الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأخلاق.. بل جعل المسلم -في هذه الظروف الطارئة العارضة- الإنسان الذي يوجِّهُ الحرب ويصرف أوضاعها وفق مبادئه السامية، وأغراض الشريعة ومقاصدها، والهدف الكبير في إعلاء كلمة الله، وإقامة دينه في الأرض، وإزالة عوائق الطغيان، ورد غوائل العدوان.. وبذلك أقام الإسلام -بخوف الله عز وجل ومراقبته- في ضمير المجاهد. ذلك الحارس الأمين، الذي يوجه حركته ويضبط سلوكه في ميدان الحرب؛ بحيث يعرف متى يضرب ومتى يتوقف، وما هي الأهداف التي يرميها، والمواطن أو المواضع التي يتفادى المسَّ بها.
أغراض الحرب في الإسلام:
ويجعل الإسلام من أغراض الحرب1:
1-
رد العدوان والدفاع عن النفس والأهل والمال والوطن والدين، وكانت أول آية من آيات القتال نزلت وفيها الإذن به قول الله تعالى:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَاّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} 2.
وقال عز وجل: {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} 3.
1 انظر: "السلام في الإسلام" تأليف حسن البنا ص51.
2 الحج: "39-40".
3 النساء: "75".
وعن سعد بن زيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قُتِلَ دون ماله فهو شهيد، ومن قُتِلَ دون دمه فهو شهيد، ومن قُتِلَ دون دينه فهو شهيد، ومن قُتِلَ دون أهله فهو شهيد"1.
2-
تأمين حرية الدين والاعتقاد للمؤمنين الذين يحاول الكافرون أن يفتنوهم عن دينهم. وفي ذلك يقول عز وجل:
3-
حماية الدعوة حتى تبلغ إلى الناس جميعًا ويتحدد موقفهم منها تحديدًا واضحًا، وذلك أن الإسلام رسالة عامة شاملة تنطوي على أفضل مبادئ الحق والخير والعدل، فلا بد أن تزول من طريقها كل عقبة تمنع من إبلاغها، ولا بد أن يعرف موقف كل فرد وكل أمة بعد هذا البلاغ. وعلى ضوء هذا التحديد تكون معاملة الإسلام وأهله للناس، فالمؤمنون إخوانهم، والمعاهدون لهم عهدهم، وأهل الذمة يوفى لهم بذمتهم، والأعداء المحاربون ومن تُخْشَى خيانتهم يُنْبَذُ إليهم، فإن عدلوا عن خصومتهم فبها، وإلا حوربوا جزاء اعتدائهم، حتى لا يكونوا عقبة في طريق دعوة الحق، أو مصدر تهديد وخيانة لأهلها، لا إكراها لهم على قبول الدعوة، ولا محاولة لكسب إيمانهم بالقوة.
قال تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} 3.
1 رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
2 البقرة: "193".
3 الأنفال: "58".
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أُقَاتِلَ الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله"2.
4-
تأديب ناكثي العهد من المعاهدين، أو الفئة الباغية على جماعة المؤمنين، التي تتمرد على أمر الله، وتأبى حكم العدل والإصلاح.
ويقول تبارك وتعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى
1 التوبة: "29".
2 رواه الشيخان.
3 التوبة: "12-13".