العزيز السلومي: ديوان الجند 294.
(3)
البلاذري: فتوح البلدان 132 - 133، والطبري: تأريخ 4: 514.
(4)
ابن حجر: فتح الباري 6: 126. وتسمى الراية "العقاب".
(5)
عبد العزيز السلومي: ديوان الجند 343 - 346.
(6)
عبد العزيز السلومي: ديوان الجند 362 - 380.