الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإن تعكسه كان من التحري
…
إذا حققته في البير يرمي
وفاعله إذا نموا عليه
…
فيخشى أن تزل يداه حتما 587 (1)
الحافظ ابن بكار
يوسف بن الحسن بن بدر بن الحسن بن مفرج بن بكار، الحافظ المفيد الإمام السيد شرف الدين النابلسي الأصل الدمشقي الشافعي؛ ولد سنة ثلاثة وستمائة، وتوفي سنة إحدى وسبعين وستمائة. سمع من ابن البن وغيره، ورحل وعني (2) بهذا الشان، ونسخ بنفسه وبالأجرة، وخطه طريقة مشهورة حلوة، وخرج لنفسه " الموافقات " في خمسة أجزاء، وحدث بدمشق والإسكندرية والقاهرة؛ روى عنه الدمياطي وابن الخباز (3) وابن العطار والكندي، وكان ثقة حافظا متقنا جيد المذاكرة جيد النظم حسن الديانة ذا عقل ووقار، ولي مشيخة دار الحديث النورية بدمشق.
ومن شعره رحمه الله تعالى:
بحق خضوعي في الهوى وتملقي
…
وفيض دموعي والضنا وتقلقي
وشدة وجدي والغرام ولوعتي
…
وفرط هيامي فيكم وتمزقي
(1) الزركشي: 351 وعبر الذهبي 5: 297 وتذكرة الحفاظ: 1462 والشذرات 5: 335 والنجوم الزاهرة 7: 239 والدارس 1: 110 ومرآة الجنان 4: 172 والسلامي: 235؛ وقد ورد اسمه في أكثر المصادر ((يوسف بن الحسن)) وفي ص والزركشي يوسف بن الحسين؛ ولم ترد هذه الترجمة في المطبوعة.
(2)
ص: وعين.
(3)
ص: الجنار.
بعزكم يا سادتي بتذللي
…
بعظم حنيني نحوكم وتشوقي
بوقفتنا يوم اجتمعنا برامة
…
على يمنة الوادي، بعهدي بموثقي
أجيروا فؤادي من جفاكم وأسعفوا
…
بقرب ولا تصغوا لزور منمق
أتاكم به الواشي وما خلت أنه
…
غداة سعى بي عندكم بمصدق
تعلقكم قلبي قديما من الصبا
…
وما حال عن ذاك الهوى والتعلق
وها هو يرجو أن يراكم لعله
…
يبثكم ماذا لقي حين نلتقي وقال:
سلوا عذبات الرند أو نسمة الصبا
…
إلى غيركم هل مال قلبي أو صبا
فعندهما أخبار كل متيم
…
محب لكم ما حال من زمن الصبا
يحن إليكم كلما لاح بارق
…
ويشتاقكم يا ساكني ذلك الخبا
ويرتاح نحو المنحنى وطويلع
…
ويهفو إلى تلك المعالم والربى وقال أيضاً:
رأى البرق نجديا فجن بمن يهوى
…
ولاحت له نار فحن إلى حزوى
وهبت له من جانب الغور نفحة
…
أتته بريا ساكني السفح من رضوى
محب لهم مغرى بهم كلف جو
…
إلى اللوم فيهم ما أصاخ ولا ألوى
يناجي نسيم الصبح عند هبوبه
…
بأخبار ذاك الحي يا طيبها نجوى
ويشكو إليه ما يلاقي من الهوى
…
كذا كل صب يستريح إلى الشكوى
فيا راحة الروح التي شغفت بهم
…
ويا منتهى المطلوب والغاية القصوى
رويتم حديث الصد عال مسلسل (1)
…
فلم ذا أحاديث التواصل لا تروى
مرابع ذكراكم بقلبي أواهل
…
ومغنى التسلي عن محبتكم أقوى
أرى كل خلق يدعيكم وينتمي
…
إليكم ولكن من تصح له الدعوى
سلام على أهل الغرام جميعهم
…
وخفف عنهم ما يلاقوا من البلوى (2)
(1) الزركشي: مسلسلا.
(2)
الصواب: ما يلاقون من بلوى.
عذاب الهوى مستعذب عند أهله
…
وغلتهم فيه مدى الدهر لا تروى
سكارى وما دارت على القوم خمرة
…
سوى أن خمر الحب طرحهم نشوى وقال أيضا:
أهيل الحمى والنازلين برامة
…
ومن حل تلك الدار بالأجرع الفرد
أحن إليكم كل حين ولحظة
…
وتطلبكم عيني وإن كنتم عندي
وفي القلب ما فيه من الشوق والجوى
…
سلام على نجد ومن حل في نجد
وأذكركم والدار قد نزحت بنا
…
فأسبل دمعي كالجمان على خدي
فيا أهل ذياك الحمى وحياتكم
…
يمين وفي لا يحول عن العهد
هواي الهوى المعهود ليس بزائل
…
وإن بعدت داري، ووجدي لكم وجدي
مقيم على رعي العهود وحفظها
…
فيا ليت علمي كيف حالكم بعدي
ترى بعد هذا البعد يرجى لقاؤنا
…
ويجمعنا ظل لدى البان والرند
وأشرح ما قاسيته ولقيته
…
فيا نيل آمالي بذاك ويا سعدي وقال أيضا:
شفيعي إليكم ذلتي وخضوعي
…
وفرط غرامي فيكم وولوعي
وشدة أشواقي إليكم وحرقتي
…
عليكم وأنفاسي وفيض دموعي
جنابكم لي موطن وحماكم
…
ملاذ وأنتم مفزعي ونزوعي
تقضى زماني في هواكم فلا أرى
…
سواكم إليه موئلي ورجوعي وقال أيضاً:
سلام عليكم شطت الدار بيننا
…
على أن ذكراكم قريب إلى قلبي
إذا العين لم تلقاكم " وتراكم "(1)
…
ففكري يلقاكم على البعد والقرب
(1) بياض في ص، وأكملته من الزركشي.