الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الروح الإنسانية في علاقات السلم والحرب
عالمية الإسلام وإنسانيته:
1-
يضع الإسلام بارتكازه على عقيدة التوحيد المتسقة مع الفطرة الإنسانية أسس الوحدة الإنسانية القائمة على الحق والعدل، باعتبار الدعوة الإسلامية دعوة للبشرية جمعاء تقيمهم على أساس الوحدانية في العقيدة والعبادة، والأخلاق الفاضلة في السلوك الفردي والجماعي، والعلاقات الإنسانية، فأما الفطرة -وقد أسلفنا الإشارة إليها كركيزة لهذه الثقافة- فهي جلية في قوله عز وجل:
{صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} 2.
وحول دعوة الإسلام العامة التي لم تخصص بمكان أو زمان أو قوم، بل
1 سورة الروم: "30".
2 البقرة: "138".
جاءت رسالةً موجهةً لخير بني الإنسان على اختلاف الأجناس والألوان، إرشادًا لهم إلى الخير، وتحذيرًا لهم من الشر، وتحقيقًا لخيري الدنيا والدين، يقول الله عز وجل:
ويقول سبحانه: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَاّ خلا فِيهَا نَذِيرٌ} 2.
2-
ويمكن إجمال الخصائص التي يجب أن يشتمل عليها الدين؛ ليكون عالميًّا وصالِحًا لكل زمان ومكان في ثلاث:
أ- وفاؤه بحاجة الإنسانية جميعًا، فيما يصون وحدتها، ويرعى إنسانيتها، ويحمي أفرادها في العاجل والآجل.
ب- تشريعاته التي تضمن قيام الإنسانية كلها في محيط واحد، لا تنزع معه إلى عصبية دم، أو اختلاف لون، أو فرقة جنس.
ج- اتساقه مع حقائق الكون وخصائص الوجود، بحيث لا يتعارض مع ما يثبت من حقائق العلم، أو يختلف مع منطق الفكر.
فهل تضمنت الدعوة الإسلامية كل ذلك أو قصرت عنه؟
الحق أن كل شيء في الإسلام ينهض بهذه الخصائص ويفي بها. عقيدته التي تؤمن أن الله واحد تحقق وحدة الإنسانية في القصد والسلوك، وهي ترى الله في سعيها، وتخشاه في سرها وعلنها، ولا شيء يصون السلوك
1 سبأ: "28".
3 فاطر: "24".