الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصعداء وقال: صلوات الله على عيسى بن مريم فإن أمته معه في راحة لم يخلف عليهم من يؤذيهم.
وباع جارية على أنها تحسن تطبخ، فلم تحسن شيئاً، فطلب إلى القاضي وطولب بأن يحلف على أنها تحسن الطبيخ، فاندفع وحلف أيماناً مغلظة أنه دفع إليها مرة جرادة فعملت منها خمسة ألوان من الطعام وفضل منها شريحة للقديد، سوى الجنب فإنها عملته جوذابة، فضحك من حضر وبئس الخصم من الوصول إلى شيء منه، فخلى سبيله.
وجمع مرة في بيته بين متعاشقين، فتعاتبا ساعة، ثم إن العشيق مد يده إليها فقالت: دع هذا ليس هذا موضعه، فسمعها مزبد فقال: يا زانية، فأين موضعه؟ بين الركن والمقام؟ والله ما بنيت هذه الدار إلا للقحاب والقوادين، ولا اشتري خشبها إلا من دراهم القمار، فأي موضع أحق بالزنا منها؟
ونوادره كثيرة، عفا الله عنا وعنه وسامحنا بمنه وكرمه.
523 -
(1)
ابن قسيم الحموي
مسلم بن الضر بن المسلم بن قسيم، أبو المجد التنوخي الحموي من شعراء نور الدين الشهيد رحمه الله تعالى؛ توفي سنة إحدى (2) وأربعين وخمسمائة.
(1) الزركشي: 330 والخريدة (قسم الشام) 1: 433 (وأشار المحقق غلى ترجمته في الوافي) وقال الزركشي: وقفت على ديوان شعره في مجلد، ثم أورد مختارات أنفرد في أكثرها عما جاء به المؤلف؛ ولم ترد هذه الترجمة في المطبوعة.
(2)
ص: أحد.
يقال إنه كان له خادم وعبد، فدخل بعض الأيام داره فوجد العبد فوق الخادم، فضربه وخرج، فرأى بعض أصحابه فسأله عن غيظه فقال: هذا العبد النحس ناك الخويدم الصغير، فقال: مولانا المخدوم الكبير.
ومن شعر ابن قسيم:
كأن خمرته إذ قام بمزجها
…
من خده عصرت أو من ثناياه
النرجس الغض عيناه، وطرته
…
بنفسج، وجني الورد خداه وقال يصف المطر على النهر:
ولنا إذا انبجست أهاضيب الحيا
…
يوم تغاث به البلاد وتمطر
وتظل مفعمة أكف بروقه
…
تطوى بها حلل الغمام وتنشر
والغيث منسكب كأن حبابه
…
درر تبث على المياه وتنثر
فحسبت أن الروض منه منور
…
والأرض غرقى والغدير مجدر وقال يصف زهر الباقلا:
لله في زمن الربيع وصائف
…
حيت (1) بزهرة باقلاء مبهجه
ولوت بمفرقها عصابة لؤلؤ
…
وكأن شمساً بالنجوم متوجه
وكأن أنملها حبتك بدرة
…
بيضاء مطبقة علي فيروزجه
(1) الخريدة: حفت.