الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
566 -
(1)
الوليد بن يزيد
الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أمير المؤمنين، لقب البيطار وخليع بني مروان والفاتك والزنديق. وكان وسيما جسيما أبيض مشربا بحمرة، ربعة قد وخطه الشيب. ولد سنة تسعين وبويع له سنة خمس وعشرين هو مقيم بالرصافة، وقتل بالبخراء (2) على أميال من تدمر ثامن وعشرين جمادى الآخرة (3) سنة ست وعشرين ومائة وله أربعون سنة وقيل إحدى وأربعون، وكانت أيامه سنة وشهرين.
وكان أبوه عهد إليه بعد هشام. وكان قد جعل ولديه عثمان والحكم وليي عهده فحبسا ولم يزالا في الحبس إلى أن ولي مروان الجعدي فقتلهما.
وكان الوليد قد انتهك محارم الله تعالى، فرماه الناس بالحجارة، فدخل القصر وأغلقه، فأحاطوا به وقالوا لم ننقم عليك في أنفسنا شيئا لكن ننقم عليك انتهاك ما حرم الله تعالى، وشرب الخمر ونكاح أمهات أولاد أبيك واستخفافك بأمر الله تعالى، فقال: حسبكم قد أكثرتم، ودخل الدار وأخذ المصحف وقال: يوم كيوم عثمان، وفتح المصحف يقرأ، فتسوروا عليه، وضربه عبد السلام اللخمي على رأسه، وضربه آخر على وجهه فتلف، وجروه
(1) الأغاني 7: 3 - 82 والوزراء والكتاب: 68 والخزانة 1: 328 وتاريخ الخميس 2: 320 وتاريخ الإسلام 5: 173 وتاريخ الخلفاء: 273 والروحي: 27 والفخري: 121 وخلاصة الذهب المسبوك: 44 وسائر المصادر التاريخية الكبرى؛ وديوانه من جمع غابريللي (ط. بيروت 1967) ؛ ولم ترد الترجمة في المطبوعة.
(2)
ص: بالبحرا.
(3)
ص: الآخر.
وحزوا رأسه وأتي يزيد الناقص بالرأس فسجد، وكان قد جعل لمن يأتيه بالرأس مائة ألف درهم، فنصبه على رمح بعد صلاة الجمعة، فلما رآه أخوه سليمان قال: بعدا له، أشهد أنه كان شروبا للخمر ماجنا فاسقا ولقد راودني عن نفسي.
قال الشيخ شمس الدين: ولم يصح عنه كفر، لكنه اشتغل بالخمر واللياطة، فخرجوا عليه لذلك.
قال صاحب " الإشعار بما للملوك من النوادر والأشعار ": كان ربما صلى سكرانا.
وكان في أيام هشام ينتظر الخلافة يوما فيوما، ففتح يوما المصحف فطلع " واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد " " إبراهيم: 15 " فجعل المصحف هدفا للسهام وجعل يرمي نحو تلك الآية ويقول (1) :
تهدد (2) كل جبار عنيد
…
فها أنا ذاك جبار عنيد
إذا ما جئت ربك يوم حشر
…
فقل يا رب (3) مزقني الوليد واستقبل شهر الصوم في خلافته بالمجون والشرب، فوعظ في ذلك فقال (4) :
ألا من مبلغ الرحمن عني
…
بأني تارك شهر الصيام
فقل لله يمنعني شرابي
…
وقل لله يمنعني طعامي ولما بلغه أن الناس يعيبون عليه ترك الصلاة والصيام، قال: ما للناس وعيب ما نحن فيه؟ لنا منهم الدعاء والطاعة ولهم منا العدل والإحسان؛ ثم
(1) ديوانه: 31.
(2)
الديوان: أتوعد.
(3)
الديوان: فقل لله.
(4)
لم ترد في الديوان.
قال: عجبت لمن يعلم أن الفرح لا يكون إلا بنقصان العقل ولا يجعل درجا هذه الأقداح، وأباح المحارم فأصبح دمه وهو مباح.
ومن شعره (1) :
لا أسأل الله تغييرا لما صنعت
…
نامت وقد أسهرت عيني عيناها
فالليل أطول شيء حين أفقدها
…
والليل أقصر شيء حين ألقاها وقال صاحب الأغاني (2) : لما أتى نعي هشام إلى الوليد قال: والله لألتقين هذه النعمة بسكرة قبل الظهر، ثم قال:
طاب يومي ولذ شرب السلافه
…
إذ أتانا نعي من بالرصافه
وأتانا الوليد (3) ينعى هشاما
…
وأتانا بخاتم للخلافه
فاصطبحنا من خمر عانة صرفا
…
ولهونا بقينة (4) عزافه ثم حلف لا يبرح من موضعه حتى يغنى في هذا الشعر، فغني له وشرب حتى سكر، ثم دخل فبويع له. وسمع صياحا فقال: ما هذا؟ فقيل له: هذا من دار هشام تبكيه بناته، فقال (5) :
إني سمعت بليلي (6)
…
ورا المصلى رنه
إذا بنات هشام
…
يندبن والدهنه
يندبن قرما جليلا (7)
…
قد كان يعضدهنه
(1) الديوان: 20.
(2)
الأغاني 7: 17.
(3)
الأغاني: البريد، وهو أصوب.
(4)
ص: بنتية.
(5)
الأغاني: 18 والديوان: 71.
(6)
الأغاني: بليل، الديوان: خليلي.
(7)
الديوان: شيخاً جليلاً.
أنا (1) المخنث حقا
…
إن لم أنيكنهنه (2) وقال لعمر الوادي: غنني فيه، فغناه فشرب أرطالا ثم قال له: والله إن سمعه منك أحد لأقتلنك، فما سمع منه حتى مات.
(1) ص: ونا.
(2)
ص: أنيكهنه.
فراغ