الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
499 -
(1)
أمير المؤمنين الأمين
محمد بن هارون، أمير المؤمنين الأمين ابن أمير المؤمنين الرشيد ابن المهدي؛ كان ولي العهد بعد أبيه، وكان من أحسن الشباب صورة، أبيض طويلاً ذا قوة مفرطة وبطش وشجاعة وفصاحة وأدب وبلاغة، ولكنه كان سيء الرأي، كثير التبذير أرعن؛ عاش سبعاً وعشرين سنة، وآخر أمره خلع ثم أسر، وقتل صبراً في المحرم سنة تسع وتسعين ومائة، وطيف برأسه، لأنه في سنة خمس وتسعين خلع أخاه (2) المأمون وعقد لعلي ابن عيسى بن ماهان على الجبال ونهاوند وقم وقاشان، وأمر له بمائتي دينار، وأعطى لجنده مالاً عظيماً، وفرق على أهل بغداد ثلاثة آلاف " ألف "(3) درهم، وسارت العساكر لملتقى المأمون وعليهما ابن ماهان، فلقيهم طاهر بن الحسين من قبل المأمون، وهو في أقل من أربعة آلاف فارس، فكسرهم وقتل ابن ماهان. ولما وصل الخبر إلى الأمين قال: دعوني فإن كوثر الخادم صاد سمكتين وأنا " ما صدت " سمكة (4) .
وقيل إن جيش ابن ماهان كان أربعين ألف فارس. وندم الأمين
(1) الوافي 5: 135 وتاريخ بغداد 3: 336 ومعجم المرزباني: 362 والروحي: 49 وتاريخ الخميس 2: 333 وتاريخ الخلفاء: 296 والفخري: 161 وخلاصة الذهب المسبوك: 90 والمصادر التاريخية الكبرى: كالمسعودي واليعقوبي والطبري وابن الأثير وابن خلدون
…
الخ؛ وقد وردت هذه الترجمة كاملة في المطبوعة.
(2)
ص: أخيه.
(3)
سقطت من ص.
(4)
الوافي: وأنا إلى الآن ما صدت شيئاً.
على خلع المأمون، ثم جهز عبد الرحمن بن جبلة الأنباري في أربعين ألف فارس، فسار إلى همذان فلقيه طاهر فقتله وكسر جيشه بعد حروب عظيمة، وسار طاهر وقد خلت البلاد وتقدم إلى الأهواز، ثم تقدم ونزل بباب الأنبار، ثم سار وأحاط بمدينة المنصور، فخرج الأمين في حراقة هارباً، فلما سمع طاهر بذلك خرج إليه ورماه بالنشاب فانكفأت الحراقة وغرق الأمين ومن كان معه، فسبح حتى صار إلى بستان موسى، فعرفه محمد ابن حميد، فصاح بأصحابه، ثم أخذ برجله، وحمل على برذون إلى بين يدي طاهر فأمر بقتله وقطع رأسه ونصبه على حائط بستان، ونودي عليه: هذا رأس محمد المخلوع، ثم بعث به وبالبردة والقضيب والمصلى مع ابن عمه محمد بن المصعب إلى المأمون، وقال: قد بعثت إليك بالدنيا وهو رأس محمد الأمين وبالآخرة وهي البردة والقضيب، فأمر المأمون لمحمد بن مصعب بألف ألف درهم، ولما رأى رأس الأمين سجد.
وكان قتله سنة تسع (1) وتسعين ومائة، وخلافته أربع سنين، وكان الرشيد يعرف بالفراسة ما يجري بن الأمين والمأمون، فكان ينشد:
محمد لا تبغض أخاك فإنه
…
يعود عليك البغي إن كنت باغيا
فلا تعجلن فالدهر فيه كفاية
…
إذا مال بالأقوام لم يبق باقيا وفي الأمين يقول أبو الهول الحميري:
ملك أبوه وأمه من نبعة
…
منها سراج الأمة الوهاج
شربوا بمكة في ذرى بطحائها
…
ماء النبوة ليس فيه مزاج يريد أن أباه وأمه من هاشم.
ومن شعر الأمين:
(1) ص: سبع.