الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هيهات ألفك إلا أن أجيء بها
…
من فضل مولى لطيف المنّ مفضال فأمر له المهدي بألف دينار ولسالم بألف درهم.
ومرّ نصيب بباب الفضل بن يحيى فقال:
ما لقينا من جود فضل بن يحيى
…
جعل الناس كلّهم شعراء وكانت وفاته بعد التسعين والمائة، رحمه الله.
551 -
(1)
"
النصير الحمامي
"
النّصير - بفتح النون - ابن احمد بن علي المناوي الحمّامي؛ قال الحافظ العلامة أثر الدين أبو حيان: كان المذكور أديباً بمصر، كيّس الأخلاق يتحرّف باكتراء الحمامات، وأسنّ وضعف عن ذلك، وكان يستجدي بالشّعر، توفي سنة اثنتي (2) عشرة وسبعمائة، رحمه الله.
من شعره:
لا تفه ما حييت إلا بخير
…
ليكون الجواب خيراً (3) لديكا
قد سمعت الصّدى وذاك جماد
…
كلّ شيء تقول ردّ عليكا أخذ هذا المعنى من ابن سناء الملك حيث يقول (4) :
(1) الزركشي: 338 والبدر السافر: 212 والدرر الكامنة 5: 166 وحسن المحاضرة 1: 569 وفي البدر السافر أن وفاته ظناً سنة 704 وفي الدرر أنه توفي سنة 708، ولم يرد في المطبوعة من هذه الترجمة إلا شيء يسير.
(2)
ص: اثنا.
(3)
ص: خير.
(4)
ديوان ابن سناء الملك: 791.
بان عليها الذل من بعدهم
…
وزاد حتى كاد أن لا يبين
فإن تقل أين الذين اغتدوا
…
يقل صداها لك أين الذين وأخذه ابن سناء الملك من القاضي ناصح الدين الأرجاني حيث قال (1) :
سال الصدا عنه وأصغى للصدا
…
كيما يقول فقال مثل مقاله
ناداه اين ترى محط رحاله
…
فأجاب أين ترى محط رحاله ومن شعر النصير:
أقول والكأس قد تبدت
…
في كف أحوى أغن أحور
خربت بيتي وبيت غيري
…
وأصل ذا كعبك المدور ومنه أيضاً:
إن الغزال الذي هام الفؤاد به
…
استأنس اليوم (2) عندي بعد ما نفرا
أظهرتها طاهريات وقد ربضت
…
فيها الأسود (3) رآها الظبي فانكسرا ومنه أيضاً:
قالوا افتضحت بحبه
…
فأجبت لي في ذا اعتذار
من لي بكتمان الهوى
…
وبخده نم العذار وقال أيضاً:
ما زال يسقيني زلاب رضابه
…
لما خفيت ضنىً وذبت توقدا
ويظنني حياً رويت بريقه
…
فإذا دعا قلبي يجاوبه الصدا وقال أيضاً:
ماذا يضرك لو سمحت بزورةٍ
…
وشفعتها لمكارم الأخلاق
(1) ديوان الأرجائي: 328.
(2)
ص: النوم.
(3)
البدر السافر: بها أسود.
وردعت نفسك حين تمنعك اللقا
…
وتقول هذا آخر العشاق وقال:
لي منزل معرفوه
…
ينهل غيثاً (1) كالسحب
أقبل ذا العذر به
…
وأكرم الجار الجنب وقال:
رأيت فتى يقول بشط مصر
…
على درج بدت والبعض غارق
متى غطى لنا الدرج استقمنا
…
فقلت نعم وتنصلح الدقائق وقال:
ومذ لزمت الحمام صرت فتى
…
خلا يداري من لا يداريه
أعرف حر الأشيا وباردها
…
وآخذ الماء من مجاريه قلت: لما كتب أبو الحسين الجزار إلى النصير الحمامي:
حسن التأتي مما يعين على
…
رزق الفتى والحظوظ تختلف
والعبد مذ كان في جزارته
…
يعرف من أين تؤكل الكتف كتبت إليه النصير البيتين المذكورين أولاً.
وقال النصير أيضاً (2) :
رأيت شخصاً آكلاً كرشةً
…
وهو أخو ذوقٍ وفيه فطن
وقال ما زلت محباً لها
…
قلت من الإيمان حب الوطن وقال النصير يوماً للسراج الوراق: قد عملت قصيدة في الصاحب تاج الدين وأشتهي أنك تزهزه لها وتشكرها، وسيرها إلى الصاحب، فلما أنشدت
(1) البدر السافر: لها انهمال.
(2)
مر البيتان في ج؟ 1: 129.
بحضرة السراج قال السراج بعد ما فرغ منها:
شاقني للنصير شعر بديع
…
ولمثلي في الشعر نقد بصير
ثم لما سمعت باسمك فيه
…
قلت نعم المولى ونعم النصير فأمر له الصاحب بدراهم وسيرها إليه وقال: قل له هذه مائتا درهم صنجة (1)، فلما أدى الرسول الرسالة قال النصير: قبّل الأرض بين يدي مولانا الصاحب وقل له: يسأل إحسانك وصدقاتك أن تكون عادة، فلما " بلغ " ذلك الصاحب أعجبه وقال: يكون ذلك عادته.
وكتب النصير إلى السراج يتشوقه:
وكدرت حمّامي بغيبتك التي
…
تكدّر من لذاتها صفو مشربي
فما كان صدر الحوض منشرحا بها
…
ولا كان قلب الماء فيها بطيّب وكتب أيضاً يستدعي إلى حمامه:
من الرأي عندي أن تواصل خلوة (2)
…
لها كبد حرّى وفيض عيون
تراعي نجوماً فيك من حرّ قلبها
…
وتبكي بدمع قارح وحزين
غدا قلبها صباً إليك وأنت إن
…
تأخرت أضحى في حياض منون وكتب ناصر الدين ابن النقيب إلى النصير وقد حصل له رمد:
يقولون لي عين النصير تألمت
…
ولازمه في جفنه الحكّ والأكل
فقلت أعين الراس أم عين غيره
…
فللعلو شيء لا يداوى به السفل
فقالوا بل العين التي تحت صلبه
…
فقلت لها التشييف (3) عندي والكحل
(1) لعله يعني أنها دراهم وازنة اي راجحة في وزنها على المعدل المتعارف؛ والصنجة: هي قطعة محررة بوزن بها عند السبك، ووقد جاء عند ابن بعرة ((فإذا احتجت مائة قيراط تحرر أيضاً بصنجة الماءة تحريراً ثانياً)) (كشف الأسرار العلمية: 75) .
(2)
كذا، ولعله ((خلة)) أو ((حلة)) .
(3)
التشييف: معالجة العين بالشيف، وهو نوع من القطرة.
وميل بماء الريق يبتلّ سفله
…
فيدخل سهلاً غير صعب وينسل
وأغسلها بالبيض واللبن الذي
…
عليّ بتقطيري له يجب الغسل
فإن شاء وافيت الأديب مداوياً
…
ولم أشتغل عنه وإن كان لي شغل فأجابه النصير رحمهما الله تعالى:
أيا من له في الطب علم مباشر
…
وما كلّ ذي قول له القول والفعل
أتيت بطبّ قد حوى البيع والشرا
…
تبين لي في ذلك الخرج والدخل
وإن كان ذا سهلاً بطبك إنه
…
بسقمي صعب ليس هذا به سهل
فلا عدم المملوك منك مداوياً
…
وما زال للمولى على عبده الفضل وقال النصير ذوبيت:
في وجهك للجمال والحسن فنون
…
في طرفك للسحر فتور وفتون
أنى أسلو هواك يا من باتت
…
عيناه تقول للهوى كن، فيكون وقال:
إن عجل النوروز قبل الوفا
…
عجّل للعالم صفع القفا
فقد كفى من دمعهم ما جرى
…
وما جرى من نيلهم ما كفى وقال:
إني لأكره في الأنام ثلاثة
…
ما إن لها في عدها من زائد
قرب البخيل وجاهلاً متعاقلاً
…
لا يستحي وتودداً من حاسد
ومن الرزية والبلية أن ترى
…
هذي الثلاثة جمعّ في واحد وكتب النصير إلى السراج الورّاق من أبيات:
كنت مثل الغزال والله يكفي
…
صرت في وجهه إذا جيت كلبا
ولعمري لا ذنب لي غير أني
…
تبت لله ظن ذلك ذنبا
وهو لو جاءني وقد تبت حتى
…
يبتغي حاجة فلن أتأبى
فأجابه السراج الوراق من أبيات:
وأتى الظبي مرسلاً منك فاستغ
…
ربتُ لما دعوت نفسك كلبا
ولكم جيت عادياً خلفه تل
…
هث عدواً للصيد بعداً وقربا
غير أني نظرت عين صفي ال
…
دين كادت أن تشرب الظبي شربا
فاترك التوبة التي قد نراها
…
لك وزراً كما زعمت وذنبا
واجتهد في رضاه عنك وقرّب
…
كلّ نائي المدى تنل منه قربا
فلكم رضت جامحاً في تراضي
…
هـ وذللت بالسفارة صعبا وكتب إلى السراج ملغزاً في نون:
ما اسم ثلاثي يرى واحداً
…
وقد يعد اثنين مكتوبه
يظهر لي من بعضه كله
…
إذ كلّ حرف منه مقلوبه
أضعف ثمانين إلى ستة
…
إن شئت لا يعددك محسوبه
اطلبه في البر وفي البحر لا
…
فات حجى مولاي مطلوبه فكتب إليه الوراق الجواب:
يا سالب الألباب من سحره
…
بمعجز أعجز أسلوبه
ألغزت في اسم وهو حرف وقد
…
يخفى علينا منك محجوبه
وهو اسم أنثى مرضع طفلها
…
غير لبان الناس مشروبه
مطّرد منعكس شكله
…
سيان في العين ومقلوبه وكتب النصير إلى الوراق:
أتى فصل الخريف عليّ جداً
…
بأمراض لواعجها شداد
وأعذر عائدي إن لم يعدني
…
وربّ مريض قوم لا يعاد فأجابه الورّاق:
خلائقك الربيع فليس تخشى
…
خريفاً في الجسوم له اعتياد
ولا والله لم أعلمك إلا
…
صحيحاً والصحيح فما يعاد وكتب النصير إلى الوراق أيضاً:
أيها المحسن الذي وهب الله
…
تعالى الحسنى له وزياده
ضاع ما كان من وصولات وصلي
…
فتصدّق بكتبها لي معاده
أين تلك الطروس نظماً ونثراً
…
منك تأتي على سبيل الإفاده
كلّ طرس يجلى عروساً بدرّ ال
…
قول كم من عقد وكم من قلاده
كان عيسى إذا أتاك رسول
…
منك يحيى خلاّ أمتّ وداده
شهد الله ليس لي غير ذكراك
…
وإلا خرست عند الشهاده فكتب الورّاق الجواب:
لم " يفارق سو " اد عيني حبيب
…
حلّ من قلبي المشوق سواده
فكأني ولا أذوق له رز
…
ءاً جرير وذاك عندي سواده
ذو بيان أدنى بلاغته تن
…
سيك قساً وعثره وإياده
جوهري الألفاظ كم قلد الأج
…
ياد عقداً من نظمه وقلاده
فعبيد (1) أدنى العبيد لديه
…
ولبيد عن نظمه ذو بلاده
ولأزجاله ابن قزمان يعنو
…
ولتوشيحه يقرّ عباده (2)
فات دار الطراز منه خلال
…
لو بها للسعيد تمت سعاده
يا صديقي الذي غدا راعياً
…
فيّ للأصدقاء فيّ زهاده
هجروني كأنني مصحف أو
…
مسجد قد أقيم أو سجاده
دمت نعم النصير لي ما تغنّت
…
ساجعات على ذرا ميّاده وكتب النصير إلى السراج ملغزاً في النار:
(1) يعني عبيد بن الأبرص.
(2)
عبادة بن ماء السماء وشاح أندلسي.
وما اسم ثلاثي له النفع والضّرر (1)
…
له طلعة تغني عن الشمس والقمر
وليس له وجه وليس له قفا
…
وليس له سمع وليس له بصر
يمد لساناً (2) تختشي الريح بأسه
…
ويسخر يوم الضرب بالصارم الذكر
يموت إذا ما قمت تسقيه قاصداً
…
وأعجب من ذا أن ذاك من الشجر
أيا سامع الأبيات دونك شرحها
…
وإلا فنم عنها ونبّه لها عمر فكتب إليه الورّاق الجواب:
أراك نثير الدين ألغزت في التي
…
تعيد لمسك الليل كافورة السحر
رأى معشر أن يعشقوها ديانة
…
وتا لله لا تبقي عليهم ولا تذر
وكل على قلب لهم ران إسمها
…
فمسكنهم منها ومأواهم سقر
وقد وصفوا (3) الحسناء في بهجة بها
…
كما وصفوا الحسناء بالشمس والقمر
ولو لم تكن ما طاب خبز لآكل
…
ولا لذّ ماء في حماك لمن عبر وكتب " النصير " إلى الورّاق ملغزاً في ديك:
أيا من لديه غامض الشعر يكشف
…
ومن بدره بادي السنا ليس يكسف
عساك هدى لي إنني اليوم ذاهل
…
عن الرشد فيما قد أرى متوقف
أرى اسماً له في الخافقين ترفّع
…
أخا يقظة ذكراً ولا يتعفف
رأيت به الأشياء تبدو وضدها
…
فكاد لهذا الأمر لا يتكيف
فعرّفه ذو السمع وهو منكر
…
ونكّره ذو اللبّ وهو معرّف
فجاوب لأحظى بالجواب فإنه
…
إذا جاوب المولى العبيد يشرّف فكتب إليه الورّاق الجواب عن ذلك:
(1) ص: والضر.
(2)
ص: لسانه.
(3)
ص: وصفوها.
إليك نصير الدين مني إجابة
…
بها أوضح المعنى الخفيّ وأكشف
رايتك قد ألغزت لي في متوج
…
بتذكاره أسماعنا تتشنّف
ينبّه قوماً للصلاة ومعشراً (1)
…
عبادتهم آس وكاس وقرقف
له كرم قد سار عنه وغيره
…
وعرف به من غيره ظلّ يعرف
حظيّ تراه وادعاً في ضرائر
…
يزينه تاج وبرد مفوّف
وفي قلبه كيد ولكنّ صدره
…
غدا ضيّقاً مثلي بذلك يوصف وكتب النصير إلى الوراق ملغزاً في نعامة:
ومفرد جمعاً يرى
…
بحذف بعض الأحرف
اسم " نعا " أكثره
…
فقال باقيه اكفف
تراه يغدو مسرعاً
…
في برده المفوّف فكتب الورّاق الجواب:
لو قلت في من قد نعى
…
مات لصدقتك في
فكل باغ كالذي
…
تبغي رهين التلف
ألغزت في اسم طائر
…
في الأرض عنا ما خفي
يفحص فافحص عنه يا
…
ربّ الفتون تعرف
وهو لعمري في السما
…
ء يفتضي ويقتفي وكتب النصير إلى الورّاق وعنده أحمد الموصلي الزجال:
عندنا من غدا بحبك مغرىً
…
وله فيك لوعةٌ وغرام
موصليّ يهوى الملاح إذا ما
…
جاء صبح اللحى وولّى الظلام
فهو لا ينتهي عن الشيب بالش
…
يب فماذا تقول يجدي الملام
لو تبدّى لعينه ابن ثمانين
…
غدا وهو عاشق مستهام
(1) ص: ومعشر.
قرّ عيناً وطب فديتك نفساً
…
عنده أنت أنت بدر تمام فكتب إليه الورّاق الجواب:
حبذا من بنات فكرك عذرا
…
ء بها من فتيق مسك ختام
خلت ميم الرويّ فاها (1) وقد ض
…
اق ومن ذاق قال فيه مدام
ولها من عقود فضلك حلي
…
لم يحز مثل درّه النظّام
أذكرت بالشباب عيشاً خليعاً
…
نبت فوديه بعد آس ثمام
كيف لا كيف لا ولم أر صعباً
…
قط يأتي إلا وأنت زمام
وبما فيك من تأتّ ولطف
…
أنا شيخ للموصليّ غلام
فهو نعم المولى، ونعم النصير ال
…
مرتضى أنت صاحباً والسلام وكتب النصير إلى الورّاق ملغزاً في كنافة (2) :
يا واحداً في عصره بمصره
…
ومن له حسن السناء والسنا
تعرف لي اسماً فيه ذوق (3) وذكا
…
حلو المحيا والجنان والجنى
والحلّ والعقد له في دسته
…
ومجلس الصدر وفي الصدر المنى
إن قيل يوماً هل لذاك كنية
…
فقل لهم لم يخل يوماً من " كنا " فكتب الورّاق الجواب:
لبيك يا نعم النصير والذي
…
أدنت (4) به المنية لي كلّ المنى
عرّفتني الإسم الذي عرفته
…
وكاد يخفى سرّه لولا " الكنا "
له من الحور الحسان طلعة
…
تقابل المرآة منها الأحسنا
(1) ص: فواها.
(2)
قال في البدر السافر: وكتب إلى قاضي القضاة تقي الدين القشيري يطلب منه كنافة فبلغني أنه أرسل إليه عشرين درهماً.
(3)
البدر السافر: حاز ذوقاً.
(4)
ص: أذنت.
وخدنه بعض اسمه طيراً غدا
…
أصدق شيء إن بلوت الألسنا
وهو لسان كله وبعد ذا
…
تنظره عند الكلام ألكنا
وفي خوان المجد كانا مألفي
…
عند الصيام ربّ فاجمع بيننا وكتب النصير إلى الوراق مع ظروف (1) يقطين في فرد (2) :
يا من لدفع الردى غدا جنه
…
ومن له في قبولها المنه
هدية في الإناء تتبعها خير
…
ثناء (3) وهكذا السنه فكتب الوراق الجواب:
يا من غدا لي من العدا جنه
…
ومن بحمامه لنا جنه
جاء بها الفرد وهو ممتلىء
…
ملء فؤاد الحماة بالكنه
وكل ظرف منها بنوه على ال
…
فتح فحقق في حبه ظنه وقال النصير يصف حمامه:
حمام الأديب العارف
…
ما تجري وحال (4) واقف بها اسطول وما فيه اسطال (5)
…
والماء يتزن بالقسطال (6)
…
والمال رأيته بطال
…
والاسكندراني ناشف
…
(1) ص: ضروف.
(2)
فرد: أظنها تعتني الجوالق الضخم، وفي عامية بعض القرى القسطنطينية ((فردة)) ، ولعلها سميت كذلك لأنها أحد شقي الحمل على الجمل أو غيره.
(3)
ص: حيز نبى، دون إعجام للباء.
(4)
أي وحالها، ويلاحظ أنه يشير إلى الحمام بالتأنيث، كما يقال لإحدى النعلين ((فردة)) .
(5)
أي فيها عدد كبير من الناس ((اسطول)) وليس فيها دلاء ((اسطال)) .
(6)
القسطل: أنبوب من الخزف أو غيره يجري فيه الماء، وقد جعل الفتحة ألفاً للوزن.
وما رأيت فيها بلان (1)
…
يسرح لأحد باحسان
…
والزبال يعر القوسان
…
قال والهاتمه يتصالف
…
ذي دونه وقيمها دون
…
مبنيه على ميه مجنون
…
والما في المجاري مخزون
…
والأنبوب معوج تالف
…
وتابوت على فسقيه (2)
…
قلتو مت بالكليه
…
خذو من نصير الديه
…
وإلا اثنينا نتناصف
…
وكتب النصير إلى الوراق موشح:
أهوى رشاً في مهجتي مرتعه
…
أفديه ربيب
لا بل قمراً في ناظري مطلعه
…
لم يدر مغيب حقف وهلال وغزال وغصن
…
إن قام وإن رنا وإن لاح وإن
…
والمؤمن كيس كما قيل فطن
…
قلبي أبداً إلى محياه يحن
…
ما أبعده وفي الحشا موضعه
…
ناء وقريب
(1) البلان: الصبي الذي يخدم في الحمام.
(2)
الفسقية: مجتمع الماء (شفاء الغليل) .
قد راق به شعري لمن يسمعه
…
إذ كان حبيب يا خجلة غصن البان لما خطرا
…
يا حيرة بدر التم لما سفرا
…
يا غيرة ظبي الرمل لما نظرا
…
يا رخص فتيق المسك لما نثرا
…
من لؤلؤ نثره لمن يجمعه
…
زاه ورطيب
ما أسعد ما أغنى فتى يصنعه
…
عقداً لتريب (1) دعني فحديث العشق إفك ومرا
…
عندي أبد الزمان والحق أرى
…
مدحي لسراج الدين نرو الشعرا
…
والكاتب عند الأمرا والوزرا
…
كم فيه فضيلة له ترفعه
…
عن قدر أديب
الله بما قد حازه ينفعه
…
والله مجيب "
…
" (2) وفاق معنا (3) كرما
…
تلقاه إذا نحوته في العلما
…
ألمفرد في زمانه والعلما
…
كن ممتثلا مرسومه إن رسما
…
فالفضل إليه كله مرجعه
…
والرأي مصيب
لولا عمر (4) الفضل عفت أربعه
…
أو كان غريب
(1) التريب: ما دون النحر من الصدر.
(2)
بياض في ص.
(3)
ص: معن، ومعن بن زائدة مشهور بسخائه.
(4)
يعن السراج الوارق، واسمه عمر.
بالفرع غدت في شفق الحدين
…
كالبدر يلوح نوره للعين
…
لما رميت من هاجري بالشين
…
غنته وقد فارقها يومين
…
قد غاب ولي يومين ما أقشعه
…
خلوه يغيب
لو راح إلى نجد أنا أتبعه
…
حتى لو اصيب فأجابه السراج الوراق:
البدر على غصن النقا مطلعه
…
من فوق كثيب
من طرفي والقلب له موضعه
…
يبدو ويغيب إنسان عيوني ظل في الدمع غريق
…
والقلب بنار البعد والصد (1) حريق
…
من يطفئها من مسكر الراح بريق
…
والدر بثغر راق لمعاً وبريق
…
من يمنحه السؤال لا يمنعه
…
ظمآن كئيب
أبلاه بما يخفى به موضعه
…
عن مس طبيب من فترة جفنه أثار الفتنا
…
واستل بها من الجفون الوسنا
…
إن ماس وإن أسفر أو عن لنا
…
كالغصن وكالبدر وكالظبي رنا
…
دع وصفي فالحسن له أجمعه
…
من غير ضريب
وانظر ملحا أضعاف ما تسمعه
…
من كل لبيب
(1) ص: والضد.
لم أنس وسكري بين كاس ورضاب
…
من فيه، وشكي بين ثغر وحباب
…
والليل كما شاب على إثر شباب
…
والجو لنا رق كما رق عتاب
…
لا بل غزل النصير إذ موقعه
…
من كل أديب
كالماء من الظمآن إذ يكرعه
…
في قيظ أبيب (1) شيخ الأدباء شرقها والغرب
…
من كل عروض يمتطي أو ضرب
…
أو وصف مقام لذة أو حرب
…
كم هز معاطف القنا والقضب
…
بالجزل من اللفظ الذي يبدعه
…
من كل غريب
قد سلم في الشعر له أشجعه
…
والشيخ حبيب (2) هذا وإذا جدد خلعاً لعذار
…
في وصف رشيق القد أو ذات خمار
…
أذكى لك منه الشجر الأخضر نار
…
كم قد فتنت وجداً به ذات سوار
…
الفته وقالت أي تراها معه
…
تأخذ بنصيب
مني وإذا زوجي أتى يصفعه
…
لو كان شبيب
(1) أبيب: الشهر الحادي عشر من الشهور القبطية، ويقع في تموز (يوليه) .
(2)
يعني أشجع السلمي وحبيب بن أوس (ابا تمام) .