الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
519 -
(1)
مروان الحمار
مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية الملقب " الحمار " و " الجعدي " نسبة إلى مؤدبه الجعد ابن درهم؛ كان لا يجف له لبد في محاربة الخوارج، ولد بالجزيرة سنة اثنتين (2) وسبعين وقتل سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وكان مشهوراً بالفروسية والإقدام والدهاء (3) ؛ بويع له في نصف صفر سنة سبع وعشرين ومائة.
أدخل عليه يزيد بن خالد القسري وكان قد حاربه قبل أن يلي الخلافة فلف منديلاً على إصبعه ثم أدخلها في عين يزيد فقلعها واستخرج الحدقة ثم أدار يديه فاستخرج الحدقة الأخرى، وما سمع من يزيد كلمة.
وسار مروان لحرب بني العباس في مائة وخمسين ألفاً (4) حتى نزل قريباً (5) من الموصل، فالتقى وعبد الله بن علي عم المنصور في جمادى الآخرة (6) سنة اثنتين وثلاثين ومائة فانكسر مروان؛ وتقرب عبد الله من الشام وملك دمشق، وهرب مروان ودخل مصر وعبر الصعيد، فوجه عبد الله أخاه صالحاً في طلبه، وعلى طلائعه عمرو بن اسماعيل، فساق عمرو في أثره
(1) أخباره في المصادر التاريخية الكبرى كالطبري واليعقوبي والمسعودي وابن الأثير وابن خلدون وتاريخ الإسلام للذهبي
…
الخ؛ وتاريخ الخلفاء: 278 والروحي: 28 والفخري: 123؛ ولم ترد هذه الترجمة في المطبوعة.
(2)
ص: اثنين.
(3)
ص: والدما.
(4)
ص: وخمسون ألف.
(5)
ص: قريب.
(6)
ص: الآخر.
فلحقه بقرية بوصير فقلته وله من العمر اثنتان (1) وستون سنة.
وكان أشقر أزرق، فقدم عليه شخص أول ولايته فرآه على هذه الصورة فلوى وجهه وقال: ما خلق الله هذه الصورة لأن يضع فيها خيراً أبداً، فبلغه كلامه فأحضره وقال: أنت القائل كذا؟ والله لأكذبنك، ثم أمر له بجملة وافرة وصرفه، فانصرف الرجل وهو يقول: صورة شر ما نفع الله عندها إلا بالشر.
ولما وصل إلى بوصير قطع لسان قائد (2) من قواده اتهمه مكاتبة بني العباس، فاختطفته هرة فأكلته، وفي عشية ذلك اليوم وصل عسكر عبد الله بن علي ودخلوا الدار التي فيها مروان فسلوا لسانه من قفاه ورموا به على الأرض، فجائت تلك الهرة بعينها فأكلت لسانه.
ومن شعر مروان قوله من قصيدة:
أبلغ نزاراً (3) وعرب الشام قاطبة
…
وبالجزيرة واخصص قيس غيلانا
من ذا الذي يرتجي بعدي مودتكم
…
وأن تكونوا له في الناس أعوانا وكان يلقب بالحمار لثباته في الحرب.
(1) ص: اثنان.
(2)
ص: قائداص.
(3)
ص: نزار.