الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
514 -
(1)
ابن الملحي الواعظ
محمود (2) بن القاسم بن أبي البدر المحلي (3) ؛ هو الشيخ العالم الفاضل الكامل شمس الدين ابن الملحي الواعظ الواسطي. توفي آخر جمعة في شهر رمضان سنة أربع وأربعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى، وقد ناهر السبعين؛ فمن شعره:
رعى الله ربعاً كنتم فيه جيرتي
…
وعيشاً تقضي معكم يا أحبتي
وحيا زماناً كان يجمع بيننا
…
ونحن جميعاً في سرور ولذة
ولا غيرت أيدي الزمان منازلاً
…
نزلتم رباها يا أهيل مودتي
ولا أقفرت تلك الديار التي بها
…
تقضت ليالي أنسنا وتولت
إذا ما جرى تذكاركم في مسامعي
…
جرى دمع عيني فوق صفحة وجنتي
فلله ما أحلى قديم حديثكم
…
وأطيبه عندي عشاي وغدوتي
أحبة قلبي أين أنسي بقربكم
…
لقد هدني من بعدكم طول وحشتي
تعجلتم بالبعد لما عرفتكم
…
فما وقع التعريف إلا لشقوتي
أحن إليكم كلما هبت الصبا
…
على أثلات الرقمتين ورقت
ويطلبكم قلبي على البعد والنوى
…
وأين سبيلي بعدكم، أين حيلتي
نظرت إلى الأحباب يوم وداعهم
…
فكانت من الأحباب آخر نظرتي
وناديتهم (4) هذا الرحيل، متى اللقا
…
ألا خبروني كم على الصبر مدتي؟
(1) الزركشي: 326 والدرر الكامنة 4: 260 (وفيه محمد بن القاسم كما في ص) ؛ ومعظم الترجمة ثابت في المطبوعة.
(2)
ص: محمد، وصوبنا عن الزركشي.
(3)
الدرر: المليحي.
(4)
ص: وناديتم.
وقلت لهم قلبي لديكم وديعة
…
يسافر معكم فاحفظوا لي وديعتي
عسى تسمح الأيام تجمع بيننا
…
وترجع أوطاري ولذاتي التي
ويطرب سمعي من لذيذ حديثكم
…
وتنظر عيني أنجمي وأهلتي وقال أيضاً:
أنوح إذا الحادي بذكركم غنى
…
وأبكي إذا ما البرق من نحوكم عنا
وكيف شكا قلبي تداويت باسمكم
…
ونعم الدوا أنتم على قلبي المضنى
بكم ولهي لا بالعذيب ولا النقا
…
وأنتم مرادي لا سعاد ولا لبنى
لقد عاش من أنتم من العمر حظه
…
ومات الذي في غيركم عمره يفنى
يلد لي الليل الطويل بذكركم
…
فما أطيب الليل الطويل إذا جنا
أحبتنا أين المواثيق بيننا
…
زمان خلونا الحمى وتعاهدنا
ظنناكم للعمر ذخراً وعدة
…
فيا قرب ما خيبتم بكم الظنا
سمعتم من الأعدء قولهم بنا
…
ومن أجل ما قالوا تغيرتم عنا
تغيرتم عنا بصحبة غيرنا
…
وأظهرتم الهجران، ما هكذا كنا
واقسمتم أن لا تحولوا عن الوفا
…
فحلتم عن العهد القديم وما حلنا
أأحبابنا ما كان أهنأ عيشنا
…
ولكنه ولى كطيف بدا وهنا
مررنا على أوطانكم بعد بعدكم
…
فمذ نحن شاهدنا أماكنكم نحنا
ولما تخيلنا جمالكم بها
…
وقفنا على تلك الديار وسلمنا
سلام على العيش الذي بكم مضى
…
فما كان أشهاه لدي وما أهنا
ليالي كان الدهر معنا موافقا
…
فلما نأيتم ما رأيت له معنى
لئن عاد ذاك العيش يا سادتي بكم
…
وعدنا إلى تلك الديار كما كنا
غفرت لأيامي جميع ذنوبها
…
وقلت لك الإنعام عندي والحسنى وقال أيضاً:
بدا البرق من حزوي فهاج حنينه
…
وهبت صبا نجد فزاد أنينه
وغنى له الحادي بأيام حاجر
…
ففاضت بأمطار الدموع جفونه
وذكره العيش الذي كان وانقضى
…
فكاد جوى يطرا عليه جنونه
غريب بعيد الدار فارق أهله
…
كئيب وحيد بان عنه قرينه
مريض إذا هب النسيم من الحمى
…
يطيب له خفاقه وسكونه
تحمل أثقال الغرام وماله
…
معين على حمل الغرام يعينه
وصان الهوى في قلبه كل جهده
…
فلما نأى الأحباب بان مصونه
وظن بأن الدهر يجمع شمله
…
بمن يتمناهم فخابت ظنونه
أهيل الحمى بنتم فدمعي مطلق
…
وقلبي قد ضاقت عليه شجونه
أهيل الحمى لا أوحش الربع منكم
…
لقد كنتم للربع زيناً يزينه
مررت على الوادي وكان زمانكم
…
بلابله تشدو وتجري عيونه
فأبصرته من بعدكم وهو قد عفا
…
وأقفر منه سهله وحزونه
فناديته أين الذين عهدتهم
…
هنا وغدير العيش صاف معينه؟
فقل لي الوادي نأو وترحلوا
…
وهذا فؤادي للتنائي حزينه
فقلت فهل يسخو الزمان بعودهم
…
فقال لعل الدهر يسخو خؤونه
إلى أن يعود الماء في النهر جاريا
…
تموت به أطياره وغصونه
وكم مات صب (1) بالتوقع والمنى
…
ولم تقض من خصم الزمان ديونه وقال أيضاً:
هنيئاً لمن أمسى وأنت حبيبه
…
ولو أن نيران الغرام تذيبه
وطوبى لقل أنت ساكن سره
…
ولو بان عنه إلفه وقريبه
وواهاً (2) لمطرود عن الباب مبعد
…
لقد ضاق في هذا الوجود رحيبه
وحقك ما من ذاق وصلك ميت
…
" يحق عليه ندبه ونحيبه "(3)
(1) ص: صباً.
(2)
ص: وواه، وهو صحيح عند الزركشي.
(3)
اضطرت هذا البيت مع الذي يليه في ص، والتصويب عن الزركشي.
" أيا غاية الآمال من أنت أنسه "
…
فكل بلاء عنده يستطيبه
ومن أنت راض عنه في طي غيبه
…
فما ضره والله من يستغيبه
وما ضر صباً أن يبيت وما له
…
نصيب من الدنيا وأنت نصيبه
عبيدك في باب التطفل واقف
…
إذا لم تجبه أنت من ذا يجيبه
غريب عن الأوطان يبكي لذلة
…
وهل ذاق طعم الذل إلا غريبه
فقير من الأعمال أنت غناؤه
…
مريض من الآثام أنت طبيبه
تقضت لياليه وفات زمانه
…
ولم يدر حتى لاح منه مشيبه
غدا خاسراً فالعار يكفيه والعنا
…
وقد أن من ضوء النهار مغيبه وقال أيضاً:
سلام عليم هل تراكم علمتم
…
بما نال قلبي منذ ساعة بنتم
وهل عندكم ما عند قلبي من الأسى
…
وهل مثل وجدي للفراق وجدتم
أيا سادتي والله عهدي بلذتي
…
وطيب حياتي منذ كنت وكنتم
ليالي كانت كالنهار منيرة
…
سهرت بها من طيبها وسهرتم
فلا كان يوم (1) كان آخر عهدكم
…
وقد أسرع الحادي سحيراً وسرتم
ولا كان يوم فيه خلفت بعدكم
…
ونحن بوقفات الوداع نسلم
ترحلت عنكم كارهاً غير طائع
…
أؤخر أقداماً وأخرى أقدم
وودعتكم والقلب يأبى وداعكم
…
وفي كبدي نار الأسى تتضرم
علمت من الأيام كل كريهة
…
ولكن هذا البعد ما كنت أعلم
حرمتم جفوني أن ترى غير شخصكم
…
كما للذيذ النوم عنها حرمتم
وعيني حرمتم أن تراكم كأنما
…
لقاؤكم طيب وجفني محرم
ربيعي جمادى حيث سمعي لغيركم
…
به رجب منكم ونومي محرم
ولما حدا حادي الفراق بشملنا
…
وأنجدت سراً والأحبة أتهموا
(1) ص: يوماً.
وأصبح منكم منزل الأنس خالياً
…
تبين عليه وشحة وهو مظلم
وأضمرت (1) توديعاً له وهو ساكت
…
ولكن لسان الحال منه يكلم
وقالت لي الأوطان هل عودة بكم
…
فقلت لها ربي بذلك يعلم وقال موشح:
نشرت ريح الصبا روح الصباح
…
فصبا المشتاق
وبكى عصر الصبا الماضي وناح
…
من جوى الإشفاق
قدحت في العود نسمات الربيع
…
لهب الأزهار
وانثنت ترقم بالوشي البديع
…
جاري الأنهار
فكست عن برده البرد الخليع
…
خلع النوار
وبدت في خضرة الماء القراح
…
صفرة الأوراق
كطراز مذهب فوق وشاح
…
صنعة الخلاق
مثل الورد على الماء المعين
…
مثل الإنسان
زهرة العمر له في الأربعين
…
وبدا النقصان
ولقد يعجله بعض السنين
…
يكسر الأغصان
فافهم الجد فما المعنى مزاح
…
وافتح الآماق
وادخر ما اسطعت من فعل الصلاح
…
قيل أن تعتاق
مثل الدنيا كبيت العنكبوت
…
أمره موهون
من بها أيامه سهواً تفوت
…
فهو المحزن
فسعيد الناس عن الهم استراح
…
وابتغى ما راق
وإذا حف من الطير الجناح
…
أدرك السباق
(1) ص: وأضمر.
ما لأهل النوم في الليل نصيب
…
من لقا المحبوب
لا ولا تلقى بعيداً كالقريب
…
يدرك المطلوب
وكذا من لا يرى وجه الحبيب
…
إنه مكروب
فدع النوم فصبح الشيب لاح
…
مسفر الإشراق
وانقضى ليل الصبا الداجي وراح
…
مثل ركب ساق
أين أهل الأرض من أيام عاد
…
أين أهل الأرض
وقرون ملأوا هذي البلاد
…
طولها والعرض
سيعود الكل في يوم المعاد
…
إذ يقوم العرض
كلهم يسعى إذ ما الصور صاح
…
شاخص الأحداق
فلكم من أوجه ثم صباح
…
حظها الإحراق
سيمور الفلك الأعلى المحيط
…
من علا الأفلاك
ويضيق الخرق من هذا البسيط
…
وترى الملاك
عندها كل خليل وخليط
…
قلبه ينساك
وترى الأعين تجري بانسفاح
…
دمعها الدفاق
زائدات فوقأواه البطاح
…
تبلغ الأعناق
أرتجي ربي ويكفيني الرجا
…
فهو الغفار
والنبي المصطفى بدر الدجا
…
أحمد المختار
من على سنته سار نجا
…
من لهيب النار
مرشد الخلق إلى سبل النجاح
…
طاهر الأعراق
ذا الندى بحر العطايا والسماح
…
طيب الأخلاق وقال أيضاً:
ما غردت الورق مع الإشراق
…
فوق الورق
إلا وحلمت من جوى الأشواق
…
ما لم أطق
ما نسمت الصبا صباحاً وسرت
…
إلا بمسيرها لروحي أسرت
بالله ولا ذكرت أيامكم
…
إلا ومدامعي من الشوق جرت
أصبو فإذا ما التهبت بي ناري
…
ظلت حدقي
تبكي أسفاً لعل دمعي الجاري
…
يطفي حرقي
أيامكم قضيت عيشاً رغدا
…
بنتم فبقيت بعدكم منفردا
ما أوحش دنياي إذا لم أركم
…
لا أوحشني الزمان منكم أبدا
يا مصطبحي الصفو عن الأكدار
…
يا مغتبقي
من بعدكم غرقت في تيار
…
بحر الغرق
من يوم عدمتكم عدنت الفرحا
…
واعتضت بغصة الجوى والبرحا
والقلب ساقه دهره بعدكم
…
كأسا وإلى الآن فما عاد صحا
سكران من الغرام والتذكار
…
بادي القلق
ظمآن إلى أهيله والجار
…
حلف الأرق
ودعتكم وعبرتي تندفق
…
والقلب بنار وجده يحترق
ناديت قفوا بالله كي أنظركم
…
هيهات نعود بعدها نتفق
قد كان تبقى لي من أوطاري
…
بعض الرمق
فاسترجع مني بيد الأقدار
…
ما كان بقي
ما أشوقني إلى قدوم الغياب
…
ما أتوقني إلى وجوه الأحباب
إن عاد لي الزمان يوماً (1) بهم
…
لم يبق على الزمان والله عتاب
أو إن أمنت بقربهم أسراري
…
بعد الفرق
(1) ص: يوم.
حدثتهم بكل ضيم طاري
…
القلب لقي وقال أيضاً:
كل من يبكي على إلف جفاه
…
أو حبيب مات
وأنا أبكي على طيب الحياه
…
وزمان فات
أين عمري، وعلى عمري وآه
…
خلف الحسرات
زار كالطيف وولى بسلام
…
حامل الأوزار
لم يكن إلا كطيف في المنام
…
أو كطير طار
كلما أفكر في عمر الشباب
…
ونزول الشيب
وفعال لي أحصاها (1) الكتاب
…
كم بها من عيب
كدت أن أحثو (2) على رأسي التراب
…
وأشق الجيب
وأنادي من يعزي المستهام
…
فاقد الأوطار
وقته فات وما نال المرام
…
وكفاه العار
كلما قلت عسى قلبي الشقي
…
يبلغ الآمال
وأنال الخير فيما قد بقي
…
وتجود الحال
حطني الدهر فكم ذا أرتقي
…
والمدى قد طال
وكأن قد جاءني داعي الحمام
…
بلغ الإنذار
فانثنت بعدي أغاريد الحمام
…
تندب الآثار
بان من كانوا لقلبي مؤنسين
…
من جميع الناس
رحلوا فاليوم لي قلب حزين
…
دائم الوسواس
(1) ص: أحصاه.
(2)
ص: أحثي.
فتراني خضاعاً للشامتين
…
مطرقاً (1) بالراس
غائصاً في بحر فكر وغرام
…
موجه زخار
لا أبالي من رحل أو من أقام
…
من جوى الأفكار
أين من كانوا لضيمي (2) مشتكي
…
ولأسراري
أين من كانوا لظهري متكا
…
أين أنصاري
بينما هم مثل بستان زكا
…
نهره جاري
هب فيهم عاصم الموت الزؤام
…
بهوا الإعصار
فإذا النبت به عصف حطام
…
نهره قد غار
جز بأطلال خلت بعد السكن (3)
…
واندب الأطلال
أين سكانك يا هذي الدمن
…
والعلا والمال
إنها إن لم يكن فيها سكن
…
ليقول الحال
ها هنا كنا جميعاً بانتظام
…
في الذي نختار
أصبحت دارهم بعد الزحام
…
ما بها ديار
أيها الخاطي بليل الخاطئين
…
لاح ضوء الفجر
انتبه قبل لحاق الأولين
…
ومضيق الحجر
واصطبر فالله يجزي الصابرين
…
بعظيم الأجر
فبيوم وبشهر وبعام
…
تنقضي الأعمار
وجزاء الخلق في يوم القيام
…
جنة أو نار
ليس لي غير إلهي ذي (4) الكرم
…
غافر الزلات
(1) ص: مطرق.
(2)
ص: لظيمي.
(3)
ص: السكون.
(4)
ص: ذا.
والنبي المصطفى بدر الظلم
…
صاحب الآيات
أحمد الهادي الرسول المحتشم
…
سيد السادات
بدر حق يخجل البدر التمام
…
مشرق الأنوار
الذي كان تغشاه الغمام
…
وهو في الأسفار
سلم الله عليه وعلى
…
آله الأعيان
وعلى صديقه تاج العلا
…
سابق الإيمان
وعلى الفاروق مأمون الملا
…
والرضا عثمان
وعلي فارس الجيش الهمام
…
الفتى الكرار
وعلى أولاده الزهر الكرام
…
خيرة الأخيار وقال كان وكان:
دع عنك شرب الهليلج
…
يا من فؤاده به حمى
واترك ذنوبك أي من
…
ما يحمل التعذيب
أهوال يوم القيامة
…
حدث عن البحر ولا حرج
أقل ما في النوبة
…
الطفل فيه يشيب
القبر قال نبيك
…
أول منازل الآخره
من أول الدن دردري
…
والله الأخير عجيب
من بالأمل يتمسك
…
مثل الذي يقبض الهوا
ومن من الثلج بيتو
…
لا يأمن التخريب
من الغراب دليله
…
أي المنازل يسكنو
ومن لإبليس يبتع
…
يبصر لايش يصيب
من تاب عن ذنب واحد
…
وذنب آخر عاد فعل
كم هرب من رشقه
…
قعد حذا مزريب
على الطبيب النسخه
…
وما عليه المزوره
من أهلكه تخليطه
…
ما يلتزم بو طبيب
إن كنت فحل ثابت
…
نما تميل مع الهوى
الفحل للقلع آمن
…
وما يخاف الهيب
خليت أرض الجنه
…
ما فيها نخله واحده
واخترت أرض الدنيا
…
جريب خلف جريب
فدرب دينار تعبر
…
نسيت درب المقبره
لو جزت في درب صالح
…
عرفت درب حبيب
عاملت دنياك مده
…
فعامل الله مثلها
إن ريت أنك تخسر
…
فارجع وقل تجريب
إذا خلوت بنفسك
…
فعلت ما لا ينبغي
أي من خلا أين تخلو
…
والحق منك قريب
ترمي ليوسف قلبك
…
في منقلب جب الهوى
وعند يعقوب تبكي
…
تقول أكله الذيب
أفنيت بندق عمرك
…
في رمي عصفور الهوى
وللجليل ما عرفته
…
لإيش بقيت تصيب
تدب فوقك نمله
…
تمد إيدك ترضها
يا من يرض النمله
…
كم في التراب دبيب
تم العمل يا شبيطر
…
لا تتبع نسر الأمل
وأي عقاب المظالم
…
القوس في التعقيب
تسف في قربانك
…
سحت الحرام ولا تسل
هم يوم تصرع وتخرج
…
من الجميع سليب
حلوان قولك وسمتك
…
لكن مراغه داخله
مالك إلى الحق موصل
…
فكيف تصل لطبيب
قل للفقيه المهذب
…
قلبك يكن فيه تبصره
فإن تنبيه قلبك
…
تتمة التهذيب
لا بد ذي حركاتك
…
بعد التصرف تتجزم
وواو جمعك وحيتك
…
تخرج بلا ترتيب
اذخر لنفسك ذخيره
…
عسى تراها في غدا
نمى تعذب وغيرك
…
بما جمعت يطيب
لا بد لك أن تفلس
…
ولا يغرك ذا الغنى
ولو ورثت الدنيا
…
بالفرض (1) والتعصيب
أي من بشوطو واقف
…
في منصف العمر انتبه
وأسرع فشمس حياتك
…
بقي القليل وتغيب
شرفك النفس ما هو
…
بالنقش والنفش والنسب
قد قال: سلمان منا
…
ولم يكن بنسيب
من خاط ثوب المعالي
…
بلا جميل يحمله
أصبح وستره شهره
…
وبان وفيه وريب
واسط مقام الفصاحه
…
بغداد دار الأذكيا
وأنا فقير حصل لي
…
من كل أرض نصيب
فصار معجون قلبي
…
يشفي القلوب من المرض
ولا يشوبه مراره
…
لأن فيه تركيب
(1) ص: بالقرض.
وأنشده شخص هذين البيتين:
أيامنا بالحمى حييت أياما
…
وزادك الله إجلالاً وإكراماً
بالأمس قد كنت أحلى ما بأنفسنا
…
فما أصابك حتى صرت أحلاما وسأله أن يزيد عليها (1) فقال:
يا سادة جرحوا قلبي ببينهم
…
وحملوه على الآلام آلاما
لله ليلات أنس كن لي بكم
…
عصيت فيهن عذالاً ولواما
كانت لنا من عطيات الزمان فما
…
دامت علينا ولا المعطي لها داما وقال ذوبيت:
لما رأت العين بياض الشعرات
…
فاضت أسفاً وقرحتها العبرات
ثم التفتت إلى الصبا وهي تقول
…
قف صل على العمر صلاة الأموات وقال أيضاً:
ما يلمع بارق بذات العلمين
…
إلا وبعين كل عين لي عين
تالله ولا أنظر يوماً حسناً
…
إلا ويقول خاطري أين وأين وقال أيضاً:
في أي بطالة وفي أي زمان
…
أستبدل في الهوى فلاناً بفلان
أرجو بدلاً هيهات ولى عمري
…
قد كان من الصبا ومني ما كان
(1) كذا في ص.