الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مذ لاحظ المنثور طرف النرجس ال؟
…
مزور قال وقوله لا يدفع
فتح عيونك في سواي فإنما
…
عندي قبالة كل عين إصبع وقال:
ومدامة كاساتها
…
تعطي المان من الزمان
قد أحكمت علم النجو
…
م وأتقنت سحر البيان
فإذا حساها الشاربو
…
ن وأوقعتهم في الأماني
بدأت بإخراج الضم؟
…
ير وبعده عقد اللسان 505 (1)
التلعفري الشاعر
محمد بن يوسف بن مسعود بن بركة الأديب البارع شهاب الدين الشيباني التلعفري، الشاعر المشهور؛ ولد بالموصل سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، واشتغل بالأدب، ومدح الملوك والأعيان، وكان خليعاً معاشراً امتحن بالقمار، وكلما أعطاه الملك الأشرف شيئاً قامر به، فطرده إلى حلب، فمدح العزيز فأحسن إليه وقرر له رسوماً، فسلك معه ذلك المسلك، فنودي في حلب: أي من قامر مع الشهاب التلعفري قطعت يده، فضاقت عليه الأرض فجاء إلى دمشق. ولم يزل يستجدي ويقامر حتى بقي في أتون حمام، وفي الآخر نادم صاحب حماة. توفي سنة خمس وسبعين وستمائة.
(1) الوافي 5: 255 والزركشي: 313 والبدر السافر: 177 (وقال: كنيته أبو المكارم وفي مصادر أخرى: ابو عبد الله) . وابن الشعار 7: 21 وابن خلكان 7: 40، 45، وتاريخ ابن الفرات 7: 76 والشذرات 5: 349 والنجوم الزاهرة 7: 255، وقد طبع ديوانه ببيروت سنة 1910، واستوفت المطبوعة هذه الترجمة.
ومن شعره (1) :
أقلعت إلا عن العقار
…
وتبت إلا من القمار
فالكاس والفص ليس يخلو
…
منهم يميني ولا يساري وقال الشيخ شهاب الدين ابن غانم رحمه الله تعالى: أنشدني التلعفري لنفسه (2) :
جريت بحمراء الكميت إلى الشقرا
…
مقر الهوى حسناً وأعرضت عن مقرى (3)
ولم أخل بالخلخال من كأسها يدي
…
وأثبت في تاريخ ما سرني سطرا (4)
وأبصرت ما بين الميادين سائلاً
…
فلم أر إلا أن أقابله نهرا
ولا سيما والروض من حوله له
…
بساط وقد مد النسيم له نشرا
فلله أيام تولت بجانبي
…
يزيد (5) فقد كانت ببهجتها العمرا
وما كان مقصودي يزيد وبرده
…
ولكن قصدي كان أن أنظر الزهرا وقال أيضاً (6) :
أيطرق في الدجى منكم خيال
…
وطرفي ساهر؟ هذا محال
سقت أيامنا بأراك حزوي
…
وهاتيك الربى سحب ثقال
منازل للصبا ما زال شملي
…
له فيها بمن أهوى اتصال
دموعي بعدها دال وميم
…
على خدي له ميم ودال وقال من أبيات (7) :
(1) الديوان: 18.
(2)
الديوان: 18.
(3)
مقرى: من قرى دمشق.
(4)
سطرا: من قرى دمشق، وفيه هنا تورية.
(5)
يزيد: نهر بدمشق.
(6)
الديوان: 35.
(7)
الديوان: 16.
وإذا الثنية أشرقت وشممت من
…
أرجائها (1) أرجاً كنشر عبير
سل هضبها المنصوب أين حديثه (3) ال
…
مرفوع عن ذيل الصبا المجرور وقال أيضاً (3) :
حتام أرفل في هواك وتغفل
…
وإلام أهزل من جفاك وتهزل
يا مضرماً في مهجتي بصدوده
…
حرقاً يكاد لهن يذبل يذبل
القلب دل عليك أنك في الدجى
…
قمر السماء لأنه لك منزل
هب أن خدك قد أصيب بعارض
…
ما بال صدغك راح وهو مسلسل
قسماً بحاجبك الذي لم ينعقد
…
إلا أراني السبي وهو محلل
وبماء ثغرك من سلافة ريقة
…
عذبت فقيل هي الرحيق السلسل
لولا مقبلك المنظم عقده
…
ما بات من يهواك وهو مقبل
حزني وحزنك إن لغا من لامني
…
ونحوت هجري مجمل ومفصل
لو كنت في شرع المحبة عادلاً
…
يا ظالمي ما كنت عني تعدل
يا آمري من نصحه بسلوه
…
إن السلو كما تقول لأجمل
لكن يعز خلاص قلب متيم
…
تركته أيدي الهجر وهو مبلبل
هيهات كلا لا نجاة لمن غدا
…
من جسمه في كل عضو مقتل وقال أيضاً:
أرأيت غيرك يا حياة الأنفس
…
من يحرس الورد الجني بنرجس
أم هل سمعت بشمس أفق أشرقت
…
من قبل وجهك في ظلام الحندس
يا من يدير بمقلتيه ووجنتي
…
هـ وراحتيه لنا ثلاثة أكؤس
(1) الوافي: نفس الحمى؛ الديوان: وتيممت أرجاؤها.
(3)
الديوان: 36.
(3)
الديوان: 36.
ما زاغ عن نهج الصواب مشبه
…
منك الجبين بشمعة في المجلس
أنسيت ليلتنا وقد أخذ السكري
…
بزمام هاتيك العيون النعس
إذ قلت أين الراح قلت مغالطاً
…
يغنيك عنها رشف ثغري الألعس
فضممت منك إلي عصناً لم يكن
…
دون الغلائل بالحمائل مكتسي
يا حسنها من ليلة ما شانها
…
إلا تبلج صبحها المتنفس
فوقت للرقباء فيها أسهماً
…
من مقلتيك لها حواجبك القسي
" ما كنت أطمع قبلها في مثلها
…
فأعدتني من مثلها لم أيأس " (1) وقال رحمه الله تعالى:
تولهي بك شيء عنك غير خفي
…
فراقب الله في الهجران لي وخف
واعدل عن الظلم واعدل في النفوس ولا
…
تجر على المستهام المغرم الدنف
يا رائشاً أسهماً من لحظ ناظره
…
فوق فغير فؤادي ليس من هدف
سبحان معطيك خصراً غير مختصر
…
لي في العذاب وعطفاً غير منعطف
إذا شكوت لترثي لي وترحم ما
…
تراه من جسمي المضنى ومن كلفي
يردني آيساً من ذاك عارضك ال
…
لامي والمنثني من قدك الألفي
أحبابنا بنواحي الغوطتين سقى
…
ربوعكم وابل من أدمعي الذرف
قد كنت قبل النوى أشكو الصدود فوا
…
لهفي على الصد يومي ذا ويا أسفي
ملاعب كم بها من شادن غنج
…
حلو الشمائل معسول اللمى ترف
محجب بالتجني والدلال رخي؟
…
م اللفظ أحور مطبوع على صلف
بخده كل ما بالورد من ضرج
…
وقده كل ما بالبان من هيف وقال أيضاً:
(1) لم يرد في ص، وهو ثابت في المطبوعة والزركشي.
يذكرني برق الحمى المتألق
…
زماناً تولى بالحمى وهو مونق
ويرتاح قلبي للنسيم إذا سرى
…
ويطربني ذاك الحمام المطوق
سقى بانة الجرعاء إن أخلف الحيا
…
وضن حياً من عبرتي يتدفق
ولا حاد عن تلك المعاطف صيب
…
من المزن أو من مقلة الصب مغدق
منازل تصبيني إليها نسيمة
…
لها أرج أرجاؤها منه تعبق
عدمت عذولي كم يعنف في الهوى
…
حليف غرام نال منه التشوق
إذا لامني أنشدته متمثلاً
…
" بودي لو يهوى العذول ويعشق "
كلفت بأحوى من بني الترك أحور
…
له غصن قد بالذوائب مورق
رشيق التثني والمعاطف ألعس ال
…
مراشف يصمي طرفه حين يرمق
حمى بحسام اللحظ خداً مورداً
…
غدت عنه أكمام الشقيق تشقق
له ناظر في ضمنه وهو أسود
…
عدو لأرباب الصبابة أزرق وقال أيضاً:
ألم بي طيفه إلمام مختلس
…
فأشرقت بسناه ظلمة الغلس
جلا على بعده لي منه بدر دجى
…
على قضيب بغير الدل لم يمس
طيف غنيت به عن شيم بارقة
…
وعن تلقي صباً مسكية النفس
أراحني من مواعيد مزخرفة
…
أجريت منهن آمالي على يبس
فبت في نعمة لليل سابغة
…
ممتعاً باللمى والثغر واللعس
أردد الطرف في خد نضارته
…
وقف على مستق منها ومقتبس
خد متى قلت إن الورد يشبهه
…
قل الجمال تأمل ذا وذا وقس
شققت أكمام صون عن شقائقه
…
بالرغم من نرجس في الأعين النعس
فيا لها زورة ما كان لي طمع
…
فيها لعلمي بخلق الزائر الشرس
بات الغرام بها في مأتم وأنا
…
بمنة عظمت للطيف في عرس
وافى بمن لم أخل أني أفوز به
…
لما على طرفه دوني من الحرس
فلا عدمت الكرى من محسن أخذ
…
الأيمان بالأنس لي من إلي يسي وقال من أبيات، رحمه الله تعالى (1) :
في ثغره والقوام اللدن ألف غنى
…
عن أبرق الحزن بل عن بانة الوادي
سبحان مطلع بدر التم منه على
…
غصن رطيب من الأغصان مياد
سكرت من نشوة في مقلتيه صحا (2)
…
منها وزاد ضلالي وجهه الهادي
ما ضرني ما أقاسي فيه من سقم
…
ومن ضنى لو غدا من بعض عوادي وقال أيضاً (3) :
أي دمع من الجفون أساله
…
إذ أتته مع النسيم رساله
حملته الرياض (4) أسرار عرف
…
أودعتها السحائب الهطاله
يا خليلي وللخليل حقوق
…
واجبات الداء في كل حاله
سل عقيق الحمى وقل إذ تراه
…
خالياً من ظبائه المختاله
أين تلك المراشف العسليا
…
ت وتلك المعاطف العساله
وليال قضيتها كلآل
…
بغزال تغار منه الغزالة
بابلي اللحاظ والريق والأل
…
فاظ كل مدامة سلساله
ونقي الجبين والخد والثغ؟
…
ر فطوبى لمن حسا جرياله
وطويل الصدود والشعر والمط
…
ل ومن لي بأن يديم مطاله
من بني لاترك كلا جذب القو
…
س رأينا في وسطه (5) بدر هاله
يقع الوهم حين يرمي فلا ند
…
ري (6) يداه أم عينه النباله
(1) الديوان: 12.
(2)
ص والديوان: ضحاً، والتصويب من الزركشي.
(3)
الديوان: 34.
(4)
الوافي: الرياح؛ الديوان: النسيم.
(5)
الديوان: كفه.
(6)
ص: ندر، الوافي: يدري، الديوان: فلم ندر.
قلت لما لوى ديون وصالي
…
وهو مثر وقادر لا محاله
بيننا الشرع قال سر بي فعندي
…
من صفاتي لكل دعوى دلاله
وشهودي من خال خدي ومن قد
…
ي شهود (1) معروفة بالعداله
أنا وكلت مقلتي في دما الخل؟
…
ق فقالت قبلت هذي الوكاله وكتب إليه الأديب شهاب الدين العزازي بهذه الموشحة يمدحه بها:
بات طرفي يتشكى الأرقا
…
وتوالت أدمعي لا ترتقي
ليت أيامي ببانات اللوى
…
غفلت عنها لويلات النوى
عاذلاتي باعتلاقي بالهوى
…
كيف سلواني وقلبي والجوى
أقسما في الحب لن يفترقا
…
وجفوني أقسمت لا تلتقي
ولقد همت بذي قد نضر
…
قامة البانة منه تنهصر
ذي رضاب بارد اللظم خصر
…
في فؤادي منه نار تستعر
رشأ قلبي به قد علقا
…
جل من صوره من علق
سال من سالفه المسك فنم
…
وشذا المسك أبى أن يكتتم
" أحور صحح عينيه السقم "(2)
…
مذ تبدي وتثغ وابتسم
خلته بدراً على غصن نقا
…
باسماً عن أنفس الدر نقي
ساد بالدل وفرط الخفر
…
سانحات الظبيات العفر
مثل ما فاق فتى التلعفري
…
قالة الشعر بوشي الحبر
أريحي خص لما خلقا
…
بسخا النفس وحسن الخلق
شيمة أصفى من الراح الشمول
…
همة أوفت على العلياء طول
(1) الوافي: وقدي فشهود.
(2)
سقطت من ص، وزدتها من الوافي.
نبعة جرت على النجم الذيول
…
دوحة طابت فروعاً وأصول
سح جوداً في ذراها ورقا
…
فكساها يانعات الورق
شاعر فاق فحول الشعرا
…
بقواف مثل أطراف الكرى (1)
باسمات تجتلي منها الورى
…
يغراً يبسم أو زهراً (2) يرى
كلما لاح سناها مشرقا
…
سجد الغرب لنور المشرق
أيها الموفي على عهد الزمن
…
كرماً محضً وفضلاً ومنن
جاءك الخادم من غير ثمن
…
جالب الوشي لصنعاء اليمن
فاستمعها زادك الله بقا
…
مدحة لم يحكها إبن بقي فأجابه شهاب الدين التلعفري رحمهما الله:
ليس (3) يروي ما بقلبي من ظما
…
غير برق لائح من إضم
إن تبدي لك بان الأجرع
…
وأثيلات النقا من لعلع
يا خليلي قف على الدار معي
…
وتأمل كم بها من مصرع
واحترز واحذر فأحداق الدمى
…
كم أراقت في رباها من دم
حظ قلبي في الغرام الوله
…
فعذولي فيه ما لي وله
حسبي الليل فما أطوله
…
لم يزل آخره أوله
البيت في هوى أهيف معسول اللمى
…
ريقه كم قد شفى من ألم
سائلي عن أحمد مما حوى
…
من خلال هي للداء دوا
ما سواه وهو يا صاح سوى
…
نار من كل فن ما انطوى
بحر آداب وفضل قد طما
…
فاخش من آذيه الملتطم
(1) وقع هذا الدور قبل سابقه في الوافي.
(2)
ص: زهر
(3)
الوافي: كيف.
العزازي الشهاب الثاقب
…
شكره فرض علينا واجب
فهو إذ تبلوه (1) نعم الصاحب
…
سهمه في كل فن صائب
جائل في حلبة الفضل كما
…
جال في يوم الوغى شهم كمي
شاعر أبدع في أشعاره
…
ومتى أنكرت قولي باره
لو جرى مهيار في مضماره
…
والخوارزمي في آثاره
قلت عودا وارجعا من أنتما
…
ذا امرؤ القيس إليه ينتمي وكان بالقاهرة قد عشق صبياً يلقب بالنجم، فسافر، ووجد عليه حزن (2)، فكتب إليه عز الدين ابن أمسينا بهذه الأبيات يسأله عن حالة ويسليه:
يا خليلي حد ثاني بعلم
…
كيف حال الشهاب بعد النجم
واقصصا لي حديثه فلقد قل
…
اصطباري وزاد فكري وهمي
فمن المستحيل بعد رواح ال
…
روح عند الورى بقاء الجسم
ثم قولا له مقال أخ ب
…
ر شفيق بغير ظن ووهم
يا شهاباً أنوار بهجته الغرا
…
ء تجلو عنا دياحي الظلم
إن ناءى فلال فلا من الإل
…
مام شوقاً من الديار برسم
واصرف الهم عن فؤادك إن أم
…
كن تصريفه بإبنة كرم فأجابه الشهاب التلعفري (3) :
بأبي أنت يا خليلي وأمتي
…
أنت قوسي إذا رميت وسهمي
أنت والله لي حسام جراز (4)
…
فيه للنائبات أعظم حسم
(1) ص وأصل الوافي: يتلوه، وأثبت ما في المطبوعة.
(2)
كذا في ص.
(3)
الديوان: 38.
(4)
ص: جرار.