الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسراب الحمام يحفر إذ ضا
…
ق ففيض المياه منه تسيل
وسقوط الأحجار من كل هدم
…
وذراعي من وقعها مشلول
ورجال قد زاحموني بأثقا
…
ل لهم عند عتلها ترتيل
والذي يذبح الدجاج ويرمي
…
هن والدم سائح مطلول
وارتياعي إذا المجرس وافى
…
مقبلاً مدبراً به تنكيل
وعصاة الضرير تجرح كعب
…
ي وذيلي بطينها مبلول
كل ذا هين على صاحب الشو
…
ق وإكثاره عليه قليل
فذرا أيها الخليلان عذراً
…
هو عندي إن زرتما مقبول
وخذاه نظماً حكى البرد وشياً
…
ولأهدابه عليه فضول 529 (1)
أبو المظفر الأنباري
مفلح بن علي بن يحيى بن عباد، أبو المظفر الأنباري؛ أقام ببغداد وكان يؤدب الصبيان، ثم اتصل بخدمة الوزير ابن هبيرة واختص به سفراً وحضراً، ولما توفي الوزير نقل عنه أنه نظم شعراً يعرض (2) فيه ببعض الصدور، فأخذ وحبس في حبس الجرائم وعوقب مراراً، ومكث في الحبس سنة، ثم أخرج منه ميتاً سنة إحدى وستين وخمسمائة.
وكان حافظاً لكتاب الله تعالى حسن القراءة عالماً بالفقه والأصول أديباً مليح العبارة، سمع الكثير بنفسه وقرأ على الشيوخ وحدث بالسير (3)، رحمه الله؛ ومن شعره:
(1) الزركشي: 333 والخريدة (قسم العراق) 4: 301؛ ولم ترد هذه الترجمة في المطبوعة.
(2)
ص: تعرض.
(3)
كذا ولعله: باليسير.
وكنت قنعت في الدنيا بشخص
…
يكون لراحتي ولكبت ضدي
تؤانسه مفاكهتي وقربي
…
وتؤلمه مفارقتي وبعدي
فما سمحت به الأيام إلا
…
يسيراً والمنون إليه تخدي
فما فرت به عيناي حتى
…
توخاه الردى وبقيت وحدي وقال:
سقى ربوعاً أقوت على حاجر
…
واهي العزال مجلجل ماطر
وجاد ماذان والعقيق إلى
…
غمرة دان وسميه باكر
يثير سلكاً من الرذاذ علي
…
بان قرورا وروضها الزاهر
بكت بها شجوها فأضحكها
…
بالنور دمع السحائب (1) الماطر
كأنما الطل في ذوائبه
…
والشمس صبحاً تنسل من كافر
عقد فتاة ألقى جواهره
…
سلك خؤون لضعفه خائر
إذا تغنى حمامه (2) طرقاً
…
كان له من هديله سامر
كأنه شارب معتقة
…
كان لها قس إيليا عاصر
من عهد كسرى وقيصر ختمت
…
ما فضها شارب ولا تاجر
يا خالياً من غرام مكتئب (3)
…
ويا رقوداً عن ليله الساهر
وناصحي والنصيح متهم
…
إن لم تكن مسعداً فكن عاذر
وعدتني منك وقفة (4) أمماً
…
أين وفاء الميعاد يا غادر
قف ساعة بي على معاهدهم
…
ولا تكن للمطي بالزاجر
أما تراها تحن مرزمة
…
ودمعها في جفونها حائر
قد أيقنت أنني أخو كلف
…
بأربع لا ترق للذاكر
(1) ص: للحايب.
(2)
ص: حماه.
(3)
ص: مكتئباً.
(4)
ص: وقفاً.