الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1)
491
ابن اللبانة
محمد بن عيسى بن مح، أبو بكر اللخمي الأندلسي، الشاعر المشهور بابن اللبانة، وله كتاب " مناقل الفتنة " و " نظم السلوك في وعظ الملوك " و " سقيط الدرر ولقيط الزهر " في شعر بني عباد، وتوفي بميورقة في سنة سبع وخمسمائة. من شعره:
هلا ثناك علي قلب مشفق
…
لترى فراشاً في فراش يحرق
أصبحت كالرمق الذي لا يرتجي
…
وبقيت كالنفس الذي لا يلحق
وغرقت في دمعي عليك وعمني
…
طوف فهل سبب به أتعلق
أو خدعة بتحية مقبولة
…
في جنب موعدك الذي لا يصدق
أنت المنية والمنى، فيك استوى
…
ظل الغمامة والهجير المحرق
لك قد ذابلة الوشيج ولونها
…
لكن سنانك أكحل لا أزرق
ويقال إنك أيكة حتى إذا
…
غنيت قيل هو الحمام الأورق
لو في يدي سحر وعندي نفثة
…
لجعلت قلبك بعض يوم يعشق
لتذوق ما قد ذقت من ألم الهوى
…
وترق لي مما تراه وتشفق وقال أيضاً يمدح المعتمد بن عابد:
بكت عند توديعي فما علم الركب
…
أذاك سقيط الطل أم لؤلؤ رطب
(1) الوافي 4: 297 والزركشي: 306 وقلائد العقيان: 245 وبغية الملتمس رقم: 213 والذخيرة (القسم الثالث: 209) والمغرب 2: 409 والمعجب: 208 والمطرب: 178 والتكملة: 410 والخريدة (قسم المغرب والأندلس) 2: 107 (ط. تونس) والمسالك 11: 270 وله موشحات في صفحات متفرقة من نفح الطيب ودار الطراز وجيش التوشيح؛ وهذه الترجمة مستوفاة في المطبوعة.
وتابعها سرب وإني لمخطيء
…
نجوم الدياجي لا يقال لها سرب
لئن وقفت شمس النهار ليوشع
…
لقد وقفت شمس الهوى لي والشهب
هفا بين عصف الريح والموج مثلما
…
هفا بين أضلاعي يكوي به القلب
كأني قذى في مقلة وهو ناظر
…
بها والمجاذيف التي حولها هدب منها في المديح:
حوى قصبات السبق (1) عفواً ولو سعى
…
لها البرق خطفاً جاء من دونها يكبو
ويرتاح عند الجود (2) حتى كأنه
…
وحاشاه نشوان يلذ له الشرب
سألت أخاه البحر عنه فقال لي
…
شقيقي إلا أنه البارد العذب وقال موشح (3) :
في نرجس الأحداق
…
وسوسن الأجياد
نبت الهوى مغروس
…
بين القنا المياد
وفي نقا الكافور
…
والمندل الرطب
والهودج المزرور
…
بالوشي والعصب
قضب من البلور
…
حمين بالقضب
نادى بها المهجور
…
من شدة الحب
أذابت الأشواق
…
روحي على أجساد
أعارها الطاووس
…
من ريشه أبراد
كواعب أتراب
…
تشابهت قداً
(1) الوافي: السعي.
(2)
الوافي: الحمد.
(3)
هي الموشحة رقم: 41 في جيش التوشيح.
عضت على العناب
…
بالبرد الأندا (1)
أوصت بي الأوصاب
…
وأغرت الوجدا
وأكثر الأحباب
…
أعدى من الأعدا
تفتر عن أعلاق
…
لآليء أفراد
فيه اللمى (2) محروس
…
بألسن الأغماد
من جوهر الذكرى
…
أعطى (3) نحور الحور
وقلد الدرا
…
سلالة المنصور
جاوز به البحرا
…
واخرق حجاب النور
وقال له شعرا
…
بفضلك المشهور
جمعت في الآفاق
…
تنافر الأضداد
فأنت ليث الخيس
…
وأنت بدر الناد
خرجت مختالا
…
أبغي سنا البرق (4)
أقطع أميالا
…
غرباً إلى شرق
مؤملاً حالا
…
يكون من وفقي
فقال من قالا
…
وفاه بالصدق
دع قطعك الآفاق
…
يا أيها المرتاد
واقصد إلى باديس
…
خير بني عباد
يا من رجاله ثقات الظلا
…
وأمل التعريس
(1) ص: والاندا
(2)
ص: اللقا.
(3)
ص: عطل.
(4)
جيش التوشيح: الرزق.
إن شئت أن تحلى
…
بطائل التأنيس
لا تعتمد إلا
…
على علا باديس
من قومه أعلى
…
قدراً من البرجيس
مواطن الأرزاق
…
أولئك الأمجاد (1)
فاحطط رحال العيس
…
وانفض بقايا الزاد وقال أيضاً:
شق النسيم كمامه
…
عن زاهر يتبسم
فلا تطع لملامه
…
واشرب على الزير والبم
حيا النسيم بمندل
…
عن طيب زهر أنيق
ونرجس الروض تخجل
…
منه خدود الشقيق
فانهض إلى الدن واقبل
…
منه سؤال (2) الرحيق
وفض منه ختامه
…
عن مثل مسك مختم
تكاد منه المدامه
…
للشرب أن تتكلم
حاكت على النهر درعا
…
ريح الصبا في الأصايل
وأسبل القطر دمعا
…
على جيوب الخمايل (3)
فاسمع من العود سجعا
…
تشق منه الغلايل
ما رنمته حمامه
…
من فوق غصن منعم
ولا ادعته كرامه
…
بنت الحسين بن مجذم (4)
(1) جيش التوشيح: الأنجاد.
(2)
الوافي: سوار.
(3)
ص: الأصايل.
(4)
الوافي: مخدم.
أما علي فإني
…
ممن سمعت بذكره
والود يشهد عني
…
بما أبوح بفخر
وقد رأيت التمني
…
يختال في ثوب بره (1)
في حلة من أسامه
…
بظاهر الحسن معلم
متوج بالكرامه
…
وبالسماح مختم
حيا النسيم تلمسان
…
بواكف القطر هطال
فقد قضت كل إحسان
…
بجودها بابن شملال
وقصرت كل إنسان
…
ما حواه من إجلال
ندب يذل همامه
…
ربيعة بن مكدم
وما حواه أسامه
…
في عصره المتقدم
قد جاءك المتنبي
…
يا سيف هذا الزمان
يختال في ثوب عجب
…
بما حوى من معان
يشدو ارتجالاً فيسبي
…
كل الوجوه الحسان
هذا المليح في العمامه
…
لو أنه يتلثم
لقلت هذي غمامه
…
غطت على قمر التم
(1) الوافي: بشره.