الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كأن حباب المزج في جنباتها
…
كواكب در في سماء عقيق وقال أيضاً:
سقاني وقد نام الرقيب مدامة
…
على فرق والليل عسكرهزنج
وطير عقلي حين تاه بنظرة
…
على واضح من تحتها أعين دعج
وفي يده تفاحة شبه خده
…
مضرجة كالنار ليس لها وهج
عقيقية الأثواب درية الحشا
…
فظاهرها نار وباطنها ثلج وقال أيضاً:
الخد بين مطرز ومدبج
…
والثغر بين منظم ومفلج
وكأنما وجناته بلورة
…
وعذاره والصدغ من فيروزج
وكأنا والكاس تجمع شملنا
…
والروض بني مجلل وممزج
من طرفه والخد ثم عذاره
…
في نرجس وشقائق وبنفسج 537 (1)
الخليفة الهادي
موسى بن محمد، أمير المؤمنين الهادي ابن المهدي ابن المنصور؛ كان أبيض جسيماً طويلاً مولده بالري سنة سبع وأربعين ومائة، وتوفي ليلة الجمعة لثلاث عشرة (2) بقيت من ربيع الول سنة سبعين ومائة، وله خمس وعشرون (3) سنة وشهور، وصلى عليه أخوه الرشيد، ودفن
(1) تاريخ بغداد 13: 21 وابن الساعي: 24 والبدء والتاريخ 6: 99 والروحي: 48 والفخري: 171 وخلاصة الذهب المسبوك: 103 وتاريخ الخلفاء: 305؛ ولم ترد الترجمة في المطبوعة.
(2)
ص: لثلثة عشر.
(3)
ص: وعشرين.
بالقصر الأبيض الذي كان عمله. وكانت خلافته سنة وشهراً واحداً (1) وعشرين يوماً. وأمه أم ولد يقال لها الخيزران.
وكان شجاعاً بطلاً أديباً جواداً صعب المرام، يلهو ويلعب ويركب حماراً فارهاً، ولا يقيم أبهة الخلافة وكان فصيحاً قادراً على الكلام تعلوه هيبة وله سطوة.
أعطى لإبراهيم الموصلي سبعمائة ألف درهم.
يقال إن أمه الخيزران سمته لأنه طالب أخاه الرشيد أن يخلع نفسه من العهد ويقدم ولده، وكان موسى قد سماه الناطق بالحق، فامتنع، فهم بقتله مرراً، فكانت أمهما الخيزران تدافع عنه، ولعظمها في دولة المهدي كان كبراء الدولة يغشون بابها للحوائج، فأغضب الهادي ذلك وقال لها: ما هذه المواكب التي تغدو لبابك وتروح؟! إنما للمرأة بيتها ومغزلها وسجادتها وسبحتها، ثم أنفذ لها أرزاً مسموماً، ففطنت له ولم تأكله وأخذت في الاحتيال عليه وسمته، فمات، وفي ليلة مات ولد خليفة وولي خلفية: توفي الهادي وولي الرشيد وولد المأمون.
وهو أول من وصل بمائة ألف درهم لأنه أعطى سلم الخاسر مائة ألف درهم، وكان أسمح بني العباس بالمال.
وحكي أنه كان في بستان له يتفرج وهو راكب حماراً (2) ، فجيء إليه برجل قد وجب عليه القتل وشرطيان يمسكانه عن يمينه ويساره، فأفلت منهما واخترط سيف أحدهما وأقبل به على الهادي، فصاح الهادي وقد أيقن بالموت: ويلك، اضرب عنقه يوهم أن وراءه أحداً (3) ، فلوى عنقه، فوثب من حماره عليه وضرب به الأرض وأخذ السيف من يده
(1) ص: وشهر واحد.
(2)
حمار.
(3)
ص: أحد.