الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ملطخين بالدم، محمولين، كانوا يدرأون عن عثمان رضي الله عنه، الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير، ومحمد بن حاطب، ومروان بن الحكم" (1).
ولكن المقاومة لم تكن عنيفة فقد انصرف الكثير من المدافعين عن الدار بسبب أوامر عثمان التي تقضي بالكفِّ عن القتال بل وتأمرهم بالخروج من الدار ولزوم بيوتهم
…
لقد اختار حقن دمائهم وفداء أرواحهم بدمه وروحه.
تثبت الروايات الصحيحة أن الذي باشر قتل عثمان رضي الله عنه رجل من بني سدوس، خنقه قبل أن يضرب بالسيف (2)، والرواية تنتهي إلى شاهد عيان مختلف في صحبته لكنه شهد الحادثة (3)، قال كنانة مولى صفية:"رأيتُ قاتل عثمان، رجلاً أسود من أهل مصر، وهو في الدار رافعاً يديه يقول: أنا قاتل نعثل"(4). "يقال له جبلة: أي الرجل الأسود"(5).
قال عبد الله بن شقيق- معاصر للأحداث- يروي عن عثمان: "أول من ضرب عثمان رومان اليماني بصولجان"(6).
موقف الأنصار:
حدثت الفتنة في المدينة، وهي دار المهاجرين والأنصار، فكان لابد أن
(1) ابن عبد البر: الاستيعاب (مع الإصابة) 3: 78 بإسناد حسن.
(2)
خليفة: التأريخ 174 - 175 بإسناد صحيح، وقارن الطبري: تأريخ 4: 383 - 384
(3)
الذهبي: التجريد 2: 173، وابن حجر: الإصابة 4: 99.
(4)
علي بن الجعد: المسند 2: 958 - 959 بإسناد حسن.
(5)
ابن سعد: الطبقات الكبرى 3: 83 - 84 بإسناد حسن، والمحب الطبري: الرياض النضرة 3: 71.
(6)
خليفة: التأريخ 175 بإسناد صحيح، وانظر رواته عن عثمان في ابن منجويه: رجال صحيح مسلم 1: 36. والصولجان: المحجن.
يظهر للأنصار موقف مما يدور في مدينتهم من أحداث خطيرة تهدد الخليفة، وتتضافر عدة روايات لتقوي ما عرضه زيد بن ثابت على عثمان:"هؤلاء الأنصار بالباب يقولون: إن شئت كنا أنصار الله مرتين. فقال: لا حاجة لي في ذلك كُفُوا"(1).
وقد ذكر محمد بن سيرين أن عدد الأنصار الذين كانوا مع زيد بن ثابت هو ثلثمائة (2). كما ذكر أن عدد من كان مع عثمان يومئذ في الدار سبعمائة (3). "لو يدعهم لضربوهم- إن شاء الله- حتى يخرجوهم من أقطارها". ولكن هذه الأرقام لم تثبت من طرق صحيحة، ولكنها محتملة وتدل على موقف الأنصار في ذلك الوقت العصيب.
وتظهر الروايات المعتمدة أن بني عمرو بن عوف من الأنصار واعدوا الزبير بن العوام أن يأتمروا بأمره في نجدة الخليفة عثمان (4).
وقد عرض حارثة بن النعمان على عثمان وهو محصور استعداد الأنصار
(1) خليفة: التأريخ 173 عن قتادة، وابن أبي شيبة: المصنف 15: 205، وابن سعد: الطبقات 3: 70 والأخيران عن ابن سيرين وفيه انقطاع بين ابن سيرين وزيد ويعتضد الطريقان إلى الحسن
(2)
ابن عساكر: تأريخ دمشق- ترجمة عثمان- 400، وهو مرسل محمد بن سيرين ولم يدرك زيد بن ثابت.
(3)
ابن سعد: الطبقات 3: 71 بإسناد صحيح إلى ابن سيرين، لكن ابن سيرين ولد سنة 33 هـ لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، ويبدو أن ابن سيرين نقل الخبر عن سليط بن سليط دون الرقم سبعمائة وذلك في رواية خليفة 173 وفي إسناد خليفة سعد بن عبد الرحمن لم يترجموا له فهو مجهول.
(4)
ابن عساكر: تأريخ دمشق- ترجمة عثمان- 374 نقلاً عن مصعب بن عبد الله الزبيري وإسناد مصعب حسن لذاته.