الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العقيدة والإنسان
الإنسان بين الهداية والغواية:
1-
من طبيعة هذا الإنسان أن يحس بالسعادة والشقاء إحساسًا تشترك فيه الأبدان والأرواح على السواء.. تلك حكمة الله في خلق هذا الإنسان الذي كرَّمه الخالق الحكيم، حين خلقه في أحسن تقويم، بدأ خلقه من طين الأرض، ونفخ فيه من روحه وميَّزه على سائر المخلوقات بخصائص تَجِلُّ عن الحصر، ونعم لا يحصيها العد، وجعله خليفة في الأرض، وحمَّله أمانة إعمارها وإصلاحها، وحدَّدَ له فيها أجلًا لا يزيد ولا ينقص، ثم يرجع بعد ذلك في اليوم الموعود إلى الله، خالقه ورازقه ومفيض النعم عليه، حيث يلقى جزاء ما عمل، ويصير إما إلى السعادة الخالدة، أو شقاء الأبد.
قال تعالى:
{ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ، الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ، ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ
فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ، وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأرض أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ، قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} 1.
2-
والإنسان في هذه الحياة، حياة التكليف والابتلاء بين طريقين: طريق الهداية، وطريق الغواية، وهما طريقان مختلفان بدءًا ونهاية، ويؤول كل منهما بسالكه إلى المصير الذي يتناسب مع المنهج الذي التَزَمَه، والعمل الذي قَدَّمَه، فمن زكَّى نفسه بالتقوى فقد أفلح، ومن دنسها بالمعاصي فقد خاب، وفي ذلك يقول سبحانه:
ويقول جل شأنه:
على هذين الطريقين يسير فريقان من البشر لا اتفاق بينهما في المنطلق وخط المسير، ولا تلاقي بينهما في الغاية ونهاية المصير، وكيف يستوي من يعبر الدروب الواضحة النيرة، ومن يجتاز المهالك، ويتغلغل في أحشاء الظلام؟!
…
1 السجدة: "6-11".
2 الشمس: "7-10".
3 يونس: "108".