المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌الشمس الدهان

- ‌كمال الدين ابن الزملكاني

- ‌المنصور صاحب حماة

- ‌الشيخ صدر الدين ابن الوكيل

- ‌ابن اللبانة

- ‌ماني الموسوس

- ‌الملك الناصر

- ‌الحافظ ابن النجار

- ‌شمس الدين الأصفهاني

- ‌ابن المكرم

- ‌ابن الدجاجية

- ‌شرف الدين القدسي

- ‌أمير المؤمنين الأمين

- ‌أمير المؤمنين المعتصم

- ‌أمير المؤمنين المهتدي

- ‌الخالدي الشاعر

- ‌أبو الوليد ابن حزم

- ‌مجير الدين ابن تميم

- ‌التلعفري الشاعر

- ‌أثير الدين أبو حيان

- ‌محمود الوراق

- ‌شهاب الدين محمود

- ‌غازان المغلي

- ‌صفي الدين القرافي

- ‌ كشاجم

- ‌ ابن قادوس

- ‌ شمس الدين الكوفي

- ‌ابن الملحي الواعظ

- ‌تاج الدين الصرخدي

- ‌ المختار الثقفي

- ‌أبو الفوارس ابن منقذ

- ‌ مروان بن الحكم

- ‌مروان الحمار

- ‌أبو الشمقمق

- ‌ والد أسامة

- ‌مزبد المدني

- ‌ابن قسيم الحموي

- ‌ صريع الغواني

- ‌مصعب ابن الزبير

- ‌أبو العرب الصقلي

- ‌مطيع بن إياس

- ‌ مظفر الذهبي

- ‌أبو المظفر الأنباري

- ‌مقدار المطاميري

- ‌أبو سعد الآبي

- ‌أمير العرب بهاء الدولة

- ‌النمري الشاعر

- ‌الراشد بالله

- ‌ المستنصر بالله

- ‌النيري الواسطي

- ‌الخليفة الهادي

- ‌الرئيس موسى القرطبي

- ‌ المؤمل المحاربي

- ‌حرف النون

- ‌البديهي الشاعر

- ‌المطرزي شارح المقامات

- ‌ابن صورة الكتبي

- ‌ابن الشقيشقة الصفار

- ‌ابن حواري الحنفي

- ‌فخر القضاة ابن بصاقة

- ‌أبو صالح الجيلي

- ‌أبو طاهر الحلي الشاعر

- ‌أبو سعد الدينوري

- ‌نصيب الأكبر

- ‌نصيب الأصغر

- ‌ النصير الحمامي

- ‌النصير الأذفودي

- ‌حرف الهاء

- ‌هارون الرشيد

- ‌ الواثق بالله

- ‌ابن المصلي الارمنتي

- ‌الجرذ الكاتب

- ‌الصائن ابن عساكر

- ‌أبو الحسين الحاجب

- ‌ هشام بن عبد الملك

- ‌ملك التتار

- ‌أبو حية النميري

- ‌حرف الواو

- ‌ والبة الأسدي

- ‌ أبو حليقة

- ‌ولادة بنت المستكفي

- ‌أمير المؤمنين الوليد

- ‌الوليد بن يزيد

- ‌حرف الياء

- ‌ياقوت المستعصمي

- ‌ أبو زكريا النواوي الحافظ

- ‌ابن أبي طي

- ‌ابن أبي حصينة رضي الدين

- ‌ابن مجبر الاشبيلي

- ‌أبو الحسين الجزار

- ‌أبو زكريا يحيى صاحب إفريقية

- ‌رشيد الدين العطار

- ‌أبو جعفر العلوي

- ‌الصرصري

- ‌ابن أبي خالد الكاتب الاشبيلي

- ‌ يزيد بن عبد الملك

- ‌ابن صقلاب

- ‌الراضي ابن عباد

- ‌يزيد بن معاوية

- ‌رجعنا إلى الأصل:

- ‌يزيد بن الوليد أمير المؤمنين

- ‌يعقوب النيسابوري

- ‌الخازن الشافعي

- ‌أبو البشر البندنيجي

- ‌الحافظ اليغموري

- ‌علم الدين القناوي

- ‌الحافظ ابن بكار

- ‌جمال الدين الشاعر

- ‌مهمندار العرب

- ‌محيي الدين ابن الجوزي

- ‌الشيخ جمال الدين المزي

- ‌سبط ابن الجوزي

- ‌ابن طملوس المغربي

- ‌المستنجد بالله

- ‌الملك الناصر صاحب الشام

- ‌فخر الدين ابن الشيخ

- ‌ بدر الدين الذهبي

- ‌ محيي الدين ابن زيلاق

- ‌الملك الجواد

الفصل: ‌ النصير الحمامي

هيهات ألفك إلا أن أجيء بها

من فضل مولى لطيف المنّ مفضال فأمر له المهدي بألف دينار ولسالم بألف درهم.

ومرّ نصيب بباب الفضل بن يحيى فقال:

ما لقينا من جود فضل بن يحيى

جعل الناس كلّهم شعراء وكانت وفاته بعد التسعين والمائة، رحمه الله.

551 -

(1)

"‌

‌ النصير الحمامي

"

النّصير - بفتح النون - ابن احمد بن علي المناوي الحمّامي؛ قال الحافظ العلامة أثر الدين أبو حيان: كان المذكور أديباً بمصر، كيّس الأخلاق يتحرّف باكتراء الحمامات، وأسنّ وضعف عن ذلك، وكان يستجدي بالشّعر، توفي سنة اثنتي (2) عشرة وسبعمائة، رحمه الله.

من شعره:

لا تفه ما حييت إلا بخير

ليكون الجواب خيراً (3) لديكا

قد سمعت الصّدى وذاك جماد

كلّ شيء تقول ردّ عليكا أخذ هذا المعنى من ابن سناء الملك حيث يقول (4) :

(1) الزركشي: 338 والبدر السافر: 212 والدرر الكامنة 5: 166 وحسن المحاضرة 1: 569 وفي البدر السافر أن وفاته ظناً سنة 704 وفي الدرر أنه توفي سنة 708، ولم يرد في المطبوعة من هذه الترجمة إلا شيء يسير.

(2)

ص: اثنا.

(3)

ص: خير.

(4)

ديوان ابن سناء الملك: 791.

ص: 205

بان عليها الذل من بعدهم

وزاد حتى كاد أن لا يبين

فإن تقل أين الذين اغتدوا

يقل صداها لك أين الذين وأخذه ابن سناء الملك من القاضي ناصح الدين الأرجاني حيث قال (1) :

سال الصدا عنه وأصغى للصدا

كيما يقول فقال مثل مقاله

ناداه اين ترى محط رحاله

فأجاب أين ترى محط رحاله ومن شعر النصير:

أقول والكأس قد تبدت

في كف أحوى أغن أحور

خربت بيتي وبيت غيري

وأصل ذا كعبك المدور ومنه أيضاً:

إن الغزال الذي هام الفؤاد به

استأنس اليوم (2) عندي بعد ما نفرا

أظهرتها طاهريات وقد ربضت

فيها الأسود (3) رآها الظبي فانكسرا ومنه أيضاً:

قالوا افتضحت بحبه

فأجبت لي في ذا اعتذار

من لي بكتمان الهوى

وبخده نم العذار وقال أيضاً:

ما زال يسقيني زلاب رضابه

لما خفيت ضنىً وذبت توقدا

ويظنني حياً رويت بريقه

فإذا دعا قلبي يجاوبه الصدا وقال أيضاً:

ماذا يضرك لو سمحت بزورةٍ

وشفعتها لمكارم الأخلاق

(1) ديوان الأرجائي: 328.

(2)

ص: النوم.

(3)

البدر السافر: بها أسود.

ص: 206

وردعت نفسك حين تمنعك اللقا

وتقول هذا آخر العشاق وقال:

لي منزل معرفوه

ينهل غيثاً (1) كالسحب

أقبل ذا العذر به

وأكرم الجار الجنب وقال:

رأيت فتى يقول بشط مصر

على درج بدت والبعض غارق

متى غطى لنا الدرج استقمنا

فقلت نعم وتنصلح الدقائق وقال:

ومذ لزمت الحمام صرت فتى

خلا يداري من لا يداريه

أعرف حر الأشيا وباردها

وآخذ الماء من مجاريه قلت: لما كتب أبو الحسين الجزار إلى النصير الحمامي:

حسن التأتي مما يعين على

رزق الفتى والحظوظ تختلف

والعبد مذ كان في جزارته

يعرف من أين تؤكل الكتف كتبت إليه النصير البيتين المذكورين أولاً.

وقال النصير أيضاً (2) :

رأيت شخصاً آكلاً كرشةً

وهو أخو ذوقٍ وفيه فطن

وقال ما زلت محباً لها

قلت من الإيمان حب الوطن وقال النصير يوماً للسراج الوراق: قد عملت قصيدة في الصاحب تاج الدين وأشتهي أنك تزهزه لها وتشكرها، وسيرها إلى الصاحب، فلما أنشدت

(1) البدر السافر: لها انهمال.

(2)

مر البيتان في ج؟ 1: 129.

ص: 207

بحضرة السراج قال السراج بعد ما فرغ منها:

شاقني للنصير شعر بديع

ولمثلي في الشعر نقد بصير

ثم لما سمعت باسمك فيه

قلت نعم المولى ونعم النصير فأمر له الصاحب بدراهم وسيرها إليه وقال: قل له هذه مائتا درهم صنجة (1)، فلما أدى الرسول الرسالة قال النصير: قبّل الأرض بين يدي مولانا الصاحب وقل له: يسأل إحسانك وصدقاتك أن تكون عادة، فلما " بلغ " ذلك الصاحب أعجبه وقال: يكون ذلك عادته.

وكتب النصير إلى السراج يتشوقه:

وكدرت حمّامي بغيبتك التي

تكدّر من لذاتها صفو مشربي

فما كان صدر الحوض منشرحا بها

ولا كان قلب الماء فيها بطيّب وكتب أيضاً يستدعي إلى حمامه:

من الرأي عندي أن تواصل خلوة (2)

لها كبد حرّى وفيض عيون

تراعي نجوماً فيك من حرّ قلبها

وتبكي بدمع قارح وحزين

غدا قلبها صباً إليك وأنت إن

تأخرت أضحى في حياض منون وكتب ناصر الدين ابن النقيب إلى النصير وقد حصل له رمد:

يقولون لي عين النصير تألمت

ولازمه في جفنه الحكّ والأكل

فقلت أعين الراس أم عين غيره

فللعلو شيء لا يداوى به السفل

فقالوا بل العين التي تحت صلبه

فقلت لها التشييف (3) عندي والكحل

(1) لعله يعني أنها دراهم وازنة اي راجحة في وزنها على المعدل المتعارف؛ والصنجة: هي قطعة محررة بوزن بها عند السبك، ووقد جاء عند ابن بعرة ((فإذا احتجت مائة قيراط تحرر أيضاً بصنجة الماءة تحريراً ثانياً)) (كشف الأسرار العلمية: 75) .

(2)

كذا، ولعله ((خلة)) أو ((حلة)) .

(3)

التشييف: معالجة العين بالشيف، وهو نوع من القطرة.

ص: 208

وميل بماء الريق يبتلّ سفله

فيدخل سهلاً غير صعب وينسل

وأغسلها بالبيض واللبن الذي

عليّ بتقطيري له يجب الغسل

فإن شاء وافيت الأديب مداوياً

ولم أشتغل عنه وإن كان لي شغل فأجابه النصير رحمهما الله تعالى:

أيا من له في الطب علم مباشر

وما كلّ ذي قول له القول والفعل

أتيت بطبّ قد حوى البيع والشرا

تبين لي في ذلك الخرج والدخل

وإن كان ذا سهلاً بطبك إنه

بسقمي صعب ليس هذا به سهل

فلا عدم المملوك منك مداوياً

وما زال للمولى على عبده الفضل وقال النصير ذوبيت:

في وجهك للجمال والحسن فنون

في طرفك للسحر فتور وفتون

أنى أسلو هواك يا من باتت

عيناه تقول للهوى كن، فيكون وقال:

إن عجل النوروز قبل الوفا

عجّل للعالم صفع القفا

فقد كفى من دمعهم ما جرى

وما جرى من نيلهم ما كفى وقال:

إني لأكره في الأنام ثلاثة

ما إن لها في عدها من زائد

قرب البخيل وجاهلاً متعاقلاً

لا يستحي وتودداً من حاسد

ومن الرزية والبلية أن ترى

هذي الثلاثة جمعّ في واحد وكتب النصير إلى السراج الورّاق من أبيات:

كنت مثل الغزال والله يكفي

صرت في وجهه إذا جيت كلبا

ولعمري لا ذنب لي غير أني

تبت لله ظن ذلك ذنبا

وهو لو جاءني وقد تبت حتى

يبتغي حاجة فلن أتأبى

ص: 209

فأجابه السراج الوراق من أبيات:

وأتى الظبي مرسلاً منك فاستغ

ربتُ لما دعوت نفسك كلبا

ولكم جيت عادياً خلفه تل

هث عدواً للصيد بعداً وقربا

غير أني نظرت عين صفي ال

دين كادت أن تشرب الظبي شربا

فاترك التوبة التي قد نراها

لك وزراً كما زعمت وذنبا

واجتهد في رضاه عنك وقرّب

كلّ نائي المدى تنل منه قربا

فلكم رضت جامحاً في تراضي

هـ وذللت بالسفارة صعبا وكتب إلى السراج ملغزاً في نون:

ما اسم ثلاثي يرى واحداً

وقد يعد اثنين مكتوبه

يظهر لي من بعضه كله

إذ كلّ حرف منه مقلوبه

أضعف ثمانين إلى ستة

إن شئت لا يعددك محسوبه

اطلبه في البر وفي البحر لا

فات حجى مولاي مطلوبه فكتب إليه الوراق الجواب:

يا سالب الألباب من سحره

بمعجز أعجز أسلوبه

ألغزت في اسم وهو حرف وقد

يخفى علينا منك محجوبه

وهو اسم أنثى مرضع طفلها

غير لبان الناس مشروبه

مطّرد منعكس شكله

سيان في العين ومقلوبه وكتب النصير إلى الوراق:

أتى فصل الخريف عليّ جداً

بأمراض لواعجها شداد

وأعذر عائدي إن لم يعدني

وربّ مريض قوم لا يعاد فأجابه الورّاق:

خلائقك الربيع فليس تخشى

خريفاً في الجسوم له اعتياد

ص: 210

ولا والله لم أعلمك إلا

صحيحاً والصحيح فما يعاد وكتب النصير إلى الوراق أيضاً:

أيها المحسن الذي وهب الله

تعالى الحسنى له وزياده

ضاع ما كان من وصولات وصلي

فتصدّق بكتبها لي معاده

أين تلك الطروس نظماً ونثراً

منك تأتي على سبيل الإفاده

كلّ طرس يجلى عروساً بدرّ ال

قول كم من عقد وكم من قلاده

كان عيسى إذا أتاك رسول

منك يحيى خلاّ أمتّ وداده

شهد الله ليس لي غير ذكراك

وإلا خرست عند الشهاده فكتب الورّاق الجواب:

لم " يفارق سو " اد عيني حبيب

حلّ من قلبي المشوق سواده

فكأني ولا أذوق له رز

ءاً جرير وذاك عندي سواده

ذو بيان أدنى بلاغته تن

سيك قساً وعثره وإياده

جوهري الألفاظ كم قلد الأج

ياد عقداً من نظمه وقلاده

فعبيد (1) أدنى العبيد لديه

ولبيد عن نظمه ذو بلاده

ولأزجاله ابن قزمان يعنو

ولتوشيحه يقرّ عباده (2)

فات دار الطراز منه خلال

لو بها للسعيد تمت سعاده

يا صديقي الذي غدا راعياً

فيّ للأصدقاء فيّ زهاده

هجروني كأنني مصحف أو

مسجد قد أقيم أو سجاده

دمت نعم النصير لي ما تغنّت

ساجعات على ذرا ميّاده وكتب النصير إلى السراج ملغزاً في النار:

(1) يعني عبيد بن الأبرص.

(2)

عبادة بن ماء السماء وشاح أندلسي.

ص: 211

وما اسم ثلاثي له النفع والضّرر (1)

له طلعة تغني عن الشمس والقمر

وليس له وجه وليس له قفا

وليس له سمع وليس له بصر

يمد لساناً (2) تختشي الريح بأسه

ويسخر يوم الضرب بالصارم الذكر

يموت إذا ما قمت تسقيه قاصداً

وأعجب من ذا أن ذاك من الشجر

أيا سامع الأبيات دونك شرحها

وإلا فنم عنها ونبّه لها عمر فكتب إليه الورّاق الجواب:

أراك نثير الدين ألغزت في التي

تعيد لمسك الليل كافورة السحر

رأى معشر أن يعشقوها ديانة

وتا لله لا تبقي عليهم ولا تذر

وكل على قلب لهم ران إسمها

فمسكنهم منها ومأواهم سقر

وقد وصفوا (3) الحسناء في بهجة بها

كما وصفوا الحسناء بالشمس والقمر

ولو لم تكن ما طاب خبز لآكل

ولا لذّ ماء في حماك لمن عبر وكتب " النصير " إلى الورّاق ملغزاً في ديك:

أيا من لديه غامض الشعر يكشف

ومن بدره بادي السنا ليس يكسف

عساك هدى لي إنني اليوم ذاهل

عن الرشد فيما قد أرى متوقف

أرى اسماً له في الخافقين ترفّع

أخا يقظة ذكراً ولا يتعفف

رأيت به الأشياء تبدو وضدها

فكاد لهذا الأمر لا يتكيف

فعرّفه ذو السمع وهو منكر

ونكّره ذو اللبّ وهو معرّف

فجاوب لأحظى بالجواب فإنه

إذا جاوب المولى العبيد يشرّف فكتب إليه الورّاق الجواب عن ذلك:

(1) ص: والضر.

(2)

ص: لسانه.

(3)

ص: وصفوها.

ص: 212

إليك نصير الدين مني إجابة

بها أوضح المعنى الخفيّ وأكشف

رايتك قد ألغزت لي في متوج

بتذكاره أسماعنا تتشنّف

ينبّه قوماً للصلاة ومعشراً (1)

عبادتهم آس وكاس وقرقف

له كرم قد سار عنه وغيره

وعرف به من غيره ظلّ يعرف

حظيّ تراه وادعاً في ضرائر

يزينه تاج وبرد مفوّف

وفي قلبه كيد ولكنّ صدره

غدا ضيّقاً مثلي بذلك يوصف وكتب النصير إلى الوراق ملغزاً في نعامة:

ومفرد جمعاً يرى

بحذف بعض الأحرف

اسم " نعا " أكثره

فقال باقيه اكفف

تراه يغدو مسرعاً

في برده المفوّف فكتب الورّاق الجواب:

لو قلت في من قد نعى

مات لصدقتك في

فكل باغ كالذي

تبغي رهين التلف

ألغزت في اسم طائر

في الأرض عنا ما خفي

يفحص فافحص عنه يا

ربّ الفتون تعرف

وهو لعمري في السما

ء يفتضي ويقتفي وكتب النصير إلى الورّاق وعنده أحمد الموصلي الزجال:

عندنا من غدا بحبك مغرىً

وله فيك لوعةٌ وغرام

موصليّ يهوى الملاح إذا ما

جاء صبح اللحى وولّى الظلام

فهو لا ينتهي عن الشيب بالش

يب فماذا تقول يجدي الملام

لو تبدّى لعينه ابن ثمانين

غدا وهو عاشق مستهام

(1) ص: ومعشر.

ص: 213

قرّ عيناً وطب فديتك نفساً

عنده أنت أنت بدر تمام فكتب إليه الورّاق الجواب:

حبذا من بنات فكرك عذرا

ء بها من فتيق مسك ختام

خلت ميم الرويّ فاها (1) وقد ض

اق ومن ذاق قال فيه مدام

ولها من عقود فضلك حلي

لم يحز مثل درّه النظّام

أذكرت بالشباب عيشاً خليعاً

نبت فوديه بعد آس ثمام

كيف لا كيف لا ولم أر صعباً

قط يأتي إلا وأنت زمام

وبما فيك من تأتّ ولطف

أنا شيخ للموصليّ غلام

فهو نعم المولى، ونعم النصير ال

مرتضى أنت صاحباً والسلام وكتب النصير إلى الورّاق ملغزاً في كنافة (2) :

يا واحداً في عصره بمصره

ومن له حسن السناء والسنا

تعرف لي اسماً فيه ذوق (3) وذكا

حلو المحيا والجنان والجنى

والحلّ والعقد له في دسته

ومجلس الصدر وفي الصدر المنى

إن قيل يوماً هل لذاك كنية

فقل لهم لم يخل يوماً من " كنا " فكتب الورّاق الجواب:

لبيك يا نعم النصير والذي

أدنت (4) به المنية لي كلّ المنى

عرّفتني الإسم الذي عرفته

وكاد يخفى سرّه لولا " الكنا "

له من الحور الحسان طلعة

تقابل المرآة منها الأحسنا

(1) ص: فواها.

(2)

قال في البدر السافر: وكتب إلى قاضي القضاة تقي الدين القشيري يطلب منه كنافة فبلغني أنه أرسل إليه عشرين درهماً.

(3)

البدر السافر: حاز ذوقاً.

(4)

ص: أذنت.

ص: 214

وخدنه بعض اسمه طيراً غدا

أصدق شيء إن بلوت الألسنا

وهو لسان كله وبعد ذا

تنظره عند الكلام ألكنا

وفي خوان المجد كانا مألفي

عند الصيام ربّ فاجمع بيننا وكتب النصير إلى الوراق مع ظروف (1) يقطين في فرد (2) :

يا من لدفع الردى غدا جنه

ومن له في قبولها المنه

هدية في الإناء تتبعها خير

ثناء (3) وهكذا السنه فكتب الوراق الجواب:

يا من غدا لي من العدا جنه

ومن بحمامه لنا جنه

جاء بها الفرد وهو ممتلىء

ملء فؤاد الحماة بالكنه

وكل ظرف منها بنوه على ال

فتح فحقق في حبه ظنه وقال النصير يصف حمامه:

حمام الأديب العارف

ما تجري وحال (4) واقف بها اسطول وما فيه اسطال (5)

والماء يتزن بالقسطال (6)

والمال رأيته بطال

والاسكندراني ناشف

(1) ص: ضروف.

(2)

فرد: أظنها تعتني الجوالق الضخم، وفي عامية بعض القرى القسطنطينية ((فردة)) ، ولعلها سميت كذلك لأنها أحد شقي الحمل على الجمل أو غيره.

(3)

ص: حيز نبى، دون إعجام للباء.

(4)

أي وحالها، ويلاحظ أنه يشير إلى الحمام بالتأنيث، كما يقال لإحدى النعلين ((فردة)) .

(5)

أي فيها عدد كبير من الناس ((اسطول)) وليس فيها دلاء ((اسطال)) .

(6)

القسطل: أنبوب من الخزف أو غيره يجري فيه الماء، وقد جعل الفتحة ألفاً للوزن.

ص: 215

وما رأيت فيها بلان (1)

يسرح لأحد باحسان

والزبال يعر القوسان

قال والهاتمه يتصالف

ذي دونه وقيمها دون

مبنيه على ميه مجنون

والما في المجاري مخزون

والأنبوب معوج تالف

وتابوت على فسقيه (2)

قلتو مت بالكليه

خذو من نصير الديه

وإلا اثنينا نتناصف

وكتب النصير إلى الوراق موشح:

أهوى رشاً في مهجتي مرتعه

أفديه ربيب

لا بل قمراً في ناظري مطلعه

لم يدر مغيب حقف وهلال وغزال وغصن

إن قام وإن رنا وإن لاح وإن

والمؤمن كيس كما قيل فطن

قلبي أبداً إلى محياه يحن

ما أبعده وفي الحشا موضعه

ناء وقريب

(1) البلان: الصبي الذي يخدم في الحمام.

(2)

الفسقية: مجتمع الماء (شفاء الغليل) .

ص: 216

قد راق به شعري لمن يسمعه

إذ كان حبيب يا خجلة غصن البان لما خطرا

يا حيرة بدر التم لما سفرا

يا غيرة ظبي الرمل لما نظرا

يا رخص فتيق المسك لما نثرا

من لؤلؤ نثره لمن يجمعه

زاه ورطيب

ما أسعد ما أغنى فتى يصنعه

عقداً لتريب (1) دعني فحديث العشق إفك ومرا

عندي أبد الزمان والحق أرى

مدحي لسراج الدين نرو الشعرا

والكاتب عند الأمرا والوزرا

كم فيه فضيلة له ترفعه

عن قدر أديب

الله بما قد حازه ينفعه

والله مجيب "

" (2) وفاق معنا (3) كرما

تلقاه إذا نحوته في العلما

ألمفرد في زمانه والعلما

كن ممتثلا مرسومه إن رسما

فالفضل إليه كله مرجعه

والرأي مصيب

لولا عمر (4) الفضل عفت أربعه

أو كان غريب

(1) التريب: ما دون النحر من الصدر.

(2)

بياض في ص.

(3)

ص: معن، ومعن بن زائدة مشهور بسخائه.

(4)

يعن السراج الوارق، واسمه عمر.

ص: 217

بالفرع غدت في شفق الحدين

كالبدر يلوح نوره للعين

لما رميت من هاجري بالشين

غنته وقد فارقها يومين

قد غاب ولي يومين ما أقشعه

خلوه يغيب

لو راح إلى نجد أنا أتبعه

حتى لو اصيب فأجابه السراج الوراق:

البدر على غصن النقا مطلعه

من فوق كثيب

من طرفي والقلب له موضعه

يبدو ويغيب إنسان عيوني ظل في الدمع غريق

والقلب بنار البعد والصد (1) حريق

من يطفئها من مسكر الراح بريق

والدر بثغر راق لمعاً وبريق

من يمنحه السؤال لا يمنعه

ظمآن كئيب

أبلاه بما يخفى به موضعه

عن مس طبيب من فترة جفنه أثار الفتنا

واستل بها من الجفون الوسنا

إن ماس وإن أسفر أو عن لنا

كالغصن وكالبدر وكالظبي رنا

دع وصفي فالحسن له أجمعه

من غير ضريب

وانظر ملحا أضعاف ما تسمعه

من كل لبيب

(1) ص: والضد.

ص: 218

لم أنس وسكري بين كاس ورضاب

من فيه، وشكي بين ثغر وحباب

والليل كما شاب على إثر شباب

والجو لنا رق كما رق عتاب

لا بل غزل النصير إذ موقعه

من كل أديب

كالماء من الظمآن إذ يكرعه

في قيظ أبيب (1) شيخ الأدباء شرقها والغرب

من كل عروض يمتطي أو ضرب

أو وصف مقام لذة أو حرب

كم هز معاطف القنا والقضب

بالجزل من اللفظ الذي يبدعه

من كل غريب

قد سلم في الشعر له أشجعه

والشيخ حبيب (2) هذا وإذا جدد خلعاً لعذار

في وصف رشيق القد أو ذات خمار

أذكى لك منه الشجر الأخضر نار

كم قد فتنت وجداً به ذات سوار

الفته وقالت أي تراها معه

تأخذ بنصيب

مني وإذا زوجي أتى يصفعه

لو كان شبيب

(1) أبيب: الشهر الحادي عشر من الشهور القبطية، ويقع في تموز (يوليه) .

(2)

يعني أشجع السلمي وحبيب بن أوس (ابا تمام) .

ص: 219