الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أجنادين (13 هـ) اعتصم ارطبون بحصون
بيت المقدس
فاتجه المسلمون إلى فتح مدن الساحل ففتحوا رفح وغزَّة وسبسطية ونابلس واللدَّ وعمواس وبيت جبرين ويافا بعضها عنوة وبعضها صلحاً.
بيت المقدس
ثم اتجه عمرو بن العاص إلى بيت المقدس فحاصرها طويلاً، ولما أدرك أهل القدس قوة الحصار وانقطاع الأعداء عنهم لاستيلاء المسلمين على مدن الساحل رغبوا في الصلح، واشترط سفرونيوس بطريق المدينة أن يتولى الصلح الخليفة عمر رضي الله عنه بنفسه ليكون أوكد، فقدم عمر بنفسه إلى الجابية وكتب كتاب الصلح للقدس، وسلمت مفاتيحها إليه
…
أما أرطبون قائد حامية القدس فانسحب إلى مصر (1).
وهكذا تمَّ فتح بلاد الشام في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه "وقد غادر البيزنطيون ولحق بهم أتباعهم من أهل البلاد
…
وكان عدد أفراد الجاليات العربية يتجاوز كثيراً عدد الجيش الفاتح، فعدد جيش الفتح كما تقول المصادر كان يبلغ من (24) ،000 إلى (27) ،000 محارب، ثم ازداد إلى (40) ،000 في نهاية عهد الخلفاء الراشدين، وإلى (60) ،000 أيام معاوية الأول، تضاف إليهم عائلاتهم. وهذا العدد يماثل عدد أفراد قبيلة واحدة من تلك التي استوطنت هذه المنطقة قبل الاسلام كقبيلة غسان التي شكلت دولة في حوران في القرن الخامس الميلادي (2)، حيث يذكر البلاذري أن الأمير الغساني جبلة بن الأيهم ترك الشام بعد الفتح مع (30) ،000 من رجاله" (3). ويلاحظ أن المؤرخين اقتضبوا أخبار فتح الشام وفصلوا
(1) الطبري: تأريخ 3: 607 - 612.
(2)
ملكة أبيض: التربية والثقافة العربية الاسلامية ص 58.
(3)
البلاذري: فتوح البلدان 161.
فتوح العراق، ولكن هناك تفاصيل عن اليرموك وفتح دمشق والقدس، أما موقف عرب الشام من الفتح والإسلام، ففي حياة الرسول صلى الله عله وسلم لم يقدم إليه وفد منهم ليبايعه على الاسلام، وإن كان أهل جرباء وأذرح ودومة الجندل قد صالحوه في غزوة تبوك. وقد وقفت كثير من القبائل العربية مثل بهراء وكلب وسليم وتنوخ ولخم وجذام وغسان إلى جانب الروم وقاتلت ضد المسلمين، كما أن بعض العرب من لخم وجذام ساندوا المسلمين فيما بعد في اليرموك لكنهم لما رأوا جد القتال فروا، لكن نصف جيش الروم كان عربياً بقيادة جبلة بن الأيهم الغساني. وقد قاوم نصارى الشام الجيوش الاسلامية لأسباب دينية فلما رأوا انتصار المسلمين جنحوا الى مصالحتهم. ويرى نولدكة وتريمنكهام أن قيام القبائل المتنصرة بمقاومة الفتح الاسلامي ما كانت نابعة عن التزام ديني بقدر ما كانت المصالح تقتضي مثل هذا الموقف، فلما زالت هذه المصالح ورفض الروم دفع المبالغ المقررة لتلك القبائل التي كانت تحمي مداخل الصحراء حتى بدأت تغير من موقفها مع المسلمين (1). أما الروم فقاتلوا بعنف في ميادين عديدة وأطالوا القتال وحسبوا حركة الفتح غزوا ينتهي بانسحاب العرب بعد إحرازهم على الغنائم، ونسوا أن العرب تغيروا وأصبحت لهم مثل وقيم ومبادئ دونها كنوز الأرض كلها. وأنهم عندما قدموا ألوف الشهداء على أرض الشام ابتغوا نشر الرسالة والتمكين لها وليس نهب البلاد المفتوحة، وهذا سر استمرار وجودهم هناك (2).
(1) د. محمد عبد القادر خريسات: دور العرب المتنصرة في الفتوحات ص 2، ضمن بحوث المؤتمر الدولي الرابع لتأريخ بلاد الشام- 1985 م.
Trimingham، christianty among the arabs in pre - islamic time long man London and New york ، P. 56 - 1979
(2)
شكري فيصل: حركة الفتح الاسلامي 44 - 55.