الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: مصارف الزكاة
إن مصارف الزكاة حددها القرآن بالأسهم الثمانية (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)(1) دون أن يشترط بين الأصناف الثمانية بل تصرف حسب تقدير المصلحة والحاجة (2). ونظراً لظروف حركة الردة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، فقد توسع الصرف على السهم السابع (في سبيل الله) من زكاة قبائل أسلم وغفار ومزينة وجهينة (3) ولعل أموالاً من الزكاة صرفت على حركة الفتح في العراق والشام. وأنفق أبو بكر رضي الله عنه من السهم الرابع (المؤلفة قلوبهم) فأعطى عدي بن حاتم ثلاثين بعيراً من إبل الصدقة (4)، وأعطى الزبرقان بن بدر أيضاً من هذا السهم (5). وهذا يتفق مع أوضاع الدولة وقت الردة وحاجتها إلى تأليف القلوب، وإن كان الأثران ضعيفان.
ورغم اتجاه الإنفاق هذا فإن الأسهم الأخرى أخذت نصيبها من أموال الزكاة وأحيانا أشرف الخليفة بنفسه على توزيعها على الفقراء (6).
(1) التوبة 60.
(2)
ابن تيمية: الفتاوى 19: 257 - 259.
(3)
الكلاعي: الاكتفا (حروب الردة)44.
(4)
حماد بن اسحق: تركة النبي صلى الله عله وسلم ص 90 دون إسناد، والبيهقي: السنن الكبرى 7: 19 - 20، والكلاعي: الاكتفا (حروب الردة)52.
(5)
ابن قدامة: المغني 6: 127.
(6)
البيهقي: السنن الكبرى 8: 49 والأثر حسن.
ومن أهم ما حدث من تغيير في توزيع الصدقات في خلافة عمر رضي الله عنه إسقاط سهم (المؤلفة قلوبهم)(1) إذ كانوا يتألفون بالمال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه (2). وذلك لأن الإسلام كان قوي الجانب في خلافته فلا حاجة للإنفاق من أموال الزكاة على هذا الصنف من الأصناف الثمانية التي نصت عليها الآية (3).
وتشير روايات ضعيفة إلى أن عمر كان يجهز المجاهدين بأربعة آلاف فرس (4)، وثلاثين ألف بعير (5).
ومن المعروف أن المجاهدين هم أحد الأصناف الثمانية الذين يستحقون الزكاة حتى لو كانوا أغنياء. ومن البديهي القول بأن وفرة الأموال نتيجة الفتوحات ساعدت على التوسع في الصرف على التكافل الاجتماعي مما رفع من مستوى المعيشة في المجتمع.
(1) تتضافر آثار ضعيفة على إثبات هذا الإسقاط (أحمد: فضائل الصحابة 1: 292، وابن زنجويه: الأموال 2: 623، ويعقوب بن سفيان: المعرفة والتأريخ 3: 372 - 373، والبيهقي: السنن 20:7).
(2)
مسلم: الصحيح بشرح النووي 7: 156، وصحيح الترمذي للألباني 1: 204، وابن كثير: التفسير 2: 365.
(3)
ابن كثير: التفسير 2: 365.
(4)
ابن سعد: الطبقات 3: 306، وابن أبي شيبة: المصنف 6: 475، والطبري: تأريخ 2: 571 والأثر ضعيف للانقطاع بين نافع مولى ابن عمر وعمر، ولتدليس الحجاج بن أرطأة وقد عنعنه.
(5)
ابن سعد: الطبقات 3: 305 - 306 والأثر ضعيف للانقطاع بين الراوي وعمر رضي الله عنه.