الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فسرت أشتد على إثره
…
أنشده في ذلك الشعب
يا هل رأت عيناك من ناشد
…
يسعى بلا قلب ولا لب
أحبب به من ملك جائر (1)
…
أحكامه تجري على الصب
يثنيه من خرم الصبا نشوة
…
لعب الصبا بالغصن الرطب
يا جائر اللحظ على صبه
…
سلطت عيناك على قلبي 594 (2)
المستنجد بالله
يوسف بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن جعفر، أمير المؤمنين المستنجد بالله ابن المقتفي لأمر الله ابن المستظهر ابن المعتمد ابن القائم ابن القادر ابن المقتدر ابن المعتضد ابن الموفق ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد ابن المهدي ابن المنصور العباسي. خطب له والده بولاية العهد من بعده مستهل الحجة سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وبويع له بالخلافة بعد وفاة أبيه ثاني شهر ربيع الأول سنة خمس وخمسين وخمسمائة. مولده سنة ثمان عشرة (3) وخمسمائة، وتوفي ثامن شهر ربيع الآخر سنة ست وستين وخمسمائة وعمره ثمان وأربعون (4) سنة وولايته إحدى عشرة (5) سنة؛ وكانت أمراضه قولنجية.
(1) ص: جائراً.
(2)
الروحي: 67 والفخري: 279 وخلاصة الذهب المسبوك: 276 وتاريخ الخلفاء 474 وتاريخ الخميس 2: 363 ومرآة الجنان 3: 379 ومرآة الزمان: 284 ومفرج الكروب 1: 193 والزركشي: 355؛ وهذه الترجمة لم ترد في المطبوعة.
(3)
ص: عشر.
(4)
ص: وأربعين.
(5)
ص: عشر.
وكان طويل القامة جسيماً أسمر اللون كثيف اللحية، وكانت أيامه أيام خصب ورخاء وأمن عام، ودولته زاهرة، وسياسته قاهرة، وهيبته رائعة، وسطوته قامعة، ذلت له رقاب الجبابرة في الآفاق، وخضعت له منهم الأعناق، وأشحن بالظلمة الحبوس (1) وأزال الظلم والمكوس، وتمكن تمكن الخلفاء المتقدمين، قلما انتهت إليه حالة مكروهة إلا أزالها، وعثرة إلا أقالها؛ ويقال إنه رأى في منامه مكتوباً (2) في كفه أربع خاءات فعبرها أنه يلي الخلافة سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
وكتب إليه كمال الدين الشهرزوري قصة لما قدم إلى بغداد رسولاً من قبل نور الدين ابن زنكي مترجمة: " محمد بن عبد الله الرسول "، فوقع عند اسمه " صلى الله عليه وسلم "؛ يقال إن ليلته حانت من ابنة عمه فلما توجه إليها وجد في طريقه بعض حجرات جواريه مفتوح الباب، فدخل إليها، فقالت له الجارية: امض (3) إلى ابنة عمك فإني أخاف أن تعلم بنا فلا آمن شرها، فقال: في ساقها خلخال إذا جاءت عرفت بها. فمضت إليها (4) جارية ووشت بالحال، فرفعت خلخالها إلى أعالي ساقها وقصدت المقصورة، ففاحت روائح الطيب، فنم ذلك عليها، فخرج من المقصورة من الباب الآخر وقال:
استكتمت خلخالا ومشت
…
تحت الظلام به فما نطقا
حتى إذا هبت نسيم صبا
…
ملأ العبير بنشرها الطرقا وللشيخ صلاح الدين الصفدي في هذا المعنى:
(1) ص: والجيوش.
(2)
ص: مكتوب.
(3)
ص: امضي.
(4)
ص: إليه.
إذا شئت حليك أن لا يشي
…
وقد زرت في الحندس المظلم
فردي السوار مكان الوشاح
…
وخلي وشاحك في المعصم وله أيضاً:
قالوا وشى الحي بها إذ مشت
…
إليك من قبل ابتسام الصباح
فقلت: لا، خلخالها صامت
…
ثم تذكرت فضول الوشاح ومن شعر المستنجد:
إذا مرضنا نوينا كل صالحة
…
وإن شفينا فمنا الزيغ والزلل
نرضي الإله إذا خفنا ونغضبه
…
إذا أمنا فيما يزكو لنا عمل ومنه أيضاً:
عيرتني بالشيب وهو وقار
…
ليتها عيرت بما هو عار
إن تكن شابت الذوائب مني
…
فالليالي تنيرها الأقمار وقال أيضاً:
يا هذه إن الخيال يزورني
…
لو كان يسعف أو يرد سلاما
ما إن رأيت كزائر يعتادني
…
يغضي العيون ويقظ النواما وقال أيضاً:
وباخل أشعل في بيته
…
طرمذة منه لنا شمعه
فما جرت من عينها دمعة
…
حتى جرت من عينه دمعه وقال أيضاً:
وصفراء مثلي في القياس ودمعها
…
سجام على الخدين مثل دموعي
تذوب كما في الحب ذبت (1) صبابة
…
وتحوي حشاها ما حوته ضلوعي
(1) ص: دنب.